قلق أم خوف طبيعي..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بالبداية أود أن أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع الذي كان له الدور الكبير في تخليصي من مجموعة من الأفكار التي كانت قد تتفاقم إلى مشكلات نفسية مستقبلاً.
أود أن أطرح عليكم مشكلتي التي حقا لا أستطيع تحديد إذا كانت مشكلتي أنا شخصيا أم أنها مشكلة من حولي وأعني بذلك أهلي
أم أنها مشكلتنا جميعاً لذلك سأسرد لكم عن حياتي منذ صغري إلى هذه اللحظة التي بدأت فيها أشعر بوجود مشكلة.
اعذروني إذا استطردت في جانب من حديثي ولكنه سيكون ظنا مني أنه قد يفيدكم في تحليل المشكلة.
أنا فتاه عمري الآن 25سنة نشأت في أسرة ملتزمة ومتحابة يجمعها الود والاحترام المتبادل حتى أن هذه الأسرة يضرب بها المثل لشدة مثاليتها فنحن أسرة مكونة من أبي وأمي وأختي وإخواني الشباب الاثنين أنا أكبرهم سنا.
أمي وأبي علاقتهم علاقة تمتاز بالاحترام والمحبة والتفاهم
سأبدأ بالحديث عني شخصيا: فحيث أني أكبر إخوتي فكان لدي من المهام والواجبات الكثير وذلك منذ صغري فقد كنت أعتني بإخوتي الصغار وأحافظ على نظافة المنزل...الخ من الأمور التي يفعلها أكبر أبناء في أي عائلة.
ولكن مع الوقت وما أن بدأت أعي ما يدور حولي تقريبا في العاشرة من العمر بدأت أشعر بالظلم
فقد كنت مسئولة عن كل شيء تقريبا حتى أخي الصغير أعتبره ابني لأنني اعتنيت به أكثر من والدتي وهو يبادلني الشعور فلهذه اللحظة يخبر الجميع أنه يحبني غير حبه للجميع
ولكن المشكلة لم تكن في كمِّ الأعباء الملقاة على عاتقي وإنما بذلك التوبيخ الذي لم أكن أنجو منه إذا أذنب أحد إخوتي فقد كنت أتحمل مسؤولية أخطائهم حتى وكنت أؤنب أكثر منهم.
وأذكر أنني كنت أذهب لخزانة والدتي وأغلقها وأبكي متسائلة ما ذنبي؟
وفي هذه الفترة كانت والدتي مشغولة بعلاقاتها الاجتماعية مع الجارات وسيدات النادي ومع كل ذلك كنت من أوائل الصف وأكثر الفتيات لباقة ونظافة وذكاء وقد كان الكل يتمنى لو عنده فتاة مثلي
وكنت أقابل كل هذه القسوة -مع أني لا أحبذ أن أسميها قسوة فأمي ليست قاسية بالطبع- بالتفاني الزائد
فقد كنت في أيام عطلتي أستيقظ مبكرا فأرتب المنزل كاملا وأوقظ إخوتي وأخبرهم أن لا يزعجوا فأمي نائمة ونبدأ بتحضير طعام الإفطار وبعد أن أجهز كل شي أوقظ والدتي كي تتناول طعامها
حتى أني أذكر أن خالتي كانت تقول: "نفسي أفهم أختي شو مقدمة لأولادها حتى الفطور يجيها على التخت"
كل خالاتي كانوا يتمنون لو أن لديهم بنتا مثلي كنت أسعى دوما للحصول على رضاها ولكن دائما كانت حتى عندما تريد أن تمتدحني فتقول والله البنات مريحيني رغم أن أختي إلى الآن لا تفعل شيئا إلا مرغمة عليه ولكن يبدو أنها لا تريد أن يكبر رأسي كما يقولون.
ومن جهة أخرى أنا محبوبة من قبل الجميع فأنا الأولى بلا منازع عند والدي فهو يحبني كثيرا وعند أهل والدتي أنا الأولى لأني أتحمل الجميع ودائما أتنازل كي يكون الجميع مبسوطين ولا مشاكل أو منازعات وأهل والدي يحبونني أيضا فأنا أجاملهم رغم اختلاف طريقة حياتنا عن طريقتهم فنحن نسكن بالمدينة وهم يسكنون القرية ولكن ذلك لم يؤثر ولكن لا أنكر أني أنسجم مع أهل والدتي أكثر.
