ما أقدرش أختار عنوان
السلام عليكم. بداية أنا آسف إن كان كلامي غير مرتب. أنا أعمل بالخليج وكنت أعيش مع أسرتي والحمد لله ومن عدة سنوات ابتليت أحد بناتي بمرض السرطان اضطرت أسرتي للمغادرة لمصر للعلاج واضطررت للبقاء والاستمرار بالعمل لأعول أهلي وبدأت الرحلة وحدي بالغربة ومع اتساع وقت الفراغ بحثت عن عمل إضافي لأقتل هذا الفراغ ورزقني الله بعمل "كفري لانس" وبدأت أعمل على مدار الأعوام الماضية وكنت أزور أسرتي 3 مرات سنويا وكل شيء إلى هنا كان ظاهريا مستقر ولكن في النفس آلام لا يعلمها إلا الله .
ومع نهاية الأجازة الأخيرة عدت من مصر لأستأنف عملي الأساسي وأعمالي الخارجية وكنت قد قبلت بعض المشاريع الجديدة مؤخرا وكان في بعضها تحدي لي من حيث الصعوبة. وكنت متحمس جدا .
وفي يوم من الأيام وأنا أعمل ليلا بالمنزل بدأت تتسرب إلي حالة من الخوف وصراخ إني لن أستطيع إكمال هذا العمل. حاولت المقاومة عدة مرات والتعوذ من الشيطان والتوقف ومحاولة الإكمال بعد فترة ولكن باءت محاولاتي بالفشل. لم أستطع النوم وبدأت أدور في الشوارع في حالة من الرعب.
ماذا أقول لهؤلاء الناس أصحاب هذه المشاريع. جاء الصباح ووجدت نفسي أتصل بهم للاعتذار وإعادة أموالهم وكانوا متفهمين جدا لحالتي بل لم يلتفتوا إلى أشغالهم التي تعطلت بسببي. ومرت الأيام وبدأت أتحسن ولكن ظهرت المشكلة التي تكاد تقتلني إلى اليوم. أصبحت أرتعب إذا اتصل بي أحدهم ولو مجرد استفسار أو سؤال عني. أخاف أن أرى أي شيء يذكرني بعملي معهم. أو أن أتحدث إلى أي شخص يعرفهم .
كنت أعمل لدى أحدهم في شركته وكان لي صداقات بكل من كانوا هناك وكان يطلب تعديلات في مشروعه بين الحين والآخر وكنت أقوم بها دون أي مشاكل والآن أعيش في رعب أن يطلب أي تعديل. فقدت الثقة حتى بأعمالي التي سلمتها لهم. أجد نفسي لا إراديا أعود وأرجعها كل فترة بعدما يأتي هاجس يقول لي هناك مشكلة. هناك مصيبة حدثت أو ستحدث. أصبحت أسيرا لهذه الأفكار. أريد البكاء. أريد الهروب من الدولة التي أعمل بها وأعود لمصر وحاولت فعلا هذا وسافرت للإجازة لمصر وفي نفسي قرار ألا أعود وفي نهاية الإجازة ومع آلام كادت تقتلني وجدت نفسي أقرر العودة مرة أخرى للخليج لأبدأ من جديد رحلة القلق والرعب.
وزني تناقص بشكل كبير تعدي 16 كيلو جرام وأصبحت أسير أفكار كثيرة. هل أخطأت عندما قررت العمل في أوقات فراغي. هل كان طمع مني. هل لم أعطي عملي حقه. هل أصبت بحسد أو عين. هل أحتاج طبيب نفسي. لم أعد أفهم شيئا ولا أعرف الصواب من الخطأ .
مؤخرا قررت أن أزور أحد أصحاب هذه الأعمال في شركته لتدريب موظف جديد على التعامل مع البرنامج الذي نفذته .
زرته ليومين متتابعين ولا أكذب أن زياتي كانت لتفادي هوس أن يتسبب هذا الموظف في خطأ أسأل عنه وقررت أن أذهب بدلا من انتظار مصيبة تحدث. ولكن لم أتحسن كثيرا .
13/5/2018
رد المستشار
صديقي
تحدثت في خطابك مرتين عن آلام في النفس وآلام كادت أن تقتلك.. ما هي هذه الآلام وما سببها؟
قد تكون الإجابات بديهية بالنسبة لك، ولكنها ليست كذلك بالنسبة للجميع.. وهذا هو أحد جوانب مشكلتك.. تعتقد أن أفكارك وهواجسك هي الحقيقة المطلقة وتعيش في رعب من حدوث أشياء لم تحدث وغالبا لن تحدث.
ليس هناك ما يستدعي أن يلومك أحد بعد ترك العمل.. ما أهمية هذا؟؟
ألا تدري بأن عملك هو مجرد جزء مما يعتمد عليه صاحب العمل؟
ألا تدري أن المسؤولية تقع على من يختار الخطوات في تفعيل البرمجيات التي عملت عليها؟
ألا تعلم أنه من بديهيات تطوير البرمجيات أن يحدث اختبار بعد الآخر للبرنامج قبل تفعيله للعمل الحقيقي؟
طبعا تعلم وتدري كل هذا ولكنك تعذب نفسك بلا جدوى وللأسباب الخطأ.
إذا كنت تريد العودة إلى مصر فلم لا؟ ما زال بإمكانك العمل "كفري لانسر"
إذا كنت تريد تخفيف كم العمل فلم لا؟ انهيارك لن يساعد أحدا
يبدو أنك تعيش تحت سيطرة ثقافة العار المنتشرة في الشرق الأوسط "الناس هيقولوا علينا إيه؟" .. أو "الناس هتاكل وشنا" وما شابه من الأفكار العقيمة والتي يستخدمها الناس للابتزاز العاطفي أكثر من الحفاظ على الشرف والكرامة.
أنصحك بتخفيف ساعات العمل ومراجعة طبيب نفساني ليصف لك بعض المهدئات ولكن يجب أيضا مراجعة معالج نفسي لمناقشة ومعالجة الأفكار التي تعذب بها نفسك.. الدواء وحده لن يكفي
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب