نفسية وعصبية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة لكم وجزاكم الله خيراً... أطلب من حضراتكم تشخيص حالتي.
في البداية حين كنت طفلاً عانيت من ضغوطات كالذعر بشكل مفرط وتوقع أحداث مستقبلية والخوف من الموت والخوف من الظلام والرعب والتأثر بالقصص الخرافية.
حتى بلغت سن المراهقة فمررت بفترات من التخيلات السلبية التى كانت إسراف في التفكير بها، وتتكون من مشاعر جنسية وتخيلات صور وأحداث وأهمية بشكل مفرط، ورسم تخيلات وأحداث، وكنت أستمتع بها رغم أنها كانت كلها أفكار غير واقعية ولكن بإرادتي النفسية حتى إذا أردت أن أفعل شيئاً أتخيله سواء إيجابي أو سلبي.
حتى وصلت سن 19 سنة وبدأت أشعر بالحرج الشديد من الأشياء التي كنت أفعلها وأفكر فيها بالماضي، وبعدها بفترات قصيرة واصلت حياتي وكأنه لا يوجد شيء... طبعاً هذه هي المشكلة رقم1.
أما المشكلة رقم 2... بداية القصة:
وبعد الزمن الذي تكلمت عنه برقم 1 وصلت سن 21 سنة وأنا متعايش مع الأفكار والمشاعر السلبية والتخيلات الحقيرة، حتى جاء الوقت الذي أردت أن أغير نفسي مما أنا فيه من أفكار ومشاعر غير واقعية ولا تنتمي للعادات والتقاليد التي أعيش بها، وخاصةً _ولله الحمد_ أنني مسلم، والإنسان لازم من ساعة يرجع فيها لله _عز وجل_ ويترك المشي في طريق المعاصي والسيئات.
بدأت في بناء نفسي من جديد على الشيء الصحيح والالتزم الديني، وبناء علاقة طيبة مع الأسرة والأصدقاء، وهنا كانت المشكلة الكبيرة حيث أني وجدت نفسي خجولاً وعندي ذعر ورهاب من التجمعات الأسرية، وادي ارتباك وتوتر ومخاوف داخلية من المناسبة الاجتماعة والأسرية، ولدي لحاح داخلي بأفكار سلبية، وكنت أشعر أن هناك شيء يتكلم في داخلي.
ثم بعد ذلك مرَّت على حياتي فترات قصيرة وكنت أفكر في مواضيع حساسة بشؤون مستقبلي، وكنت أرسم أحداث وتوقعات مستقبلية منها إيجابية ومنها سلبية (والسلبية أكثر من الإيجابية)... وبنفس الوقت كنت أشعر أن أفكار الماضي السلبية والتافهة بدأت تهاجمني بشدة وتضعف من تركيزي مما سباب لي هلع وتشنجات داخلية، ورجعت أحتقر ذاتي وألوم نفسي بسبب ما يحصل لي من اجترار أفكار ومشاعر لا تتوقف، وكانت تتأثر حالتي المزاجية وأشعر بالاكتئاب والضيق النفسي الذي تُخَلِّفُه الأفكار والمشاعر السلبية في ذهني من اجترار لا يتوقف إن بدأ، ثم قلَّت الثقة في نفسي وأصبح لديَّ تقلب مزاجي وعصبية من لا شيء، وشعور بالحزن وكأن عقلي لم أعد أستطيع التحكم به، مجرد فكرة سيئة فقط تأتي ومن ثَمَّ الأفكار السلبية وأحساس حديثة مما أكرهها تسيطر على ذهني، فـأقاومها، فأشعر بضيق وكتمة في الصدر وتوتر، وخاصةً أنها تهاجمني في بعض الأوقات في أماكن العمل أو الاجتماعات الأسرية، وأصبحت تصيبني بهلع وراتباك وضعف تركيز وضيق، وأحاول إيقافها لكن لا أستطيع وإنما تسبب لي ذعر وخوف وتوتر وتشتت ذهني، وتحاول أن تجبرني على التفكير بسلبية حول الواقع الذي أعيش فيه، وبعد محاولات كثيرة مني لإيقافها أحاول أن أسترخي فأتحسن قليلاً وينصرف عني التوتر والذعر وتبقى الأفكار السلبية كأنها تسكن رأسي، وأحاول بكثافة السيطرة على نفسي ودمج أفكار واقعية فأنجح في ذلك لأيام معدودة، ثميعود لي ذلك الرعب والذعر والأفكار نفسها، بل وأشعر أني أخاف من الأحداث اليومية التي تمر على حياتي اليومية، ويصيبني خوف من لاشيء، وأنشغل بأفكار ومواضيع تافهة لا قيمة لها، وكلما أستطيع السيطرة على نفسي والتغير نحو الأفضل كما قلت فما هي إلا أيام معدودة ويعود الكابوس إلى ذهني من جديد... أنا أحس أن حالتي النفسية تتدهور لولا إصراري على المقاومة.
