السلام عليكم
أنا رشا من فلسطين، أنا معي هذا المرض :- وسواس البلع: وهي الحالة التي تبدأ عادة بالمراقبة العقلية لعملية البلع والتفكير في كيفيتها والأحاسيس المصاحبة لها، ثم يرد الخاطر بإمكانية توقفها أو التسبب في إعاقتها بشكل أو بآخر مما ينتج عنه الاختناق أو التقيؤ أو الإحراج، ويتداخل هذا الشكل تشخيصيا مع حالات رهاب البلع،
وما بقدر أروح لطبيب لأنه حاسة أنه ما راح يفيدني أبدا بتمنى تنصحني شو أعمل؟؟
وهل هاد الشيء راح يظل للأبد ؟؟ أنا صلاتي بطلت أخشع فيها ولا قادرة أتمتع بحياتي
6/2/2020
رد المستشار
مرحباً بكم أختي على الشبكة العربية، وشكراً لثقتك باستشارتنا، لقد لفت نظري تشخيصك للمشكلة، ورغم أننا نفضل أن نقوم نحن بالتشخيص عادةً كمتخصصين، لكن لفتني أن التشخيص الذي أعطيته لنفسك يدل على حسن اطلاع وإدراك لطبيعة الحالة – وليس بالضرورة أن يكون دقيقاً، أو هو التشخيص الوحيد-وهذا شيء جيد. لكن أظن أنك اطلعت على أهمية المراجعة للمتخصصين لعلاج هذه المشكلة، إلا إذا كان هذا التردد ناتجا عن الوسواس أيضاً أو القلق.
إن كان التشخيص دقيقاً فإن الاستفادة من برنامج علاجي ستكون غالباً كبيرة في حالتك، وخاصة أن ما تمرين فيه صار يعطل حياتك كما وصفتِ. وعلى قدر ما تسمح به الاستشارات المكتوبة أرغب في توجيهك.
القلق، أو الخوف، أو وسواس البلع، حيث أنها تشبه بعضها لكن بنية الفكرة هي المختلفة، ستكون الفكرة حاضرة كلما تعرضت لبلع أي شيء، وهذه الفكرة تسبب ردة فعل انفعالية وجسدية، بحيث تزيد من التوتر والقلق بما قد يتم تفسيره على أنه خطر حقيقي، فنحن كبشر نميل لتصديق ردود أفعالنا الانفعالية والجسدية وأنها دليل على وجود أمر ما، بالرغم أن العوارض الانفعالية والجسدية قد تكون محدثة داخلياً بسبب فكرة أو إدراك معرفي خاطئ لكن كيف نخبر من يشعر بالخوف بأن هذا الخوف عبارة عن استثارة داخلية وليس استجابة لخطر حقيقي؟ فهنا محور الموضوع وهو الفرق بين الاستثارة والاستجابة، والخوف عادةً عبارة عن استجابة، أي أننا نستجيب حين نتعرض لأمر مخيف أو مهدد، لكن في حالة الاضطراب يصبح هذا الخوف عبارة عن استثارة، أي أنها تبدأ من داخلنا دون مثير ثم يقوم دماغنا بربطها بأي أمر قد يبدو له بأنه مزعج، ومع المدة يتطور هذا الارتباط بحيث تصبح هذه الاستجابة مرتبطة بفكرة أو بوضع انفعالي أو عارض جسدي، ونسيء تفسير السبب ليصبح أمرٌ عادي روتيني (كعملية البلع) عبارة عن مثير للقلق والانزعاج.
نحتاج بداية لتعديل التفسير لما يحدث معنا، ونرجع الخوف لسببه الطبيعي وهو حالة القلق أو الوسواس: فهل أنتِ تتعرضين للاختناق عند البلع.. أم أنك تخافين من فكرة الاختناق عند البلع.... على الأغلب فأنتِ تخافين من فكرة، وهذا يصف حالتك التي يمكن وصفها (الخوف من الأفكار) أي أن الخوف يستثار لديك مجرد أن تفكري بأنك قد تتعرضين للخطر، رغم ضعف احتمال ذلك.
