الهبوط إلى الواقع: تزوجي يا ابنتي
إلى الأخت الفاضلة صاحبة الرسالة أقول لها أن كلامك حقيقي وللأسف موجود في مجتمعاتنا المسلمة ولكن ما تزال يوجد نماذج فاضلة من الرجال.
تذكري المجاهدين والشهداء والساعين للكسب الحلال والساعين لقضاء حوائج الناس.
بالطبع أنت لم تختلطي مع هؤلاء الرجال، ولكني أؤكد لك أن الصنف الذي تبحثين عنه موجود، ولكن هنا يأتي دورك أنت فليست مهمتك هي البحث عن الشاب الذي تتوافر فيه هذه المواصفات
ولكن عليك بما يلي:
1- أن تكون لديك الرغبة في الارتباط بشاب بهذه المواصفات.
2- أن تختاري ممن يتقدمون لك للزواج من يحمل هذه الصفات ولا تتعجلي الاختيار لمجرد أن تتزوجي.
لا أقصد المغالاة في وضع صفات نموذجية تكون حائلا دون زواجك ولكن أن تعملي بالحديث الشريف:
(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.)
3- أطمئنك بقوله تعالى (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (النور:26)
وأؤكد لك مما أراه أمامي من زيجات بين الأخوة الملتزمين دينيا أنه كما يقولون: "ما جمَّع إلا لما وفق" لأجد الزوجة حتى قبل الزواج وكذلك الزوج كلاهما نسخة من الآخر في الطبائع والميول وسبحان الله الموفق
فعليك أن تتحلي بهذه الصفات حتى يرزقك الله بمن يحمل نفس الصفات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
28/10/2004
رد المستشار
والله يا باش مهندس لقد أنصفت
أنصفت يا ولدي وأحسنت التعبير .. فهناك رجال لا تقدر بمال.. باحثين عن المكسب الحلال.. شقيانين في بناء النهضة وصناعة الحضارة بما يرضى الله.... يحفرون الصخر بأظافرهم لتحسين صورة مستقبلهم وتحقيق طموحاتهم وأحيانا يكون القدر رحيما بهم فيبدأ بعضهم بخميرة مناسبة من عظام الأجداد ولكنه أيضا يحفر في الصخر لينحت اسمه بجوار أسماؤهم... وفى كل خير
ورسالة ابنتي تلك ليست أول رسالة من هذا الشكل فلقد استمعت إلى مثيلاتها بأذني وأعلم أن بناتنا يبحثن عن أبي بكر الصديق في ورعه وخالد بن الوليد في قوته وعلي بن أبي طالب في فقهه ...ويتصورن أن هذه الشخصية وهى أحيانا موجودة بين الشباب لن تكون لها مطالب دنيوية..
ولكن هيهات فهذا النقي الورع يريد فاطمة التقية النقية وعائشة الفقيهة وخديجة المعطاءة بلا حدود الجميلة بلا رتوش الثرية كريمة الأصل والمنبت.
الخلاصة يا ولدي أن كلا الطرفين - وهذا عن خبرة في تزويج الشباب تمتد لأكثر من 30 عام لم يعد واقعيا في تصوره لإقامة البيت وإعماره..... فكم من ملتزم قابلته اشترط على أن تكون العروس علاوة على التدين وطيب الأصل والأخلاق تكون شقراء وكأني أبحث عن زوجات في النرويج.. وكانت الحجة دائما:هي أريد أن أعفَّ نفسي في مواجهة الفتن الكثيرة الموجودة في المجتمع ....!!!!!
فهل كانت بناتنا أكثر واقعية؟؟
أبدا.. كل فتاة تبدأ بالبحث عنه طويل القامة مفتول العضلات وكأن الله خلق الرجال كلهم وزادهم بسطة في العلم والجسم..... أضف إلى إمكانيات تصفها الفتاة بقولها: إمكانيات معقولة ... ولكنها في العادة تصبح: إمكانيات مماثلة لما حصلت عليه صديقتي فلانة وابنة خالتي "علانة" ولو لم يأت هذا الكلام من البنت جاء من أهلها وهى توافق مغلوبة على أمرها ولا أتوقعها كذلك فمن اقتربت من الثلاثين قادرة على اتخاذ قرار وتحمل توابعه......
ولكن الدائرة المفرغة تكون دائما بدايتها من هنا... من عدم الواقعية في تناول مشروع الزواج.... وكلما تقدم العمر بكليهما -الشاب والشابة- كلما ظهرت قضية مهمة جدا: هي لن أصوم لأفطر على بصلة!
إنني حزينة مما وصل إليه الحال... فالزواج سنة مؤكدة وسيدنا إبراهيم طلب الزواج قبل موته وقد تعدى المائة عام وقال عليه الصلاة والسلام: أكره أن ألقى ربي وأنا أعزب أو كما قال
وأخيرا أحيلك إلى الروابط التالية من على مجانين لنبين للجميع من أين جاءت حكاية المواصفات القياسية التي يحلم بها الجميع، وهم لا يدركون ما يفعلون:
هل اتخاذ الصورة معيارا شرك؟
ردا على هل اتخاذ الصورة معيارا شرك؟
هل اتخاذ الصورة معيارًا شرك؟مشاركة2
أشكرك على مداخلتك... وفقك الله لما يحب ويرضى ورزقك زوجة صالحة تكون عونا لك على الطاعة....... وسندا لك إذا مادت بأقدامك أرض الصعاب... وسترا وغطاء مع الجوع والشبع ومع دفء فراشك أو إذا تكومت فيه باردا... أمًّا لأولادك ومربية لبناتك وبارة بأهلك..تعينك وتحملك ,,,وتحتضنك وتعاونك وتكون أنت لها الزوج الكريم الحليم..الظل والسماء.. والأمن والعطاء... الحماية والسقاية والإكرام
آمين....
وأهلا وسهلا بك مشاركا دائما على مجانين.