أنا والجنس والإدمان: قصة منذ الطفولة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب عمري 29 سنة، موظف ولله الحمد بوظيفة شاقة عقليًا وتحتاج تركيز عالي، لكن مريحاني مادياً، مررت بمراحل وتغيرات كثيرة بحياتي وصلتني للاكتئاب والخروج منه تايه ولا أعلم إن كنت فعلاً خرجت من دوامته، لكن حالي أحسن الحمد لله.
أنا أكبر اخواني وأحمل الحجم الأكبر من مسؤوليات البيت، عندي أخين وأختين، أهلي متطلقين مؤخراً (1-1-2020 بالضبط)، هالشيء ما أثَّر عليَّ نفسياً لكن أثر على إخواني وخصوصاً البنات، طبعاً هالشيء معناته مسؤوليات أكثر عليَّ خصوصا أنه أبوي خارج الصورة من زمان، حتى مصروف البيت بيني وبين أمي وحتى من قبل طلاقهم، أمي تم تشخيصها باكتئاب بعد وفاة أبوها _الله يرحمه_، وأبوي ما كان واقف معاها بتلك الفترة.
استشارتي معقدة ومركبة وحاسس أنه الموضوع لازم ينحل علشان أقدر أكمل حياتي مرتاح البال.
من فترة أفكر باستشارتكم وأخيراً أقدمت على ذلك بعد قراءتي عن المشاكل التي أعاني منها وتعرفي على موقعكم الذي أفادني في إجابة بعض الأسئلة التي تراودني، ولكن مشكلتي أكبر من الأسئلة فأنا أريد أن أفهم نفسي وأعتقد أن هذا هو الطريق لحل أغلب مشاكلي ولنجاحي المستقبلي في حياتي بإذن الله.
أمي كانت مدرسة لغة عربية، وكانت شخصية قوية وعصبية، لكنها فعلاً كانت حنونة معنا وتخاف علينا من كل شيء، وأبوي كان يعمل رئيس قسم في دائرة حكومية، كان دائم الغياب عن البيت لمقابلة أصدقائه الكثر فهو شخص اجتماعي بشدة، وهالشيء كان يسبب مشاكل كثيرة بينهم، وكانت أمي تتهم أبي بخيانتها المستمرة مع الخدم وعلمت بذلك منها لكن لم أرى أو أحس بشيء، وكان أبي ينكر ذلك، المرة الوحيدة التي كنت متأكد منها هي قيام أبي بحضن الخادمة أمام أختي دون أن يعلم بوجودها، المهم كانت أمي قريبة جداً مني خصوصاً فترة المراهقة، وكانت دائماً تتحدث معي عن همومها ومشاكلها مع العائلة ومع أبي، كنت أستمع لها وأعطيها رأيي وحلول لبعض مشاكلها حسب عقليتي المتواضعة وقتها، وكانت أمي تشكي لإخوتي بعض الأمور لكنني الأكثر فقد كنت المفضل لديها ولم تخفي ذلك حتى عن إخوتي، وأبي كان دائم الغياب فلم تكن بيننا علاقة أب بابنه، ولم نكن نتكلم عن شيء فقط يعطي بعض التوجيهات من فترة لأخرى، وعلاقتي بأخي الذي يليني مباشرة كانت قوية جداً على الرغم من أنني كنت أضربه وأتنمر عليه كثيراً في طفولتنا، لكن حالنا تبدل في سن المراهقة حتى أن أصدقائي أصبحوا أصدقاءه، لم أكن أتنمر عليه بعد قوة علاقتنا لكنني كنت أعامله كأخ صغير وألقي عليه بالأوامر، وكان دائم الهدوء معي عندما أغضب عليه، وعلاقتي بأختاي الصغيرتان كانت لمجرد اللعب معهم فهم يصغروني بسبع سنوات، لكن الآن علاقتي فيهم أقرب من قبل فصرت أعرف همومهم وطريقة تفكيرهم وماذا يحبون ويكرهون، وأخيراً أخي الأصغر علاقتي به علاقة الأخ الكبير بأخيه الصغير، فهو مراهق ويعاني من مشاكل كثيرة بالدراسة ومع أصدقائه، وأنا دائم النصح والإرشاد له، دائماً يغضبني اعتياده أخذ أغراضي وأغراض غيري دون استئذان، أيضا هو دائم الكذب عند تورطه بالمشاكل ولا يعترف حتى بعد مواجهته بالدليل.
أكتب هذه الاستشارة لأنني أعاني من مشاكل مع نفسي تُصَعِّب عليَّ حياتي اليومية وتعاملاتي مع الناس، وأفكر فيها بشكل يومي وأحاول أن ألقى لها تفسير وحلول لكن دون جدوى حقيقية... أنا شخصت بالاكتئاب 4 مرات واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وبالمرة الأخيرة شخصت أيضا بأزمة الهوية الجنسية.
حالياً أنا مُقدم على الزواج من امرأة أحبها وتحبني، لكن أشعر مرات بأني لست كامل الرجولة إن صح التعبير، أنا حاليا أشعر كرجل وأبدو كرجل، لكن على الرغم من هذا الشعور أفكر أحياناً أن رجولتي ناقصة وتصرفاتي لا تنم عن قوة ورجولة، فأنا دائماً أتجنب المشاكل مع زملائي في العمل وأقوم بذلك عن طريق القيام ببعض مسوولياتهم وتجنب مناقشتهم في حال كنت مختلف الرأي عنهم في طريقة القيام بالأعمال، حتى أنني أكون متأكداً من صحة رأيي ولكن لا أعارض، وعند حدوث العواقب للأخطاء بالعمل يحملني مسؤوليني الخطأ ولا أناقشهم كثيراً، بينما زملائي يدافعون عن أنفسهم بضراوة حتى لو كانوا مخطئين... وبالنسبة لحبيبتي فأحياناً أشعر أنها سوف تبدأ بأخذ زمام الأمور إذا تزوجنا ولن أقدر على إيقافها، فأنا أؤمن بأن الرجل هو من يقود الحياة الزوجية بمساعدة زوجته وليس العكس، رغم هذه القناعة أنا مرن بالتعامل معها ودائما أحاول إقناعها برأيي دون صدامات، فهي ذات شخصية قوية وعصبية، وأنا غالباً أحاول عقلنة الأمور عند حل المشاكل بيننا ولا أختار المواجهة دائماً.
الطفولة:
كنت طفلاً متهوراً وحركياً جداً، دائماً ألعب بالشارع، ودائماً أمي تضربني ضرباً مبرحاً لما تعصب علي أو تخاف علي.
تبدأ قصتي في سن الرابعة حين بدأت بالاستكشاف الجنسي بين الأولاد في العائلة، كنا نسكن بيت فيه أعمامي وأولادهم مع بعض، فكان دائماً فيه حركة، وكان أول من مارس معي الأمر هو ابن عمي الذي يكبرني بسنة، وكان الموضوع يقتصر على المداعبة باللمس وبالفم للأماكن الحساسة، كان ابن عمي يتنمر عليَّ وياخذ ألعابي، لكن دائما كنت ألعب معه وهو من كان يختار نشاطاتنا، ثم انتقل الموضوع وصار مع أطفال آخرين من العائلة بيني وبينهم، وكنا بنفس العمر تقريباً بفروق بسيطة، وأعتقد أن الموضوع كان يصير معي وبالتالي أمارسه مع أبناء خالتي أكبر أو أصغر مني.
تطور الأمر في سن السادسة فأصبح يطلب مني ابن عمي أني أنام على بطني وينام فوقي ويضع عضوه بين إليتي، وكنا نتبادل الأدوار، وكانت أول مرة أحس باستثارة في عضوي لما أنام فوقه، وكان شعوراً غريباً لكنه ممتع، لم يكن في الأمر إيلاج في الشرج، فقط هذه الوضعية، واستمر الأمر يحصل بيننا نحن فقط لفترة لا أذكرها حتى وجدنا أخويا وأخوه الصغار في المكان السري الذي كان يصير فيه هالشيء وقالوا لأمي، وأذكر أن أمي ما ضربتني لكن ليلتها قبل النوم قصت علي قصة سيدنا لوط _عليه السلام_ وكيف كان قومه يفعلون مثلنا وكيف أن ربنا عاقبهم وقلب عاليهم أسفلهم، فصرت أبكي من الخوف لين نمت، وتوقف الأمر بعدها نهائياً ولم أقم به مع أحد.