إضافة إلى أن عقلنا عادة لا يفكر بالنسب المنخفضة لوجود مخاطر، مثلاً حين نركب السيارة فإننا بالشكل الطبيعي لن نفكر أننا سنتعرض لحادث، رغم أن هنالك احتمالا بسيطا في العادة للتعرض لحادث، لكننا لا نفكر بهذه الطريقة، وإذا صرنا نفكر بهذه الطريقة فهذا يعني أن طريقة تفكيرنا مضطربة بسبب القلق أو الوسواس، والذي يقدم الاحتمالات الضئيلة على الأكبر منها، أي يحاول أن يطمئن ويشعر بالأمان أن احتمال خطر 2% لن يحصل، ولا يلتفت إلى نسبة 98% التي تقول أن الموضوع آمن.
الأمر الثاني ستحتاجين إلى برنامج علاج بالمواجهة التدريجية لعملية البلع والتدرب عليه، بأن تبدئي بشرب سوائل ثم تزيدين من صلابة وكثافة ما تبلعينه بالتدريج على سبيل المثال:
1) بلع الريق بتكرر. (يمكن استخدام العلكة لزيادة إفراز اللعاب).
2) بلع الماء.
3) بلع عصير معه حبيبات بسيطة.
4) بلع مادة الجلو لكنها خفيفة القوام.
5) بلع مادة الجلو كثيفة القوام.
6) بلع شوربة كثيفة القوام (عدس، فريكة ناعمة).
7) بلع شوربة غليظة القوام (فريكة خشنة).
8) بلع أرز مع حليب بحيث يكون طريا جداً.
9) بلع رز مع لبن ويكون طرياً.
10) بلع الأرز لوحده.
11) بلع الخبز الطري.
12) بلع الكعك مع التمر (معمول).
13) بلع القرشلة مع سمسم.
طبعاً نتكلم عن 13 خطوة هنا، وتستطيعين البدء من الخطوة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة، أي من الخطوة التي تزعجك بدرجة (1 من 10) لكن من الضروري البدء بخطوات سهلة ثم تطويرها، إضافة إلى أن ما كتبته آنفاً هو مقترح يمكنك استبداله بشيء قريب منه يناسب ما يوجد في بلدك، أو ما تحبينه من الطعام (ما تحبينه حتى لو كنت تخافين منه).
كل مستوى مواجهة، ولنفترض أننا سنبدأ ببلع الجلو كثيف القوام، سنحتاج إلى أن نحضر مكانا مناسبا، ونكون جهزنا صحنا من الجلو كبير نسبياً، وسنبدأ بأخذ لقمات متوسطة الحجم ونمضغها بهدوء ما استطعنا، ونبتلعها بهدوء، لكن لحظة ألسنا نخاف من البلع؟؟؟؟ هنا بيت القصيد من هذه المواجهة، حيث هدفنا هنا أننا سنبتلع اللقمة رغم وجود الفكرة وكل مرة نذكر أنفسنا أنها فكرة وأننا (خائفين من الفكرة) وليس بسبب شيء حقيقي أو خطر حقيقي، وان هذا هو أساس المشكلة وهو الخوف من الأفكار، وسنتناول اللقم برغم الفكرة والحالة الانفعالية والعوارض الجسدية المزعجة، ويجب أن نمضي 45 دقيقة على الأقل ونحن نقوم بالتمرن، مع تكرار ذلك لثلاثة أيام، فإذا لمسنا انخفاضاً في مستوى الانزعاج، انتقلنا للخطوة التالية في برنامج التعرض والمواجهة، وبنفس الطريقة.
أرجو أن تسعي لتطبيق البرنامج، ومشاركتنا لاحقاً بنتائج تطبيقك للخطوات.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.