رهاب اجتماعي أم شخصية تجنبية
السلام عليكم
لا أعلم من أين أبدأ مشكلتي لكن الذي أعرفه أن تربية الأهل هي السبب
بداية أنا عشت طفولة مشتتة من أب وأم دائمو الشجار والطلاق أب لم يكن يهمه إلا نفسه وأم أمية لا تفقه الكثير من أمور الحياة لم تهتم بنا بالشكل المطلوب لا نحصل منها على الحنان أو التقدير وبدوره أبي كان دائما يهين أمي أمامنا باعتبارها غبية لا تفهم حدث طلاق
وانتقلنا بالعيش مع أبي مع ابنته الكبيرة المعقدة كانت كزوجة الأب جعلتنا كالخدم عندها نقوم بالغسيل والتنظيف أختي هذه كانت تخاف من الغرباء لم تخرج لاستقبال الضيوف تضخم شأن الناس دائماً باعتبار أن الناس دائماً أذكى مننا، هذا الشيء اكتسبناه منها وأصبحنا نخشى الغرباء بمجرد رؤيتهم نهرب من لقائهم
درست وتعلمت وكنت متفوقة جداً وكانت لدي صداقات محدودة كنت دائماً أعاني النبذ من البنات في المدرسة لا أعلم ما سببه مما ولد لدي شعور بعدم الثقة بالنفس شيئاً فشيئاً أصبحت وحيدة وبدأت أنسحب إلى أن أصبحت أقيم علاقات مصلحة فقط تنتهي بمجرد انتهائي من المدرسة
حالياً أنا متزوجة ولدي طفلان وأشعر بالتعاسة فأنا لا أخرج كثيراً إلا لأهلي أو أهل زوجي مع بقائي صامتة أغلب الأحوال لأنني ليس لدي ما أتحدث عنه وليس لدي مهارات اجتماعية كالبقية بل لا أستطيع أن أسترسل بالحديث مثل الناس أتكلم باقتضاب وبإيجاز ثم أنتهي أنسى كثيراً وأعاني من عدم التركيز لا أستطيع أن أفتح مواضيع مثل الناس وهذا يجعلني أصاب بالهم والخوف إذا هممت بالذهاب إليهم مما ولد لدي شعور أنني لا أستطيع أن أقيم علاقة مثل البشر ولهذا أصبحت مكتفية بنفسي لأني لدي يقين أنني سأفشل مسبقاً يئست من نفسي وأصبحت أكره نفسي وأغلب الوقت أقلب في الإنترنت أبحث عن أسباب علتي
عندما أنظر لأطفالي يؤنبني ضميري جداً لأني لا أعرف كيف أجعلهم يواجهون الحياة وأعلمهم المهارات الاجتماعية اللازمة، أخاف أن يصابوا بما أصبحت به
أنا حائرة جداً ولا أعرف ماذا أفعل؟
29/7/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الأخت "جيما" حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أحسنتِ في وصف الحالة فأنتِ كما بدا لنا طفلة بحجم كبير ، كبرت رغماً عنها ولم تستعد لمواجهة الحياة كما يجب، لصعوبة الظروف التي مررت بها.
لم يكن عندك من يقودك في معترك الحياة ولا من يدربك على الطريقة المثلى للمواجهة.بقيتِ على براءتك وتحاولين أن تستلهمي بعض القوة للخوض في معتركات المجتمع. الحياة سهلة ولا تستلزم منا كل هذه الطاقة الجبارة لسبر غورها.
فالمطلوب أولاً الإيمان ومن ثم المواظبة على الصلاة، وثالثاً معرفة تحضير بعض أطباق الطعام بالإضافة إلى إدارة بعض شؤون المنزل.
أما بالنسبة لتربية الأولاد فالمبادئ واضحة من : محبة وتطبيق بعض القيم الإسلامية العليا من صدق ووفاء وإخلاص لجميع من يحيط بنا.
أما اكتساب المقدرة للحديث مع الآخرين فهذا يستلزم وجود المعلومات في خزان الذاكرة لكي نفرغه على مسامع الحاضرين وللتنويه أقول بأن هناك العديد من مصادر المعلومات كالتلفاز أو الأصدقاء الموهوبين وخاصة الكتب مع وضع علامات على الجمل المفيدة التي نقرأها ومحاولة تكرارها لحفظها وعندها لن يكون من الصعب علينا أن نظهرها أمام الناس بحسب الموضوع المطروح للمناقشة.
كما وبالإمكان الاستعانة باليوتيوب لاختيار المواضيع التي تهمنا كالمواضيع النفسية مثلاً. وأنا أطمئنك بأنك لديك المقدرة التحليلية الكافية لكي تستوعبي الكثير من المعلومات التي تطرح أمامك طالما استطعت أن تعرضي المشكلة بهذا التلخيص وهذه الدقة.
لا تنسي قراءة القرآن والدخول في النشاطات الاجتماعية حيث أمكن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأهلاً وسهلاً بك على موقع مجانين وتابعينا بأخبارك