حيرة وألم، ماذا أصنع؟؟
الإخوة الأفاضل الدكتور وائل أبو هندي ود. أحمد عبد الله ود.عمرو أبو خليل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعتذر لأني لم أسلك المسلك الصحيح في إرسال الاستشارات ولكن كلما جئت أرسل لم أجد الصفحة مفتوحة بل مغلقة فاعذروني وردوا علي أسأل الله أن يبارك فيكم ويحسن ختامي وختامكم.
أخي الفاضل مشكلة كبيرة أنا (31 سنة) واقع فيها واحترت وربي، لا أدري ما أفعل في هذا الأمر الهام والمشكلة هي: زوجتي (26 سنة)، نعم هي المشكلة الكبيرة في حياتي حيث أصبحت تمثل لي كابوسًا كبيرًا لا أعرف كيف أتصرف فيه.
حتى لا أطيل التزمتُ منذ الجامعة وأنا ريفيّ من ريف مصر العامرة ملتزم بأخلاق الريف وأخلاق الإسلام فلم أكلم يوما فتاة أو أحب امرأة أو أخرج مع واحدة أو أشرب أو أشم، باختصار ملتزم بعيد عن الخطأ، لما قابلت صديق لي من أيام الكلية وكان قد خطب فتاة سألته عن زوجة وكنت أبحث بعدما عملت وأنهيت الخدمة العسكرية فأشار علي بابنة خالة خطيبته.
المهم تعرفت وتقدمت وقبلت وسهَّل أهلُها الموضوعَ جدا فلم يطلبوا شبكة وكان الأمر ميسرًا، وكنت واضحًا معها أنني ريفيّ قروي مقيم في القاهرة ولا أنقطع عن أهلي في الريف حيث إنني أكبر إخوتي ومسئول عنهم خاصة بعد وفاة والدي رحمه الله، وقد أشار عليَّ رحمه الله أن أتزوج من الريف –ويا ليتني فعلتُ– ولكن قدر الله وما شاء فعل.
تزوجت وكانت سعيدة معي جنسيا وكليا، بعد ولادتها أول الأولاد لم تجد اللذة التي كانت تجدها في المعاشرة الجنسية بسبب منها وليس مني فأنا كما أنا، المهم غضبت وهاجت وفضحت كل شيء واتهمتني بالبخل الشديد أكثر من مرة وأصرت على الطلاق وأنا أحاول أن أتقي الله فيها جاهدًا لإرضاء الله فيها وإرضاءها، المهم بعد فترة من الزواج وجدت مجموعة من الخلافات بيني وبينها منها:
1- اختلاف وجهات النظر في الملابس وأنواعها التي تلبسها والتي ألبسها معترضة على طريقة لبسي مع أنها -والله يعلم- ملابس متوسطة فليست بالقذارة ولا آخر شياكة.
2- انشغالي بأهلي وإخوتي الصغار علمًا أنني لا أقصر في حقوقها.
3- طبيعتي العملية وحبي لعملي وكسلها الشديد في بيتها وأولادها.
4- دائما تقارن بيني وبين إخوتها الرجال وأزواج إخوتها البنات وأنهم يفعلون كذا وكذا................. مع أني يعلم الله لا أقنع بالدون.
5- أصبحت أكره الأعياد والجمع لأنني أخطب العيد والجُمَع وهي لا تريد مشاركتي في الذهاب لهذه التجمعات وتغضب من ذهابي يوم العيد إلى الريف لزيارة أهلي، قد تقول لي أحسن من أسلوبك وطريقتك وناقِشْها وكلِّمْها وتودد إليها واعطفْ عليها...... كل هذا فعلت.
6- بعد الزواج بسنتين أصرت على الطلاق فطلقتها بلا رسميات ولا تسجيل للطلاق وكان لنا ولد واحد. ثم رددتها وحاولت أن أصلح من نفسي وأوافق بيني وبين أهلي وعملي ولها فلكل عليَّ حقوق.
