وسواس قهري أم اضطراب آخر؟؟
- السلام عليكم، أنا عمري 27 سنة أعمل مهندس، مصري الجنسية. حسيت إن في مشكلة عندي بعد التخرج من ثانوي عام لما نجحت وحققت حلمي بالالتحاق بكلية الهندسة بس المشكلة كانت طفيفة وغير مؤثرة عليّ بشكل كبير، كنت أسأل نفسي هل الهندسة هي شغفي وهي حلمي أم كلية أخرى؟ _بعد ما قرأت بعض التعليقات على الفيس بوك اللي كانوا بيقولوا إن المجموع مش مقياس للتفوق وإن المهم تحقق شغفك_ علماً بأني كنت محدد هدفي إني أتفوق وأوصل هندسة، وكنت أضيع الوقت في إني أقارن بين إني ميال لكلية هندسة ولا أي كلية أخرى؟ وأعدّ الكليات في دماغي وأشوف أنا حابب مجالها أم لا؟ وهكذا وأرجع أعيد نفس الأسئلة تاني إلا إني تجاهلت، والأفكار كانت تهدأ ولما ييجي وقت فراغ خاصة في الاجازة كنت أفتكرها.
- ثم جاءت فكرة تانية في نفس الفترة"قُبيل دخول هندسة" نتيجة إن سمعت إن العادة السرية حرام خاصة مع مشاهدة الأفلام الإباحية فخُفت إنّي أعاقب نفسي إني أبتر عضوي رغم إني مش هأعمل كده وعارف إني مش عايز أعمل كده فكنت أمسك سكينا عشان أتاكد إني مش هأعمل كده وكنت بتوتر من الآلات الحادة، وبعدها بشوية راح برضه الوسواس ده ولحد الفترة دي مكنتش أعرف أنه وسواس بس كنت حاسس إن في حاجة غلط بتحصل معايا بس كنت محرج من زيارة طبيب نفسي.
- بعدين انتهت السنة الإعدادية (أول سنة في هندسة) اللي خلالها سيطر عليّ خوف من الرسوب وده كان هاجس عند معظم الطلبة فتهيألي إن خلاص مفيش أفكار هأرددها تاني طالما أنا أثناء الدراسة بس بعد النجاح في السنة الإعدادية نفس الذي حصل معي عند انتهاء الثانوي "تفكير في المستقبل وأي الاقسام أفضل؟" ودوامة أفكار إلا إني استقرّيت إني أختار الأعلى رغم إني كنت مياّل لقسم ثاني بس مستقبلاً اكتشفت إن اختياري ده الأفضل ليّا بفضل الله وانتهى هذا الوسواس بنجاحي في القسم الذي كنت خائفا منه في الأول لأنه من أصعب أقسام الهندسة.
- في السنة الثالثة للكلية تقريباً سن (19 أو 20 سنة) ودي اللي خمّنت فيها اسم الاضطراب اللي مصاب بيه "اضطراب الوسواس القهري" وسيطرت عليّ فكرة الخوف من إن في الكشف الطبي للجيش يظنوا إني مصاب بالشذوذ أو إني من ممارسي الشذوذ ده بعد ما سمعت في مادة التربية العسكرية إن في كشف طبي على منطقة الشرج وبيحددوا منه الناس إذا كانت سليمة أو مصابة وازداد خوفي لأني كنت عند دخولي للتبرز أستخدم إصبعي عشان أنظف المنطقة كويس.
- بعدها نسيت الوسواس وفجأة اشتغل تاني لمّا كنت بتفرج ع برنامج تلفزيوني للمسابقات وشفت متسابق في حلقة جديدة شكله أصبح افضل من ذي قبل فارتعبت حرفياً وخفت من الإصابة بالشذوذ وهل أنا أصبحت من الشواذ؟! فأرد لنفسي إني مش عايز أعمل كده ومعنديش رغبة داخلية في كده ومش بحس بشهوة ناحية حد من نفس جنسي وإن رغباتي نحو البنات من الصغر وأقول ما يمكن تكون أصبحت مزدوج الميول الجنسية، فأرد برضه بنفس الإجابة، وسلسلة من الأسئلة زي: بتحس برغبات سالبة؟؟ وأتخيل وأرد إن الإجابة: لا ومش حاسس إني كده أو برغب في كده، ثم أقول: هل بتحس برغبات موجبة؟ برضه إجابتي: لا، وبالعقل لو في رغبات موجبة يبقى الأحق تكون للنوع المقابل المصمم لكده ودي حاجة أنا لا أقبلها. وأترعب لو لقيت حد تعامل معي كويس وأقول في نفسي ده شخص طيب وبحب أتعامل معاه وأصبح صديق لي مع علمي إن ده طبيعي وعادي لكن بردد الأسئلة في رأسي وأنظر للشخص للتأكد وأرتاح قليلاً ثم تعاودني الأسئلة.
