السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أبلغ من العمر 19 عاما... وأشعر أنني لم أفعل أي شيء بحياتي..!!!
كل شيء كنت أنوي فعله..كان تحت راية.. التأجيل... كنت أنوي قراءة الكثير من الكتب... والاستماع إلى الكثير من الشرائط... وأن أكون مثقفة... وإيجابية... ولكن.. لم أفعل أي شيء...
أشعر بندم شديد... لأنني الآن... قد تغير شعوري نحو كل شيء... لا أحب أي شيء.. وحياتي فارغة... لا أقرأ.. ولا أكتب.. ولا ألعب رياضة.. كل حياتي على التلفاز.. والأفلام.. وعندما أفكر.. أفكر بأشياء تافهة.. ولا أجد ما أفكر فيه جديا.. كم أتمنى أن أصبح جدية..
كم أتمنى أن أكون عابدة.. مثقفة.. محبوبة.. ولكن.. لم أفعل أي شيء.. ولا أفعل.. لدي الكثير من العوامل التي تساعد على تقوية الشخصية.. ولكن لا أحسن استغلالها..
أنا الآن.. بدون هدف.. لأنني.. لا أعرف كيف أحدد هدفي أدرس تخصص لا أحبه..ولكن المجموع دخلني... وبالتالي.. لا أستطيع تحديد أي هدف.. لأنني أدرس تخصص لا يناسبني..!!!
كم أكره حياتي.... وكم أتمنى أن أستطيع أن أغير نمط عيشتي..!!!
كنت جدا متدينة.. ولكن.. من أجل طريقة الحياة في البيت.. والكسل..أ صبحت لا أفعل أي شيء... وأنام كثيرا...
أنا الآن المفروض أني بإجازة..وكنت أنوي أن أعمل كثيرا من الأشياء.. ولكني لم أفعل أي شيء..أضع أهدافي ولكني لا أطبقها..!!! وبالتالي.. نسيتها.. وإذا تذكرتها.. كرهتها..!!!
وأكره الناس الجديين.. وأصحاب الأهداف الكبيرة..!!! وأشعر بغيرة كبيرة نحوهم..!! ما الحل؟!؟!
20/08/2004
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أهلا وسهلا بك معنا على موقع مجانين، تسألين ما الحل؟ وإذا كان من حقك أن تسألي فمن حقي أنا أيضا أن أسألك فأقول عندما نجد الحل من سيقوم بتنفيذه؟؟؟؟
فأنت تعلمين أن العاقل لا يضيع مجهوده هباء إن لم يجد من يستفيد منه، ولذا سأطلب منك وعدا بالتعاون معي قبل أن تكملي القراءة. تتحدثين عن حياتك وكأنك في نهايتها مع أنك.... ما زلت قبل البداية... ببضع خطوات!!!
ترسمين صورا مشرقة لشخصية متفوقة ومثقفة ومتدينة وجادة وكلها أمور يتطلب تحقيقها يا عزيزتي سنوات من العمل الشاق تفوق عمرك بكثير، بمعنى أنك تستعجلين تحقيق الهدف أو أنك فعلا غير مدركة لما تعنيه الصفات التي تحلمين بالوصول إليها، ولنأخذ مثلا صفة الثقافة كم شخص تستطيعين أن تطلقي عليه هذه الصفة؟ كم أعمارهم في المتوسط؟ وبالمناسبة من تتحدث إليك لا تستطيع أبدا أن تزعم أنها مثقفة.
تقولين أنك لا تفعلين شيئا ولا تحبين شيئا ولا تفكرين في غير التوافه.. وعندما يبدأ المتحدث بإطلاق صفات التعميم على حياته نستشعر (كمختصين) بوادر الخطر، فما تقولينه يعبر عنعسر المزاج Dysthymia ،أو درجة من درجات الاكتئاب، والذي لم تذكري له أي مبرر غير أنك تدرسين تخصصا لا تحبينه، وهو أمر وإن كان باعثا على الضيق والانزعاج في البداية إلا أن كل دارس في مجال ما سرعان ما يجد فيه ما يجذبه ويحبه إن هو أعطى لنفسه هذه الفرصة،
فما رأيك أن تجعلي هذه نقطة البداية في عملك للوصول بنفسك لما تحبين أن تكوني عليه؟ ابحثي في تخصصك عما قد يقربك منه ولا تفكري كثيرا بأنه لم يكن حلمك أو خيارك، فكم من الدروب التي يقدر لنا المسير فيها على غير إرادة منا تكون هي دروب السعادة واذكري كلامي معك فقط لبضع سنين. بنيتي أتعرفين بيت الشعر الذي يقول "مشيناها خطا كتبت علينا ومن كتبت عليه خطا مشاها"!! نعم جزء أساسي من إيماننا أن نقبل ونسعد بما لدينا، وتذكري أن من رضي فله الرضا، ومن سخط..... لن يغير من أمر الله عليه شيء غير أن يزيد معاناته.
ذكرت من ضمن هواياتك قراءة الروايات وقد يكون ما تعانين منه حالة من التوحد مع رومانسية الكتاب، فلا تخلطي بين ما نحلم أن يكون وبين ما هو واقع، فلو فكرنا جميعا بهذه الطريقة سنقف بجانبك!!
اسمحي لي أن أقول أنني فهمت من كلامك أنك تعانين من حالة من البلادة، وأقول لك أن البلادة من وجهة نظر أحد اتجاهات العلاج النفسي هي آلية (وسيلة) للدفاع عن الذات وحقها في الحياة، فعندما تزداد الضغوط على الإنسان وتفشل خططه في مقاومة الضغوط يلجأ لما يعرف بالبلادة الانفعالية ليحافظ على وجوده حتى تنتهي الأزمة، فاستمراره في مقاومة الضغوط يجعل ذاته في خطر ولذلك يختار أن لا يفعل شيء وينتظر أن تمر الأزمة، هل تستطيعين الآن رؤية ما يدفعك كي تتبني هذا الموقف؟؟
انظري في خبراتك، وفي حياتك، وفي علاقاتك فلا بد لك من أن تجدي السبب الذي يميت قلبك ويسلبك دافعيتك، ولعلك تعرفينه ولكن تنكرينه !!! ولا أعرف لماذا تذكرت وأنا أقرأ رسالتك مشكلة نشرت على الموقع بعنوان عن عن المذاكرة والحب: رسائل ريم كم أود لو تقرئينها. وأيضًا اقرئي:
لا تحبين الحاسب أم لا تحبين التعب؟
اللامبالاة ، هل هيَ اكتئاب؟
وهكذا ترين أن الحل لديك أنت وبيدك أنت، ونحن جميعا على الموقع مستعدون للاستماع لما يفور في داخلك إن أردت إشراكنا معك، فتابعينا بأخبارك.