7- وبعدها أصرت على الخلع وأخذت أشيائها وقمت بالموافقة على الخلع وأعطيتها نفقة الولد لمدة شهور ثم تركتها وتركت الأمر لله.
8- ثم بعد 4 شهور اتصل أهلها بي وعرضوا عليَّ أنها صغيرة واصبر عليها وهي تريد الرجوع إليك فاستشرتُ أهلي وأصدقائي فأشاروا عليَّ بمراجعتها من أجل طفلي ومن أجل كذا ........ فراجعتها وللأسف؟؟؟
9- بعد سنتين من الرجوع أصيبت بمرض مزمن في المناعة اسمه (بنفجرس فلجارس) بالعربي (ذو الفقاعة) فحُجزت بالمستشفى لمدة شهرين واستمر العلاج حتى الآن ويعلم الله وبشهادتها وشهادة الجميع أنني لا ولم أقصر في حقها المادي والمعنوي حتى رزقنا الله بولد جميل أسأل الله أن يبارك فيه وفي أخيه وأن تربيهما لي فأنا عاجز عن تربيتهما. إذن ما المشكلة؟؟؟؟
المشكلة أنها دائما متكبرة عليَّ ترى نفسها أفضل وأنني لست الزوج المناسب مع العلم أنني جامعي وهي إعدادية ولم تكمل الدبلوم، وأقرب مَثَل لي ولها – ووالله لا أشبه نفسي ولا أشبهها والعياذ بالله – هو سيدنا زيد بن حارثة وزينب بنت جحش رضي الله عنهما.
فهي دائما ترى نفسها أنظف وأحسن وكل شر يحدث حتى مرضها فأنا السبب فيه وكل خير فهو بسببها حتى كنت دائما أتمثل بآية الأعراف (فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه) كنت أحذف اسم سيدنا موسى وأضع اسمي. مع العلم أنني مسالم وإذا حدثت مشكلة أحاول أن أَلُمَّ الموضوع وأهلها دائما معها في صفها.
دائما تتمنى الموت وتطلب الطلاق مع العلم أنه الطلاق الثالث، ولي طفلان خائف جدا عليهما وأتمنى أن يُرَبَّيَا في كنف أبيهما وأمهما. مع كل مشكلة أسارع بترضيتها وأتحمل أحيانا بذاءتها وسوء لسانها مع العلم أنها منقبة. هي اعترفت كثيرًا بأمرين هامين:
1- أنها لم تتزوجني إلا لتهرب من بيت أهلها وهي تكره أهلها وإخوتها كلهم.
2- اعترفت أنها لن تجد أحنَّ عليها ولا ألطف معها ولا أكرم مني.
3- تعرف طيبتي وكرم أخلاقي وتعترف بها، ولكن العلم شيء والعمل شيء آخر، فرقٌ كبيرٌ.
حصلت مشكلة في العيد بسبب زيارتي لأهلي في العيد بعد أن قضيت معها صباح يوم العيد ثم ذهبت لقريتي وهي ترفض الذهاب إلى هناك مع أنهم يحبونها ويكرمونها بشهادتها هي.
تصر دائما على الطلاق، وتصرح بكراهيتي، وتطلب الموت لتستريح، وكأنني أنا الشيطان الرجيم، أصبحت باردة جنسيا تكره الجماع وتعرض عنه، وتترك البيت وعصبية مع الأولاد، ورفع الصوت، ولا تقول حاضر بل إن نفذت طلبي فبفتور ولذلك كثيرا ما أقوم بما أريد بنفسي ولا أطلب منها إلا نادرا، وأشياء أخرى، أدخلت أهلها فكانوا في صفها وهم دائما يصرون على أنني أنا السبب وإلا فلماذا أنا متمسك بها إلا لما لها –زعموا- من ميزات ومواهب؟؟؟؟!!!
لا أعرف ماذا أفعل هل زواجي من القاهرية وأنا ريفي هو السبب، أم طيبتي أو بالأحرى مسالمتي معها ومع أهلها ومجيئي على نفسي دائما من أجل إرضائها.
