شبابي عاطفي زواجي
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا فتاة لبنانية أبلغ من العمر ما يقارب 23 عاما أحب شابا مصري الجنسية (27 عاما) منذ 3 سنوات مقيمة في إحدى دول الخليج، في بداية علاقتنا وخصوصا أنني لم أكن ميالة لصنف الرجال لما واجهته في طفولتي من عنف وخلاف بين الأهل جعلتني لا أفكر حتى بالارتباط والدي قاس جدا على أمي عاشر الكثير من النساء في شبابه، وحتى بعد زواجه لم يخلص لأمي لفترة طويلة حب النساء يجري في دمه ولا يشبعه ولا يرضيه أحد، ومع كبري في السن ونضجي أحسست بذلك فعلا فهو يحب الجمال والأناقة الملفتة ولا يأبه لمشاعر ماما حتى لو كانت معه.
وكبرت المشكلة حين كان يضربها أمامنا رغم أنها وبشهادة جميع العائلة لا تعوض وتستحمله دائما وعندما أقول لها لماذا لا تطلقين تقول لي لأنكم موجودين ولأنني رغم كل ما يفعل أشتاق له وأحبه ,,,
ولكن الوالد الحمد لله تغير بنسبة كبيرة جدا وبات الآن يصلي ولله الحمد منذ سنة وأكثر وحتى والدتي تصلي منذ فترة جيدة علما بأنني تحجبت قبلها ب 3 سنوات وكنت سببا في حجابها لاحقا عائلتي غير متدينة ولكنها وخصوصا ماما تعرف الحلال من الحرام جيدا ولكن والدي للأسف أشعر أحيانا كثيرا أن يوافق على أشياء كثيرة في الخارج ويستمتع بها ولكنه يرفضها على أسرته وفي هذا التناقض الغريب لا أفهمه
أما أنا والحمد لله أشعر أحيانا أنني راضية عن نفسي ولكن أحتاج المزيد دائما ولا أنكر أنني أقصر أحيانا في واجباتي ولكن أعود مرة أخرى سريعا، وبدأت في تعلقي بديني منذ أن كنت في 17 حين تعرفت على صديقة ملتزمة وحين بلغت 19 عاما جاء أحدهم لخطبتي وصدمت حينها لأن أهلي لم يأبهوا لرأيي بالرفض واعتبروني لا أقدر المسئولية بعد، وأنها فرصة لأنه شاب محترم جدا.
حينها تعبت نفسيا جدا وقررت أن أوافق على الارتباط من أحد الشبان على الانترنت الذي كان يلح علي بالارتباط منذ أكثر من سنة رغم أنها كان الوحيد الذي آمنت له لأنني كنت أشعر دائما بكذب جميع من يدخل الشات غير أن جميع كلامه وأسلوبه واقعي وقال لي أنا لا أمانع أن أخطبك ورفضت لأنني كنت أعتبر النت تسلية فقط، ورغم شعوري بصدقه فعلا كنت لا أثق برجل وخصوصا على النت ولكن النت وقتها كان طريقي الوحيد لمعرفة ما هو الرجل لأنني وقتها كنت أستحي التكلم حتى مع البنات وليس لدي علاقات ولم أجد نفسي سوى الموافقة على طلبة خصوصا بعد ما ذهب العريس لأن أهلي اكتشفوا أنه مريض بمرض ما في الدم.
وقتها لم أستطع أن أترك الشاب لأنني أحسست بأنني سأجرحه رغب أن علاقتي به استمرت ولفترة طويلة بمشاعر من طرف واحد كنت أقابله في جماعات لأنه يعرفها رغم أنه لم يعرف شكلي ولا حتى صوتي رغم علاقتنا الطويلة على الانترنت لأكثر من سنة كأصدقاء فقط يشاركون هموم بعض أنا من خلال كل ما يعقدني وهو من وحشة الغربة وما يعانيه من الحنين للوطن والأم.