حصل لاحقاً تحرش جنسي لي من ولد يكبرني سناً في النادي الرياضي الذي كنت أمارس فيه رياضتي المفضلة (السباحة)، وكنت لاأزال في الابتدائية وكان هو بالمتوسط على ما أعتقد، كنا ننتظر أهالينا بغرفة الانتظار ولم يكن فيها إلا أنا وهو وصديقه، بدأ بسبي وتوجيه الإهانات لي ولم أكن أعرفه أبداً، لكنه قام بأخذ عصاة المكنسة وصار يضغطها على ملابسي عند فتحة الشرج وهو يسبني ويهددني، وأنا كنت جالسا متربع عالأرض وأبكي وصاحبه يشاهد وساكت، بعدها حاول أنه يوقف صديقه من هالشيء ولا أعلم هل بسبب خوفه من بكائي أم رفضه للفعل، ولا أذكر أني شفت الولد مرة ثانية، بعدها جاءتني آلام بفتحة الشرج وتجرحات، وكان هذا آخر تحرش يحصل معاي، وأذكر وقتها كنت أسوي شيء غريب حيث كنت أخلي فتحة شرجي عند فتحات مضخة المسبح والماء يضخ داخل الشرج، ما أدري سبب هالسلوك ولا إذا كان يصير قبل التحرش بالنادي ولا بعده.
في الرابع ابتدائي قال لي ولد كيف يصير الحمل، لم أصدقه وقتها لكنه رد عليّ "أبوك سوَّا نفس الشي مع أمك وأنت طلعت"، عصبت جداً وقتها وجريته لمكتب الأخصائية الاجتماعية وقلت لها بأوضح طريقة عَّما قاله الولد فغضبت و طردتنا، وبعدها بدأت أفهم هالموضوع وأنا حتى ما تجاوزت الابتدائي.
ختام قصة الجنس في الطفولة كان مع أحد أقاربي وكان يكبرني بسنة واحدة، وأظن أني كنت بالتاسعة من العمر، وكنت زاير بيتهم وسألني أذا كنت أريد أن أشاهد معه فيلم إباحي، وافقت عالفكرة بفضول، أخذني غرفة أخوه الكبير وشغل الفيديو وكنت أراقب الباب وأشوف من بعيد، كان فيه امرأة عريانة وتمص قضيب مجموعة من الرجال، للوهلة الأولى حسبتها تأكل "أيس كريم" ثم استوعبت ما كان يصير وأصبح قلبي ينبض بسرعة وهلعت حتى نادت أخته من تحت وبسرعة وقفنا ونزلنا، وكانت أول مرة أقابلها وكانت كبيرة، قعدت تسألني عن نفسي وأنا أجاوب بصوت متقطع وبتلعثم من الهلع والخوف.
بالنسبة لدراستي كنت طالب مميزاً، ومع الوقت أصبحت درجاتي تنزل خصوصاً بعد أن نقلني أهلي في الرابع ابتدائي من المدرسة الخاصة لنفس المدرسة الحكومية التي فيها ابن عمي، وعلى الرغم من أن التحرش قد توقف لكني كنت مشاغباً جداً ولم أهتم للدراسة، وقد كانت الدراسة سهلة جداً مقارنةً بما كنت أدرس في المدرسة الخاصة، لكن ذلك إن أثَّر فقد كان مساعداً بأن أستسهل الدراسة ولا أهتم، أيضاً في تلك المدرسة بدأ الأطفال بالتنمر عليَّ لسمار لوني، وكنت أكره ذلك وقد ضربت أحدهم بالطاولة بسبب ذلك.
المراهقة:
كنت أتعرف على ماهية الجنس ووظيفته وطريقته وكيفية الولادة من أقراني بالمدرسة، كانت مرحلة مربكة لي حتى أنني كنت أظن أن الجنين يخرج من الشرج (والفضل بهذه المعلومة المغلوطة يعود لابن عمي الذي تحرش فيني سابقاً)، وموضوع الجنس يعتبر "تابو" في بيتنا وخصوصاً عند أمي الذي كانت تسمي أي شيء يخص الأعضاء التناسلية "قلة أدب" حالها حال أغلب الأهالي، لكني أرى أنه المفروض أبي كان يتحمل مسؤولية تبيان هذه الأمور لي، فلم أتعلم أي شي من بيتي يخص عملية البلوغ والجنس والحمل والولادة، فكل ذلك كنت أعرفه من أقراني ثم حصص العلوم والتربية الأسلامية، فتم تصحيح كثير من المعلومات المغلوطة بسبب تلك الحصص المدرسية.
في تلك المرحلة بدأت أسمن وتغير جسمي فانتفخت وانتفخ معي صدري ومؤخرتي، وبسبب ذلك كنت أتعرض لكثير من التنمر في المدرسة بالكلام أو باليد، وكانت المدرسة بيئة قاسية فكان التنمر شائعاً حتى أننا سمعنا عن أولاد تعرضوا للاغتصاب من أولاد آخرين في المدرسة، وكان هذا الشيء يخيفني فكنت أتجنب الأولاد الذين كنت أسمع أنهم قد اغتصبوا غيرهم، لكن لأعود لموضوع جسمي فقد كنت ألاحظ أن الناس مركزين على نقطة حجم صدري، وكان هذا مشتركاً مع أخي الذي يصغرني بسنتين، وحتى أن أمي كانت تصر على تغطية صدورنا بعد الاستحمام وذهابنا للغرفة لنلبس مع معارضتي لهذا الموضوع فكنت أقول نحن أولاد ولسنا بنات، وعند ذهابنا للبحر أو الملاهي المائية كنت ألاحظ نظرات الناس وحتى بعضهم كان يؤشِّر بيده، لقد كان عندي مشكلة تثدي قبيحة جداً حتى أنه حلماتي كانو كبار وليس فقط صدري، وقادني ذلك لأن أسبح بالتيشيرت أنا وأخي.
وصلت مرحلة البلوغ في سن الخامسة عشرة، وذلك كان متأخراً مقارنةً بأقراني، وعرفت بالموضوع عند سماعي عن العادة السرية وتجربتها فأنا لم أحتلم أبداً، وكانت سمات البلوغ غير واضحة عليَّ تماماً، فقد كان صوتي حاداً وكنت أملط الوجه وكان ذلك يزعجني، وكنت أقول أني أتمنى أن تطلع لي لحية وشارب... وبالنسبة للعادة السرية فقد كنت أمارسها بكثرة، خصوصاً أنه في تلك الفترة انتشرت اللابتوبات وكان عندي واحداً واستعملته لتحميل الأفلام الإباحية، وكان ذلك منتشراً بين أقراني وكنا نتبادل الأفلام لنستنمي عليها، وحتى أنني مارست العادة السرية متغطياً بلحاف أمام أخي بغرفتنا هو يعلم ولا يفعل شيء، وأيضاً مارستها بنفس الطريقة بوجود ابن عمي المتحرش وكان يفعل نفسه متغطياً، ونفس الشيء مرة مع صديق.
في إحدى سفرات العائلة كنت يومياً أذهب لكافيه الإنترنت وأحمل الأفلام وأعود للبيت للاستمناء وحيداً ليلاً، لكن في إحدى المرات كنت أستمني صباحاً بالحمام ولم يكن معي أي أفلام إباحية فشدني صدري الكبير وبدأت بمداعبته وأنا أستمني، فالصدر الكبير هو أكثر ما يثيرني جنسياً في المرأة، واستمر الموضوع وزاد لأن أحاول أن أخرج صدري من فتحة الرقبة بالتيشيرت ليكون صاعداً وأقرب لوجهي، وكان ذلك الفعل يبرز صدري أكثر وأنا أستمني على منظره ومداعبته بيدي وفمي، وبعد رجوعنا بفترة زاد الموضوع لأن أحاول أن أستعمل حمالات الصدر الخاصة بأمي سراً، وكنت أجرب وأنظر لصدري أمام المرآة وأُستثار فأستمني، وصرت أفعل نفس الفعل وأنا أنظر لمؤخرتي فقد كانت كبيرة أيضاً بسبب سمنتي، وصرت أجرب ألبس الملابس النسائية القديمة في البيت وأنظر لنفسي وأستثار وأستمني، وكنت أفعل ذلك متجرداً من نفسي فكأن الجسم الذي يثيرني ليس بجسمي، فلم أشعر أنني مؤنث ولا لحظة.