الأعراض التي أشعر بها في جسدي حين تهاجمني الأفكار القهرية هي:
1_ سرعة نبض القلب.
2_ ضيق بالصدر وكتمة شديدة.
3_ ضيق نفسي وصداع وخوف وذعر ورعب وتوتر وآلم وسط العيون.
4_ شد وألم في الأكتاف وارتعاد ورعشة باليد، وهبَّات ساخنة، وتقلصات ووخز بالجسم.
قبل فترة قمت بزيارة الطبيب النفسي ووصف لي علاجاً اسمه "سيترالين" 50 ملي جرام، وبدأت باستخدامه فترة تقارب 3 أو 4 أشهر ولم أشعر بتحسن، بل على العاكس سبب لي آلام بالصدر وكتمة شديدة، ثم قمت بزيارة الطبيب مرة أخرى وشكيت له من أعراض "سيترالين" فوصف لي علاجاً جديداً اسمه "أسيتالوبرام" وأنا أستخدمه منذ شهرين ونصف، وأشعر بتحسن جيد جداً من حيث تحسن المزاج والتركيز وانشراح الصدر والسكينة النفسية، مع تطبيقي للأفكار الإيجابية وتجنب الأفكار السلبية، ولكن أشعر أنها تهاجمني يومياً بشكل مكثف.
أريد أن عرف هل لدي وسواس؟ أم اضطراب هلع؟ أم مخاوف وسواسية؟ أم وسواس قهري اضطراري؟ وهل تنصحوني بإضافة علاج يدعم "أسيتالوبرام" الذي أتناوله بجرعة 20 ملي جرام ليلاً وأشعر بتحسن جيد جداً؟
ولكم جزيل الشكر والتقدير.
3/10/2020
رد المستشار
ما أن كان عمرك 19 سنة مررت بفترة من التخيلات والأفكار الجنسية وأفكار أخرى... وكل هذا يعتبر في الحدود الطبيعية وهي فترة يمر فيها الشباب فيها ولا تشكل مرضا... ولكن يبدو واضحا من رسالتك الطويلة أنك تعاني من أعراض الخوف والرهاب مع أعراض وسواسية خفيفة لا ترقى إلى تشخيص مرض الوسواس.
كما ذكرت أنه تنتابك أفكار غير واقعية لا تنتمي إلى العادات أو التقاليد, وأنك تحاول الابتعاد عن هذا مع محاولة التغيير لذاتك... فهذا شيء طيب أن تفكر به.
الأعراض الأخرى في رسالتك واضحة تماما بأنك تعاني من أعراض تعرف بالمرض الجسدي النفسي... وأيضا أعراض الفزع أو ما يعرف بالهلع... وأيضا أعراض الخجل أو الخوف الاجتماعي مع أعراض الاكتئاب...
لطالما بدأت تأخذ العلاج من قبل الطبيب. فما عليك إلا أن تنتظم بأخذ العلاج ومراجعة الطبيب بين الحين والآخر.