وقد كبرت على هذا المنوال وكانت المسئوليات تزداد يوما بعد يوم حتى أنني أشعر الآن أني لم أعيش أي مرحلة من مراحل حياتي كما يجب فقد كنت دوما سابقة للمرحلة وحتى فترة المراهقة عانت فيها والدتي من الديسك بظهرها وبالتالي زادت مسؤولياتي كثيرا رغم أني كنت في المرحلة الثانوية وعلي عبئ دراسي ليس بالقليل ولكن الذكاء الذي منحني إياه الله أنقذني وكنت دوما أقول أني لا أرغب بالدراسة لفترة طويلة وذلك كي لا تشعر والدتي بأنها سبب في أني لم أحصل أعلى من هذه الدرجات، رغم أن حلم والدي كان أن أصبح طبيبة حتى أنني تمنيت أن أصبح طبيبة دون أن أعي أنها ليست رغبتي وإنما رغبة والدتي فقد كنت أقول أود أن أدرس الطب لأن الطبيب يتعامل مع الضعفاء وبالتالي لن يضروه حتى لو كانوا أشرار وهذا دليل أني لم أكن أعي ما يعني الطب ولكن الله يعرفنا أكثر من ما نعرف أنفسنا فتحصيلي بالثانوية أدخلني كلية الهندسة وهذه الكلية بصراحة تنم عن شخصيتي بشكل كبير وقد عشقتها.
بعد دخولي الجامعة بدأت أرى العالم بشكل مختلف قليلا فقد بدأت أعرف ما هي حقوقي وواجباتي وبدأت نظرتي للحياة تختلف وذلك طبيعي! الحمد لله لم أنحرف فلم أكلم الشباب إلا إذا اضطرت لشيء مهم باختصار كنت فتاة ملتزمة استطاعت أن أطور مهاراتي في مجالات مختلفة كالحاسوب والأعمال التطوعية وورش العمل في مجالات علم النفس وأساليب التفكير التي هي إحدى هواياتي.
أستطيع أن أقول أني استثمرت وقتي بالجامعة بشكل جيد وتخرجت بتقدير جيد وقد كان لي أعمال مميزة جدا في مجال دراستي أهمها مشروعي التخرج الذي تحديت الجميع بما فيهم أستاذي المشرف أني أستطيع إنجازه.
ولكن بدأت مشاكلي مع أسرتي عندما أردت أن أختار تخصصي في مجال الهندسة فقد كانت رغبتي دراسة هندسة الميكانيكا لاتساع مجالها ولكن أبي وكل المجتمع رفضوا ذلك لأن الجميع يعتقدون أن هندسة الميكانيكا هي أن تكون ميكانيكي سيارات والواقع غير ذلك فهندسة الميكانيكا لا تختلف عن أي مجال هندسة أخر فبدأت نقاشاتي أنا ووالدي حول الموضوع وكان كل ذلك يتم عن طريق والدتي إلى أن أتت والدتي وأخبرتني أنها تعبت من كل ذلك فأنا أحدثها لتخبر والدي ووالدي يحدثها لتخبرني ونحن الاثنين لا نريد أن نفهم على بعضنا البعض فقالت لي أنا أخرجوني من الموضوع تعبت، فجلست مع والدي وتحدثنا وتناقشنا وبكيت كثيرا
وكان الحل أن نقدم الطلب بناءا على الترتيب التنافسي أي من الأعلى درجة للأقل وفعلا فعلت فمنحني الله ما قد رغب فدرست هندسة الميكانيكا ووالدي منذ السنة الأولى وهو يرغب في أن أدرس العلوم لأصبح معلمة فكما يعرف الجميع دوام المعلمة بالمستقبل قصير مقارنة بغيرها وبذلك أستطيع أن أرعى زوجي وأطفالي فأخبرت والدي أني إذا لم أستطع تنظيم وقتي بين عملي وزوجي وأطفالي سأبدي أطفالي قبل كل شيء ومع ذلك تخرجت وهو بنفس الرغبة القديمة حتى أنني بعد كل تعبي في دراسة الهندسة يريد مني أن أعمل في قطاع التدريس وهو يقول دائما لو رديت علي كان أحسن لك.