واستمرت علاقتي به وكانت مرة حلوة ومرة مرة لأني لا أشعر به تماما إلا في لحظات بسيطة مع الوقت تعلقت به لأنه غير لي فكرتي عن الرجال وتعلمت منه أن الدنيا لا تخلو من الطيبين. أعجب بأخلاقي قبل شكلي وكذلك أنا وجدت فيه رجل ملتزم جدا ساعدني على أشياء جيدة كثيري علمني الصح ورفع بأيدي إلى الأمام.
المشكلة أنني كنت دائما أشعر بألم نفسي لأن أهلي لا يعرفون وأنا أحبهم جدا، وبنتهم الوحيدة وفعلا رغم قسوة أبي على أمي لكنه حنون جدا معي ولا يرفض لي طلبا ماديا أبدا حتى لو استلف مثلا ولكن في المسائل الأخرى هو عصبي جدا ويثور ويغضب بثانية ممكن أن يدمر البيت خلالها والدي يحبني فقط مطيعة وأنا أحب أن أرضيه لأنه كل شي في حياتي ورغم قسوته وجرحه لي أحيانا كثيرا لكنه والدي وأعلم أنه يحبني مشكلتي أنه حين كبرت لم يعارض والدي أن أعجب بأحد واشترط علي أن لا يكون لا مصريا ولا فلسطينيا وله وجهة نظره في ذلك وللأسف حين تجرأت وقلت له لماذا كان رده لا يقنع حتى الأطفال بالنسبة للفلسطنين أنهم من غير بلد وللمصريين أنهم برأيه جبناء ويحيون المشاكل وليس لديهم شخصية، للأسف هذا كان رده وأنا سكت لأنني عرفت أنني لو ناقشته سأولع النقاش أكثر وتصير خناقة
وأنا لم أناقشه لأنه عندما يقتنع بشيء لا يجرأ أحد على نقاشه خشية أن يثور أكثر وها أنا مرت الأيام وحتى السنين وما زلت معه لأني فعلا لا أجد سببا لتركه رغم أن مادياته تعبانه ومنذ حوالي سنة اعترفت لأمي بذلك وكانت فاجعة بالنسبة لها
لأنها أولا لا تتوقع مني ذلك وثانيا والأهم أنها تعرف رد فعل والدي سبب تأخر خطبته مادياته التي حتى لو أقنعتني لن تقنع والدي ولكنني أثق بالله وبرزقه لعباده فالشاب يحتاج لمن يعونه لأنه جديد في البلد ويحاول دائما أن يصل لكن للأسف كل شي يحتاج واسطة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا إذا وافق أصلا والآن وضعه تحسن نوعا ما صحيح أن لا يقدر على الزواج ولكنه قادر على الخطبة أمي تعرف كل شيء حصل بيننا من لقاءات وهدايا وحتى كلام، وهو ممكن أن يعيد عليها بالمناسبات ووالدته كلمت أمي والتقوا مرة وتكلموا في الموضوع ولكن أمي لم تستطع أن تحرجها وتركت الموضوع إلى أن أنتهي من جامعتي وها أنا انتهيت منها وأمي لن تنفعني أبدا وهذا شرطها بأن لا أقول لوالدي أنها تعرف لأنها ترى أن في هذا طلاقها والشاب يرغم بالخطوبة وأن أؤجلها خوفا من والدي وقد حان الوقت لها وأنا لم أعد قادرة على التأخير أكثر خصوصا أنني أحببته فعلا وعشت معه أيام رائعة أراحت بالي وقلبي وجعلتني آمل أن يكون لي مستقبل زواج ناجح ووردي رغم أنني أعرف أن مسؤوليات الحياة الكثيرة لا تضمن لهذا الحلم أن يتحقق أو حتى يدوم دائما.
