ابني بعد الانفصال
السلام عليكم، أشكركم على هذا الموقع المتميز و أود استشارة المختصين هنا بشأن ولدي البالغ 14 عاما ولدي غيره أخته في 18 من عمرها علاقتي بهما منذ الصغر كانت طيبة ومتماسكة ولله الحمد فهم أغلى ما أملك في هذه الدنيا تم الطلاق قبل قريب عام ولكونهما فوق سن الحضانة فكان الحكم بأنه لا حضانة لهما
وعليه كان يفترض التنسيق الودي داخل العائلة على مقرهما والزيارات بين الوالدين لكن للأسف طليقي شخصية من الصعب التعامل معها أو التفاهم خاصة وأنه كان رافضا للانفصال ويود الاستمرار في الحياة الزوجية دونما تقديم أي جهد في حل المشكلات المتراكمة والتي أغلبها كان يدور حول إهماله المستمر للأسرة وعدم تحمله المسؤولية المادية أو المعنوية مع القسوة الشديدة والعنف والغياب الطويل عن المنزل دونما مبررات فعلية وغير ذلك من الأمور التي لا أود التطرق لها
ابني كان مع أخته لدي وسط الأسبوع ويزوران والدهما باستمرار و يقضيان الويك إند معه حتى أخذه والده مني دونما إخباري قبل 7 أشهر ومن يومها لغى جواله ومنعه من التواصل بي بأي طريقة حاول أن يفعل ذات الشيء مع البنت لكنها رفضت وكان عقابها أن قاطعها كليا وطلب منها أن تنسى أن لها أب
حتى تتركني تماما وتذهب لتعيش مع والدها وتبتعد عني كليا علما بأني أشهد الله أني لم أقترف أي شيء يستحق كل هذه القسوة بل العكس قدمت له سيولا من التضحيات عبر السنوات وحتى بعد اليأس والانفصال أوصي أبنائي به خيرا رغم جفائه معهم وضعي العاطفي الداخلي غير مستقر بسبب غياب ابني عني وقلقة على وضعه أكثر
أفكر في إيجاد وسائط اجتماعية خارجا عن نطاق الأهل للتواصل بوالده ليحن قلبه ولكن ما وصلني عبر إحدى الأطراف المشتركة أن الأب يحاول التأثير في الولد ليزرع كراهيتي في قلبه ويفهمه أني من تسبب في تفكك الأسرة مع العلم بأنه قد أبدى رغبة في الصلح والعودة له كشرط لرؤية ابني
لكن ليس له أي قبول بداخلي ليس فقط بسبب العشرة المريرة وإنما أيضا لتعسفه في الطلاق بدون إحسان وما تبع ذلك مما فعل بالأبناء
بدلا من تعويضهم عن صدمة الطلاق بالاحتواء والتربية المتوازنة بيننا مسألة الرجوع له بالنسبة لي أمر مستحيل
لا أعلم ما هي التبعات النفسية على أبنائي مما يجري لو طالت الأزمة
وهل تشيرون علي ماذا ترون الأفضل لهم تربويا في مثل هذا الحال الشائك؟
12/7/2019
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك عزيزتي وكان الله في عونك ورزقك بر أبنائك. ليس بيدك ما تفعلينه لصحة ولديك النفسية غير ما فعلت، توضيح أن الانفصال لا يعني أنه سيء بل لا يناسبك التعامل معه، وحثك لهما على بره، جزيت خيرا إن شاء الله.
لا يسبب الانفصال بالضرورة تبعات نفسية للأطفال وأولادك لم يعودوا أطفال، بل ما يسيء هو أسلوب تعامل الوالدين مع الآخر، وكما توصلت بنفسك أنه لا يمكنك تعديل سلوك والد أطفالك وأنت معه ولا شيء يمكن أن يغيره الآن. يعود مدى التأثر به إلى قرار طفلك وحده، وإياك أن يدفعك موقفه لتقديم تنازلات للابن فهذا غالبا ما يفسد الأولاد بعد طلاق الوالدين.
كلما أظهرت للوالد أنك متأثرة بغياب ابنك وتريدينه كلما ازداد تعنتا وأمعن في استغلال الابن والإساءة له، لا تفعلي شيئا، بل اذكري لمن حولك بأن ابنك لم يعد طفلا يحتاج لأمه بقدر ما يحتاج لرعاية أبيه وقد أحسن أبيه باتخاذ هذه الخطوة وهي سبب لخلافك السابق معه بإهمال أولاده. غالبا إن كان زوجك كما ذكرت سيمل سريعا من مسؤولية ولده بعدما يشعر باليأس منك وسيرفع الحظر عنه، بل قد يدفعه إليك بنفسه.
قد يحدث هذا وقد لا يحدث، مهما كان فقد أديت دورك بالفعل تجاه ولدك فلا تقلقي عليه. التربية تكون مؤثرة في السنوات المبكرة من الحياة، فإن كنت أحسنت تربيته فلا تقلقي عليه فقط استودعيه أمانة الله الذي لا تضيع ودائعه. قد يكون بقاء الولد مع والده بالفعل أفضل له نفسيا كي يستقل عن ارتباطه العاطفي بك.
لا تخشي على مستقبل علاقتك بولدك فهو ليس صغيرا لينساك أو ليشوه والده صورتك في نفسه. سيعود لك رجلا يملأ عينيك فرحا بعد بعض الوقت، في حال أصر زوجك على موقفه.