منذ أربع سنوات ذهبت إلى طبيب نفسي وذلك حيث أنني كنت أعاني من تردد بعض الأغاني في ذهني مما أثر على قدراتي التحصيلية كطالب في كلية الحقوق ومن ضمن الشكوى كانت تسيطر على بعض الأفكار مثل تخيل نفسي في موقف معين كمقابلة صديق وتخيل ما سأقوله له ويدور حديث بيني وبين نفسي ولكني متأكد من عدم وجود هذا الصديق في الواقع أي أنني أدرك تماما أنه غير موجود ويتكرر الموقف مع مواقف مشابهة، وأحيانا يكون لهذا الحديث مع النفس فائدة حيث أن الموقف قد يحدث ويكون ردي جاهزا مما يشعر الآخرين بوجود سرعة بديهة؛
وكنت قد تعمدت أن أقول أنني أدرك أن الحوار مع نفسي حتى لا يعتقد الطبيب أنني أتوهم الأشخاص أمامي المهم كتب لي الطبيب عقار ريسبردال وانتظمت عليه لمدة عام ولم أتحسن أبدا وعرفت أنه شخص حالتي على أنها فصام ثم ذهبت لطبيب آخر وكتب لي عقار لوستيرال وداومت عليه لمدة عامين ولم أتحسن أيضا وكان قد شخص الحالة على أنها وسواس قهري.
المهم أنه بعد 3 سنوات علاج تركت الأطباء ومارست حياتي بشكل طبيعي وتقبلت نفسي كما هي إلى شهر مايو الماضي حيث بدأت أشعر ببرودة شديدة في جسمي أجريت كافة التحاليل الطبية بما فيها الغدة الدرقية وكانت النتائج سلبية.
ذهبت إلى الطبيب الأول مرة أخرى فكتب لي عقار سبراليكس المضاد للاكتئاب وقال لي أنني شفيت وما عندي الآن نوع من التوتر، وأنا مازلت أشعر بتلك البرودة التي لازمتني فترة الصيف مع العلم أنني لا أعاني من أية ضغوط باستثناء بعض المشكلات العادية مع الأسرة، فهل تلك البرودة نتيجة التوقف عن عقار لوستيرال أم ماذا ؟ وماذا أفعل؟
03/09/2004
رد المستشار
أهلا وسهلا بك على موقعنا،
يبدو أنك قد قرأت في كتب الطب النفسي أو علم النفس ما ساعدك على أن تفهم الفرق بين الأمراض النفسية المختلفة... ولكن يظل الطبيب الممارس والمتخصص أكثر قدرة على وضع التشخيص الصحيح وهناك حالات يصعب فيها القيام بتشخيص فارقي DifferentialDiagnosis، أي يصعب تحديد نوع المرض بدقة لذا يعمد الطبيب إلى افتراض التشخيص الأسوأ لأن المريض إذا ترك بدون علاج لهذا المرض "الفصام في حالتك" تكون النتائج سيئة للغاية، فتسوء حالته وتزداد أعراضه وقد يحتاج إلى الإقامة في مستشفى للأمراض العقلية.
وما جعل الطبيب يعطيك عقار "ريسبردال" هو أن قدراتك التحصيلية تأثرت بتلك الأفكار وقد يكون معنى ذلك أن رسبت في الكلية وهذه علامة تشخيصية. وأدوية الفصام إن لم تفد فإنها لا تضر إذا لم يكن التشخيص صحيحاً.
ما شكوت منه في أول جملة هو إشارة إلى أفكار وسواسية... ولكن ليس من السهل أن نصل إلى تشخيص دقيق من خلال الايميل ودون مقابلتك، خاصة أنك ذكرت أنك لم تتحسن على دواء ريسبردال الذي يعالج الأمراض العقلية ومنها الفصام، وكذلك لم تتحسن رغم تناولك عقار "لوستيرال" الذي يقلل من الأعراض الوسواسية.
يا سيدي أنت تقول أن لديك بعض المشكلات الأسرية وطبيبك يقول أن لديك قدرا من التوتر وكلاهما قد يكون أحد أسباب تلك الأعراض، وإذا كان إيقاف العلاج لا يسبب برودة فمعنى هذا أن هذه الأعراض نفسية أو لها معنى نفسي ما.
ما هو ايجابي هو أنك تستفيد من أفكارك في التعامل مع الآخرين، ولما هو سلبي أنها تؤثر على قدراتك التحصيلية. فإذا كانت المعاناة لا تزال مستمرة عليك القيام بزيارة طبيبك مرة أخرى وطلب جلسات علاج نفسي. وعلى أي حال كي أجيب على سؤالك فقد استشرت د. وائل وأخبرني أن إيقاف عقار "لوسترال" لا يسبب برودة في الجسم.
أخيراً اقرأ ما كتب عن الوسواس على الروابط التالية:
أحلام اليقظة: بين الوسواس والفصام
الوسواس والخوف من الانتكاس
نعم وسواس قهري ومباشرةً
في علاج الوسواس: لا سحر يا ناس
وتابعنا بأخبارك.......