الجامعة والابتعاث:
كنت بالمرحلة الثانوية أحلم بأن أدرس الهندسة في أمريكا، وفعلاً حصلت على بعثة وسافرت هناك لأدرس، ذهبت هناك وحيداً بسن الثامنة عشرة، بعثني أبي لمدينة أخرى غير المدينة التي كان يجب أن أنزل فيها بحجة أنها قريبة وأرخص ثمناً بالتذكرة فيمكنني أن أذهب للعاصمة لإكمال إجراءاتي عند وصولي، لكن المشكلة كانت أنني أسافر وحيداً للمرة الأولي، ولم يكن يساعدني هناك غير إتقاني لللغة الانجليزية فقد كنت مولعاً بأفلام هوليوود حتى أنني كنت أصحح لمدرسيني في المدرسة، وكان ذلك يغضب بعضهم ويعجب بعضهم... المهم أنني كنت أجهل أي شيء عن الحياة المستقلة فما بالكم بالحياة في الغربة، وصلت هناك أتلفت يميني ويساري ولا أعلم ماذا أفعل، وكنت كالطفل الضائع، جاءتني أحد النساء وكانت كبيرة بالسن وقد ميزت أنني ضائع ولا أعلم كيف أتصرف، فأرشدتني لتليفون أتصل به على فندقي الذي حجزت فيه، وبعدها ذهبت لهناك، جلست في غرفة الفندق لا أخرج إلا لأكل الوجبة الوحيدة في بوفيه الصباح ثم أرجع الغرفة، وكنت أحاول أن أتصل بأهلي في الكويت لكن لم أعرف كيف حتى ساعدني الفندق وأخبرتهم بكل شيء حصل معي منذ وصولي، أمي بدأت البكاء ولوم أبي لما حصل معي، وبعد يوم ساعدني أحد أصدقاء العائلة هناك وجاءني وأوصلني لحيث المدينة التي سأدرس فيها، ومع الأيام دبرت نفسي بمساعدة الطلبة الكويتيين هناك، وأصبحت الأمور أسهل وسكنت مع أسرة أمريكية لتقوية لغتي وفهمي للحياة الأمريكية، وكانت الأسرة تتكون من زوج وزوجته حديثي الزواج، وكانوا لطيفين جداً معي.
بعد فترة انتقلت للعيش مع أسرة أخرى بسبب أن الزوج كان سيتسقبل أهله لفترة في البيت، وكانت الأسرة الجديدة تتكون من أم عزباء وطفليها، في تلك الفترة كنت قد توقفت عن الاستمناء لابساً الملابس النسائية، لكني عدت لذلك عند رؤيتي لملابس الأم الداخلية المتسخة في الحمام، واستمر الأمر حتى قررت أني أريد أن أعيش مستقلاً بذاتي، وفعلاً انتقلت للعيش بشقة كبيرة ناوياً أن أسكن مع صديق إماراتي، لكن للأسف تركني لأدفع الإيجار لوحدي ولم ينتقل معي، وظل هذا الوضع حتى بدأت أتعرف أكثر على الطلبة الأجانب وأتعايش معهم أكثر، حتى أنني كنت أفضلهم على العرب فقد كان تعاملهم واضحاً وكانوا لطيفين، لكن مع مرور الوقت صرت منفتحاً لأن أجرب أموراً جديدة كان أولها التدخين، ثم انتقل الأمر لشرب الكحول، وأخيراً انتهى بتدخين الحشيش، والغريب أن كل هذه الأمور جربتها مع أصدقاء عرب.
في تلك الفترة من التجارب تعرفت على صديق كويتي بالثلاثينات من عمره، وكان قادماً لعلاج أمه، وزادت صداقتنا حين علم أنني أعتاد الذهاب للسهر وشرب الكحول، لكن لم أكن أعرف الحشيش وقتها، وقد كان يعتاد السهر وشرب الكحول قبل قدومه أمريكا ويريد فعل نفس الشيء ولا يعلم كيف لأنه كانت لغته معدومة، وفعلاً ساعدته بذلك، ومع الجلسات علم أنني أعذر فأصر أن نذهب لبيت دعارة لتجربتي الجنس، وبعد سهرة طويلة ذهبنا لأحد الدعارات واخترت صاحبة الصدر الأكبر بين اللاتي عرضن أنفسهن علينا، كانت تجربة ممتعة فصرت أعتاد الذهاب لذلك المكان، ثم تطور الأمر لأن اجرب أماكن أخرى حتى ذهبت لأحد أماكن المساج الآسيوية، ومجددا اخترت صاحبة الصدر الأكبر وذهبت للمساج، وعندما كانت تمسج ظهري فعلت شيئاً غريبا لم أتوقعه حيث بدأت بلعق شرجي ولم أفعل شيئاً فقد كان شعوراً مريحا ومحبباً، وكان ذلك كافياً لأن أتردد على نفس المكان وأطلب نفس المرأة "كاندي"، وإن لم تكن موجودة كانت غيرها تفعل نفس الشيء، وأظن أنها من أخبرت باقي البنات بإعجابي بتلك الحركة فلم يكُنَّ جميعاً يفعلنها.
أثناء دراستي تعرفت أيضاً على مجموعة طلبة أجانب متنوعين، وكان من بينهم متحول جنسياً، وكنت أتعامل معه فقط في إطار المجموعة أو عند كلامه معي، ولم يكن تحوله كاملاً فلم يقم بعملية الصدر لكنه كان يتصرف بأنثوية ويقول أنه "ليدي بوي"، وفي إحدى سهراتنا سألني أين سأذهب بعد السهرة، فقلت له "سأذهب للبيت مع شريكي بالسكن"، وكان شريكي من أفريقيا وقد انتقل معي حديثاً من خلال تعرفنا على بعض بالدراسة، فأجابني أنه "بيتك بعيد والوقت متأخر" فقلت له "لا مشكلة عندي من ذلك، وأنني لن أرجع وحيداً"، ظل يعيد نفس السؤال بطريقة أخرى وكأنه يريد أن يقول لي أن أرجع معه لبيته، وشعرت بذلك الاهتمام لكني تجاهلته وتظاهرت بأنني لم أفهم أسباب سؤاله، وفي طريق العودة أخبرت شريكي بالسكن فانفجر ضاحكاً وانتهى الموضوع، لكن ذلك الموضوع لم ينتهي في داخلي فقد كان ذلك الاهتمام من المتحول هو أول اهتمام أشعر به من أي أحد، حتى أنني بدأت أشاهد أفلام إباحية لمتحولين للاستمناء ولكني لم أفكر بذلك المتحول ولم أنجذب له أبداً حتى أنني كنت لا أحب النظر إليه لا من قبل اهتمامه ولا بعده، لكن ربما ما جذبني هو فكرة الجنس مع متحول وليس ذلك المتحول بذاته، كنت أبحث عن أفلام للمتحولين بصفات أنثوية واضحة وبأقل الصفات الذكورية حتى أنني لا أُحبِّذ من يملكون أعضاء جنسية كبيرة وأُغيِّر أفلامهم.
كان ذوقي في الأفلام الإباحية سابقاً يتمحور حول النساء كبيرات الصدر، ومن ثَمَّ الكبيرات بالسن، ومن ثم الأمهات، حتى وصل لأفلام قصصها جماع أم وولدها أو خالة وابن أختها وهكذا، وكان هذا الذوق يعود لبدايات العادة السرية والأفلام الأباحية وصولاً إلى هذه المرحلة.
