تعلق بصديقتي
لي صديقة من دولة أخرى دامت صداقتنا 3 سنوات كنت أعتبرها أم لي وأيضا أخت.. لأني وحيدة ولا يهتم بي أحد.. تعلقت نفسياً بها كأم تأخذ بيدي إذا حزنت أو احتجت لمشورة وتعودت على كتابتها لي يوميا وسؤالها عني .. اختلفت معها مرتين خلال السنوات تلك طردتني خلالها مرتين طرد صريح بسبب كلمة لم أقصدها.. وبسبب تصرف غير مقصود مني قالت لي كلام جارح جداً وسامحتها بل كنت أنا من أطلب منها كلمة تواسيني لأنسى تلك الكلمه الجارحة ثم تعطفت وقالتها لي وكنت فعلاً أحتاج فقط اعتذار منها..
هي الآن لا ترد على كتابتي فقط ترسل كلمات من علم الطاقة التي تقرأ فيه وكل حاجة تقول طاقة سلبية وذبذباتي ووو .. أشعر بالذل وأرغب من التخلص من هذا التعلق النفسي.. لا أريد أن تكون وحدتي موطن ذل.. أنا تعلقت بها نفسياً جداً.. وهي لا تحب الخلطة بالناس لأنهم طاقات سلبية وتعتبر إذا ساعدت أحد بكلمات أنها تنفق من طاقتها الإيجابية لذا صارت لا تحب مساعدة أحد بل كانت دوماً تطالبني بعدم الاختلاط بالأخوات في حلقات القرآن حتى لا يؤذوني بطاقتهم..
هي متدينة وطيبة لكن علم الطاقة وموضوعاته التي ترسلها لي كنصائح لا أقتنع بها .. وأنا مقتنعة أننا لازم نساعد بعض وهما ليسو لصوص طاقتي كما تقول أنهم لصوص طاقة ..كنت أعتبرها أختي وأمي... أريد أفك هذا القيد النفسي .. أنا كنت لمدة سنتين آخذ أدوية علاج اكتئاب وتوقفت من نفسي عنها منذ 5 شهور..
لكن ما يحدث حولي أفقدني التوازن تماماً رغم أني كنت أخذت علاج نفسي عبر الإنترنت عند أخصائية ونجحت في التخلص من أعراض الاكتئاب
فتوالت علي الضربات 3 مشاكل مختلفة كلها إساءات وإهانات آخرها صديقتي هذه.. حياتي ارتبكت وأقاوم عدم العودة للطبيب
16/12/2018
رد المستشار
الأخت "السائلة":
تتكلمين بلسان ملايين من البائسات التائهات في دروب الحياة، والعيش في مجتمعات العرب له تحديات وتبعات وفاتورة فادحة في ظل التفكك، والتخلف، ومخالفة سنن الله في الحياة، وجهل مقاصد وقوانين الدنيا والدين!!
حياتك مسؤوليتك وحدك بالدرجة الأولى، ومما يلزمنا لحياة صحية أن نبني من حولنا شبكة دعم ومشاركة عبارة عن علاقات سليمة، وقبول متبادل غير مشروط، وكسب مادي، وهوايات.
وانتقاء من يصلحون لهذه الشبكة، وإجراءات بناء هذه الشيكة، ومجهودات تكوينها هي مهمة ذاتية يقوم بها كل منا، وقد يجد شريكاً يساعده، وقد لا يجد.
تكتنف هذا الخط البديهي، وتلك الضرورة البسيطة صعوبات جمة في حالتنا لأسباب لن أخوض فيها الآن لأنني أريد أن أذهب مباشرة لترتيب خطوط وإجراءات تنظيم أمورك كما أتصورها.
يبدو لي أن لديك أعراض اكتئاب، والتعامل السريع والفعال مع الأعراض هو بمراجعة الطبيب (ة) المتخصص (ة)، وتناول العلاج اللازم وربما منه العقاقير المضادة للاكتئاب، وقبل أن يحصل هذا فإن حالتك الذهنية المشوشة، وحالتك الوجدانية المعتلة ستحول دون تحويل أية نصائح عملية إلى برامج.
سأعفيك أيضا من الخوض في مسائل علم الطاقة والذبذبات، وأكتفي بتذكيرك أنك تحتاجين حالياً مع الطبيب والدواء إلى إحاطة نفسك بمن يرونك في حالة إنسانية، ويشيعون جوا من المشاركة والمرح والإيجابية، وهؤلاء تحصلين عليهم بالاهتمام بهم وليس عبر البحث عن الاهتمام واستجدائه!!
اهتمي بمن تريدين الاقتراب منهم، ومن يبادلك الاهتمام فهؤلاء من تبحثين عنهم.
مع الطبيب والدواء سيمكنك البحث عن ذاتك، وتنمية مهاراتك في العلاقات، والتعبير عن المشاعر، والتركيز والتأمل وإدارة الوقت، والبحث عن شغفك الخاص، واهتماماتك وهواياتك، وفي هذه الرحلة الشخصية الخاصة ستظهر أمامك نوعيات مختلفة من الناس، وهي فرص جديدة لاستكمال شبكتك الإنسانية الداعمة، والفاعلة.
صديقتك من حقها – مثلك تماما – أن تختار نمط حياتها، وأفكارها، ومن حقها أن تقرر التواصل أو الانقطاع، وإقلاعك في رحلتك الخاصة، وتركيزك عليها – أي رحلتك – من شأنه أن يفطمك عن التعلق بها أو غيرها.
السير في الحياة مثل نمو البنات يحصل خطوة خطوة، والفطام كذلك، والتعلم يحتاج إلى وقت، وجهد، وتركيز!!
وقبل ذلك كله تحتاج حالتك إلى طبيب، وإلى دواء.
وتابعينا بأخبارك.