حياة ضائعة..!؟
أنا عندي 23 سنة وحاسة أني مريضة بأمراض نفسية..
عندي في البيت بيقولوا أني معمول لي عمل.. وأنا مش مقتنعة بالكلام دة.. مع أني حاولت أن أصدق بس مقدرتش..
حكايتي من أولها أنا من أسرة متوسطة أمي توفاها الله وأنا بسن سنة ونصف.. لي أخ وأخت أكبر مني..
أبي تزوج بعد وفاة أمي بحوالي سنة.. زوجة طيبة تحاول أن تحسسني أنها والدتي..
ولكن أمي الحقيقية هي أختي التي كانت تكبرني بحوالي خمس سنوات.. أحبها بشدة وأتعلم منها كل شيء في الدنيا.. من صغري وأنا لا أجد في حياتي سواها.. لا أفكر في أبي أو أخي لا أفكر في سواها..
أنهيت دراستي المتوسطة وحاولت أن أبحث عن عمل وبالفعل وجدت عمل مؤقت.. على ما أتذكر أنني وقتها كنت فتاة رائعة الجمال ورائعة الذكاء.. وطموحة جداً ومقبلة على الحياة بسعادة بالغة والفضل في ذلك يرجع إلى أختي الحبيبة.. إلى هنا لم أشتَقْ إلى أمي مرة.. بل على العكس أنني لا أتذكر فقداني لها وأنني يتيمة كما يقولون.. إلى أن أصبحت في سن الــ18 في أحد الأيام كنت خارج بلدي عن أحد الأقارب وقتها جائني نبأ وفاة أختي الغالية..
لقد وقعت حادثة لأختي الغالية حب حياتي وتوفاها الله.. اعذرني لا أستطيع التحدث عن التفاصيل لأنها مؤلمة جدا .. أنا لم أحضر وفاتها ولا مراسم الدفن.. ولكني وصلت بعد أن انتهى كل شيء وكان كل المطلوب مني أن أرضى بكل ما حدث.. ولكني لم أستطع.. ولم أصدق أنها لم تعد في الوجود.. أصبحت أواجه الحياة بمفردي وفقدت مصدر الحنان والحب الوحيد في حياتي..
سوف تسألني عن أبي أو أخي.. سوف أخبرك أنهم عادي مثل الجميع شوية حزن ويليه النسيان واستكمال الحياة وكأن شيء لم يكن.. حاولت أن أكون مثلما هي تمنت درست الكمبيوتر وأحببته مثلما كانت هي غيرت شكلي كي أصبح مثلها في اللبس والكلام والإحساس والشخصية في كل حاجة.. وحاولت استكمال تعليمي العالي وأنا الآن في السنة الثالثة..لم أستطع الصمود في ما أنا فيه كثيرا لم أستطع أن أكون هي..
في ظل هذه الظروف توطدت علاقتي بأحد الأقارب الذي كان زميلا لي في دراستي منذ الصغر وأحسست بالحب تجاهه وأيضا أحبني هو كما يقول هو.. وبالطبع ليس حبه مثل حبها هي.. المهم دامت علاقتنا سنتين حاولت كثيراً الإبقاء على هذه العلاقة رغم ما كان يحدث من مشاكل ومفارقات بيننا.. وكل ذلك لأني مقتنعة بأني لابد لا أريد أن أكون بمفردي في هذه الدنيا من دون أن يكون هناك من يحبني ويحتاجني..
ولكن الله لم يرد أن تستمر هذه العلاقة .. وتقدم لخطبتي الكثير ولكني لم استطع الموافقة ولا تسألني عن الأسباب لأني لا أعرف .. كل ما أعرفه هو أني لا أريد أحد آخر في حياتي.. وبعدها دخلت في حياة مختلفة قوية وممتازة حققت فيها إنجازات رياضية ممتازة أحسد عليها..
وتعرفت على شخص يكبرني بالكثير متزوج ولديه أطفال.. أقسم بالله أنه كان بالنسبة لي المثل الأعلى والأب الروحي لا أكثر..
وزاد اهتمامه بي وأنا أقاوم.. إلى أن صرح بحبه لي.. بعد فترة أحسست أني أحبه ولا أستطيع الاستغناء عنه.. واستمرت علاقتي به حتى الآن.. (على فكرة هو من ساعدني على التفوق في دراستي وتحقيق النجاحات التي حدثت في حياتي كل الفضل فيه يرجع له هو وحده بعد الله سبحانه وتعالى) أوقات أحكم على إحساسي هذا أنه إحساس بفقدان الأب والأخ في حياتي وعدم اهتمامهم بي.. ولذلك أعيش هذه العلاقة لأنه أيضا أحيانا ما يتعامل معي من منطلق أبوي.. ولكن معظم الأحيان يتعامل معي على أني حبيبته بالمعنى المعروف لدرجة قد تصل إلى أل........