- بحثت على النت بعنوان "الخوف من الشذوذ" وتعرفت على حالتي وذهبت لطبيب، سألني ما أشكو منه فبلغته أني مصاب بالوسواس القهري وبلغته ما سبق، وتناولت عقار باروكستين بعض الوقت ثم تركته لأني مليت منه وحسيت إنه بيفكرني إني مريض ولأني عرفت أتعايش مع الأفكار.
- لكن ساعات تأتيني ثانية هي وغيرها من الأفكار زي مثلاً: لو حد زميلي قال لي شف لي وظيفة بحس إني لازم لازم أشوف له وأدور له حتى لو أني أعلم إنه ممكن ما يساعدنيش بالمثل ولا يستاهل المساعدة فتغلبت على الوسواس ده وتجاهلته.
- وآخر شئ إني قرأت على صفحتكم شئ يسمى "الشذوذ غير المنسجم مع الأنا أو الشاذ الأسف" وده خلّى أسئلة جديدة تزيد على وساوسي، فخفت أن أكون مصاب بازدواجية ميول غير منسجمة مع الأنا وده لأني متأكد إن ميولي عاطفياً وجنسياً نحو النساء، فلذلك شكيت في الازدواجية وليس المثلية الكلية وساعات بشك وأخاف من المثلية، فأردّد لنفسي أن الشذوذ غير منسجم مع الأنا أو الشاذ الأسف هو نفسه عارف ومعترف وحاسس ومؤمن إن عنده انجذاب رومانسي أو جنسي أو الاتنين لنفس جنسه وأنت مش كده أو زي ما قال الله عن قوم لوط "إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ"، وأنت شهوتك ورغبتك في النساء فليه بتشك؟!
- وبعدين أشك إني أصلا مصاب بالوسواس وبضحك على نفسي وممكن أكون مش مصاب بالوسواس فأعدّد لنفسي الوسواس اللي مريت بيها عشان أأكّد إن ده وسواس مش رغبة شاذة داخلي خاصة إني قرأت إن في أعراض جسدية وبعدها بقيت لما الوسواس يُثار والقلق يشتغل عندي لو شفت حد شكله كويس أو أسلوبه وشخصيته عجباني _مش بشكل رومانسي أو جنسي زي اللي بشعر بيه نحو النساء_ فأشعر بقشعريرة في الدبر أو اهتزاز في القضيب علماً بأنه لا ينتصب ولا شيء، فأسأل نفسي أي سبب ده؟ وأرد: لأني كنت خايف أن أُصاب به فطبيعي يحصل كده ولما أجرب أتجاهل الوسواس بعض الوقت بيروح بس يعاود السؤال تاني ليه الموسوسين عندهم في بعض الأحيان بيحصلهم قشعريرة أو اهتزاز"Groinal Response" ؟ فبقول لنفسي: ممكن لأن أنت لما بتوسوس وتتخيل بتعمل إسقاط من الأفلام الإباحية_العادية وليست الشاذة_ اللي بتشوفها فكرة سالبة أو موجبة للتأكد من عدم رغبتك في أي منهم.
ما الحل ؟
شكرا لكم
18/2/2020
رد المستشار
الأخ الكريم، مرحباً بك على شبكتنا، وشكراً لثقتك، يبدو أنك قد أجبت عن كثير من الأسئلة التي أتوقع أنك تريد التأكد منها، فما قد مررت به هو وسواس قهري واضح المعالم، ولكن بسبب تنقله وطبيعته التي تخص التفكير الجنسي، هذا ما يجعل الشخص يتشكك في مدى كونه وسواسا، والوسواس في حالات الوساوس الجنسية يرافقها غالباً وساوس حسية، أي أن الشخص تنتابه إحساسات في المناطق الجنسية، لكن سبب هذه الإحساسات وسواسي الشكل في الأصل، لكن هذا سبب حيرة الموسوس، وهو كيف سيكون هذا الذي يمر به وسواس دامه مرافق بإحساسات جسدية وأحياناً شيء من الرغبة؟ وهذا من خدع الوسواس الجنسي، والذي قلنا أنه مرافق بعوارض حسية، وإلا كيف سيكون وسواساً إذا لم يجد منافذ يثير فيها خوف الشخص ويشعره بالتهديد؟ لذلك هذا جزء من العمليات الوسواسية.
والوسواس دائماً معارض للأنا، أي أنه مخالف لحقيقة الشخص، فوسواس النظافة يدل على شخص لا يقبل أي اتساخ أو التعرض للمرض، ووسواس الطهارة يدل على شخص كامل الحرص في الطهارة، أما الوسواس الجنسي فيدل على شخص كامل الاهتمام بهويته وتوجهه الجنسي، لكن نعود ونقول إن الإحساسات الوسواسية هي التي تثير انزعاج الشخص، فيعتقد بأنها دليل مضاد على وجود ميول جنسية مثلية.
أنصحك أخي بمراجعة متخصص في علاج الوسواس، فهذه الطريقة الصحيحة للتخلص من الوسواس والتعامل معه، أسأل الله لك الشفاء والصحة.
واقرأ أيضًا:
الظواهر الحسية في مرضى الوسواس القهري(1-2)
ويتبع >>>>>>: وسواس قهري مزمن فقط يا هندسة ! م