أعاني مع الرهاب منذ سبع سنين وأريد علاجا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب عمري 31 سنة، ولا أعاني من أي مرض – لا ضغطاً ولا سكري - ملتزم دينيا ومحافظ على صلاتي ولله الحمد، مشكلتي أنني أعاني من الرهاب الاجتماعي مند قرابة السبع سنوات تقريبا يعني منذ سنة 2011،
فقد كنت أشعر برغبة شديدة في العزلة، والانطواء والخوف من الأماكن العامة والخروج من البيت، وهذا ما أثر سلباً على مساري الدراسي والاجتماعي، فأنا الآن ليس لي هدف في الحياة، وأشعر بخوف كبير من المستقبل، ومن الخوض في الحياة بشكل عام، وعدم الرغبة في المواجهة، والهروب من كل المواقف الاجتماعية، لدرجة أني الآن لا أعمل،
إضافة إلى أنني أفقد الثقة بنفسي، وتسيطر عليَّ الأفكار السلبية، والتشاؤمية وطوال هذه السبع سنين لم أتعاطَ أي دواء نفسي وفضلت المقاومة والانخراط في المجتمع حتى تحسنت حالتي نوعا ما بحيث تمكنت من الخروج من البيت والذهاب إلى المسجد...الخ لكن بدون جدوى ولم أكن أعلم أنني بحالتي وأنني أعاني من الرهاب إلا هذه الأيام وهذا بفضل الله .
دائما ما تقوم والدتي بالإلحاح علي بضرورة البحث عن عمل، وتظن أنني أنا من يتقاعس ويتكاسل ولا أحب العمل، وهي لا تعلم ولا تدري ما يحدث معي وما أعانيه في صمت، أنا الآن لا أملك الثقة، ولا الشجاعة، ولا الإرادة لعمل شيء،
بل كلما تكلمت معي والدتي في هذا الموضوع أو أي شخص آخر أشعر بضيق في صدري، وتوتر شديد وتسارع النبضات وغصة في حلقي، وحالة نفسية سيئة، وعدم المقدرة على الكلام، بالإضافة إلى ضغط كبير أشعر به حينما أتعرض لمواقف أخاف منها مما يؤدي إلى الهروب منها،
كما أنني أعاني من التسويف والمماطلة وهذا ما جعلني أضيع مشاغلي ولا أنجز مهامي والتفريط في أموري الدنيوية وهذا ما جعلني أفقد الكثير من الفرص وخاصة فيما يخص الجانب العملي ومن أمثلة التسويف والمماطلة: أحيانا يكون عندي شغل ما مثل استخراج وثائق أو الذهاب إلى شركة تبحث عن عمال..الخ فأقول غدا أذهب ثم لا أذهب وأقول غدا .. غدا إلى أن تمر الأيام بسرعة ولا أذهب وأبقى أتحسر على ما فاتني وألوم نفسي .
هذه الأعراض تقلقني جداً، وتشعرني بأني لن أقوى على مواجهة مشاكلي أو حياتي العامة .
باختصار، أعاني من رهاب العمل لأني أشعر بعدم المقدرة على البحث عن أي عمل أو التكيف معه .
كما أنني مؤخراً صرت كثير النوم ولا أستطيع الاستيقاظ صباحا إلا بشق الأنفس وقد خيم علي الكسل والفتور والعجز إلى درجة لا تطاق والله المستعان، بالإضافة إلى أن نومي بعض الأحيان مضطرب، وأعاني الأرق .
والرهاب لا يذهب بالمواجهة - وهذا كلام مجرب - ولو كان يذهب بالمواجهة فمن المنطق ومن المفترض أن يذهب مني لكنه لا يفارقني وأصبحت متعايشًا معه وأنا مقصر في حق أهلي في الكثير من الأمور بسبب الرهاب لكن هذا لست بإرادتي والله أعلم بحالي !
أريد شيئًا يساعدني ويخلصني من هذه الأفكار التي تكاد تدمر حياتي وأنا أعرف أنها وهم لكن ما باليد حيلة والله المستعان .
من أجل هذا كتبت لكم فأنا أريد أن آخذ دواء نفسي يفيدني في التخلص من الرهاب وخاصة "فوبيا العمل أو رهاب العمل" كما أنني لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي لغلاء الأسعار ولإمكانياتي المتواضعة.
أرجو تقييم هذه الأعراض جيداً، وإعطائي العلاج المناسب،
وجزاكم الله خيراً .
8/5/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
فضلت الإجابة على استشارتك بدون تصنيف الأعراض.
بياناتك الشخصية تشير إلى تعليم جامعي وهوايات مطالعة وتنمية الرصيد المعرفي. لا فائدة من تنمية رصيد معرفي لا ينفعك ولا ينفع الآخرين٫ ويبدو أنك تأقلمت على نمط حياة جديد يتميز بالعزلة وتجنب العمل.
بعدها هناك الفقرة الرابعة حيث تقول إنك باختصار تعاني من رهاب العمل. الصراحة لا يوجد رهاب اسمه رهاب العمل ومثل هذه المصطلحات الرنانة في العلوم النفسية تتميز بميوعتها وعدم مصداقيتها.
الأصح من ذلك أن تقول بأنك لا ترغب في العمل. لو راجعت أي طبيب نفسي فسيقول لك بأن مثل هذا السلوك هو جزء لا يتجزأ من سلوك المرض الغير طبيعي Abnormal Illness Behaviour. لا يوجد لديك حافز للعمل ولا تزال تعيش في بيت أهلك رغم دخولك العقد الرابع من العمر وباختيارك أنت قررت تجنب العمل. لذلك فإن علاجك بالفعل كما نصحت والدتك هو أن تعمل٫ وتشخيصها لا يختلف عن تشخيص أي عامل في الصحة النفسية وحتى إن لم يصرح به علنياً أمامك.
الفقرة الأولى من استشارتك فيها بعض المتناقضات فأنت تقول إنك تحسنت وتمكنت من الخروج من البيت والذهاب إلى المسجد وغير ذلك. الصراحة لا يوجد شرح وافي لأعراض القلق أو الاكتئاب وأي اضطراب نفسي جسيم٫ وشخصت نفسك بنفسك بأنك تعاني من رهاب العمل. تبع ذلك تشييد الحواجز لأي علاج نفسي ومساندة اجتماعية حيث تقول بأن ما يحدث خارج إرادتك واستنتجت بأن الرهاب لا يذهب بالمواجهة. الصراحة هذا هو الاستنتاج الذي وصلت إليه لتجنب العمل.
هل يجب أن تراجع مركزاً للصحة النفسية؟
إذا ذهبت إلى أحد مراكز الطب النفسي فسيتم فحص حالتك العقلية وإن لم توجد أعراض نفسية أخرى لم تفصح عنها فلا أظن بأن هناك من سيطلب منك المراجعة بعد ذلك. سيتم صياغة حالتك بمشاكل السلوك٫ وبما أنك لا تعاني من اضطراب نفسي جسيم فلن يوصي أحد بتحويلك لقسم التأهيل العقلي.
إذا توجهت نحو استشاري في الطب النفسي في عيادة خاصة فقد يعطيك وصفة لعقار مضاد للاكتئاب بدون قناعة مطلقة.
هل يوجد دواء لحالتك؟
كلا٫ ولا يستطيع الموقع أن يوصي بعقار لك.
ما هو الحل؟
تخرج من زنزانة السلوك المرضي وتتبع وتلتزم بنظم يومي صارم ونشاط بدني.
الأهم من ذلك تستمع لنصيحة الوالدة وتعمل فهذه أفضل من نصية أي طبيب.
وفقك الله.