طبعا خلال فترة الثانوية والجامعة تقدم لخطبتي معظم أقارب والدي ووالدتي أيضا ولكن كان والدي يرفض لأنه يريد أن أكمل دراستي وكانت هذه رغبتي أيضا فقد كنت أخشى هذا الموضوع كثيرا والحقيقة أن والدي كان دائما متخوف من هذا الموضوع كثيرا ومازال يظن أننا مازلنا صغارا إلى أن تقدم لخطبتي ابن عمتي (كنت في السنة الثانية من دراستي الجامعية) هذا الشاب على دين وخلق والتزام يعتبر من الشباب العصامي الذي بنى نفسه بنفسه سعى حتى أتم دراسته الجامعية ثم حصل على منحة ماجستير وبعدها منحة دكتواره في المملكة المتحدة لا يعرف عني سوى إني ابنة خاله
أمي رائعة في تعاملها مع أهل والدي كما أنها شامية الأصل وكما هو معرف (خذ شامية وعيش عيشة هنية) والبنت لأمها، طبعا والدي وجد فيه المنفذ أبن أخته وستبقى بذلك ابنته الصغيرة بين جناحيه للأبد لن يأخذها منه أحد أما أمي فقد أحبت هذا الشاب حبا عجيبا وكانا الاثنان أمي وأبي يتمنيان أن أوافق ولكني لم أفعل فمنذ صغري وأنا أستثقل دم ابن عمتي هذا بالإضافة إلى أن صوته يزعجني.
ومع ذلك ونزولا عند رغبة والدي وافقت أن أجلس معه وأحدثه وأراسله على مدى ثلاث سنوات ورغم تلميحي له بأني لا أريد الاقتران به من خلال قولي أني لا أرغب بالزواج وأنه يجب أن يبحث عن أخرى وأنه يجب أن لا نتحدث لأن ذلك سيؤدي إلى تعلق أحدنا ثم سينتهي الموضوع بالفشل ولكنه كان دائما يصر على الاستمرار وكنت أقول لنفسي مازلت صغيرة ويمكن أهلك معهم حق والشاب جيد فحاولي أن تتقبليه ولكن دون فائدة إلى أن تخرجت من الجامعة وبدأت التدريب لدى مؤسسة في ذلك الوقت كان ابن عمتي في البلد وأصر أن نتحدث بصراحة وعندها شعرت أن هذا الشاب يريد الاقتران بي مهما كانت النتائج حتى بعد أن أخبرته أني لا أستطيع تخيله زوجا لي
قلت له بصراحة أستطيع تقبلك أخ صديق زميل عمل فأنت رائع ولكن زوج لا،
فقال لي سأعطيك أسبوع أسبوعين كما تشائين لعل وعسى وكان يتحدث معي وهو يتحدث عن نفسه فقررت أني سأنهي الموضوع وإلى الأبد وفعلا أخبرته أن هذا الموضوع يجب أن ينتهي وللأبد وعندها انزعج كل من والدي ووالدتي حتى أن أمي أصابها ارتفاع بالضغط فقلت لهم هو جيد ولكن لن أكون سعيدة معه فلم يكن منهم إلا أن تقبلوا الأمر رغما عنهم.
