السلام عليكم جزاكم الله خيرا
مشكلتي تكمن في ابني عمره 10 سنوات الأوسط بين أخوته عندما كان بالصف الأول الابتدائي كان خطه جميلا جدا..... فاتهمته المدرسة أكثر من مرة بأنني أقوم بحل الواجب له ولم تصدقه في أن هذا هو خطه،
وقد صار خطه الآن لا يستطيع أحد قراءته وصار دائم المقارنة بين ما يحصل عليه هو من درجات، وما يحصل عليها أخوه
حياته دائما سريعة أكثر من اللازم لدرجة أن كل ما يمسكه بيده يقع منه حتى لو كانت ملعقة، وقد يكتب 4 - 7 مما يعرضه لمشاكل كثيرة في درجات الامتحانات علما أنه قبل دخوله المدرسة كان يقوم بجمع رقمين إلى رقمين دون ورقة وقلم وبسرعة فائقة، وهو الآن يرفض المذاكرة أو حل الواجبات
أرجو مساعدتي في حل مشكلته بإجابة تفصيلية
ولك كل الشكر
19/11/2004
رد المستشار
أرسلت استشارتك إلى المستشارة مصرية حالمة التي لم يطل عملها معنا لظروف السفر، وهذا كان ردها
الأخت الكريمة:
أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين وشكرا علي ثقتك،
بداية مشكلتك حركت البركان الكامن في نفس كل مصري يريد أن تتقدم هذه البلد فيصيبه اليأس فهذا هو حال مدارسنا، مدرسوها ومدرساتها كمناهجها قتلة للإبداع وللطفولة هذه هي الحقيقة، فالتعليم في مصر ليس بكافٍ للخروج من أحطِّ درجات العالم الثالث!
الطفل في هذه السن يكون في منتهى الذكاء، وتساهم المعاملة داخل المدرسة إما في تنمية ذكائه أو قتل إبداعه ليصبح مواطنا نموذجيا لعالم ثالث منذ الصغر!
لك أن تتخيلي يا سيدتي لو أن هذه المُدرسة طلبت من الطفل أن يحضر ولي أمره واستفسرت منه عن هذه المشكلة ألم يكن ذلك أفضل؟؟؟، ربما أعطت الفرصة لما نتحدث ونتشدقُ به ولا ننفذه من التنسيق بين المنزل والمدرسة لتقييم مستوى تحصيل الطفل ومستوى ذكائه وأخلاقه وسلوكياته داخل المدرسة، بدلا من اتهامه بأنه لا يقوم بالاعتماد علي نفسه في عمل الواجب،
كان لابد من التأكد أولا من أن الطفل يتلقى مساعدة من شخص أكبر منه في البيت قبل أن نتهمه بالغش، وحتى إن كان ذلك صحيحا فإن من يلام عليه ويسأل عنه، هو ولي الأمر وليس الطفل أبدا، فالطفل معذور،..... وأما تلك المدرسة فمعذورة أيضًا ربما بحكم ثقافتها "المتواضعةِ"، على أقصى تقدير، وربما ليأسها من إمكانية أن يهبَ الله لأحد أطفالنا "خط جميل"؟!!
وأثر بي جدا قولك أنه كان يجمع رقمين إلي رقمين دون ورقة وقلم وبسرعة فائقة والآن يرفض طبعا، "يمكن مخ ماما نائم داخل رأسه" كما كانت تتخيل مدرسة الفصل!!!
فابنك يعاني من الخوف في هذه النقطة تحديدا ويحتاج أولا وأخيرا إلي إعادة ثقته بنفسه وقبلها إقناعه بأنه موثوق في قدراته العلمية والتحصيلية والسلوكية.
وأقترح عليك أن تتبعي معه أسلوب المكافأة والتشجيع فمثلا أن تضمني له وعدا بعمل شيء هو يحبه جدا إذا ما حسن خطه وتفهميه أن هذه ليست قدراته الحقيقية ومثله في قدراته لابد أن يكون خطه أجمل بكثير ولابد أن يعبر عن ذكائه، ولا تنسي المكافأة والتشجيع والعمل علي محو آثار التعذيب الفكري والإرهاب النفسي الذين قامت بهما المدرسة –لا مشكورة- من إنكار لقدراته.
ولا بد لك من الاتصال المباشر بالمدرسة والتنسيق مع المدرسين، وإعطائهم فكرة عما حدث له وعن قدراته الفعلية، كما يفيدك التنسيق أيضا مع الأخصائي النفسي بالمدرسة الذي أأمل أن يكون له دور ملموس ومتواجد علي الساحة المدرسية من الأساس.
وإذا لم تنجح كل هذه الطرق فسيصبح من الضروري عرضه علي طبيب نفسي لتعيدي له طفولته وذكاءه العلمي.
وأما فيما يتعلق بتسرعه وما يبدو أنه ارتعاش في أطرافه يؤدي إلى سقوط وتكسر الأشياء إذا أمسكها،
فيضيف الدكتور وائل أبو هندي: أن الأمر يستدعي إجراء فحص طبي لجهازه العصبي،
فقد يكونُ الأمر متعلقا برقص سيدنهام، ولا أستطيع الفصل في ذلك دون فحص مباشر لأعصابه
كذلك فإن عكس الرموز الرياضية، وتغير الأداء الدراسي بكل هذا الكم من التدهور لا يمكنُ إرجاعه بكامله إلى تأثير المدرسة السيئ عليه، إذن يجبُ عليك أن تسارعي بعرضه على أقرب طبيب متخصص،
مع الدعاء لك بالتوفيق وأهلا بك مرة أخرى فتابعينا بالتطورات.