من الحشيش إلى الهلع إلى اختلال الإنية الدائم

رد المستشار

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته/
 
في طي رسالتك معاناة هجمة أو نوبة الفزع.
والفزع:- عبارة مشاعر خوف شديد من خطر غير مبرر، أثناء هذه النوبة تتسارع دقات القلب ويقصر النفس ويشعر المرء بدوار ودوخة أو إغماء وارتجاف في يديه وساقيه وتصبب العرق وحدوث نوبات سخونة بالجسم وأخرى باردة واحمرار الوجه والعنق وتنميل في الأطراف وبألم في الصدر وإحساس بالاختناق وخوف من الموت أو الجنون أو عدم القدرة على السيطرة على أفعاله.
 
 غالباً ما يترافق هذا النوبة الخوف من الإصابة بنوبات أخرى وما يتأتى عنها من نتائج، ونوبة الفزع تعتبر حالة شديدة مرعبة تستمر لدقائق ثم تختفي وخلالها يصاب الإنسان برعب شديد وقلق حاد وانزعاج وتصل النوبة إلى ذروتها خلال دقائق وتتضمن 4 على الأقل من الأعراض التالية:
 
 1. خفقان Palpitations وتسارع ضربات القلب (ضربات قلب سريعة وعنيفة).
 2. التعرق Sweating.
 3. الارتجاف Trembling أو الإهتزاز.
 4. ارتعاش الأطراف Shaking.
 5. ضيق النفس Shortness of Breath.
 6. (الاختناق) Choking إحساس بالاختناق.
 7. انزعاج أو ألم في الصدر.
 8. غثيان Nausea أو ألم في البطن.
 9. دوخة Dizziness أو عدم الثبات Unsteadiness أو إغماء Faintness.
 10. تبدد الشخصية Depersonalization أو الغربة عن الواقع Derealization.
 11. الشعور بعدم القدرة علي التحكم وأن المريض سيفقد عقله (الخوف من الجنون).
 12. الإحساس بالخدران تنميل في الأطراف Numbness أو النخز Tingling. 
 13. احمرار الوجه والعنق العابر Flushes أو نفضة Chills.
 
 -لكي يكون التشخيص أكيدا يجب أن تحدث أربعة أعراض أو أكثر فجأة لتبلغ ذروتها في غضون 10 دقائق في ظروف تخلو من خطر موضعي.
 -لا يجوز أن تقتصر النوبات على مواقف معروفة أو قابلة للتنبؤ بها.
 
 -نوبات الفزع المتكررة وغير القابلة للتنبؤ بها قد تتسبب في خوف المريض من البقاء وحده أو الخروج إلى أماكن عامة، وكثيرا ما يلي نوبة الفزع خوف مستمر من الإصابة بنوبة أخرى.
 -نوبات الفزع يمكن لها أن تتكرر في اليوم الواحد.
 -نوبة الفزع يمكن أن تظهر مرة واحدة وتختفي لسنوات طويلة وعندها تسمى نوبة هلع منفردة وليس اضطراب نوبات الفزع المتكرر.
 
 -من الأسباب لهذه النوبة تعاطي إحدى المواد الممنوعة كالحشيش أو الكوكايين أو الأمفتامين...... الشيء الجميل أنك أبعدت عن تعاطي عقار الحشيش.
 
 الشق المهم في رسالتك هو عدم قدرتك على وصف الأعراض التي تعاني منها... كان وصفك غامضا وحائرا في نفس الوقت... لا تستطيع أن تجد الكلمات لتعبر عما تفتعل به نفسك... وكذلك نظرتك للواقع نظرة غريبة تجعلك مندهشا لما أنت فيه... وما تعانيه هو اختلال الإنية و/أو تبدل الواقع.
 
