كيف أتخلص من شعور أن الله لا يقبل صلاتي؟
لا أعلم كيف أبدأ! لقد سألت العديد والعديد من المشائخ والمواقع ولا أحد يجيبني! ولست أعلم ما إن كان موقعكم متخصص بهذا الشيء أم لا، ولكنني تائهة وأريد من يجيبني.
يخرج مني شيء من مخرج البول، ليس وسواس أقسم لكم، ولست أعلم إن كانت إفرازات أو مذي... أعلم أن صلاتي لن تقبل إن لم أتحفظ، ولكن التحفظ يسبب لي خروج المذي! ماذا إن تركت التحفظ وكان ما يخرج مني بالفعل مذي فأكون بهكذا أضعت صلواتي... حسناً ماذا إن كانت إفرازات وتحفظت فتسببت بخروج المذي.
ليس هذا فقط فملابسي أيضاً تسبب لي خروج هذا الشيء عندما أجلس، حتى أنني أصبحت أبقى واقفة كل يومي، لا أجلس سوا بعد آداء صلاة العشاء حتى لا يخرج مني شيء، ولكن كما قلت بسبب التحفظ يخرج مني المذي عند الجلوس للتشهد أو في أي موضع يسبب ضغط ما أتحفظ به على جسدي... إن قلتم لي "استنجي عندما يخرج فقط" فسأقول لكم أنا أجد مشقة عظيمة، فأنا أعاني من وسواس في الاستنجاء وأبقى في الحمام _أعزكم الله_ مايقارب الساعتين أو الثلاث ساعات.
أشعر أني بدأت أعاني من الاكتئاب، شعري أصبح يتساقط، وأهملت دراستي، لا أفعل شيئاً سوا البكاء... لقد بدأت أنظر لغير المسلمين وأحسدهم فهم سعيدين ولا يحملون هم الصلاة، حتى أنني أصبحت أقول "لو لم أكن مسلمة لكان أفضل"، وأبحث عن حسابات الملحدين وأرى حياتهم، ولكني أقشعر عندما أجد كلامهم عن الله ولا أتقبله، في داخلي أصبحت أشكك في وجود يوم الحساب رغم علمي بالأدلة الواردة بالقرآن، فأنا أؤمن بالله وأؤمن بإرسال النبي وبصحة القرآن، إذاً لماذا أناقض نفسي! وأصبحت لا أحب سماع القرآن وأتهرب منه، وأشعر أن صلاتي لن تقبل، وبالتالي مهما فعلت من أعمال خير لن يُقبَل مني إن كانت صلاتي لم تقبل.... أنا لا أريد ذلك، أريد أن أعود كما كنت أحب القرآن وأجد راحة في صلاتي...
أرجوكم ساعدوني،
لا تتجاهلوني.
3/10/2020
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "خلود" وباستشارتك على موقعك هذا، وأرجو أن نكون عند حسن ظنك بنا
يا بنيتي إن ما ترينه لا يخرج من فتحة البول، وإنما من فتحة المهبل. ويخرج من المهبل إفرازات متعددة، أرجو أن تراجعيها في الجدول الموجود في استشارة: العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل مشاركة1.
ثم إن التحفظ لا يقدم ولا يؤخر في الموضوع، كل ما في الأمر أن المفرزات لن تلوث ثيابك، وإنما ما تتحفظين به، وإذا لوثتْ ما تتحفظين به، فلها حكم ما لو لوثت ثيابك من حيث الطهارة والنجاسة، والحل يكمن في تقليدك للمالكية في قول لديهم بأن الطهارة للصلاة إنما هو سنة وليس بواجب، أي الصلاة صحيحة مع وجود النجاسة على الثوب والبدن، ولعلهم يقولون أيضًا بالعفو عن مثل هذا إن كانت ثيابك تتلوث كل يوم ولو مرة، حتى في قولهم الآخر أن الطهارة واجبة عند التذكر والعلم والقدرة على إزالتها. وبهذا ننتهي من مشكلة (لن تقبل صلاتي) سواء كان ما يخرج منك طاهرًا أم نجسًا، هي مقبولة بإذن الله فلا تخافي.
