تحديد الميول الجنسي
أنا فتاة شابة عمري 23 سنة من عائلة محافظة استكملت دراستي الجامعية بنجاح وتحصلت على شهادتي الجامعية السنة الفارطة والحمد لله حياتي الاجتماعية الحالية مستقرة لدي أصدقاء محترمين ويحبونني ولدي عندهم درجة كبيرة من الاحترام والتقدير لأني أعامل الجميع باحترام أيضا ولا أواجه أي مشكلة مع أي أحد بالنسبة لي مستواي الفكري الحمد لله أتمتع بدرجة من الوعي الفكري والثقافي وأمارس العديد من الهوايات والأنشطة الثقافية وأتمتع بشخصية هادئة ومرحة وأشعر أني أملك شخصية قيادية في بعض الأحيان لأني أستطيع أن أتحمل المسؤولية في بعض المواقف وأكون قادرة على تسير مجموعة.
أما فيما يخص حياتي العاطفية فمنذ أن كنت بالمرحلة الابتدائية بالمدرسة يعني منذ السنوات العشر الأولى كنت أشعر باهتمام زائد تجاه الإناث حتى أني كنت أفضل معلماتي على معلمي الذكور وكنت أحبذ البروز والتفوق في موادهن على عكس المواد التي يدرسها المعلمون الرجال بعدها في سن البلوغ والتي هي من المفروض أن تكون فترة اكتشاف الذات كنت في تلك فترة أشعر أني لا أبدي اهتمام بالارتباط بالفتيان أو اكتشاف الجنس الآخر رغم محاولات العديد من الفتيان التقرب مني لكني كنت أرفض الدخول في أي علاقة عاطفية مع شاب مثلما يفعل العديد من الفتيات اللواتي في عمري بل كنت أضعهم دائما في خانة الأصدقاء وأرفض أن تكون غير ذلك الشكل.
في تلك الفترة كنت أشعر أن مراهقتي مختلفة عن بقية الفتيات، وإحساس أني منجذبة أكثر للإناث بدأ يتنامى شيئا فشيئا ولأكون واضحة أكثر في ذلك الوقت كنت منجذبة تحديدا لأستاذة اللغة العربية كنت أسعى دائما إلى التقرب منها والحديث معها خارج أوقات الدرس وقد كنت متميزة في تلك المادة حتى أنه قد جمعتنا علاقة صداقة شخصية بيني وبينها وقد كانت مشاعري تتحول تدريجيا إلى مشاعر إعجاب وحب وكنت في ذلك الوقت وفي سن 16 أدرك أن مشاعري موجهة إلى شخص من نفس جنسي والأصعب أن هذا الشخص هو أستاذتي،
بدأت في ذلك الوقت أسعى للبحث عن أسباب هذا الشعور وقرأت العديد من المقالات حول ظاهرة المثلية الجنسية حتى أني حاولت الابتعاد قدر المستطاع عن أستاذتي حتى أخفف من مشاعري نحوها وكنت قادرة على إخفاء هذه الميول وظننت أن هذا الشعور ناجما عن بعض اضطرابات فترة المراهقة.
بعد أن أكملت فترة الثانوية وفي عمر 19 تنقلت إلى مرحلة الدراسة الجامعية وانتقلت من المدينة التي كنت أعيش فيها نحو مدينة جديدة وظننت أني سأنتقل إلى مرحلة جديدة وأناس جدد وأترك تعقيدات الماضي خلفي واكتشاف نفسي من جديد ولكن في هذه المرحلة كان علي العيش داخل مبيت جامعي لاستكمال دراستي الجامعية واضطررت للسكن مع رفيقة سكن كنا نتشارك في نفس الاختصاص الدراسي .
في بداية الأمر كانت علاقتنا عادية كأصدقاء دراسة ثم أصبحنا صديقات حميمات حتى خارح أوقات الدراسة و اكتشفنا أن لدينا العديد من القواسم المشتركة بعدها بدأت أشعر أن الأمور معي بدأت تتطور وأصبحت مشاعري نحوها تتغير إلى ما هو أعمق بدأت أشعر أني أحب هذه الفتاة حتى أني راودتني تخيلات وأحلام جنسية معها لكني لم أكن أظهر هذه الأشياء لأحد وأحافظ عليها كصديقة ولم أرغب في خسارتها.
في المقابل كنت دائما أتجنب أن أخوض في علاقة عاطفية مع الشباب رغم محاولات العديد من الشبان التقرب مني. فقد كنت من نوع الفتيات اللواتي أحافظ على جمال مظهري وأحاول أن أكون أنيقة ومحترمة دائما. المهم أن فترة إقامتي مع هذه الفتاة دامت لمدة عامين وكنت دائما أعاملها كصديقة لي ولم أظهر لها أي مشاعر عكس ذلك على الرغم من أني كنت أتألم من الداخل لأني أملك مشاعر أعمق من التي كنت أظهرها.
