حقوق الآخرين المتوهمة رهاب الخطأ: التعمق والاكتئاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إهمال نظافة مع وسواس (ولا أريد أن أُلصق كل شئ بالوسواس)
مشكلتي تبدأ حين ذهبت أنا وطفلي لشراء خبز وحينها طلب طفلي 4 سنوات إلا ثلاثة أشهر مني لبن بالفراولة فأجبته بدون كثير تردد، كانت هناك طفلة عمرها ما بين 8-9 سنوات وقتها واقفة تشتري، فلمحت في عينيها رغبة بأن تحصل على مثل ما أراد طفلي أن يحصل عليه، اشتريت لها وأعطيتها رغم أن علب اللبن ليست نظيفة تماماً بل هي متسخة (وهذا ما ندمت عليه) المهم ابني فتح العصير مباشرة دون أن يتروى وشربه بالماصة، وحين اقتربنا الوصول للبيت أخبرني أن بطنه يؤلمه بعد انتهائه من شرب اللبن بالفراولة، قلقت وعدت فوراً للمحل ووجدت الفتاة ما تزال واقفة فأخبرتها أن تغسل العلبة قبل تناول العصير وظننت هذا كافيا، وعدت، لكنني توقفت وكنت موسوساً من هذا الموضوع، وخشيت أن أكون قد تسببت بضرر لها عدت وسألت صاحب المحل عن مكان إقامتها بعد أن ذهبت هي وأمها أمام عيني ولم أستوقفهما أو أخبرهما بوساوسي وأخبرني أنه لا يعلم تحديداً أين تسكن (بلامبالاة واضحة)، وأخبرني أن لا أقلق وبأن التاريخ المدون على العلبة لم ينتهي (وهو كذلك)، لكنني خشيت من عدم نظافة العلبة وليس من صلاحية اللبن رغم إخباري للصغيرة بضرورة تنظيفها بالماء قبل شربها (فهي قد لا تلتزم بما قلته)،
أحسست بندم وخشيت فعلاً أني ممكن أكون آذيتُ طفلة بريئة بسبب إهمالي، ولم أفعل شيئاً أو أذهب للبحث عن الفتاة أو أمها مع أن صاحب البقالة يعرفهم بالشكل وبأنهم يأتون للشراء منه دوما، لم يحدث لطفلي شيء ولله الحمد رغم أنني متيقن أن العلبة التي شرب منها الحليب لم تكن نظيفة من الخارج وربما فتحة الماصة تكون ملوثة ببراز الذباب لأنني حين تفحصت علب الحليب اخترت واحدة بعد جهد تكاد تكون نظيفة ولم أتأكد من علبة الطفلة (لا أذكر)، واضح أني كنت في قمة اللامبالاة مع أن عندي وسواس نظافة وأدقق كثيراً بنظافة الأشياء إلا أني أحاول من فترة للثانية أن أتجاهل هذه الوساوس وأعمل العكس مع نفسي على الأقل، كأن أكل شي لست متأكد من نظافته تماماً أو أكل في محل ليس به نظافة جيدة من باب تعريض نفسي فأنا لا أخشى على نفسي، بل أخاف أن أسبب أذى أو ضرر للآخرين،
الآن لا أعلم ماذا أفعل، فكرت أن أذهب لأم الطفلة وأخبرها وأعطيها رقم هاتفي وعنواني لو حصل لطفلتها شيء (مع أن هذا ليس واقعي تماماً لأن الإنسان ممكن يمرض من أشياء مختلفة ليس بالضرورة علبة العصير باللبن التي أعطيتها إياها) مش عارف شو الحل، أشعر بتوتر وخوف حقيقي وشعور بالذنب من هذا الشيء، مع العلم أن الناس بالسودان إجمالاً لا يهتمون للنظافة ويتساهلون فيها وهذا مما يوترني على الدوام ويشعرني بعدم الآمان، فرغم مكوثي هنا 8 سنوات إلا أنني مازلت أقرف من مظاهر عدم النظافة وأتجاوزها بعدم التركيز فيها،
لا أعلم الآن ما الذي علي فعله، سأعود بعد أيام وأتأكد أن كانت الطفلة بخير أو لا ولا أظن أن هذا كافياً لطمأنتي، تاريخ الصلاحية للبن الذي اشتريته لطفلي مازال فيه شهرين حسب ما قرأت لكن عدم نظافة العلبة هو ما يخيفني، أشعر بعجز وندم على تفريطي في هذه النقطة وتمنيت لو لم أصطحب ولدي من الأصل للمحل ولكن هذا لا يغير من الواقع شيئاً، سأسأل طبيب ولكن لا أعلم أي طبيب،
أم أذهب للأم وأخبرها بشكوكي لكن لا أريد أن أُخيفها بزيادة وأورط نفسي بشيء لست متأكدا منه (مع أني خأف منه)،
أنتظر المشورة منك دكتور وائل أبو هندي، ودمت بكل خير
22/1/2018
وتحت نفس العنوان أرسل مستدركاً يقول:
أعتذر لو كنت أوردت حكماً عاماً على بلد بعينه ولم أقصد الإساءة للناس الطيبين هنا ولكن أحببتُ أن أوصف الحال بأن الاهتمام بالنظافة لأسباب البنية التحتية والوضع الاقتصادي غير الجيد، فأرجو ألا يعتب علي أحد من أهل هذا البلد الطيب لوصفي هذا، (ولو تم تشفير بياناتي من قبل الموقع فربما كان أفضل وعدم الإشارة للبلد الذي ذكرته حفاظاً على الاحترام للناس)،
ولكم كامل الاحترام والتقدير
22/1/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أهلاً بك مرة أخرى. من الواضح أن حالتك تزداد سوءاً. لا تبحث عن الفتاة بالطبع ولا والدتها فهي مسؤولة عن مراقبة ما تتناول طفلتها كما أن طفلة في التاسعة من عمرها مسؤولة عن رعاية نفسها، وإن كنت أشكر لك رقة قلبك وكرمك بمراعاة الصغار من حولك.
سبق أن نصحك الدكتور أبو هندي بمراجعة الطبيب النفساني، أوقف معاناتك وتوجه فوراً للطبيب النفساني.