حاولت كثيرا الخروج من هذه العلاقة ولكني لا أستطيع عندما أحاول أحس بحزن شديد.. ألوم نفسي على هذه العلاقة بسبب وجود الزوجة والأولاد.. لقد فكرت في الانتحار كثيرا ولكني أعلم أنني شخصية قوية ومؤمنة بالله.. وكثيرا ما أسأل نفسي أنا أحبه ولدي أسبابي ولكن هو لماذا يفعل معي كل هذا.. أحيانا لا أصدق أنه حب.. يمكن لأنني الآن لا أثق فيما يسمى حب..
أريد النصيحة وأعلم أنها سوف تكون نصحية قاسية ولكني أقبل أريد الخروج من هذه الدائرة، أريد الرجوع لنفسي من جديد..
أنني أشعر أن حياتي وذكرياتي كلها توقفت عند سن الـ18 مع العلم أنني في السابق كنت قوية الذاكرة أما بعد الحادث لم أعد أتذكر أي شيء سوى يومي فقط.. أرجو الرد السريع..
وجزاكم الله كل خير
27/11/2004
رد المستشار
ابنتي الكريمة... يتحرك الإنسان ويكتشف قواه ويغزر إنتاجه كلما اصطدم بالشدائد وكأنها سر الحياة التي تثير بداخله الخوف فيتحفز للدفاع عن نفسه فيندفع للأمام ولا يستسلم ومن حكمة الله عز وجل أنه لم يتركنا نحيا في الخير على شكل هبات وإنما علينا أن نكافح حتى نحصل عليه لأن في ذلك تمام تكوين إرادتنا فبعد أن استكنت لأحزانك وآثرت التشبه بأختك أفقت على الحقيقة التي فرضت نفسها واستعدت قواك فنجحت في الدراسة وتفوقت وكذلك الرياضة التي حققت فيها مراكز تحسدين عليها.
ولكن يبقى القلب مليئا بشعور الحرمان مما كان ينعم به.. من حب واهتمام وهنا لابد وأن أشير إلى شيئين هامين:
أولاً: أنه علينا أن نفرق بين أنواع الحب فحب الأم أو الأخت نوع وحب الرجل للمرأة نوع آخر قد يتفقان فيما يقدمانه ولكنهما بالتأكيد يختلفان في المذاق وطرق الإشباع فلا تتخبطي وتخلطي بينهما يا ابنتي فتلهثي وراء حنان هنا أو اهتمام هناك فيأخذ شكل شاب غير مقتنعة به مرة أو شكل رجل متزوج وله أبناء ويطمع في المزيد مرة ولو أنه قد أغدق على زوجته وأبنائه الاهتمام والحنان لكان خيرا له
ثانيا: أن الحب موجود ويجب أن تثقي في وجوده لأن به نرى متع الحياة أضعافا ويمنحنا قوة لتحمل أعبائها وآلامها ولكي نتأكد من أنه الحب الحقيقي الصحيح لابد وأن تكوني متزنة عاطفيا أولا حتى لا تخلطي الأوراق وهنا أقول لك عدة أمور:
1.. أن تغيري نظرتك في وفاة أختك فبدلا من أن تكون ذكراها اجترارا لمعاني الحب والحنان المفقود لماذا لا تفكري في أنها تحيا الآن حياه أفضل من حياتها مع أهلٍ خيرا من أهلها وفي دار خيرا من دارها ولأنها حقا تستحق كل خير لما قدمته لك وللآخرين فقد توفيت شهيدة فهل يغلب حزنك لفراقها سعادتك بكل ما تنعم به الآن من نعيم!! فما عاد هناك تعب أو عذاب أو حتى عمل
2.. لعل ارتباطك الشديد بها جعل عينيك لا تريان ما يتميز به والدك من صفات تعجبك فهو أب فقد ابنته وكذلك أخيك لعلك تجدين فيه صديقا أو مؤنسا وكذلك زوجة أبيك التي تشكرين في أخلاقها وصفاتها
3.. أنت تشتكين فقدانك لما كنت تأخذينه من أختك ولكنك نسيت أنها كانت تأخذ أيضا!! نعم فقد أخذت منك الحب والاهتمام والاحترام فلماذا لا تتعلمين منها هذا الدرس العظيم وهو أن الحب أخذ وعطاء فأعطي من حولك من أهل أو أصدقاء أو عمل أو موهبة وحتما ستحصلين على الحب والود والاهتمام
4.. لدي من رسالتك أكثر من دليل على قوة إرادتك وشدة عزمك ولكن أقترح عليك اللجوء إلى معالج نفسي لتستعيدي معه قوتك وقدرتك على بداية حياتك بالشكل الصحيح حتى لا تقعي في براثن الوسواس وتابعيني بأخبارك
ويتبع>>>> : الحاج متوليييييي يعود