هل أحتاج طبيباً نفسياً
أحس أنني ضائعة وتائهة. أريد البكاء ولكني لا أستطيع. نفسيتي من الداخل محطمة. تمر عليّ فترة أكون فيها بمزاج جيد ثم سرعان ما يسوء الحال وحده وعندما أصبح في هذه الحالة لا أستطيع ولا أرغب في فعل أي شيء سواء النوم أو الهروب من نفسي. صرت لا أحس، أشعر أنني في غيبوبة. أريد فعل الكثير من الأشياء والإنجازات لكن عندما أصبح بتلك حالة لا أستطيع التوقف عن فعل كل هذا.
بدأت هذه الحالة منذ تقريباً شهرين أو ثلاثة، في معظم الأحيان تأتي ليلاً، وفي الصباح أصبح بمزاج رائع.
وأحياناً تستمر ليومين أو أربعة أيام وتكون شبه حادة نوعاً ما.
26/5/2020
رد المستشار
رغم أن رسالتك مقتضبة ولا تحتوي على تفاصيل عن حالتك إلّا أنه من الواضح أعراض الاكتئاب، ولربما الشعور بالحزن أو اليأس خلال الثلاثة الاشهر الماضية قد يكون لضغوطات نفسية وحياتية قد تكون ألمّت بك سابقاً حيث تأتي لحظة لا يقدر الإنسان أن يتحملها وتبدأ حالة من التفاعل النفسي وتظهر أعراض نفسية أو جسدية، وأحياناً قد يكون السبب مبهماً وغير معروف لدى الشخص، فقد تشعرين أنك عاجزة وتتسائلين ماذا تفعلين؟!.
عليك أولاً أن تعرفي أعراض الاكتئاب والتي تختلف علاماته وأعراضه من شخص إلى آخر:
• مشاعر الحزن أو الانهيار في البكاء أو انعدام القيمة أو اليأس.
• استمرار مشاعر الحزن أو الكآبة والإحباط بشكل عام لفترة تطول لأكثر من أسبوعين.
• الشعور بالحزن بشكل مستمرّ وسهولة البكاء.
• فقدان الثقة في النفس والشعور بالذنب باستمرار.
• نوبات الغضب أو التهيّج أو الإحباط، ولو بسبب أشياء صغيرة.
• فقدان الاهتمام أو المتعة في معظم الأنشطة العادية أو كلها مثل الجنس أو الهوايات أو الرياضة.
• الشعور بالذنب أو انعدام القيمة او استجرار الماضي أو لوم النفس على الأشياء غير المسؤولة عنها.
• الأرق أو كثرة النوم.
• التعب وفقدان الطاقة، حتى إن المهام البسيطة تستهلك جهدًا إضافيًا.
• تغيرات في الشهية مثل انخفاض الشهية وفقدان الوزن، أو زيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الوزن.
• القلق أو الهياج أو التململ.
• تباطؤ التفكير أو التحدث أو حركات الجسم.
• صعوبة التفكير والتركيز واتخاذ القرارات وتذكر الأشياء.
• النسيان وعدم القدرة على التفكير بوضوح أو القدرة على اتخاذ القرارات.
• تكرار التفكير في الموت أو التفكير في الانتحار أو محاولات الإقدام عليه أو تنفيذه فعليًا.
• استخدام العقاقير دون اللجوء إلى طبيب.
• التشاؤم والشعور بفقدان الأمل في الحياة أو في تحسن الأمور على أي مستوى، وانعدام معنى كل شيء.
• أعراض جسدية مثل آلام في الجسد والشد العضلي والصداع ومشاكل في الهضم.
والاكتئاب يسبب مشكلات ملحوظة في الأنشطة اليومية مثل أنشطة العمل أو الدراسة، أو الأنشطة الاجتماعية أو العلاقات مع الآخرين. وأما البعض الآخر فقد يشعرون عامة بالبؤس أو التعاسة دون معرفة السبب. وعند الاطفال والمراهقين في صورة تعكر المزاج أو غرابة الأطوار وليس الحزن. وليس بالضرورة أن توجد الأعراض الاكتئابية المذكورة أعلاه كلها، بل يكتفي بأربعة أو خمسة أعراض مع استمرار مشاعر الحزن أو الكآبة لمدة أسبوعبين أو أكثر .
الأمر بسيط: كيف يمكنك التشجيع على العلاج؟
في كثير من الأحيان يشعر الأفراد بالخجل من مشاعرهم ويعتقدون خطأً أنهم قادرون على التغلب عليها بقوة الإرادة وحدها، ولكن نادرًا ما يتحسن مشاعرهم دون علاج.
إليك ما يمكنك فعله لتقديم المساعدة لك في حالة عدم الرغبة في زيارة طبيب أو اختصاصي:
• أن يكون لديك وضوح بأن الحالة لديك اكتئاب بسيط وليس ضعفًا شخصيًا.
• التحدث أو الكتابة عمَّا تلاحظيه وعن سبب شعورك بما تعانيه.
• احكي عن مشاعرك وأحاسيسك وأيضا عن مخاوفك.
• التعبير عن استعدادك لمواجهة واقعك.
• اقترحي بأن عليك مهاماً معينة يمكنك أداؤها.
فهنا أنت لست بحاجة لعلاج نفساني. حتى الأعراض التي ذكرت في رسالتك تستطيعين أن تكافحيها.
ابدئي بخطوة واحدة، لا تتجاهلي مشكلتك، لا يتملكنك الحزن والأسى واليأس.