رهاب اجتماعي أم قلق عادي؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا طالبة في المرحلة المتوسطة ملتزمة بالصلوات الخمس والحجاب الشرعي الحمد لله ... كنت أشعر أحيانا بالقلق عند مقابلتي للناس في طفولتي لأنه في بعض الأحيان كنت أتعرض للسخرية فأخاف دائما أن أفعل شيئا خاطئا أو مضحكا. لكن مع ذلك لم يكن يؤثر بي جدا وكان لدي الكثير من الصديقات، عندما دخلت المدرسة ...
الكارثة أنني اضطررت أن أنقل مدرستي لمدرسة أخرى وهنا فارقت صديقاتي... مدرستي لا تزال حديثة الإنشاء ليس فيها طالبات كثيرات.... صفّي فيه القليل من البنات.. وهذا ما جعل فرصة أن أجد الصديقة المناسبة قليل جدًا، وزاد عندي الخوف والتوتر.. حاولت جدا أن أحصل على صديقة لكن محاولاتي فشلت...، البنات اللواتي أحببتهن يجلسن معي قليلا ثم يشعرن بالملل .مني ويذهبن لطالبات أخريات
بدل أن أكوّن صداقات كوّنت عداوات فهناك الكثير من الطالبات يتشاجرن معي.. أحاول أن أدافع عني نفسي وألقي ببعض الكلمات لكنني أشعر دائما بخفقان بالقلب وتوتر شديد ورجفة وأشعر بالبكاء... أعرف أنهن لا ينتبهن لذلك ولا يعرفن أنني متوترة لأنني دائما أُظهر أنني قوية وأرد على كلامهن لكن لا يعجبني ذلك الشعور...
الفتيات اللواتي تشاجرن معي كان بدافع الغيرة مني فأنا متفوقة جدا في الدراسة وحدث موقفان يؤكدان أن الغيرة هي الدافع أمامي... فأنا لست قلقة لماذا تشاجرن معي بل قلقه لماذا أنا لا أستطيع الدفاع عن نفسي من غير تلك الرجفة...
أخبرت أمي وأبي وإخوتي؛ لكن لم يعطني أحد حلا.
ـ أمي أخبرتني أن الأمر مسألة وقت وأنني سأتعود على مدرستي، أخبرت أمي أيضا بأنني أقلق جدا جدا وبشكل مفرط لمشكلات سخيفة وربما أحتاج لدواء أو طبيب لكنها لم تتقبل الفكرة (لذا لا أستطيع الذهاب لطبيب نفساني وأريد نصيحكتم).
ـ لكنني لا أظن أني سأتعود، أشعر أنهن يعتقدن أنني غبية، حمقاء، متوحدة، ويضحكن عليّ وأنا بالفعل أسمع عبارات ساخرة وهذا ما يهز ثقتي فأنا سريعة التأثر بكلامهم حتى لو لم أظهر ذلك، حاولت جدا أن أرفع ثقتي بنفسي وقرأت الكثير عن الأمر وأحيانا أرى أن هناك تحسنا لكن سرعان ما أنتكس.
ـ أريد حلا جذريا.
ـ أريد أن أعبر عن نفسي وعن آرائي بحرية من غير خوف من سخرية إحداهن.
ـ أشعر بأنني ضعيفة الشخصية أيضا أنا لست من النوع الذي يستقبل الكثير من الضيوف أو يذهب كثيرا لمقابلة الناس بسبب قلة معارف عائلتي؛ لذا أعتقد أن هذا أثّـــر بي رغم أن ابنة عمتي وهي صديقتي المفضلة (وهي أيضا تعتبرني صديقتها المفضلة) أيضا ليس لدى عائلتها الكثير من المعارف ولكنني أجد أن لديها صديقات كثيرات وهي مرحة جدا.
ـ ساعدوني فهذه السنة التي انتقلت بها إلى مدرسة أُخرى أصبحت أبكي فيها كل يوم، أشعر بأنني منبوذة وغير محبوبة وأصبح لدي عقدة من المدرسة
ـ أيضا لا أحب الذهاب لمكان عام وحدي.
