متابعة الداء العضال..!؟
أنا صاحبة مشكلة المرض العضال، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
إخوتي القائمين على هذا الموقع الهام جزيتم كل خير، منذ أن كتبت لي الدكتورة أميرة الرد على رسائلي وأنا في حيرة من أمري، فلقد قررت كما قلت أن أنجو بنفسي من أتون هذا الداء ولكن...
أفتح النت وإن كنت أغلقته سابقا، أفتحه فقط لأرى هُويَّتَهُ مضاءةً، لتضاء في قلبي ساحات من الفرح،... وأغلق النت لتنساب دموعي وأنا أحاول الهروب من دائي لم تخبروني هل دائي هذا والذي اخترتم تسميته بالعضال...
هل يحتاج ليد تعييني كيد طبيب نفسي أم علي فقط أن أعتمد على ذاتي تلك التي خذلتني في كل مواقف القوة اليوم أشعر بالقسوة والقسوة فقط تجتاح مشاعري أشعر بظلال سوداء تحيط عالمي فلا أستشعر الفرح كما كنت سابق انخرطت في عمل جديد، لكنني ومع وجود قدرات لي يشهد الجميع أنها مميزة، إلا أني أجلس وبالساعات عاجزة عن الحراك فقط أفكر فيما كان أحس بأنني أصرف أيامي كل يوم،... وبالمجان،... وبالمقابل أشعر بالإحباط يتزايد الآن أنا ألعب لعبة جديدة فأنا أفتح النت وهويتي مضاءة وهو يرسل الرسائل ولا أرد لكنني أستمتع باهتمامه وأتألم إن ذهب ولا تغيب عن بالي جملة: "أن الكيان الإنساني أعلى وأرفع من أن يربط نفسه بغيره بهذا الرباط المهين".
وأفكر حقا هل سأستفيد أم ستدمرني التجربة؟
أم أن الإحباطات التي أصابتني مؤخرا من مكائد العمل التي صدمتني؟
أم وفاة والدي هي التي قصمت ظهري وجعلتني بهذه البلادة؟؟!
أنا أتمنى لنفسي الأفضل ولكن قدمي مكبلتان لا أخفيكم سرا أن كل شيء عندي أصبح في مرحلة التأجيل وأن عصبيتي أصبحت تخنقني، وأنني حينما تغلق في وجهي السبل تزداد سوداوية الصورة حولي لألجأ لأحلام اليقظة ها قد أخبرته بأنني لا أريد أن تستمر العلاقة، لكنني في قرارة نفسي يوميا أنتظر بجوار الهاتف عله يتصل!!! وكذلك أفتح النت عله يأتي.. كما أدمنتُ سابقا على عادة سيئة... أدمن الآن على انتظاره هو وهو فقط يا لسخفي!!! وبالسوء الحال التي وصلت إليه!!!
سادتي أحاول ألا أقرع ذاتي وألا أجلدها وألا أسافر بعيدا لكنني حالما أفتح عيناي أفكر فيه:
وأنا أمشي وأنا آكل، ثم ما ألبث أن أشعر بالغثيان من نفسي بل لقد بدأت أحاول أن أعمم في كلامي وأزدري نفسي أمام الآخرين علهم يدركون أنني أسوأ حالا منهم كلهم، أصبحت أخجل من تلميذاتي ومن السافرات أي أخواتي غير الملتزمات لأنهن على الأقل صريحات مع الكل بالله عليكم أعطوني دواءا ناجعا لدائي العضال.
سلمكم الله
2004/9/17
رد المستشار
أختي الحبيبة
أهنئك من كل قلبي على هذه الخطوة الرائعة.. القوية، نعم لقد انتقلت بفضل الله عز وجل، ثم بقوة إرادتك من مرحلة الاستسلام إلى مرحلة بدء التنفيذ وهى أصعب المراحل.. وعليك أن تتأكدي أنك ستبذلين فيها جهدا ووقتا وأقسم لك يا أختاه أني أشعر بك تماما وأشعر كم يتألم قلبك، ولكن صدقيني كل تعلقك بهذا الرجل ما هو إلا تعلق المَلُول الذي لا يشعر بوجوده في تلك الحياة أو أهميته أو لا يجد من يثني عليه ويمدح خصاله من رقة وعذوبة ومشاعر وما إلى ذلك، فقد تكونين مشغولة بأعمال ومشاريع ولكنها ما زالت في خانة بعيدة عن مشاعر الأنثى بداخلك.
وسيكون الحل والراحة قريبا جدا أتعلمين لماذ؟
أولا: لأنك تبغين رضاء الله عز وجل
ثانيا: لأنك لا ترضين لنفسك هذا الوضع ولا أن تتسمي بأخلاق الغدر والخيانة
ثالثا: لأنك تريدين أن تكوني حقا قدوة لغيرك ووضعك هذا يؤلمك ويشعرك بالنفاق
رابعا: لأن زوجك بالفعل رجلٌ خلوقٌ تنقصه فقط بعض الرومانسية ولكن ساعديه بشيئين: المصارحة الحنونة والتنازل قليلا عن طلب قمتها، فلو نظرت إليه نظرة منصفة غير مشوشة وبنفس طليقة وحرة بعيدة عن المقارنة الظالمة ستجدينه أفضل بكثير من ذلك الرجل، وصدقيني الكمال لله وحده ولم يعصم بشرا من النقائص إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلو فكرت بحكمة وواقعية لهذا الرجل ووضعته مكان زوجك لتبدلَ الحال وستجدين ما لا تتحملينه من خصاله لأن ساعتها سيكون هناك الأطفال والمسئوليات والماديات التي حتما ستغيبه هو الآخر لتوفيرها والتي حتما ستأخذ منه رومانسيته.
فما بينكما إنما هو سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ولكنه الوهم يا أختاه فلا تتعلقي بالوهم وتتركي الحقيقة. ولست معك أختي الكريمة في إقلال شأنك أمام الآخرين فلقد أخبرنا رسول الله صلوات الله عليه وعلى صحبه وأهله وسلم أن أمته كلها معافاة إلا المجاهرين، فلا تفضحي نفسك لا بالتلميح ولا بالتصريح واحفظي ستر الله عليك بينك وبين خالقك وحده ما دمت تتعهدين نفسك بالتغيير... وبعون الله،... ثم بإرادتك ستمرين من تلك المرحلة الثقيلة...
وكذلك لست معك في أنك تحتاجين إلى علاج نفسي، فزادك إرادتك وتذكرك لما قلناه سابقا والآن وأنصحك نصحا خالصا بأن تتجهي لله عز وجل وادعيه ولا تقولي كيف سأدعوه وأنا على ما أنا عليه فما لك سواه فهو الذي يعلم وهو الذي يضطلع وهو مُقلِّبُ القلوب وهو من قال عن نفسه أنه تواب... غفور... معين... ودود... يتودد لعباده سبحانه وتعالى
فهنيئا لك أختي الحبيبة بتلك الخطوة الرائعة ولا تضعفي فستخرجين من هذه التجربة قوية صلبة، وغدا ستذكرين تلك الفترة بقليل من الألم وبكثير من الفخر واحترام الذات والتنعم برضا الله العظيم، ولا مانع من أن تستعيني على نفسك بالتقرب من أناس يتسمن بالتقوى والطاعة فتشاركيهن في الخير حتى تنسيه
أذكرك مرة أخرى برابطة إدمان الشات
وتابعينى بأخبارك
ويتبع >>>>>>: المرض العضال مشاركة