حائر، خائف على أولادي وعليها، ووالله الذي لا إله إلا هو أنا أعرف أن طلاقها – فيما أظن- ليس فيه خير لها لأنها لا تتحمل أن تعيش مع أبيها الذي تكرهه أكثر من عشرة أيام ثم تبدأ المشاكل بينها وبين أبيها وبين أبيها وبين إخوتها فتكره المكان، بالإضافة إلى مرضها الجلدي الذي شوه جسدها بالسواد والفقاعات وتساقط الشعر وضعف العظام وقلة التحمل، أسأل الله أن يعافيها والمسلمين أجمعين من كل مرض وسوء. ولست أدري لماذا هي سوداوية المزاج تكره نفسها وأهلها وزوجها وجيرانها، مع أن الجميع يعاملها بحب وهي تعرف ذلك.
حريص على إرضائها أحضرت لها غسالة أوتوماتك لعجزها عن الغسيل لمرضها، حريص كل ليلة على شراء متطلبات المنزل، وكل أسبوع أقوم بشراء الخضار واللحوم والخبز وكل متطلبات البيت،...... هي تريد الطلاق وترك الأولاد لا تريد أولاد فهم - في زعمها - إذا كبروا تركوها وتزوجوا ولم يعرفوا لها حقا مثل إخوتها الرجال. لا تعرف الحنان ولا تعتذر أبدا عن خطأها تريد الموت تريد الطلاق ولست أدري ما أصنع بأولادي.
(طفلان 6 سنوات، وآخر 5 شهور) وأنا أعيش وحيدًا وهل سأجد واحدة تربي أولاد غيرها أم هي مريضة نفسيا، أم أصبر أم ماذا أفعل، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
27/11/2004
رد المستشار
الأخ السائل؛
إذا كانت رسالتك تحمل كل الحقيقة فمن حقك بل من واجبك أن توقف هذه القصة المؤلمة لكل أطرافها، فهي طبقا لإفادتك لا تريد إصلاحا، ولا تحاول، وحياتك معها جحيم مادي ومعنوي، وعلاقتك بها ليست مرضية لك ولا لها وتبقى مسألة الأولاد كشعرة رقيقة مشدودة بينكما توشك أن تنقطع. قد تكون مشكلتك الأساسية هي أنك استسلمت لنظرتها السلبية، ونقدها المستمر لك، وبالتالي فقد وقعت في فخ تصديق أنك لست الشخص المناسب أو المكافئ، وهو مستنقع لا تعرف الزوجات حين يجررن إليهن أزواجهن أنه مسموم لهما معا.
وطبقا لإفادتك فإن زوجتك لم تتعلم من درس الطلاق الذي تكرر، فماذا بعد الطلاق من تحذير؟!!
وطبقا لكلامك فإنك قد سلكت كل السبل، وطرقت كل الأبواب دون جدوى، ودون حني أن تلوح بارقة أمل في نهاية النفق المظلم.
إذا كانت هذه حياتك: أنت تعطي وتتنازل ولا تحصد سوى الجحود والنكد والسوداوية فلماذا الاستمرار؟! وهل هذا المناخ مناسب لتربية الأولاد؟!! وهل سيكون الطلاق هو الاختيار الأقل سوءا لك ولأولادك؟!!
إذا كانت ظروفك كما تصف فإن قدرتك على تحملها هي مسألة تستقل أنت بتقديرها، والحياة الزوجية إما تكون سبيلا ولو لدرجة من درجات السعادة أو يتفرقا ويغني الله كلا من سعته.
أنت وحدك تعرف كل الحقيقة، وتستقل بتقدير الأوزان النسبية لعواقب الاستمرار أو الانفصال، ومهما رويت لنا فسيظل القرار قرارك، ولكل اختيار تبعات، سيكون على كل الأطراف تحملها، وتابعنا بأخبارك.