ذات مرة كنت أنا ورفيقتي في السكن نشاهد فيلم رعب سويا وكنا نتشارك نفس السرير في ذلك الوقت وكانت الإضاءة خافتة وكنا نشاهد في هدوء إلى أن أتت لقطة في الفيلم أثارت فزع صديقتي فأمسكت بي واحتضنتني بقوة عندها شعرت بإحساس جنسي غريب وأنا متأكدة أنها أثارتني جنسيا في ذلك الوقت بعدها لم أشأ أن أظهر أي شيء كالعادة لأني على دراية أن مثل هذه الأشياء محرمة دينيا وأنا كنت أفعل دائما ما يجب فعله ولا أحاول الانسياق في هذا الأمر .
بعدها بدأت أفكر جديا في الارتباط بشاب لعل هذا الشيء يخرجني من هذه المشاعر المثلية. وكان هنالك صديق لي كنت أعرف أنه يريد الارتباط بي ولكني كنت أرفض في كل مرة يطلب فيها هذا الأمر. لكن في أحد الأيام قررت أن أعطيه فرصة وقررت الدخول معه في علاقة عاطفية على الرغم من انعدام أي شعور عاطفي تجاهه ولكن الأمر أنه شاب طيب ومحترم وكنت أعلم يقينا أنه يحبني ويريد الارتباط بي بصفة جدية. المهم تقدم الشاب لخطبتي ووافقت لا لشيء بل لأنني كنت أريد فعل الصواب وكنت أريد الهروب من مشاعر المثلية رغم شعوري أنها حقيقية،
بعد فترة من الخطوبة كنت أحس أني أقوم بتصنع كل شيء معه سواء الكلام المعسول الذي أقول له وحتى إحساسي معه هذا على الرغم من أني أعلم أن مشاعره صادقة تجاهي وهو دائم الاهتمام بي ويسعى إلى إسعادي والأكثر من هذا فهو شاب وسيم وفيه كل مقومات رجل الاحلام لكني لا أشعر بأي انجذاب تجاهه حتى أنه في مرة من المرات قام بتقبيلي ولكني لم أشعر بأي مشاعر جنسية تجاهه والآن أشعر أني أظلمه ومقصرة في حقه فأنا أصبحت لا أبدي له اهتمام حتى مصطنع على الرغم من أنه لم يفعل أي شيء من شأنه أن يقلل من قيمتي أو احترامي .
ولاختبار نفسي قمت بمشاهدة بعض الأفلام الإباحاية لمعرفتي توجهي الجنسي فاكتشفت أن مشاهدتي للمقاطع الخاصة بالمثليات تثيرني أكثر من المقاطع التي تحتوي رجال. لا أدري ما الذي يجب أن أفعل ؟؟
ولا أريد أن أظلم هذا الشاب وأجعله يعيش في وهم وفي المقابل أشعر أن ميولي المثلية شيء موجود منذ الصغر ولم أستطع الهروب من الإحساس به رغم كل محاولاتي كما أني لا أريد الوقوع في شيء يغضب الله.
13/10/2018
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
الرد على استشارتك يعتمد أولا وأخيراً على المُستشار في الأمر. الطبيب النفساني هذه الأيام لا يضع الميول المثلية الجنسية في إطار الاضطرابات النفسية، ويمكن القول بدون تردد بأنك لا تعانين من اضطراب نفسي.
التوجه الجنسي له أبعاد اجتماعية في قبوله أو نبذه من المجموعة البشرية الذي ينتمي إليها الإنسان. رغم ذلك فإن التوجه المثلي له مشاكله النفسية بسبب العوامل الاجتماعية واحتمال معاناة المثلي من الذكور والإناث من اضطرابات نفسية أكثر بكثير من بقية الناس. المعاناة من القلق والاكتئاب بسبب الميول المثلية هو ما يثير اهتمام الطبيب النفساني.
لو كانت استشارتك من ذكر مثلي ينوي على الزواج فالجواب هو النصيحة بعدم الارتباط. ليس هناك ما يمنع أن يكون الجواب والنصيحة هي نفسها لأنثى تنوي الزواج وليست لديها أي ميول غيرية.
لا يوجد دليل على سيولة ميولك الجنسية كما هو واضح من محتوى استشارتك واحتمال أن تتغير هذه الميول ضعيف إلى حد ما ولكن ليس بالمستحيل.
لذلك فما يجب أن تفعليه الآن هو عدم الزواج.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>: تحديد الميول الجنسي حسب المستشار !م