خوف
عندما كان عمري 10 سنوات تعرضت للتحرش الجنسي من قبل أحد الأقارب، وكان معه شخص آخر يشاهد ويتكلم، ثم عدت إلى المنزل ولم أخبر أحداً، وبعدها أصبحت أمارس العادة السرية بدون أي شعور أو معرفة بضررها أو تحريمها، وعندما كبرت عرفت أن التحرش يثير الشهوات لدى الطفل.
بعدها بفترة قصيرة توفي والدي (لا أعلم ربما توفي قبل الحادثة أو بعدها) وأصبحت شخصاً انطوائياً وهادئاً جداً في البداية، وبعدها بفترة بدأت بالنسيان.
المشكلة أنه ليس لدي قبول للجنس الآخر بأي شكل من الأشكال، وحتى الزواج أصبحت رافضة للفكرة تماماً وأصاب بنوبة هلع وخوف عندما أعلم بأمر أحد يريد الزواج بي.
الآن عمري 28 سنة، عاطلة، وليس لدي هوايات محددة، وأتذكر هذا الموضوع بين فترة وأخرى وأحس باستصغار لنفسي لدرجة أنني أبحث في المواقع عن رجال يقومون بمتعتهم معي كتابياً.
والآن أحس أنني وصلت آخر مراحلي، ولا أعلم ماذا أفعل... أتمنى حتى أني لم أوجد بهذه الحياة لقلة أهميتي وانطوائي على نفسي بدون صداقات حتى.
29/7/2020
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك يا "مجهولة" الاسم معروفة الرزق. يبدو أنك تعانين من الاكتئاب وأنصحك بمراجعة مختص نفساني ليساعدك في تحسين فكرتك عن نفسك ويزيد دافعيتك نحو الحياة لا الزواج. الزواج مجرد حالة من الحياة إن لم ترغبي فيها ليس هناك ما يجبرك عليها كثر من العلماء لم يتزوجوا وانقطعوا للعلم، ما هو مهم هو ما تفعلين بوقتك.
تأثير حادثة التحرش أنت من يحدده فهناك الكثيرون الذين تعرضوا له ولم يعق حياتهم. رغم خوفك من الزواج تقرين بحاجتك الحسية وتجعلين من نفسك أداة يستغلها مرضى آخرون مثل الذي تحرش بك أول مرة، هل ترضين هذا لنفسك. إن لم تحبي نفسك وتدافعي عنها لن يفعل غيرك هذا. جربي أن تلتقي الخاطب التالي لهذه السطور، جربي التفاعل معه ولو من باب الانخراط في الحياة وبالطبع لك في النهاية القرار، لكن ربما يرزقك الله من يؤنس وحشة نفسك ويغنيك بالحلال عن الحرام. جربي البحث عن العمل، أو التطوع، أو الدراسة ولو على النت.
المهم أن تتجنبي الفراغ الذي هو مدخل لمعظم الاضطرابات النفسية. حاولي وإن فشلت حاولي ثانية كي تنعمي بحياتك التي هي نعمة احتباك بها الله، نعم قد تصبح ثقيلة أحيانا وصعبة أحيانا أخرى ولكن اختلافها جزء من متعتها، مرة أخيرة الحياة نعمة تدبري التعامل معها.