السلام عليكم
أشكركم بصدق على هذا الموقع الغني بما فيه ومن يشرفون عليه من أطباء النفوس
وأقصدكم لمساعدتي في تفهم مشكلة واحدة من طالبات المدرسة التي أعمل فيها
فأنا أعمل أخصائية اجتماعية في إحدى مدارس المرحلة الثانوية، وهناك فتاة من أسرة طيبة ولكن سلوكها غير ذلك كما سترون.
فعلى الرغم من أنها لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها إلا أنها خاضت الكثير من التجارب والمغامرات العاطفية والجنسية، فقد كانت تقيم علاقات مع كل من يصادفها وتذهب بسهولة مع من يطلبها، ولكنها استطاعت أن تحافظ على كونها بنتاً
ولم يكن ذلك –حسب رأيها- نوعاً من التعفف أو الخوف على شيء، وإنما لكونها هي نفسها تكره العلاقة الجنسية
وهذه الكراهية تجعلها شديدة النفور من فكرة الزواج فهي لا تتصور نفسها زوجة تمارس حياتها الزوجية وتحمل وتلد وتصبح أماً.
وربما الغريب في سلوكها أن هذا السلوك غريب جداً على الجو العام لأسرتها فوالدها تبدو عليه علامات الالتزام الخلقي الصارم ووالدتها سيدة محترمة تشغل وظيفة مرموقة.. والجميع يؤكدون على أنها لا ينقصها أي شيء، وهم لا يعرفون شيئاً عن مغامراتها السابق ذكرها ولكنهم فقط يشتكون من عصبيتها الزائدة وعزلتها عن باقي أفراد الأسرة.
فهي الثانية في ترتيب أخواتها تسبقها بنت ويصغرها ولد، وعلاقتها بوالدها متوترة جداً فهي دائماً تنفر منه وأحياناً تعبر عن كراهيتها الشديدة تجاهه وتعتبره شديد القسوة وشديد الجفاء وتتهمه بالانحياز لأختها الأكبر (لأنها أول فرحته كما يقول دائما) ولأخيها الأصغر (لأنه ولد من ناحية، وآخر العنقود من ناحية أخرى).
أما هي فلا تشعر باهتمام أو حب الأبوين وهى تشعر بأن أمها سلبية ومقهورة لوالدها، وأنها فاشلة في كل شيء، وكثيراً ما عانت من تعليقات أفراد العائلة والجيران، فهم يمتدحون جمال أختها وبياض بشرتها في حين يتحدثون عنها هي بشفقة وانتقاد فهي سمراء ونحيله، ومن هنا أصبحت تكره التواجد مع أختها في أي مكان وتكره جميع أفراد العائلة.
ولم يتوقف الأمر عند العلاقات الخطرة والعصبية الزائدة وكراهية أفراد الأسرة وإنما امتد ليشمل سرقة أشياء ثمينة من المنزل خاصة من حاجات أبيها،
إضافة إلى الفشل الدراسي الواضح.
17/11/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك، أحييك على إخلاصك في عملك ورغبتك في أدائه على أفضل وجه، بارك الله فيك وكثر من مثيلاتك.
إن ترتيب هذه الفتاة في أسرتها يوحى بأن ثمة مشكلة متوقعة لو لم تتداركها الأسرة مبكراً، فهي بنت جاءت بعد بنت، وهذا يجعل استقبال الأسرة لها فاتراً وربما رافضاً، فطبيعة مجمعاتنا هي الميل إلى إنجاب الذكور حتى وإن أعلنوا غير ذلك. ثم يجئ بعدها ولد (ذكر) فسيتقبل استقبالاً حافلاً وينال اهتمام الأسرة الصغيرة والعائلة الكبيرة، وهنا تقف البنت الوسطي ضائعة حائرة، فلا هي تصل إلى مكانة الكبرى المميزة ولا هي تصل إلى مكانة الولد (ذكر) الأصغر (أخر العنقود).
يضاف إلى ذلك انخفاض مستوى جمالها مقارنة بأختها. وهنا تشعر هذه الفتاة بالظلم وتشعر بتحيز الأب وربما الأم لأختها وأخيها، وتبدأ في البحث عن مبررات لكراهيتها وخاصة الأب المتحيز للذكور.
والانحراف الخلقي هنا والمتمثل في العلاقات المتعددة والمتغيرة ليس هدفه الحب أو الجنس وإنما هدفه:
أولاً: البحث عن الاهتمام، فهي تحب اهتمام الشباب بها ولهفتهم عليها، ولهذا فهي تمثل الحب وربما تمثل الجنس ولا تشعر بأي شيء حقيقي من هذا أو ذاك، ولكنها فقط تريد أن تلفت نظر كل شاب وكل رجل إليها وتستدرجه إلى حبها.... وهذا كل ما يرضيها.
ثانياً: الانتقام من الوالدين وخاصة الأب ،وذلك بتلويث سمعته والانتقاص من شرفه ، والتعويض عن فقد حبه بالحصول على اهتمام عدد كبير من الرجال.
ثالثا: الإثبات لنفسها أولاً ثم لكل أفراد عائلتها أنها ليست أقل جمالاً من أختها ، وأنها مرغوبة من كل الرجال.
رابعاً: الهروب من إحساسها بالرفض ومن تعاستها في تلك المغامرات والعلاقات العاطفية.
والعلاج يتمثل أساساً في جلسات نفسية فردية مع الفتاة تعبر فيها عن غضبها وتعاستها وكل مشاعرها، ثم تزداد بصيرتها شيئاً فشيئاً بجوانب المشكلة (المتوهمة والحقيقية)، ثم تختار من البدائل المتاحة أيها أكثر فائدة لبناء حياتها وتتجنب ذلك الجانب العدواني الهدام في شخصيتها وتعرف أنها حين تمارس العدوان على أسرتها فهي في نفس الوقت تحرق نفسها وتشوه سمعتها.
ويتبع ذلك جلسات علاج أسرى لكي تتضح أبعاد الاضطراب في العلاقات المتبادلة بين أفراد الأسرة ويعمل المعالج على استعادة رؤية صحية وعلاقات صحية جديدة تجف معها منابع العدوان داخل نفس الفتاة المضطربة.
وفى هذا وذاك لابد من التأكيد على استعادة هذه الفتاة لثقتها بنفسها (شكلاً وموضوعاً) تلك الثقة المفقودة التي تدفعها لاستجداء الاهتمام من كل شاب يقابلها وكأنها تريد شهادة موقعة من كل شاب أنها جميلة ومرغوبة.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا على ثقتك وإطرائك النبيل، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الدكتور محمد المهدي، غير أن أحيلك إلى عددٍ من الروابط على مجانين عن حالات ستفيدك قراءتها:
البحث عن الحب في جحور الأفاعي!!
صديقاتي (أمامير) ، وأنا غير
الموشكة على الانتحار شخصية حدية (بين بينية)
الحلم البين بيني! والشخصية الحدية
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات الطيبة، واسألينا كلما واجهتك مشكلة مماثلة.