لأعد لموضوع الجنس مع العاهرات فقد كنت معتاداً على ذلك ولم أفكر بتكوين علاقة عاطفية، وكنت أعاني من السمنة ومن قصة التثدي وكانت ثقتي بنفسي معدومة، حتى أنني كنت معجباً جداً بإحدى البنات في الدراسة، كان شعرها الأحمر وملامحها الأنثوية الناعمة تعجبني جداً، لكني لم أفكر أبداً حتى بإلقاء التحية وكان ذلك الإعجاب سرياً حتى علمت أنها بعلاقة مع أحد من بلدها (فرنسا)، ومع الوقت ذهب ذلك الإعجاب، المهم أنني لم أهتم ببناء علاقة عاطفية مع أحد وكانت كل علاقاتي جنسية مع عاهرات أو بنات سكرانات أقابلهم من السهر، وصار ذلك يسبب لي توسوس شديد من أن أصاب بالإيدز وأصبحت أبحث عن أعراضه وأتوسوس أكثر بعد ظهور دمامل بين أفخاذي، لكن ذلك كان سببه كثرة المشي وسمنتي ولم يكن له علاقة بالإيدز، حتى أنني فحصت وتأكدت بأني خالي من المرض، وبعدها توقفت عن الجنس.
دراستي ودرجاتي كانتا بنزول بعد بداية قوية وموفقة، فبعد مروري بكل تلك الأحداث ودخولي في العديد من العادات السيئة أثناء دراستي صار تركيزي على الدراسة منعدم، وكنت دائماً أتغيب عن محاضراتي حتى قامت مرشدتي الدراسية باستدعائي لتخبرني بأنني سأطرد من الجامعة إذا لم أرفع معدلي، وبحثت معي كيفية رفعه وأخبرتني بأنه عليَّ أن أراجع الدكتورة النفسية للجامعة، ذهبت وأخبرتها بأنه أسرتي تمر بمشاكل عائلية وأنه ذلك يؤثر على دراستي، وفعلاً كان ذلك يحصل حقاً فكانت أمي تمر بحالة اكتئاب شديدة بعد وفاة أبيها _رحمه الله_، فقد كانت أشد خالاتي وأخوالي تعلقاً به، ولم يكن أبي يعينها غير أنه يأخذها للطبيب النفسي، حتى أنه غيابه الدائم عن المنزل صار يؤذيها أكثر من قبل، المهم أنه الطبيبة شخصتني بمرض الاكتئاب بعد سماع قصتي وعند سؤالها عن حال وجود أفكار بالانتحار، خرجت من عندها ولم أصدق أنني مكتئب فأنا لم أخبرها عمَّا كان يشغلني عند غيابي، وأيضاً أجبتها بوجود أفكار انتحار لكنها لم تكن حقاً موجودة كرغبات حقيقية، ولكن ربما أفكار عابرة فقط، حتى أنني كنت أضحك مع أصدقائي بالموضوع وأنها صدقت أنني مكتئب.
المهم أن الجامعة أعطتني فرصة لكي أحافظ على مكاني، وبدأت بتغيير حياتي، وتوقفت عن الشرب والسهر وصرت أصلي، وكان ذلك متزامناً مع توقفي عن ذهابي للعاهرات، وكنت أحب مقولة "كل مشكلة لها حل" حتى أنني كتبتها على مذكرة الدراسة وصرت أطبقها حرفياً، وكنت أحاول أن أنهي الفصل بمعدل امتياز في كل المواد، وكانت هذه الحالة الوحيدة الذي تمكنني من الإكمال في الجامعة، وفعلاً فعلت ذلك ما عدا مادة واحدة رسبت فيها بسبب غياب واحد، وكان ذلك الغياب بسبب أني لم أصحى باكراً لشدة تعبي، الشيء الوحيد الذي عدت لممارسته هو التحشيش على الرغم من أنني خصصت له وقت بعد الجامعة ولم يكن يؤثر أبداً على دراستي الجامعية وقتها، حتى أنني درست مسطولاً لأحد الاختبارات وكانت نتيجتي كاملة فيه... المهم أنني لم أُلم نفسي على ذلك الفصل وكنت فخوراً بأدائي، ولكن حان وقت حزم الحقايب والعودة فقد طردت من الجامعة.
ما بعد الجامعة:
عند عودتي كنت محرجاً من فشلي جداً، وكنت أبرر ذلك للناس بأنه "الغربة صعبة" أو "مشاكل عائلية"، ولكن الجانب المشرق أنني عدت أنحف من قبل، فقد عملت على المشي دائماً بتنقلاتي بأمريكا، خصوصاً الفصل الأخير من دراستي، وتلك التجربة لم تكن بالصغيرة فقد عدت أنضج من قبل وخضت تجارب عديدة وتعرفت على أشخاص كثيرين من دول عديدة، المهم أنني حاولت استرجاع بعثتي لمدة سنتين بشتى الطرق ولم أنجح، حتى أنني ذهبت لطبيب نفسي لكي أحاول أن أحصل على عذر طبي حتى أستطيع تبرير الرسوب للدولة واستعادة البعثة، وتم تشخيصي بالاكتئاب للمرة الثانية ولكن هذه المرة الأولى التي أحس بها أنني فعلاً مكتئب، ووصف لي دواءً لا أذكر أسمه لكن لم أقم بأخذه، فقد كنت ضد أدوية الاكتئاب بعدما شاهدت بعيني ما حصل مع والدتي من فقد الإحساس لكل شيء وعدم المبالاة لأي شيء بسببها.
كانت بداية العودة صعبة ولم أتكيف على الحياة في وطني بسهولة، فكانت الحياة هناك نظامية وواضحة على عكس الحياة في وطني، حتى أنه تعامل الناس مختلف... في تلك الفترة كنت أود أن أحشش لكنه لم يكن متوفراً لي في البداية حتى علمت بأنه أحد أصدقائي القدامى كان أيضاً يحشش، وعدت للتحشيش بمساعدته، وكبرت دائرتنا عندما صرنا نكتشف أنه العديد من أصدقاءنا القدامى قد كانوا يحششون، والغريب أن بداية كل شخص فينا بالتحشيش كانت منفصلة عن الأخرى، ثم تطورت الدائرة لتضم أصدقاءً لم يكونوا يحششون من قبل.
عدت في تلك الفترة أيضا للشرب والسهر، حتى الجنس مع العاهرات عدت لأمارسه، فكنت أسافر مع أصدقائي لذلك الغرض ونعود، و أصبح وزني يزداد فتلك الحياة النشطة والأكل السليم قد تغيروا للجلسات المستمرة والأكل الدسم المعروف عن وطني، حتى أن أمي كانت تبكي عند رؤيتي آكل كمية أقل مما كانت معتادة عليه مني، فمهما كنت مقتنعاً بأنه النمط الذي اتخذته غذائياً في أمريكا كان صحيحاً فإني لن أستطيع تغيير نظام بيتنا، فكان الأكل دسماً وأنا لم أقاوم ذلك الموضوع فقد كان مجرد تغيير لنظام سابق ومعتاد عليه، حتى أنني أحب الأكل الدسم وأصبحت أخرج للأكل في المطاعم وأجرب ما لم أجربه من قبل من الأكل.
بالنسبة للعادة السرية، كنت أقوم بممارستها بنفس الحركات التي كنت أفعلها من ملابس نسائية وأفلام إباحية لمتحولين، ولكن ذلك لم يكن دائماً، فأحياناً أقوم بالاستمناء مع أفلام إباحية لعلاقة طبيعية بين رجل وأمرأة وبدون ملابس نسائية، لكني بدأت بشيء جديد عليّ فقد كنت أجرب أن أضع أشياء في شرجي مثل أقلام، وكنت لا أقوم بالاستمناء دائماً وقتها، فقط أجرب أشياء مختلفة الشكل وأحاول أزيد بحجمها، لا أعلم لماذا كنت أقوم بهذا لكنه استمر لفترة وانقطع.