علاقة والدتي به مازالت مستمرة وبشكل متين جدا لا أعرف السبب وقد أخبرتها أنها حرة التصرف معه فلن أزعل إذا هاتفها أو تراسلا رغم عدم اقتناعي من أن علاقة مثل هذه يجب أن تستمر فيكفي أن تطمئن عليه بين الحين والأخر ولكن المسجات بينهم لا تنقطع وهو يخبرها بكل أخباره قبل الجميع؟؟؟؟
هذا الموضوع زاد من حدة التوتر في علاقتي بوالدي ووالدتي فهم يقولون أن المجتمع ما عاد ليتقدم لخطبتي فبما أني رفضت أفضل شباب عائلتي لن يتقدم أحد بعده، ولكن كل ذلك لم يهمني فهناك تصور بداخلي للرجل الذي أرغب الاقتران به وفعلا وبعد انتهاء موضوع ابن عمتي بفترة قصيرة جدا شعرت بالميل تجاه أحد المهندسين الذين يداومون معي في عملي وهو كذلك، طلب من السكرتيرة أن تسألني إذا كان بالإمكان أن يأتي لخطبتي من أهلي بعد أن شعر بميل تجاهي ودرس شخصيتي منذ بداية التحاقي بالعمل وقد عرف من خلال السكرتيرة بأني لا أمانع ذلك
أخبرت أمي فقالت أنها ليس لها دخل في هذا الموضوع طبعا ستستغربون هذا الرد ولكن عندما تعرفون السبب لن تستغربوا فهذا المهندس أكبر مني 15عام وهو غريب ليس من عائلتنا كما أنه قد سبق وأن تزوج وانفصل عن زوجته بعد شهرين من الزواج وهذه الأمور كلها مأساة لأهلي ولكن من يعرف هذا الإنسان يدرك تمام الإدراك أنه رجل حنون محب طيب صادق وأمين ملتزم دينيا وبالإضافة لذلك فهو بشوش الوجهة صاحب نكته.
عندما أخبرت أبي بدأ يقول لي أنه يضحك علي وأنه من عائلة لا نعرفها وأنه يريدني أن أعمل لأجلب له النقود فقلت له لا يريدني أن أعمل فقال إذن يريدك أن تخدمي أمه...الخ من الأمور التي من شأنها أن تبين أنه لا يريد مقابلة هذا الإنسان ولكن وكما تعرفون فأنا أتعامل معه بشكل يومي وأسمع ما يقول عنه الجميع فالكل يمدحه والكل يريد أن يزوجه فمنهم من عرض عليه أخته ومنهم من عرض أخت زوجته ولكنه كان يريد نموذجا مختلفا ليس كبنات هذه الأيام وهو يقول أني عندما كنت أتحدث كان يسمع صوته الذي كاد أن ينساه فكان يقول لنفسه لا إنها تمثل أنها فتاة واعية مدركة ذات عمق ولكن زادت الأمور عندما بدأت المواقف التي تذكره بنفسه كثيرا ورغم كل ذلك نحن الاثنان مختلفان بطريقتنا متفاهمان في أفكارنا واعتقاداتنا.
استطعت أن أؤثر فيه وأغير الكثير من صفاته وأستطاع هو أيضا أن يخرجني من دوامة المثالية التي كنت أحياها، فمعه شعرت أنه لا مانع أن أفعل ما أشاء مادام لا يخالف شرع الله فالله أحل لنا الحلال لنحيى به على عكس واقعي مع أهلي فكل شيء حتى الحلال يقولون ماذا ستقول العالم ومثلهم (كل علي ذوقك وألبس علي ذوق الناس) نحسب حساب لكل شيء حتى أن والدتي لا ترضى أن أركب سيارة خالي وأذهب معه لوحدنا خوفا من أن يقول الناس أبصر مع من طالعه؟؟؟
يجب أن نخبر أبي وأمي بالطريق التي سلكها الباص إذا غير طريقه خوفا من أن يرانا أحد فيقول
أبصر وين كاينة؟؟؟ لا نزور صديقاتنا بمنازلهم خوفا من أن يكون لهم إخوان شباب ..الخ من التعقيدات التي باتت تعكر صفو حياتنا جميعا بلا استثناء فكل شيء يتبعه الافتراضات السلبية والأفكار الوسواسية.
شدة خوف والدي علينا بدأنا نشعر بها الآن بعد أن تخرجنا من الجامعة وانتقلنا إلى الحياة العملية فلا أستطيع أن أقدم لأي وظيفة بالقطاع الخاص لأن والدي يعتقد أن كل القطاع الخاص مستغلين وأن المدير سيجبرني على عمل أمور تخصه هو ويستغلني بأشياء أخرى غير العمل وأننا مازلنا لا نعرف وحشية المجتمع والمجتمع كله ذئاب ووو.... حتى خوف والدي منى ناحية مرضنا فما أن يقول أحدنا أخ حتى يصبح بين يدي الطبيب وفي بعض الأيام يأخذنا للتأكد فقط.