 في خلاصة رائعة وبأسلوب بسيط تنساب السلاسة الرائعة للمعلومة خلص الأستاذ الكبير وائل أبوهندي إلى أن اختلال الإنية و/أو تبدل الواقع هو اختلال الإنية مصطلح في الطب النفسي يعني: "حدوث تغير مزعج أو على الأقل غير سار في إدراك الشخص الواعي لكيانه النفسي" ويعبر عنه البعض بتبدد الشخصية، ويزيده سوءًا أن يحاول ذلك الشخص استبطان مشاعره فيشعر بأنه معزول بشكل أو بآخر عن مصاحبة ذاته فكأن مشاعره فارغة أو بعيدة أو غير موجودة أو مختلفة عن مشاعره المعتادة، أو كأنه مجرد مراقب لذاته من بعيد، وهو لا يعزو ذلك لغير أنه مرض أصابه ويطلب العلاج منه وإن كان في أغلب الأحيان يعجز عن إيجاد الكلمات التي تعبر عن مشاعره المرضية، واختلال الإنية هذا كثيرا ما يصاحبه تغير مزعج أو على الأقل غير سار في إدراك الشخص الواعي للواقع الخارجي الذي يعيشه، فيشعر أن خبرته للواقع تغيرت فالصبح مثلا ليس صبحا كالذي كان يعرفه ولا صوت الأذان كما كان... إلخ.
 
 الأفراد الذين يعانون من اضطراب اختلال الإنية و/أو تبدل الواقع عن الواقع قد يجدون صعوبة في وصف أعراضهم وربما يعتقدون أنهم "مجانين" أو مصابون بــ"الجنون"، وأفكار هذا الاضطراب - ليست بالهذاء - يستطيع المريض إدراكها وتمييزها ولكنه ينزعج من أعراضها، حيث أنها تشعره بالتغير في شخصيته أو في بعض أجزاء جسمه، ويبدأ المريض بالشعور بأنه لم يعد هو نفسه، لكن لا يشعر بأنه أصبح شخص آخر، إنما شعور يدركه المريض باختلافه عما كان، وقد يحتويه شعور بالغربة وتجمد في المشاعر وأن أفعاله قد باتت وكأنها آلية.
 
 تحدث الإصابةُ باضطراب اختلال الإنية و/أو تبدل الواقع عندما يشعر المريضُ بشكلٍ مستمرٍّ أو متكرِّر بأنَّه يراقب نفسَه من خارج جسمه، ويمكن أن تكونَ هذه الحالةُ مزعجةً جداً، وقد يشعر المريض بأنَّه يعيش في حلم، يمرُّ الكثيرُ من الناس بتجربة اختلال أو تبدُّد الشخصيَّة في مرحلةٍ ما من حياتهم..... ولكن، عندما تبقى هذه المشاعرُ مستمرَّة الحدوث، أو لا تَزُول بشكلٍ كامل، فإنَّها تُعدُّ حالةً مَرَضيَّة؛ ويكون هذا الاضطرابُ أكثرَ شيوعاً عندَ الأشخاص الذين مرَّوا بتجارب مؤلمة أو صادِمَة، يمكن أن يكونَ هذا الاضطرابُ شديداً، وقد يؤثِّر في علاقات المريض وعملِه وأنشطته اليوميَّة الأخرى.

 فكل هذه المشاعر مناوئة للأنا رغم محافظة الشخص على علاقته بالواقع وفهمه له، وهذا التغير تكفي شدته لإزعاج الشخص، وليس سببه اضطراب آخر (مثل الهلع أو رهاب الأماكن المتسعة) حيث يمكن أن يكون تبدد الشخصية عرضا مصاحبا لاضطراب آخر. يصاحب الإصابةُ باضطراب الإنية Depersonalization كثيرا تبدد المحيط (أو تبدل الواقع - Derealization) عندَ شُعورِه بأنَّ الأشياءَ المُحيطة به ليست حقيقيَّة، وتبدد المحيط هو إدراك الموضوعات (أو العالم المحيط) كأشياء غير مألوفة وغير حقيقية، حيث يدرك الأشياء متغيرة الشكل أو الحجم أو الناس كموتى أو آلات. يصاحبه أيضا الدوخة والاكتئاب والاجترارات الوسواسية والانشغال بأعراض جسديـة والقلق أو الخوف من أن يصبح مجنونا واختلال الإحساس الذاتي بالوقت مع شعور أن الاستدعاء صعب أو بطيء.

