وسواس قهري بعكس الدعاء وترديده داخل عقلي
السلام عليكم، أعاني من وساوس مختلفة تصاحبني منذ كنت صغيرة ومررت بمراحل وسنوات صعبة من التعذيب النفسي يتخللها سنوات أنشغل بالحياة وأنسى الوساوس أو أنشغل بمشاكل أكبر منها ثم ترد علي بعد ذلك، مررت بالوساوس الدينية والجنسية، وأحيانا وأنا صغيرة كانت تأتيني وساوس أن أقوم بحركة غير ملائمة وأنا أسير بالشارع أو أن أركز في بلع ريقي حتى لا أستطيع التركيز في شيء آخر لكنها كانت لفترات قصيرة وتمر، ولم أكن أتناول الأدوية.
منذ أربع سنوات تزوجت وحملت بطفلة ولكن أصابني خوف هائل على زوجي وبعدها أصبحت تلاحقني أسوأ الدعوات عليه تلازم عقلي طوال اليوم أرددها برأسي كأنني أمضغ علكة وتلح عليّ في الصلاة وعند التأمين وقراءة الأذكار عقلي يخبرني أني أقرأها بنية استجابة الدعاء ومررت بفترة من الانهيار النفسي
وبعد الولادة تابعت مع دكتور نفسي وتناولت الأدوية (فافرين ومودابكس) وبعد فترة بدأت أهدأ وأعود إلى طبيعتي، وبعد سنتين شعر زوجي أني أصبحت طبيعية ونصحني بوقف الدواء ولكني كانت أحيانا تنتابني بعض الوساوس البسيطة من وقت لآخر ولكنها تمر في خلال يوم
الآن بعد ستة أشهر من وقف الدواء الثاني خوف شديد على ابنتي ودعيت لها وفجأة رأسي عكست الدعاء وتمسكت بالدعاء السيء وبدأت أردده في رأسي وأشعر كإن رأسي تريد أن تقوله وبدأت مرة أخرى عند الصلاة رأسي تقوله كثيرا عند السجود والتأمين
أخبرني الطبيب من قبل أن أتركني منه فأتركني منه ولكني أجد نفسي أردده كثيرا كأني أحب أن أردده وأنا تعبت من المقاومة أريد أن أعيش حياة طبيعية ولكن عندما لا أقاوم أجده يتردد في عقلي بمنتهى الأريحية وخاصة عند الصلاة وأشعر كأنني من يريد الوساوس
لم أعد أعرف ماذا أفعل ؟؟ أنا تعبت وأريد أن أعيش حياة طبيعية لأجل ابنتي وزوجي وأريد أن أحافظ عليهما لا أن أكون سببا في دمارهما، كما أني كنت أريد أن أحاول الحمل مرة أخرى لذلك لا أريد أخذ الدواء وخاصة أني أخاف ترك ابنتي وحيدة في الدنيا
لا أعلم ماذا أفعل؟؟
أنتظر ردكم ولكم كل الشكر
23/9/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Noha" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
يجب ألا يتوقف أي مريض وسواس قهري بعد التحسن التام عن عقاقيره العلاجية ما دامت هي نوع العلاج الوحيد الذي تلقاه، وبالتالي تسرع زوجك وتسرعت في اتخاذ القرار بوقف العقاقير وربما لو استشرت معالجك كان نصحك بالحصول أولا على علاج سلوكي معرفي.
تقولين (أخبرني الطبيب من قبل أن أتركني منه فأتركني منه ولكني أجد نفسي أردده كثيرا كأني أحب أن أردده) هذا من الطبيعي أن يحدث ولكن عليك أن تفهمي جيدا معنى"اتركيك منه" أو بالأحرى "سيبك منه" بالعامية المصرية، لأن قولك (وأنا تعبت من المقاومة أريد أن أعيش حياة طبيعية ولكن عندما لا أقاوم أجده يتردد في عقلي بمنتهى الأريحية وخاصة عند الصلاة وأشعر كأنني من يريد الوساوس) هذا معناه أنك لا تفهمين معنى التجاهل.... ولا علمك أحد ماذا يجب أن تتوقعي بعده..... فالمقاومة معناها رفض وجود الوسواس والتجاهل يشترط أصلا أن نقبل بوجوده ونعمد إلى تجاهله..... وبعدها ربما يشتد الوسواس وربما يتغير ويحتال كأن تشعري أنه منك وأنك من تريده!! إلى آخر الحيل التي توقع من لم يحصل على الع.س.م. للوسواس القهري.
هذا إذن ما يجب فعله أن تبحثي عن معالج سلوكي معرفي، وبالنسبة للعقاقير من مجموعة الم.ا.س.ا فإن عقّار الفلوفوكسامين الذي تناولته آمن بشكل خاص أثناء كل فترة الحمل (من اليوم الأول وحتى آخر أسبوعين قبل الوضع) وغالبا سيكون كافيا وحده إما لتحسين أعراضك إن لم تجدي الع.س.م أثناء الحمل، وإما بجرعة أقل مع الع.س.م..
لن تكوني أبدا مصدر ضرر لمن تحبين ولا حتى لغيرهم فاطمئني يا "Noha".... ولست في الأصل تدعين عليهم وإنما هو الوسواس الذي لا يبرح أثره وعيك ومشاعرك ولا يتخطى ذلك.... إذن عودي إلى طريق العلاج.
وأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.