الدبلوم:
بعد سنتين من المحاولة قدمت على الكلية لأدرس دبلوم هندسة، وكان قد نصحني بذلك صديق مقرب من قبل ورفضت، لكني استوعبت أنه الوقت ليس من صالحي وعمري بضياع فأقدمت على ذلك مع نية إكمال الدراسة للبكالوريس بعدها، كانت بدايتي صاروخية في الدراسة وكنت لا أحتك مع أحد إلا في خصوص الدراسة، ولم أُكوِّن صداقات واستمر هالشيء إلى التخرج، فلم أكن أريد تكرار أخطائي بالماضي... كنت مكتفياً بأصحابي المقربين فهم مجموعة عزيزة جداً عليَّ ولا أفضل قضاء وقتي مع غيرهم، كنا أصدقاء منذ فترة المتوسطة والثانوية، رغم أننا كنا نجتمع ونحشش، لكن ذلك لم يكن أبداً هو الشيء الوحيد الذي يجمعنا.
كنا نعتاد السفر سوية، وفي إحدى سفراتنا لأوروبا كنت أهيم سكراناً في منطقة الضوء الأحمر أبحث عن عاهرة تعجبني فتوقفني منظر غريب، كانت الأضواء زرقاء في ذلك الجزء من المنطقة، وكانت مخصصة للمتحولين جنسياً، نظرت لإحداهن وكانت آسيوية بملامح أنثوية نسبياً، وقفت بمنطقة بعيدة عنها لأفكر هل أدخل وأجرب أحد الأشياء التي تثيرني بالأفلام الإباحية، أوقف سلسلة التفكير أحد أصدقائي مُنادياً، في تلك اللحظة تذكرت نفسي وقلت لن أدخل وتمشيت مع صديقي حتى وجدت عاهرة تعجبني ومارست الجنس معها وانتهت الليلة على ذلك، أيضاً في تلك السفرة أخذت أحد المخدرات المهلوسة وكانت تلك المرة الثانية التي أخذ فيها هذا المخدر ويدعى "الكمأة السحرية"، أخذته مع أصدقائي وكانوا يريدون الخروج من الشقة وقررت البقاء وأخي بقي معي، قررت البقاء لأنه تجربتي الأولى له كانت بالخارج ولم تكن تجربة سعيدة فقد أضعنا طريقنا لساعات دون القدرة على تذكر مكان السكن، حتى أنني كنت أشعر أنني أبول على نفسي في المترو بسبب شعوري برطوبة في رجلي (ولم تكن حقيقية)، المهم كنت أظن أنه البقاء كان سيجعل التجربة أفضل ولم يكن ذلك صحيحاً أبداً، فقد كانت سوء من قبل فكنت أنفصل عن ذاتي وأشاهد عوالم ذات أبعاد هندسية غريبة ومتحركة، أصابني ذلك بالهلع الشديد وكنت أحاول أن أنام دون فائدة، وأصابتني تلك التجربة مع هذا المخدر ببعض الصدمة بعد عودتنا، وبدأت أنعزل لفترة وصار عندي اهتمام بالفلسفة وقراءتها، حتى عند وجودي مع أصدقائي المقربين كنت شارد الذهن ولم أندمج معهم في نشاطاتنا المعتادة
قبل الفصل الأخير كنت قد تعرفت على مجموعة شباب وكنت أدرس واحد منهم، كان يدعوني لبيته وأدرسه ونحشش، وبعد نجاحنا بالفصل قررنا الاحتفال بسهرة سكر وتحشيش وفعلاً، رتبنا كل شيء وانطلقنا، بالطريق ألقت الشرطة القبض علينا واتهمونا بحيازة المخدرات للتعاطي وبدأت محاكمتنا بعدها، عقوبة القضية كانت مرعبة فهي 5 سنين في السجن لمجرد التعاطي، كنت أذهب أقضي فصلي الأخير بين الدراسة وبين المحاكم، والحمد لله طلعنا من القضية بحكم براءة وتخرجت من الكلية بامتياز مع مرتبة الشرف، لكن في فترة المحاكمة كان يجب عليَّ ترك الحشيش لكي تكون نتائج فحصي نظيفة في المحكمة، في تلك الفترة أقلعنا أنا وأصدقائي عن الحشيش لكن بعد فترة عاد أصدقائي له دون علمي، وكان ذلك سبباً في أن تقل جلساتنا بشدة، فكنت أتواصل معهم ويتعذرون بالمشاغل، وكانت فترة عصيبة جداً عليَّ فلم أجد منهم من يقف معي إلا بعضهم ولمرات بسيطة، أحزنني ذلك كثيراً خصوصاً عندما علمت أنهم عادوا للحشيش وكان ذلك سبباً في عدم وقوفهم معي في تلك الفترة.
أيضاً قبل بداية الفصل الأخير قررت أن أقوم بعملية التكميم، وكنت أعاني من عدم الأكل فصرت أُعوِّض هذا الفقد بمشاهدة فيديوهات عن الطبخ والتعلم خصوصاً أني هويت الطبخ بالغربة وكنت دائما أطبخ لأصدقائي وقتها، وصرت أطبخ لبيتنا ولأصحابي وأستمتع بمشاهدتهم يأكلون من طبخي، وكان قرار التكميم نابع من ضرورة نزول وزني من أجل الوظيفة، على الرغم من أني كنت رافض الفكرة وغير مقتنع بها كحل لمشكلة الوزن، لكن الوقت كان يداهمني ولم أرد أن أجازف بمستقبلي الوظيفي، فكنت أريد العمل لفترة ثم الحصول على بعثة من عملي، كانت فترة قاسية عليَّ خصوصاً أني أعتقد أنه الأكل من الأشياء التي تساعدني في تحمل بعض مشكلاتي نفسياً، وبعدها تغيرت طريقة تفكيري فيه لأنه لو آكل لقمة زائدة عن قدرتي سأعاني لساعات وربما أستفرغ ما أكلت، فصرت حتى أحاول أتوقف عن الأكل قبل الشبع لأه الشبع بحد ذاته يتعبني، والتزمت بتعليمات الطبيب وداومت على نادي رياضي فترة مع أصدقائي لكن لم أكمل فقد كان شيئاً مرهقاً خصوصاً مع قلة الأكل... المهم نحفت وغيرت ملابسي كلها وصرت أستمتع بالتسوق من بعد ما كان رحلة لمحلين أو ثلاث فقط يقدمون الملابس التي كانت تلائمني، فبعد أن كنت أختار فقط الملابس الواسعة لإخفاء التثدي صرت أختار الملابس التي تعجبني وتلائمني، وحتى مسألة لبس الملابس النسائية جربتها بعد العملية ولم أشعر باستثارة ولم أحس بأنه هذا الفعل يناسبني.
الوظيفة والاكتئاب الحاد:
توظفت _ولله الحمد_ في وظيفة مجزية، وكنت أتبع نفس النهج أيام دراسة الدبلوم، كنت مجتهداً جداً في تعلم كل ما يخص وظيفتي ولم أترك حتى أبسط التفاصيل، أيضا بعد حكم براءتي أخبرت أحد أصدقائي بأني أود أن أحشش فضحك وقال "سندبر الأمر"، وبعدها دعوني أصقائي لبيت أحدهم ولم يخبروني بموضوع الحشيش لكني كنت متوقعاً أنه سيكون موجوداً وأصبت بتوقعي، كانت جلسة ممتعة جداً لي وكنت أعاتبهم بلطف ويبررون لي بلطف، وكانت هذه بداية عودتي للتحشيش.