أختي الآن تعاني من الوسواس القهري في المرض فما أن تسمع قصة حدثت لأحد حتى تبدأ تخيلاتها بأنه سيصيبها وأقل وجع يصيبها يسهرها الليالي وتظن أنها ستموت من هذا المرض الخطير وهي تتعالج عند طبيب نفسي دون علم أهلي لأنهم إذا علموا لن يقتنعوا وقال الطبيب لأختي بعد أن شرحت حالة أبي بالنسبة للمرض فأخبرها أنه أيضا يعاني من الوسواس القهري والقلق المزمن أيضاً.
المشكلة الحقيقية هي قلق والدي الزائد فهو لن يقتنع أن يزور طبيب نفسي وبنفس الوقت هو يسيطر على أمور حياتنا المصيرية فأنا مصرة على الارتباط بهذا الشاب لأنه الإنسان الذي يكمل شخصيتي فنحن الاثنان يكمل كل منا الأخر والدين قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ولكن والدي ووالدتي يخشيان من زواجه السابق رغم أنه أخبرهم أنه بإمكانهم التحقق من قصة زواجه وطلاقه كاملة فكل الموضوع أنهم لم يتفاهموا فهو حساس جدا جدا بالإضافة إلى أنه عنيد جدا أيضا
وبذلك هو يحتاج إلى أنثى تشعره بأنه عالمها ومرجعيتها وتقدر مشاعره وتحترمها وتفهمه من إيحاءاته وهذا ما حدث معي
فقد كنت أقرأ ما يجول بفكره كما لو كنت بالداخل، وهو حقق لي ذلك القدر من الحب والحنان الذي أرغب دون أن تكون شخصيته مهزوزة أو منقادة لي بل على العكس شخصيته قوية ومع ذلك يملك قلب طفل صغير فعلا في لحظات أشعر أنه أبني وفي لحظات أخرى أشعر أنه أكبر سي السيد بالدنيا ولكنا متفاهمين على كل شيء وما أدعو الله أن ينهي هذا الأمر دون أن أضطر لمواجهة أبي فأنا أحبه حبا كبيرا وأخشى على مشاعره بالذات أن موضوع ارتباطي بهذا المهندس قد سبب جفاء من قبل والدي لي فهو يشعر أن هذا الرجل جاء ليأخذني منه ولا يستطيع التخلص من أفكاره أن هذا الرجل سيذلني وسيجعل مني خادمة لأمه وسيحرمني دخول منزل والدي وووو
أسعفوني ما الحل هل أنا لست طبيعية بحب اقتراني من إنسان أشعر بنضجه ورزانته ومدى إدراكه لاحتياجاتي وعقلي، وأنه لم يكن يوما كهؤلاء الذين ما أعجبهم في إلا شكلي وعيوني الخضراوين اللتين في لحظات تمنيت لهم العمى حتى لا يكون شكلي هو سبب حب الشباب للاقتران بي متجاهلين أن المرأة ليست جسدا فقط وإنما عقل وروح وكل منهم يكمل الأخر على الرغم من أن هذا الشاب قد سبق وأن خاض تجربة الزواج؟
هل أتجاهل مشاعر أبي وأضغط أكتر وأكتر لأقترن بمن أحب؟
هل أبي فعلا يعاني من القلق وهذا هو السبب الوحيد وراء رفضه رغم علمه التام مدى تعلقي بهذا الشاب؟
كيف أخلص أبي من قلقه أو كيف أتعامل مع هذا القلق ولا أجعله يقف في وجه أموري المصيرية كالعمل والزواج والمستقبل بشكل عام؟
وجزاكم الله كل خير
26/11/2004
رد المستشار
ابنتي العزيزة ذكريات الماضي_غير السعيدة- ليس لها إلا دور واحد في حياتنا إلا وهو "الاستفادة" منها للحاضر ثم للمستقبل، لذا لن أخوض كثيرا فيما سردته عن طفولتك لأنك إن كنت قد تحملت كل تلك المسئوليات فيها لعدم الإدراك أو لحبك الجم لوالدتك أو تحت ضغط الأدب فأنا أقبله فقط في تلك المرحلة
أما بعدها فالأمر قد تغير لأنك أصبحت شريكا فيه بإرادتك _وإن لم تصرحي به لنفسك_ بل في الحقيقة قد حصلت على الثمن وأحببته!!!
