السلام عليكم
عمري 16 سنة كنت سابقاً لا أخرج من البيت لتحذير أمي لي وكان بسبب وسامتي التي تعذبت منها كثيراً وأنا لا أخرج من البيت إلا للصلاة، وكلما خرجت من البيت يلاحقني عدد من الشباب ويضعون أيديهم في مؤخرتي
ويوم من الأيام جاء شاب وأخذني بالقوة لسيارته وأخذني لبيت أهله الذي كان فارغا وأجبرني على خلع ملابسي وفعلت وفعل بي الفاحشة وردني إلى البيت، وحتى هذا اليوم لم أسلم منهم.
أريد حلا يا دكتورة بأسرع وقت
ولك جزيل الشكر..
6/10/2004
رد المستشار
الابن العزيز
أهلا وسهلا بك وأشكرك على ثقتك وعلى صراحتك، وإن كان من الصعب عليَّ شخصيا أن أتخيل ما تصفه لي، فكيف تعيش في بلدٍ مسلم ويحدثُ ما تصفه وأنت ذاهبٌ للصلاة في المسجد لست أدري كيف يكونُ ذلك، ولا أدري كيف يكونُ عمرك ستة عشر عاما ولا تستطيع حماية نفسك؟؟؟
ليس الأمر هنا متماشيا مع ما نفهمه من ضحية عاجزة عن الفهم أو التصرف يتعرضُ لتحرش جانٍ أكبر منه، يا بني إذا كنت تسمي من فعل الفاحشة معك شابا
فماذا تسمي نفسك؟ هل طفلٌ في العام السادس عشر من عمره؟؟
صحيح أن منظمة الصحة العالمية جعلت سن الطفولة ممتدا حتى ما بين السادسة عشرة والثامنة عشرة، وكثيرٌ من القوانين الوضعية في بلداننا اتبعتها
لكنني لا أدري بأي قانون يعملون في البلد الذي تعيش فيه وآخر عهدي (ومعظم ما تعملت من ديني وثقافتي الإسلامية تعلمته في نفس ذلك البلد)، أنهم يطبقون شرع الله فهل بالنسبة للقاضي عندكم أنت طفل؟
أعتقد أن الطفل هو من لم يبلغ الحلم، وأن التكليف يبدأ بالاحتلام، فأنت إذن شابٌ مكلف مسئولٌ عما تفعل، وعرضة بالطبع لأن تكره على فعلٍ قد تنتقص مسئوليتك عنه بقدر ما يثبتُ للقاضي أنك أكرهت عليه.
أنت يا بني قد تكونُ ضحية تحرش تفهمه أو اغتصاب لم تظهر لنا أثناءه أي شكلٍ من أشكال المقاومة،
سواء سميت الأحداث التي تحدثُ وأنت في طريقك لأداء الصلاة كما تقول تحرشا أو سميت ما حدثَ مع الشاب الكبير -باعتبارك الشاب الصغير- اغتصابا أو تحرشا حتى، فليسمه العلماء ما يسمونه،
لكننا في مجانين نتكلم عن مسلمين مسئولين أمام الله عن أفعالهم بدءًا من سن تكليفهم، وهذا عندي أهم وأجدى في العلاج.
أنت تريد مني أن أصدق أنك ضحية وسامتك، وأن مجتمعك الذي أعتبره -رغم كل عذابات الغربة فيه- صاحب فضل عليَّ في علمي وديني، هو المجتمع الذي نفسه التي ترتكب فيه الأفعال المذرية التي تصفها وأنت في طريقك إلى المسجد، وأنا لا أصدق ذلك ما أزالُ،
ولا أظنه كذلك إلا أن يكونَ في مساحات محدودة وفي الخفاء أو وسط تكتم مجموعة ما من المنحرفين أو غير المبالين، ولا أظن هؤلاء بهذا التوحش في بلادك، مهما سمعنا من حكاياتٍ تشبه ما تحكيه فأنت تمثل حالةً فردية لا أستطيع تخيل أكثر من ذلك.
