استشارة نفسية
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلاً وسهلاً بكم ويا رب تكونوا بخير دائماً، وأتمنى أن أجد عندكم حل مناسب لمشكلتي إن شاء الله.
أنا عندي 20 سنة، ضعيفة جداً اجتماعياً حتى مع إخوتي لأنه باعتقادي يجب أن أصلح وأفهم اللى جوايا الأول وبعدين أدور على العلاقات، كمان أنا بحب أكون لوحدي دائماً، أعرف أن هذا الحال خطأ ولكن حاولت أن أجلس وأُكوّن صداقات ولكن بندم وأشعر دائماً بالتوتر والقلق.
كما أني لست قادرة على العمل وتنظيم الأفكار، لا أعرف ماذا أريد ولا ماذا أفعل، ولا أستطيع تنظيم مشاعري وعواطفي، وليس لدي القدرة على التواصل مع المجتمع، ولدي اضطرابات في الأكل والنوم وعدم قدرة على التركيز وألاحظ أن تركيزي يقل كلما أكبر في السن وده بيكون مصيبة في أثناء الدراسة والمذاكرة، وأنا بحس بعدم المبالاة وسهولة الاستسلام للخطر، ودائماً أشعر باليأس والإحباط وتأتيني أفكار مزعجة لا يمكن التخلص منها ولا أعرف ما هي، وما حلها.
وبعض الأوقات بأذي نفسي أو غيري.
ثانيا: مشكلتي العلمية:
أنا لا أستطيع أن أحدد إيه هي مهاراتي أو هواياتي عشان أبدأ أشتغل عليهم، أنا بحب أي شخص بيعمل بحث علمي وبفرح جداً من النتائج الروعة اللي بيعملوها، وبحس إنه أنا لو أنجزت حاجة هكون فخورة بنفسي ولكن أنا بحاول أعمل بحث استغرق حوالي ٦ سنوات ولم أصل لشيء، وطول الفترة دي وأنا بفكر في البحث ده أو في أي حاجة ممكن أعمل منها بحث، حسيت إنها هوايتي ولكنها لا تجدي نفعاً فبحاول أنسى حاجة اسمها بحث وأتجنب الأشرار اللي نتائج فعلهم بتأثر عليّا لسنوات نفسياً. وفى نفس الوقت عايزة كده أشترك في مسابقات وأنجح وأسافر ولكن نفسيتي مع اللى أذاني بسبب المساعدة من أشخاص سيئين ولم أكن أعرف ذلك إلا بعد فوات الأوان، وده خلاني أكون عادية زي أي حد يتمنى إنه يتخرج على سلام، ومع ذلك دخلت كلية طبية خاصة على أمل إني أعمل أبحاث علمية، ولكن إذا كان فعلاً مش هقدر أكمل أو أعمل بحث كنت كملت كلية عام لأن الخاص طبعاً مصاريفه مرتفعة. السؤال هو: هل البحث العلمي من ضمن هواياتي؟ أم هي مهارة؟ ولّا أسيبها وأدور على حاجة تجدي بالنفع والمفروض تحسن نفسيتي؟
كمان أنا نفسي أتعلم برمجة، وأنا كنت في كلية حاسبات قسم الذكاء الاصطناعي، وسبته بسبب كمية الاكتئاب من الدكاترة ومفيش أي مساعدة، كنت بحاول أحفظ وجبت امتياز بس مش بالفهم ولا كيف أستغل المعلومة عشان أقدر استخدمها بعد كده، كمان أنا حاسة إني ندمانة نوعاً ما أني حولت منها ولكن مكنتش هقدر أكمل بالحالة اللي كنت فيها.
كمان نفسي جداً أكون كويسة جداً في الإنجليزي أو أحسنها.
المشكلة أني عايزة أعمل الحاجات دي كلها مع بعض، بقعد أفكر هل أحسن معلوماتي الطبية؟ ولا أشتغل بحث علمي بعيد عن الطب فأنشغل عن دراستي؟ ولا أذاكر برمجة؟ ولا أبدأ بالإنجليزي؟ وفي الآخر بحاول الهروب بالنوم (بنام ٢٤ ساعة) وبضيع وقتي متعمدة.
أنا آسفة جداً على الإطالة ويا ريت أي مفتاح أفهم نفسي من خلاله.