ـ أبغض أن أسأل البائعين عن شيء (منتج أو سعر) أو التحدث لطبيبة أو طبيب الأسنان بل أجعل والدتي تتكلم عني رغم أن الأسنان أسناني فلا أعرف لماذا أتصرف كالحمقاوات أو كالأطفال.
ـ أريد أيضا أن أقول أنني في المدرسة عندما أريد أن أعبّر عن رأيي أثناء الحصة أمام الطالبات والأساتذة فلا أشعر بأي شيء بل أكون واثقة من نفسي وأجيب على الأسئلة بسهولة
ـ علاقتي بعائلتي ممتازة وبصديقاتي ممتازة (صديقات خارج إطار المدرسة).
ـ أرغب بالتكلم لبنت من عمري ولكن لا أستطيع ذلك، أريد تكوين صداقات لكنني لا أستطيع، أكاد أنفجر.
ـ أيضا أنا عصبية جدا وبشكل مفرط ولأمور سخيفة.
ـ وأنا الآن غاضبة لأن كلامي مُسح مرتين بسبب خطأ بهاتفي وهكذا أعدت كتابة الرسالة ثلاث مرات
حاولت الكلام عن كل حالاتي أتمنى أن أكون قد وفقت ولم أنس شيئا.
وشكرا........
3/11/2017
رد المستشار
العلاقات يا "هدى" تحتاج لجهد حتى تُبْنى بصدق، وتستقر، وأنتِ في مرحلة شائكة بعض الشيء، تتسم بالتخبط، والارتباكات، وهي طبيعية جدا في تلك المرحلة من العمر.
لكن يمكنني أن أنبهك لعدة أمور قد تساعدك؛ فمثلا أنت تثقين في نفسك، وفي ردودك فيما يخص الدراسة كما قلت ...فهذا يعني أنك "تستطيعين" التحدث والسرد وسط الناس، وهذه حقيقة واقعة؛ فإحساس أنك لا تتمكنين من الحديث هو في حقيقته فكرة خاطئة وليست إحساسا؛ فناقشي تلك الفكرة؛ ستجدين نفسك تتمكنين فعلا من الحديث مع الناس، ويبقى فقط أن تتدربي على رؤية الأغراب كالأقارب، وأنك تسمحين لنفسك أن تتواصلي معهم، وتسمحين لنفسك أن تقتربي منهم دون أن تشغلي بالك بكيف أبدو؟؟، وكيف أحسن من كلامي؟؟، وكيف يرونني؟؟.
فانشغالك بكل هذا عن حقيقة الحديث هو ما يربكك؛ فلتركزي في الحديث نفسه وبمرور الوقت تزول تلك المشاعر الغير حقيقية، وحين يكون هناك طالب متميز ذكي متفوق..... الطبيعي أن يحدث تجاهه غيرة، فيحتاج من حوله درجة من الأمان ليقترب؛ كالابتسامة، أو ترحيبك وعرضك لشرح شيء يصعب عليهم، أو عرض مشاركة منك في شيء؛ فيزول الحاجز بينكم.
واجعلي لنفسك واجبا يوميا.... يبدأ بسيطا ثم يتدرج بأن تتحدثي لشخص غريب بأي شيء على الأقل بثلاثة جمل، ومعهم ابتسامة، وتذكري أن مخاوفك، وقلقك هم في رأسك وحدك، والأحكام التي تصدرينها على نفسك تتصورين أنها متابعة منهم هي كذلك في رأسك فقط ، فلتتحرري من تلك السجون، وتعاملي مع تلك المخاوف على أنها مطبات لموقعك من وحي تربيتك، ورأسك، ودعيها تمر دون شجار، أو اشتباك وكأنك تقبلين وجودها فقط، وبمرور الوقت؛ ستجدي عجبا.
واقرأ أيضًا:
نفس اجتماعي: خجل اجتماعي Social Shyness
النظريات المعرفية للرهاب الاجتماعي