وفي أثناء تدريبي كان مسؤولي ودود معي وكثير المزاح، لكنني لاحظت مزاح من نوع غريب خصوصاً كونه نابع من مسؤول، فقد كنت مركزاً على كلامه وأحس بحكة في جنب فخذي بسبب الطفح الجلدي الذي صار يظهر لي من فترة لأخرى بسبب التكميم، فقال لي "لا تحك مؤخرتك وأنت تطالعني! إن كنت تريد شيئاٍ مني فقله" فضحكت وقلت له "لا، إنني أعاني من حكة في فخذي" وكان مازحاً ولم يكن جدي في الأمر، بعدها بفترة كنا نخرج من أحد الأقسام ومر بجانبنا عامل أجنبي فصرخ مسؤولي "أبعصه أبعصه أبعصه!" وفعلاً من دون تردد أو تفكير قمت بذلك، فرجع لنفس القسم وقص عليهم ما حدث وهو يضحك وأنا أضحك، كنت معتبر كل شيء مجرد مزحة لكن نظرات الزملاء كانت مستنكرة جداً فاستوعبت أنه ما حدث يعتبر فضيحة وأن سمعتي لتصبح سيئة جداً خصوصاً أنني جديد وأحاول ترك انطباع جيد، عند عودتنا لمكتبه سألته عن سبب إخباره لزملائنا بما حدث فضحك وقال "ليش يعني؟"، أجبته بأنهم سينتقدوني وسمعتي ستصبح سيئة، فقال ضاحكاً "عادي لا تهتم"، المهم أكملنا الحديث عن أمور تخص العمل ولم يعجبه كلامي فرحل، بعدما رحل أحسست أنه قلبي صار يدق كالطبول ونفسي تسارع وكنت أمر بنوبة هلع غريبة لوحدي، فاتصلت به واستأذنته للرحيل بحجة التعب فوافق ورجعت للبيت.
بعد إنهائي للتدريب بدأت العمل بنظام الورديات، وكنت في تلك الفترة مهووساً بتلك الحادثة ودائم التفكير بتفسير لها، فأنا لم أفهم لماذا قمت ببعص العامل دون تفكير، كنت أقول "أكيد فيني شي غلط" وصار عندي شك أنه عندي ميول جنسية مثلية، فصرت أبحث عن أي شيء ممكن يدل على هذا الأمر، ومن ذلك الموقف صرت أغوص في أعماق نفسي وماضيَّ وماذا كنت أفعل وماذا حصل لي، وكنت أتساءل "هل أنا فعلاً مثلي؟ وهل يعقل أن يكون لي ميول مثلية مدفونة لم أحس بها من قبل؟"، فقد مرت علي في حياتي سابقاً أفكار وتساؤلات عابرة بهذا الشأن لكنني لم أعرها اهتماماً أبداً وعشت حياتي طبيعياً على الرغم من اسثارتي لأفلام المتحولين، وعلى الرغم من ممارستي للبس الملابس النسائية والاستمناء سابقاً لم أشعر أنني غير رجل أو أنه لي ميول مثلية فكنت أشتهي النساء بشدة وأداوم على العلاقات الجنسية، لكن ما كنت أمر به من شكوك كانت عميقة ودائمة حتى بدأت أختلي بنفسي وأغور في أعماقي وفي ماضيَّ وأحاول تذكر التفاصيل مهما صغرت، وقادني هذا لتذكر التحرشات التي مررت بها بالطفولة وخصوصاً التي حصلت من ابن عمي، فكنت كما لو أني دفنتها في نفسي طيلة هذا الوقت وفجأة نبشتها من نفسي، حتى أنني كنت أتذكر التفاصيل وما كنت أحس به أثناء التحرش، وصرت أحاول تذكر كل الأفعال الجنسية التي فعلتها أثناء الاستمناء لمحاولة التأكد من شكوكي إن كانت صحيحة أو كاذبة.
سبب لي ذلك الشك شكوكاً أخرى في كل شيء مهم في حياتي، ديني شككت بصحته ودخلت في رحلة بحث عن الأديان والإلحاد، ولكني تعديتها بفعل المنطق والسؤال، وثبتت على ديني، شككت بشخصيتي وبتصوراتي عن نفسي فكنت أتساءل "ماذا لو كان كل ما أعرفه عن نفسي كان خطأ؟"، أصبحت أحاول تذكر كل تفاصيل ماضيَّ وأفسرها بناءً على ما أعرف وما لا أعرف، وصرت أقرأ في علم النفس كثيراً، وقادتني هذه القراءة لرعب غير مسبوق من كوني مجنون فقد كنت أجد الكثير من الأعراض والأسباب للكثير من الأمراض متشابهة مع ما كنت أمر به.
دخلت في مرحلة اكتئاب شديدة جداً وكنت أعاني من الأرق لدرجة أنني لم أقوى على النوم لأكثر من ساعتين لمدة أيام، ولدرجة أنني فكرت بالانتحار كثيراً فقط لأسكت دماغي عن التفكير، كانت أمي تقرأ عليَّ القرآن وتحاول تهدئتي ولم ينفع ذلك إلا في تخفيف ما كنت أمر به، حتى ساعدني صديق مقرب جداً وأخذني لعيادة نفسية، بعد عدة أسئلة سطحية قررت المعالجة أنه لدي اكتئاب مع اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، لم أقتنع بالطبيبة ولا تشخيصها حتى أنها أخذت مبلغاً كبيراً فقط لجلسة واحدة وقد كانت فاشلة في نظري، فنصحني صديقي بمراجعة طبيبة نفسية حكومية يراجع هو عندها، وذهبت لها وقد كنت في أسوء حالاتي، وفي أول جلسة سمعتني وسألتني بعض الأسئلة، ثم شخصتني باكتئاب حاد ووصفت لي دواء لا أذكر أسمه ولكنه ساعدني كثيراً على النوم واستقرت حالتي، وفي الجلسة الثانية شخصتني باضطراب الهوية الجنسية، وقالت أنه يجب عليَّ أن أعرف لنفسي مفهوم الرجولة وأن أقوم بما يمليه علي ذلك الفهم من تصرفات، ونصحتني بالابتعاد عن الحشيش والجنس ومحاولة التعرف على فتاة أبني معها علاقة عاطفية، وأيضا نصحتني بتحديد أهداف مهمة لي والقيام وبتحقيقها.... كنت أراجع الطبيبة وأشعر بتحسن قوي في حالتي النفسية مع التزامي بتعليماتها لمدة 9 أشهر.
الانتكاسة والعلاقات العاطفية:
بعدها سافرت لأوروبا مع صديق مقرب لي، وكنت أخطط لتلك السفرة بشوق، وكنت أنوي أن أعود للحشيش وقتها، وفي السفر عدت للحشيش والجنس وكل شيء، وكنت أحياناً أبحث عن متحول حتى وجدت أحدهم في مواقع الدعارة وأعجبتني صورها وتواعدت معها، وعند وصولي لم تكن كما رأيتها بالموقع، فقد كانت الملامح الذكورية أوضح على الطبيعة، لم أتوقف ودخلت عندها وحاولت أن أمارس الجنس معها لكن لم يحدث معي انتصاب وقررت الرحيل بسرعة، لم أكن مرتاحاً أبداً معها رغم أنها كانت فازت بملكة جمال المتحولين في بلدها، لم أشعر أنني منجذب لها أبداً، ولاحقاٍ أعترفت لصديقي بما حصل... المهم أكملنا السفر طبيعي وكأن شيئاً لم يحدث وقلت لنفسي "ذلك الأمر لا يناسبك، وربما هو استثارة من الأفلام فقط وليس شيئأ أمارسه بالواقع".