أنت مستسلم تماما وفي ألفاظك وكلماتك ما يدل على أنك لا تشعر كما يشعر الرجال في مجتمعاتنا، وأنا أدرك جيدا أن سنك الآن ستة عشر، ولكن استسلامك أغرب من غياب مشاعرك، لماذا لا أراك تتصرف بالشكل المتوقع من شابٍ مسلم في السادسة عشر يستطيع الكتابة الإليكترونية من خلال هذه الصفحة التي أظنها يسبقها استبيان طويل لا يملؤه غير متحلٍ بالصبر؟ فهل أنت كذلك؟
لماذا استسلامك لفعل يبدو أنه يتكررُ ويتكررُ وأنت تعرفُ أنه له يهتزُّ عرش الرحمن؟
هل أنت خائفٌ من الفضيحة؟ ألا تعرفُ أنها قد حدثت بالفعل؟ هل أنت ضعيفٌ إلى هذا الحد، هل الوسامة عادةً مرتبطةٌ بالضعف؟ لا أظن.
ماذا أقول لك هل أقول أن أمك الخوافة خوفتك وزرعت في داخلك أفكار ومشاعر النعامة؟ فأصبحت تدفن الرأس في الرمال، ما يشير إليه قولك في نهاية إفادتك :(وفعلت وفعل بي الفاحشة وردني إلى البيت وحتى هذا اليوم لم أسلم منهم)، هذا كلام المستسلم لما يغضب الله، وما حدثَ قابلٌ للتكرار وليس تحرشا جنسيا إلا أن تكونَ غير مكلف كأن تكونَ منقوص القدرة العقلية وربما الحسية في بعض الظروف، وكل هذا لا ينطبق في حالتك، فأنت عاقل رشيد مكلف تخاطب صفحة الاستشارات على "موقع مجانين"؟ وما فعلته هو الفاحشة التي ستسأل عنها أمام الله
وبافتراض حسن النية تماما منك فإن عليك أن تتعلم وبسرعةٍ كيف تدفع عن نفسك الأذى فأنت في النهاية لا تعيش في مجتمع من الذئاب،
يمكنك مثلا أن تتعلم واحدةً من رياضات الدفاع عن النفس المشهورة، ويلزمك أن تتوب إلى الله عن ما لم تفلح في دفعه عن نفسك من الأذى ولا عذر لك في ذلك إلا أن يتغمدك الله برحمته،
حاول إذن أن تستعين بالله وأن تقوي دفاعاتك الداخلية (فتكف عن التصرف كالنعام) وكذلك دفاعاتك الخارجية (فتكف عن الاستسلام، وما أهون الاستسلام للذئاب) عليك أن تراجع نفسك يا بني
وأنصحك بقراءة الروابط التالية عن بعض أمثلة الشاذين جنسيا، وأسأل الله ألا تكتب يوما مشكلتك وسطهم :
الجنس الثالث والنفس اللوامة
الجنس الثالث والعالم الجديد المتحدر
شذوذ جنسي: للأسف...أنت لا تدري !!!
أريد الشهرة ، ولو بالشذوذ !
الخروج من سجن المثلية : ما ظهر وما بطن !
الميول المثلية ووساوس من فقه السنة !
الجنسية المثلية والوساوس الدينية : هل ثمة ارتباط
أريد حلا : سجن الميول المثلية : بوادر الانعتاق
إن أهم ما يجبُ أن يحرصَ عليه المسلم في حياته هو أن يدرك جيدا أنه سيسأل أمام الله،
ووالله لولا أن عمرك كما ذكرته ستة عشر عاما عند بداية تعرضك لما تسميه أنت تحرشا، لأنك قبلها كنت لا تخرجُ للشارع ولا أدري كيف؟ لولا أني ساءني استسلامك وغضبت في الله منك لما كنت بهذه القسوة عليك،
وما زلت أفتح لك الباب لتتابعني بما قد أكونُ ظلمتك فيه فما بيننا من السطور الإليكترونية، لا يمكنُ أن أصدر أحكاما من خلاله، لكنني على أي حالٍ أحكم على ما وصلني من خلال تلك السطور، تابعني ونبهني لما قد أكونُ ظلمتك فيه، هداك الله وأعانك على ابتلائك