ومع هذا فأنا أطلب منك أن تتحفظي مع تجاهل مشاعرك التي تتسبب بنزول المذي، يجب أن تتدربي على التجاهل، وعدم التركيز على المشاعر حتى ننتهي من المشكلة نهائيًا، وعلى كل حال لم يعد هناك مشكلة في نزول المذي، صلي على وضعك هذا، وبثيابك المتنجسة (أو التي تظنينها متنجسة) وكل شيء على ما يرام.
أما وسواس الاستنجاء فهذا يحتاج إلى علاج سلوكي خاص مختلف عن علاج وسواس المذي والنجاسة، وباختصار: عندما تريدين الاستنجاء، امسحي المحل بالمنديل حتى يخرج خاليًا عن المفرزات، ثم رشي المكان بالماء واخرجي، وإذا كانت المفرزات تعاود النزول بسرعة بعد خروجك من الحمام، فيمكنك الاستعانة بطرف أصبعك لتنظيف فتحة المهبل –إن لم تكوني صائمة- وسيريحك هذا كثيرًا. المهم، بعد أن تمسحي بالمنديل ويخرج نقيًا من المفرزات رشي قليلًا من الماء فقط، ويكون المكان قد طهر (وإياك والتفتيش عن الذرات في المنديل، المطلوب نظرة سريعة)، الأمر يحتاج جدولًا تسجلين فيه كل مرة مقدار مكوثك في الحمام، ومحاولة إنقاص مدة كل مرة عن المرة التي قبلها.
فإن فرضنا أنك فشلت في التخفيف، فتوقفي عن الاستنجاء حتى مع شعورك بنجاسته، أولًا لأن شعورك غير صحيح، فهو شعور وسواسي لا غير، وثانيًا صلاتك صحيحة عند المالكية حتى مع النجاسة.
هناك قاعدة فقهية بديهية لدى العقلاء، ونستخدمها في حياتنا اليومية بشكل آلي، وهي: (يُرتكب أخف المفسدتين درءًا لأعظمهما ضررًا)، ما رأيك؟ أي المفسدتين أعظم؟ أن تصلي مع النجاسة متبعة مذهبًا من المذاهب المعتمدة، أم أن تكرهي الإسلام ويجرك هذا إلى ترك الصلاة بالكلية، والتفلت من أحكام الدين كلها؟ بالطبع الحل الأول هو الواجب تطبيقه في حقك، وإن لم تطبقيه فأنت آثمة، لأنك تتسببين لنفسك بالضجر من أحكام الشرع.
أنت لا تكرهين الدين، ولا تريدين تركه بسبب عدم قناعتك به، ولكن ثقلت عليك بعض العبادات لأنك لم تتبعي الشرع في أدائها، وإنما اتبعت الوسواس المرضي/الشيطاني! الثقل جاء من تطبيقك الخاطئ للأحكام وليس من الأحكام ذاتها. عدا عن أن الاكتئاب –الذي سببه الوسواس- يزيد من ثقل أداء الأعمال حتى عند غير الموسوسين، نصيحتي لك أن تسارعي وبشكل جاد في الذهاب إلى الطبيب النفساني، وحاولي تذليل جميع الصعوبات التي تواجه من يريد ذلك في مجتمعاتنا، ابقي مصرة على الذهاب بأي طريقة ترينها مناسبة، وأنت أعلم بحالك.
فرج الله همك وعافاك وشرح صدرك
واقرئي أيضًا:
استنجاء البنات : متى تنتهي الوسوسات ؟
استنجاء البنات : وما وَجّبَ غسله!!!
استنجاء البنات : ثاني ثاني ثاني !
استنجاء البنات : ماذا أفعل في اللزوجة ؟!
وسواس الطهارة : استنجاء البنات ونهاية الدورة !
استنجاء البنات اللزوجة والبلل ! من الورع ما قتل !