حاولت التعرف على الفتيات عن طريق برامج التعارف، وتعرفت على فتاة لكن لم تدم علاقتنا أكثر من شهر فقد كانت غير ناضجة بالنسبة لي... ثم تعرفت على فتاة عربية كانت تعيش خارج الكويت، كنت أعتقد أنها مهتمة فيني، وفي إحد الأيام طلبت مني مبلغ لأنقذها من شر المؤجر الذي تسكن عنده مع أمها، وقد قالت أنه كان يتحرش فيها، ولسذاجتي بالعلاقات العاطفية أرسلت المبلغ، ومن بعدها انقطع الاتصال منها لأسبوع، ثم كلمتها وقالت لي أنني أنا الذي لم أهتم لأتواصل معها، لكني فهمت اللعبة وابتعدت بعد فترة بسيطة... ثم تعرفت على بنت وكانت بداية تواصلنا ممتعة، حتي قررت أن أدعوها لشرب القهوة وكانت تلك المرة الأولى التي أجرؤ على مثل هذا الشيء، وبعد تردد استجابت البنت وكان موعدنا الأول، كنت متوتراً جداً لكني حافظت على رباطة جأشي فلاحظت منها نفس التوتر فحاولت تهدأتها واستجابت لي فصرنا نتكلم بأريحية، وعند رحيلنا قلت لها بأنها أجمل على الطبيعة مما زاد من استمتاعها بالموعد، ومن بعدها صارت بيننا لقاءات متعددة وبدأنا نتكلم في موضوع الزواج، واستمرت علاقتنا مدة 5 أشهر حتى تغير كل شيء بعد سفرة مع أصدقائي حيث ذهبنا لأوروبا، وبعد سهرة قوية بكوكتيل مخدرات قوي أخبرني صديقي الذي اعترفت له سابقاً بتجرتي مع المتحول أنه يريد تجربة نفس الشيء، وفعلاً اتفق مع إحداهن وجاءت لسكنه لكنه اتصل فيني وقال لي أنه تكهرب وغضب ولم يرد إكمال التجربة، ودعاني لإخراجها من الغرفة لأنه لم يرد رؤيتها أبداً، عندما وصلت عنده سألني إن كنت أريدها وأنه دفع لها ولم يفعل معها شيء فأجبته ب "سأرى"، دخلت الغرفة فوجدت فتاة آسيوية فائقة الأنوثة حتى ظننت أن صاحبي يكذب، ولكن لم أتأكد أنها متحول حتى خلعت ورأيت عضوها الذكري وكان صغيراً جداً لدرجة أني لم أره تحت الملابس الداخيلة، لم أكن متحفظاً أبداً فبعد تلك السهرة كنت منتشياً بالكحول والحشيش والإكستاسي، ابتدأت بالتجربة فاعلاً ثم مفعولاً ولم يعجبني الأمر ثم عدت لأن أكون الفاعل ولم أستطع القذف إلا بعد أن أزحت نظري عن عضوها الذكري، وخرجت من الغرفة بحالة ذهول مما فعلت، فكيف لي أن أستمتع بذلك؟! وكنت أبرر فعلتي أني كنت تحت تأثير الإكستاسي الذي يفجر شهوة متعاطيه، وكان يساعدني صديقي في التبرير فقد كان يحس بالذنب لما حصل مني.
بعد تلك السفرة أحسست بأني شخص حقير لخيانتي للبنت التي كن مستمتعاً بعلاقتي العاطفية والبريئة معها، وكنت أحاول أن أتخلص من تأنيب الضمير بعقلنة وتحقيره دون جدوى، فأصبحت أتجنب صاحبتي حتى أصبحنا نتجادل بكثرة على قلة اهتمامي، وكنت أقول في نفسي هذه البنت ستخنقك مستقبلاً ولن تعيش حياتك مرتاحاً بسبب كثرة طلبها للاهتمام، وبعد فترة شهر هجرتها مبرراً ذلك لها بأننا غير مناسبين لبعضنا وأننا لم نتفق على الكثير من الأشياء، وبعدها بدأت سلسلة سفريات كثيرة مع نفس الصديق، لكن لم يعد منا لذلك الفعل، حتى أنني تعرفت على عاهرة عربية وكنت أدعوها لسكني كثيراً فقد كانت التجربة الأولى للجنس مع عربية وأعجبت بالأمر بشدة، كانت تدمن العديد من المخدرات وكنت أتعاطى معها، جربت معها الكوكايين واللاريكا للمرة الأولى، هذا غير تعاطينا الإكستاسي والحشيش، واستمر الحال حتى اختلفنا، وتعرفت على عاهرة عربية أخرى وكانت لطيفة جداً معي وممتعة بالحديث وجميلة، حتى أننا ظللنا نتواصل بعد عودتنا وصارت بيننا علاقة عاطفية على الهاتف، وكنت أقول أنني أصبحت أحبها أكتب ولها الأشعار حتى اكتشفت لاحقاً أنها تكذب عليَّ وتخونني، فقد أخبرتني سابقاً أنها لم تمارس الدعارة من قبل وأنها كانت مرافقة صديقتها فقط بينما كانت على علاقة من شخص من نفس بلدي، وقد أخبرتني أنها هجرته وأنه تزوج لكنها لا تملك دليلاً على زواجه، ثم اكتشفت أنها لازالت معه رغم معرفتها بزواجه فقط لتحصل على ما تواجهه به عن طريقي، وفوق هذا كله كانت تمارس الدعارة لكي تصرف على نفسها وبنتها.
لاحقاً تعرفت على فتاة عربية من نفس البلد وكانت حديثة الخروج من علاقة عاطفية فاشلة، كنت مسافراً مع نفس الصديق وكانت صاحبته تود أن تعرفني على صديقتها خصوصاً أنها من ساعدت على كشف اللعبة السابقة، وفعلاً حجزت تذكرة لصديقتها وجاءت لنا وكانت ودودة جداً وهادئة، استمتعت بالتعرف عليها وهي كذلك، وما كان يريحني منها كونها لم تكن عاهرة، فقط كانت قادمة للترفيه وللتعرف عليَّ، وكانت قد أخبرتها صديقتها عني، وأثناء تلك السفرة كانت البنت السابقة تحاول الوصول لي والدفاع عن موقفها وكنت قد كشفتها بالجرم المشهود فلم أستجب لها، ولكن في إحدى المرات كنت سكراناً فتجاوبت معها، حتى لاحظت البنت التي معي وعرفت بالموضوع وتجادلنا كثيراً، فقد أخبرتها بقصتي السابقة وأصبحت تلومني أنه كيف يمكنني أن أتحدث مع وحدة خانتني من قبل، المهم تصالحنا ومسحت رقم البنت السابقة واستمرت سفرتنا حتى صار بيننا ود وأخبرتها أنني أريد تمديد السفر معها فوافقت، وكنت أقضي وقتي معها وحدنا في تلك المدة مما ساعد كثيراً في تطور علاقتنا، وكنت أتردد عليها كل شهرين أو ثلاثة، واستمرت علاقتنا سنتنين منذ ذلك الوقت ومستمرة حالياً، هي تعشقني وأعشقها وكنا لا نستطيع هجر بعضنا، ورغم مرورنا بالعديد من المشكلات فدائماً كنا نتصالح.
بدأنا نتكلم عن الزواج بجدية منذ سنة تقريباً، ومن بعدها هي توقفت عن شرب الكحول والسهر وصارت تصلي، وأنا شخصياً لم أترك الحشيش، ولكن المشروب بالنسبة لي متروك من زمان فكنت لا أشرب إلا قليلاً وبالسفر فقط.
النهاية:
أنا أريد أن أوقف التفكير بموضوع أن رجولتي ناقصة، وأريد أن أوقف التفكير بأن عندي ميول مثلية دفينة، فأنا أوقفت مشاهدة الأفلام الإباحية للمتحولين جنسياً مؤخراً، وقد أوقفت لبس الملابس النسائية للاستمناء منذ التكميم في 2016، لكني بدأت بمحاولة تحقيق النشوة الجنسية الشرجية في الشهرين الماضيين، وكنت أبحث عن كيفية تحقيق هذا الموضوع منذ زمن بعيد لكن لم أكمل ولم أفعل شيء، والآن رجعت لهذا المسعى وحققته مرتين أو ثلاثة من خلال تمسيجي للبروستاتا، لكن بعد تحقيقه توقفت عن ذلك ولا أشعر برغبة في إعادته.
أعتقد أنني مهووس بالجنس والإباحية، وأريد أن أعرف الحل لذلك، فحبيبتي تعلم أنني شهواني ولا تمانع ذلك معها، لكن لم أخبرها عن كل ما ذكرت سابقاً من تحرشات وتصرفات شاذة عن الفطرة، فهي فقط تعلم أنني شهواني جداً وقد أستثار لمجرد حديثنا على الهاتف، وأني أمارس العادة السرية بكثرة.. أريد أعرف ما إن كان ما كتبته سابقاً سيؤثر على زواجي مستقبلاً؟ هل سأظلم حبيبتي معي في خطواتنا القادمة؟ هل سأستطيع تكوين أسرة سليمة؟
حتى أنني سمعت قصصاً لرجال قرروا فجأة أنهم سيتحولون جنسياً وفاجأوا جميع من يعرفون، قبل ذلك لم يبد عليهم أي شيء من هذا القبيل، فصرت أوسوس أحياناً بأنني ممكن أفعل نفسهم، وأنا لا أفكر أبداً بأنني لست برجل من داخلي، فقط مرت علي شكوك في مرحلة اكتئابي الشديد فترة بداية توظيفي، وحالياً أنا لا أشعر باكتئاب، وأحياناً أفكر أنه ربما كنت مكتئباً فعلاً ولا أعلم... حالياً فقط أعاني من سرعة الغضب وسرعة تضايقي من الأمور حتى التافهة.