كيف أفاتح والدي أنني أريده ومقتنعة به تماما رغم أنني في البداية كنت أفضل جنسيتي ولكني اقتنعت أنها ليست بالأمر الأساسي يحبني كثيرا ويرضيني دائما يمكن لأنه وحيد في بلد الغربة ولكن علاقتنا كبرت بمرور الأيام وانسجمنا ولا أريد أبدا أن تطول علاقتنا أكثر لأني أخشى الحرام واجد نفسي أحيانا مشتاقة له كثيرا وأتمنى أن يجمعنا شيء رسمي كي يزول خوفي ولكن حتى مناقشة أبي بالموضوع لا تجعلني أنام وخصوصا أن والدتي ترفض أن يأتي لخطبتي دون علم والدي أنني أريده لأنها لا تريد لهم الإحراج أبدا وحين أقول لها كيف سأكلم والدي أنني أريده وأنت تعلمين.......... تقول لي أنت اخترته واستمريت معه وكنت تعلمين العواقب وطنشتي حتى نسيتها وعليك كما اخترته أنت أن تخبري والدي بنفسك كيف ومتى؟
شاكرة لكم سماعي
17/12/2004
رد المستشار
قصتك يا ابنتي فيها جوانب كثيرة مثيرة للتفاؤل وكل الأحداث منها تتجه مع الأيام نحو الأفضل..
فهذا هو أبوك الذي كان يضرب أمك ويباشر نساء غيرها، قد تحسن حاله وأصبح يصلي وتوقف عن نزواته..
وهذه هي أمك التي لم تكن محجبة يهديها الله للحجاب علي يديك..
وهذا هو الشاب الذي كان شعورك تجاهه باردا، فإذا بهذا الشعور ينضج وتشعرين تجاهه بالأمان ويرد لك ثقتك في جنس الرجال..
وهاهي ظروفه المادية تتحسن، ويبرهن لك عن حبه يوما بعد يوم، فيبدي استعداده لخطبتك ويدفع أمه لتتحدث مع والدتك..
السنوات الماضية في حياتك شهدت – إذا تحسنا علي كل المحاور، وهذا يعطيك درسا في التفاؤل والأمل، ويؤكد لك أن موقف أبيك سيتغير حتما، ولكن كل ما هو مطلوب منك حتى يأتي هذا اليوم قريبا بإذن الله - هو:
• أن تستمري علي توددك لأبيك وعلي بره وحسن معاملته حتى يدفعه حسن خلقك للتنازل عن رأيه.
• أن تفتحي معه الموضوع مرات ومرات –وليس مرة واحدة فقط– ولكن في الوقت المناسب الذي تشعرين فيه برقة مشاعره تجاهك والذي يكون فيه في أقصى حالات الرضا عنك وألا يكون خطابك في كل مرة واحدا، ولكن خاطبيه مرة بخطاب العقل والإقناع أن حجته في الرفض واهية فكل شعب فيه الطيب والخبيث مع ذكر أمثلة ومواقف تدعم رأيك وتغير قناعات الأب، وخاطبيه مرة بخطاب ابنته الحبيبة التي وجدت السعادة أخيرا ويريد أبوها أن يحرمها منها وذكريه بقول الرسول عليه الصلاة والسلام (لم ير للمتحابين غير النكاح) وأنك إذا لم تتزوجي هذا الشاب –إرضاء لأبيك- فإنك لن تتزوجي غيره !!
• على هذا الشاب أن يشاركك طريق الصبر والبر وحسن الخلق، وأن يثبت عمليا – من خلال المواقف أنه ذلك "القوي الأمين“ الذي يستأمنه أبوك عليك كما استأمن شعيب (عليه السلام) "موسي" (عليه السلام) علي ابنته فزوجه إياها.
• لا مانع من اللجوء لشخص ذي تأثير علي الأب ليشاركك في إقناعه وتغيير رأيه..
• وأخيرا يا ابنتي، عليك بالدعاء وحسن التوكل علي الله، واتق الله ما استطعت.. يقول تعالي.. "من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"
ومن يتوكل علي الله فهو حسبه"