لا أملك حدوداً لنفسي ولشخصيتي
صباح الخير... أنا أنثى عمري 22 سنة، عندما كنتُ طفلة تعرضتُ لحالات تحرش جنسي من أكثر من شخص من أقاربي (لا اعلم إن كان لهذا الشيء تأثيراً على ماحدث لي لاحقاً) وكانت مُخيلتي واسعة جداً بحيث أرى أشياءً وكأنها حقيقية وأفزع منها كالأفاعي والقطط أو جنود يدورون حولي، وعندما كبرت لم أعد أرى هذه الأشياء.
في عمر الـ16 بدأت أمر بحالات اكتئاب متتالية وتقلبات مزاجية سريعة وأفكار انتحارية بدون تنفيذ، وأصبح الجميع يعرف بتقلباتي.
عندما أصبحت بسن الـ18 استمرت تقلباتي، ولكنني بدأتُ بإيذاء نفسي لأثير الاهتمام، وبدأت أكذب كثيرً، وبدأت أدخل علاقات مع الشباب وكنتُ أتلاعب بهم وأتركهم وأستمتع بذلك، ولم يكن يهمني أي شيء حتى موتي.
بعدها تم قبولي بجامعة جيدة ومعدل عالي، وكنت محبوبة مـِن قبل الجميع فهم يرون شخصيتي استثنائية وقوية رغم أني كنت أشك بأني مُصابة باضطراب نرجسي، وعندما دخلت الجامعة قررت أن أتغير وأترك كل ما اعتدت عليه لأن المشاكل أصبحت رفيقتي، تغيرت لفترة ولكن بعد ذلك ارتبطت بشاب سيء جداً وأنا أصبحت أسوء من قبل، وبعد أن تركته زادت علاقاتي وزادت لامبالاتي، حتى الجامعة لا أذهب إليها كثيراً، وأصبحت أرفض كثيراً من الخطّابين لأن لدي فوبيا زواج وأحب حياتي.
حالات الاكتئاب في تزايد حتى وصلت لمرحلة أنني أقف في أعلى درج الجامعة وأريد أن أقفز وأموت وبعدها أتراجع.
مرة ذهبتُ مسرعةً باكيةً لأحد المستشارين النفسين في الجامعة وأخبرته بأنني أريد أن يكتب لي دواءً يمنعني مـِن الانتحار، ولكن بعدها سريعاً وبدون أي علاج عدت مرتفعة المزاج.
في الوقت الحالي علاقاتي قلت كثيراً لأني فقدتُ الشغف بكل شيء وأصبحت أملُّ من الناس، ورغم تناقضي فأنا شعر بالوحدة ولا أريد أن أكلم أحداً، ولا أرد على رسائلهم، ويتقلب مزاجي باستمرار بين مرتفع جدً وبين اكتئاب، ورغم أن الجميع يعترف بذكائي إلا أنهم يلاحظون أن ذاكرتي أصبحت تتلاشى سريعاً.
أنا دائماً أغير شخصيتي والناس المحيطين بي واهتماماتي حتى، ولا أهتم بمشاعر الآخرين وأجرحهم ولا أتعاطف كالآخرين، ولا أشعر بالذنب مهما فعلت، كما أن من يعرفني يقول أنني غير طيبة وأنانية، وأفعل أي شيء لا يهمني سيء أو جيد إذا كان يعود لي بالاستمتاع.
لدي أيضاً الكثير من الصفات الجيدة وناس محبين لم أذكرها لأنها لا تفيد بالتشخيص على ما أعتقد.
نسيت أن أذكر أن عائلتي جيدة جداً ومثقفة ومتفهمة، لكنني لا أختلط كثيراً بهم حتى أنني لا أقول لهم "صباح الخير" رغم محاولاتهم الدائمة للتقرب مني.
لا أعرف إن كان لدي اضطراب شخصية أم أن الجميع يمر بكل ما أمر به،
كما أنني لا أفهم سبب اكتئابي ومزاجيتي من كل ما مر معي!
28/8/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
محتوى رسالتك وصف دقيق لاضطراب الشخصية الحدية أو الشخصية الغير مستقرة عاطفياً.
حيث هناك:
_ تاريخ تحرش جنسي في الطفولة.
_ عدم توازن المزاج.
_ أفكار انتحارية.
_ إيذاء الذات.
_ علاقات عاطفية غير مستقرة.
_ شعور بالملل.
_ استقطاب الآراء والمشاعر.
النصيحة هي مراجعة منتظمة من قبل طبيب نفساني ومعالج نفساني.
تاريخك الطبنفسي يشير إلى احتمال تحسن هذا الاضطراب في المستقبل، ولكن هناك حاجة لاستعمال العقاقير لموازنة المزاج، مع الدخول في علاج نفساني.
وفقك الله.
واقرأ على مجانين:
مقالات عن الشخصية الحدية
استشارات الشخصية الحدية