شكراً مقدماً.
12/7/2020
رد المستشار
صديقتي
تقولين "وتأتيني أفكار مزعجة لا يمكن التخلص منها، ولا أعرف ما هي؟ وما حلها؟"
كيف تصفين أفكارك بأنها مزعجة وفي نفس الوقت لا تعرفين ما هي؟؟ قد لا تعرفين من أين تأتي، ولكن من الطبيعي أن يفكر الشخص العادي ستين ألف فكرة في المتوسط في اليوم الواحد، كثير منها قد تكون أفكاراً متكررة وتحويرات عليها وأشكال متعددة منها، بالتالي فليس هناك ما يثير القلق في كم الأفكار، ولكن نوعية الأفكار هي مسألة عادة أو مهارة، مثلا عندما تأتي فكرة فيها خطر فغالباً هذا معناه وجود خطر حقيقي أو مجرد اعتقاد بوجود خطر، يجب هنا أن نحدد ما هو الخطر، وما هي احتمالات حدوثه، بعد ذلك يأتي السؤال: كيف نستعد لمواجهته؟ أو كيف نتفاداه؟ هذا معناه أننا نحتاج إلى معلومات واستعداد أو تدرب على الأسلوب الأمثل للتعامل مع الخطر إذا حدث.
من ناحية المهارات والهوايات:
الهواية هي ممارسة لمهارة والاستمتاع بالإنجاز والترقي والتحسن والبراعة فيها، وهذا يبدأ بتجربة شيء يتطلب مهارة ونجد متعة في محاولة ممارسته، أي أن الفضول والرغبة في تعلم المهارة والإبداع أو البراعة فيها هو ما يجعلها هواية ومهارة في نفس الوقت. وليس هناك مانع ولا عائق لأي إنسان يريد أن يمارس مجموعة من المهارات والهوايات.
الدراسة والبحث العلمي والبرمجة والرياضة والموسيقى وتعلم لغة من الممكن ممارستها كلها، مثلاً: لو نمت ثمانية ساعات والأكل والاستحمام ودخول الحمام ثلاثة ساعات، فهذا يترك ثلاثة عشر ساعة من اليوم.. ستة ساعات للمذاكرة والبحث العلمي، ساعتين لغة، ساعتين رياضة، وثلاثة ساعات حرة للمواصلات أو التسلية (تليفزيون وإنترنت وموسيقى وخلافه).
هذا بالطبع شيء مثالي.. أغلب الظن أنه من المعقول أن نتعلم اللغة ونذاكر ونبحث علمياً ونبرمج ساعتين لكل منها يومياً، ثم نمارس الأشياء الأخرى ثلاث مرات في الأسبوع لكل منها (الرياضة والموسيقى) يبقى يوم فيه سبعة ساعات نستكشف فيه مهارات وخبرات جديدة أو لا نفعل شيئاً على الإطلاق، أو قد نمارس كل شيء منها على حدة لمدة يوم كامل ولكن هذه الطريقة تثير الملل ولا تثبت المعلومات والمهارات بشكل كافي.
بالمناسبة اكتئابك من معلميك يجب ألا يحدث أصلاً، الأستاذ البارع سوف يحببك في مادته، وسوف يشجعك على البراعة فيها، ولكن هذا يستدعي تفاعلك ولا يمكن أن يحدث بدونه.... ليست مهمة الأستاذ أن يفعل أي شيء غير توصيل المعلومة... مسئوليتك هي محاولة الفهم والقراءة والبحث ثم سؤال الأستاذ سؤالاً محدداً في نقطة محددة لم تستطيعي فهمها وحدك..
لقد حصلتِ على امتياز وهذا معناه أنك تتذكرين المعلومات ولديك مهارة في اجتياز الاختبارات... الفهم يأتي من محاولة ربط ما درستِه بالحياة العملية، هكذا تستخدم المعلومات... هذا معناه أن يكون لديك فضول وأن تربطي الأشياء ببعضها بصورة منطقية ومفيدة، وإن تعذر عليك هذا في خطوة ما فعليك سؤال الأستاذ أو زملائك، ولكن بعد أن تكوني قد استنفدت كل ما تقدرين عليه في محاولة الفهم والتفكير.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.