والثمن اسمه الإشادة بك في كل وقت وحين ووصولك إلى مكانة ليس لك فيها منازع وكما قلت أنت الأولى بلا منازع، ويتمنى القرب منك الجميع فلا تحولي الماضي إلي خبرة تراكمية سيئة لأنك قد انتصرت عليها بالفعل بإصرارك على النجاح بل تمكنت قدرتك النفسية على مغالبة ما لا تهضمينه أو ترضينه لنفسك والأمثلة كثيرة مثل اختيارك لقسم الميكانيكا ورفضك القوي رغم الضغوط لزواجك من ابن عمتك، فلقد تعلمت الدرس وعرفت كيف تناطحين السحاب ومتى..
أما ما يخص موضوع قلق والدك الزائد وإصابة أختك بالوسواس القهري بسبب طريقة تربيته لكم أو تعامله معكم فلقد رددت عليك فيه تحت اسم مفاهيم عجب؟ فأرجو إعادة قراءتها مرة أخرى
أما ما يتعلق بحبيبك الحالي فلن أستطيع أن أدافع عن سوء ظن والديك فيه فأنت تمثلين لهما جوهرة ثمينة منحها الله لهما فأنت مهندسة تتميزين بالذكاء.. التعاون.. التفاني.. الأدب.. الأخلاق.. الجمال..
فمن وجهة نظرهم أنت تستحقين أفضل وأذكى وأنجح وأغنى وأرق رجل في الوجود _خاصة بعد رفضك لم يرضون به_ فإذا بك تأتين لهم برجل يكبرك ب15 عاما بل وله خبرة سابقة في قصة زواج وانفصال لم تدم أكثر من شهرين!!!
ولكن أستطيع أن أدافع عن حبهما لك، وهنا يحتاج الأمر منك إلى رؤية بعض النقاط الهامة:
*فارق السن حقا فارق كبير قد لا تشعرين به إلا بعد عشر سنوات من الزواج عندما يصير في الخمسين من عمره أو الستين وتكونين أنت في قمة شبابك وحيويتك
*قد يكون انجذابك له لأنه أول من حاور عقلك وفكرك وإبداعك ولكن عندما يبدأ مشروع الزواج حتما ستكون الغلبة للحياة اليومية ويكون هناك حوار حول النظافة والطعام والمسئوليات وغيره
*الحب الحقيقي يحتاج منك معرفة عيوبه وسلبياته وإدراكك لها وإدراكك لقدرتك على التعايش معها وتحملها والتي لم تذكري منها شيئا واحدا
فنجاح واستمرارية الحياة الزوجية لا يعتمد فقط على مميزات كل طرف فيها وإنما على قدرة التحمل والتعايش مع سلبيات كل طرف أيضا
*حبيبك رجل صاحب خبرة سابقة جعلته يعي أن الزواج متعة ومسئولية، فبالإضافة إلى متعة الجسد ستحققين له متعة فهمك له وعقلك الذي يعجبه وإشعاره بأنه عالمك وإذا فكر في المسئولية فحدث ولا حرج فأنت النظافة والنظام وأنت المربية الحنون وأنت المدرسة للأطفال وقت الاحتياج فإن كنت أما لأخيك الآن فما بال ابنك الحقيقي غدا؟
*لا تفهمي من كلامي أني ضد ارتباطك به، وإنما وجب عليك أن تختاري ما يناسبك كما يفعل هو ولن يحدث ذلك إلا إذا رأيت عيوبه أو سلبياته وتعاملت معها على أنك ستتعايشين معها برضا
ولا تقعي في فخ اسمه "سأغيره" فالتغيير أمر يتعلق بالغيب إما أن يحدث أو لا يحدث ومن يريد أن يتغير لا ينتظر زوجة لتغيره..
أختم كلامي بسؤال هل من الممكن أن يكون ارتباطك به لأنك وجدت عنده ما لم تجديه في والدك من حوار ومنح الحريات؟؟؟