وفي عملي أريد أن أعرف كيف أتوقف عن الخوف من المواجهة لزملائي في حالة اختلافنا، وكيف أعرف أرسم الحدود بيني وبينهم، بالعمل أنا كنت متحفظ جداً بالتعامل إلا مع قلة من الزملاء، وتحسنت جداً في هذا الموضوع وصرت منفتحاً أكثر، ومرات من شدة خوفي من المواجهة والصدامات أشعر بأنني لن أستطيع أنا أدافع عن نفسي لو تهجم عليَّ أحد بالشارع، حتى أفكر أنه ممكن في يوم أحتاج أدافع عن حبيبتي وما أقدر بسبب ضعفي الجسدي والعقلي.
أشكركم على عناء قراءة هذه القصة الطويلة، أعلم أنني كتبت الكثير من التفاصيل ولست آسفاً على الإطالة فأنا كنت أكتب أجزاء من هذه القصة لكي أفهم نفسي منذ 3 أعوام، وقررت جمع كل ما في رأسي وأن أكتبه لكم لكي أرتاح وأجد حل لمشكلاتي، وكثير من تفاصيل هذه القصة لا يعلم بها أحد غيري وها أنا أشاركها مُقَنَّعاً خلف الشاشة، ومر عليَّ يومان وأنا أكتبها لكم، ولكن لنفسي....
أشكركم مجدداً،
وتحياتي لمجانين.
28/9/2020
رد المستشار
أهلا بك على موقع مجانين للصحة النفسية.
وأذكّر مرّة أخرى أنّ الاستشارات ينبغي أن تكون قصيرة ومحتوية من التفاصيل ما يُهمّ بصيغة مختصرة، وفقرات منظمة حسب تاريخ الأحداث أو الأعراض. فالاستشارات كثيرة ويجب مراعاة هذا الأمر. وإلا كان للمستشارين حق الرفض في الردّ. بالنسبة للتفاصيل الكثيرة التي ذكرتَ، شيء مذهل استرجاعك لكل ذلك.
وسنلخّص إفادتك في الأمور التالية:
- لعب جنسيّ في الطفولة
- اكتشاف الجسد والاستثارة الذاتية وتجربة ملابس النساء
-إباحيات من كل نوع وإدمان العادة السرية
- سُمنة وتنمّر وتساؤلات
- أب غائب عن المشهد وأمّ مكتئبة
- تعاطي حشيش ومخدرات وسهرات تحرّرية
- غربة وتعثر في الدراسة واكتشاف عوالم جديدة وتجربتها
- تشخيص اكتئاب واضطراب هوية جنسية.
هذه النقاط تجمع كل تفاصيل استشارتك، إن لم أنسَ شيئا، الكثير منها لا يدل على شيء، مجرد تقلبات الطفولة والمراهقة واكتشاف للجسد والجنس. قد ضخّمتَ تلك الذكريات وصارت تعني لك شيئا في سياقك الحالي.
بالنسبة لاضطراب الهوية الجنسية، لا أرى أبدا ما يدعو لتشخيص ذلك فيك!! ليس عندك اضطراب هوية جنسية ولا حتى ميول مثلية، ما قمت به من مغامرات جنسية لاكتشاف أحاسيس ولذات جديدة لا يعني أنك مثلي التوجّه. خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار تأثير المخدرات والخمر وغياب الكبح لديك أثناء تجربته أو رغبتك في تجربة ذلك. فانسَ هذا الموضوع
وتساؤلاتك عن الرجولة ومعناها وربطك إياها بمفاهيم مغلوطة عنها، كالحضور الدائم، وإبداء الرأي وممارسة العنف، أو الدفاع عن نفسك في مواقف قد لا تستدعي ذلك... هذه كلها لا يعني الالتزام بها أنك رجل ولا يعني غيابها أنك لستَ رجلا. الشخصيات تختلف والتعامل مع الضغوط يختلف، وكل يمارس حياته بالطريقة التي تريحه ما لم يصل لدرجة التعرض للأذى والمذلة والسكوت عنها.... أما ما تُخبر عنه في مشادات وسجالات العمل والحياة اليومية والاختلافات الطبيعية بين الناس. ما جعلها غير مقبولة عندك هي أنّك تربطها بمفهوم أكثر عمقا وهو "الفحولة والجنسية" دون أن تشعر. أدعوك لأن تصحح مفهوم الرجولة عندك التي تفرضه المجتمعات المحافظة والمتسلطة على شاب وديع مثلك. فهل تحملك للمسؤولية وصرفك على أهل بيتك وتخطيك للصعاب وسفرك لوحدك.... أليست هذه رجولة في نظرك ونظر البعض؟! اطرح على نفسك الأسئلة الصحيحة.
بالنسبة للاكتئاب، يبدو أنّ قد عانيت من الوساوس الاجترارية، وقرأت الفلسفة وتأملت وغصت لتجد إجابات كثيرة في ماضيك وحاضرك. ربما تكون هذه علامة واضحة على الاكتئاب، مع خليط من الذنب والتأنيب والشعور بالخزي. فتابع مع طبيبك وواظف على الدواء، فليس الدواء ما يجعل المرء غير مبال بل هو المرض نفسُه فلا نقلب النتيجة والسبب.
أقلع عن المخدرات والحشيش وصاحب رفقاءك بطريقة لا تجعلك متورطا، تابع الرياضة فهي مفيدة لك. وإن كففتَ عن النظرة السلبية لرجولتك ولم تضخّم مغامراتك الجنسية وتجعلها مركز حياتك وتفسيرك للأحداث، فستكون أقدر على احترام ذاتك ووضع حدود مع زملائك، إذا علمت ما يؤذيك وأثبت ذاتَك كذات محترمة أخطأت لكن لديها حقوقها وواجبتها كاملة بغض النظر عن تلك الأخطاء ولا دخل للناس بها.
إن لم تنهي أسفارك التحررية، والتي تُخرج فيها كل مكبوتاتك فلن تنتهي هذه الدوامة من الشك والتساؤل حول ما تشتهيه وما تريده فعلا!! وأنصحك بأن توطّن نفسك في علاقة عاطفية جادة، (بالمناسبة لو كنت مثليا لما استطعت إقامة علاقة عاطفية مع امرأة وما أحببتها وتعلقت بها جنسيا)
دع عنك الماضي فالذي حصل قد حصل وهي مجرد نزوات فرّغتها وجرّبتها ولا تشكل "هويّتك" والقرار بيديك بأن تغير السلوكات الخاطئة التي تجعلك أضعف وأكثر شكا. وأنصحك بأن تراجع مختصا نفسيا للفضفضة معه (جلسات علاجية) واحذر أن تقصّ عليه ماضيك ومغامراتك الجنسية بطريقة تريده فيها أن يقول لك فعلا "أنك مثلي أو مضطرب الهوية الجنسية"! فلا تضخّم بعض الأحداث على حساب أخرى، واذكر الجانب الآخر من تعلقك بالجنس الآخر ورفضك للممارسات الأخرى... لأن تشخيصك الأول باضطراب الهوية الجنسية كان في نظري سببا نابعا من طريقة سردك للأحداث
تحياتي وتمنياتي لك بالشفاء
وإليك بعض الروابط المفيدة
اضطراب الهوية الجنسية (1-2)
ألعاب الطفولة ...رغبات جنسية بريئة
ما هي الرجولة ؟ : بؤس الفهم الشائع !
الوسواس الاجتراري حتى الاكتئاب !
النشاط الجنسي لولد عربي عادي !
التاريخ الجنسي لولد مصري عادي!
ويتبع>>>>>>: تائه في ماضيه: التاريح الجنسي لشاب عربي عادي ! م