في طبعتها الجديدة لعام 2013، الجمعية الأمريكية للطب النفسي دمجت كلا الاضطرابين اختلال الإنية (Depersonalization) وتبدل الواقع  (Derealization)  تحت اضطراب  اختلال الإنية و/أو تبدل الواقع Depersonalization/Derealization Disorder سأحاول جاهدا ترجمته لك :
 أ‌- خبرات مستديمة أو معاودة من شعور أو تبدد الواقع أو كلاهما:
 1. معانة غير حقيقية وأن الشخص منسلخ وبأنَّ أفكارَه وأحاسيسه ومشاعرَه وجسده وحركته يُراقَبها من الخارج (على سبيل المثال، تغير الإدراك، إحساس مشوه عن الوقت، الخَدَر العاطفي أو الجسدي).
 2. تبدد الواقع: معانة غير حقيقية وأن الشخص منسلخ عن واقعه (على سبيل المثال، يبدو الأفراد أو الأشياء غير حقيقية مثل الحلم أو ضبابية أو ميتة أو تشوه الرؤيا).
 ب‌- يبقى اختبار الواقع سليماً، أثناء خبرة تبدد الشخصية.
 ت‌- يسبب الأعراض ضائقة مهمة سريرياً أو اختلالاً في الأداء الاجتماعي أو المهني أو مجالات أخرى هامة من الأداء الوظيفي.
 ث‌- أن تبدد الشخصية لا ينجم عن تأثيرات فيزيولوجية مباشرة لمادة (مثل سوء استخدام عقار، تناول دواء) أو عن حالة طبية عامة (مثال، صرع الفص الصدغي).
 
 الاضطراب لا يفسر باضطراب عقلي آخر مثل الفُصام أو اضطراب الهلع، أو الاكتئاب، أو اضطراب الكرب الحاد أو اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب تفارقي آخر.
 
 ويتم التشخيص بوجود عدة أعراض منفصلة مثل إحساس الشخص المصاب بـ:
 1. تغيرات جسدية.
 2. ازدواجية الإحساس بالنفس كمشاهدته لنفسه وقائم بالأفعال في ذات الوقت.
 3. إحساسه بكونه معزولاً أو مفصولاً عن الآخرين.
 4. إحساسه بكونه معزولاً عن مشاعره الداخلية.
 5. دائمًا ما يشعر المريض بصعوبة بالغة في التعبير عما يشعر به معبرًا عن ذلك ببعض من الجمل مثل: "أنا حاسس إني ميت، لا شيء يبدو حقيقيًا، أنا واقف خارج نفسي، أنا بشوف نفسي، أنا أراقب نفسي".
 
 وللفائدة العامة حاولت الولوج عبر الشبكة لأجمع الأعراض التي يصف المرضى بها أنفسهم:
 -يجد مريض اختلال الإنية صعوبة كبيرة في التعبير عن ما يشعر به.
 -غرابة الإحساس وقدرته على إرباك المريض.
 -أشعر كأنني أصبحت كالإنسان الآلي" أو "أصبحت مفصولا عن نفسي" أو "أصبحت كأني أراقب نفسي".
 
 -أشعر أني نصف نائم أو دائما بين النوم واليقظة"، ولا أستطيع أن أركز" في ما يحدث حولي، أو "أشعر بأنني تغيرت ولا أعرف أقول كيف؟" أو "أشعر كأن شيئا ما يحول بيني وبين نفسي".
 أو أنا لا أعرف نفسي "أقف أمام المرآة فلا أرى نفسي...... أرى إنسان آخر".
 
 - لا أحس بجسدي" أو "كأن يداي لم تعودا جزءًا مني".
 - يبدو كل شيء حولي زائفا أو غير حقيقي.
 - تبدو الأشياء أقل حيوية مما كانت.
 
 - مشاعري ماتت لا شيء أتفاعل معه لا شيء يؤثر فيّ" أو "أنا أشعر بالعجز.
 - مشاعري لم تعد كما كانت ولا أدري كيف" أو من يقول: مشاعري لم تعد بطبيعتها وتلقائيتها المعتادة وكثيرا ما أظهر ما لا أحسه حقيقة".
 
 أنصحك بالذهاب إلى طبيب... لا تتأخر.
 لك تحياتي
ويتبع>>>>> : من الحشيش إلى الهلع إلى اختلال الإنية الدائم م

المستشار: أ.د نبيل نعمان