هل أنا موسوس أم ملحد؟
السلام عليكم. قصتي تختصر على الوسواس القهري، فأنا أعاني من وسواس الموت، حتى أنني ما عدت أعلم هل هو وسواس أم أن موتي قريب، فأنا على وشك الجنون، وأحس أن قلبي سيتوقف أو أني سوف أصاب بسكتة قلبية، وهناك كرة تحت صدري تخنقني، ولا أتنفس إلا بصعوبة، هذا جانب واحد.
أما الجانب الثاني فهو الذي حوَّل حياتي إلى جحيم ألا وهو وسواس الكفر أو الإلحاد أو لا أعلم ما هو، فقد كانت تأتيني أفكار على شكل سب وتطاول على الله عز وجل ورسوله الكريم، أما الآن فقد تطور الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك، فقد صرت أحس أني خرجت من الملة، فقد أصبحت أعتبر نفسي من الكافرين، وأنا جد خائف من أن أموت على الكفر وأن اخلد في النار، فقد أصبحت أحس أني خالي من الإيمان وأن قلبي متحجر وصلاتي حركات لا يمكنني إدراك شيء منها بسبب التفكير.
أصبحت أضرب نفسي، وأحس بانقباض شديد في رأسي، وأحس أن الله قد طبع على قلبي وأنه لا يريد أن يهديني... هل الله غاضب عليَّ؟ هل أنا ملحد؟...
كل ما أريده أن يرجع لي إيماني، وأن يرضى عليَّ ربي، وأن أموت على الإسلام.
19/10/2020
رد المستشار
أهلا بك يا "عبد القادر" على موقع مجانين للصحة النفسية
حالتك من أكثر الحالات تكررا فيما يخص الوسواس القهري، وسواس الموت مع الترافق مع وساوس كفرية. ما لا يعلمه المصابون بهذا الاضطراب (ولو علموه لخفف عنهم الكثير) هو أنّ الذي يريد أن يكفر ويشكك ويلحد ويسب المقدسات كعقيدة واتجاه فكري يتبنّاه لا يتعذّب هكذا! فهل كفرك بالهندوسية وسخريتك منها تجعلك تشعر بكل هذا الضيق؟ هل سخريتك من الديانات والمقدسات الأخرى تجعلك هكذا؟ بمعنى أنّك حقا تؤمن بذلك ومطمئنا لسخريتك وكفرك بها. أو عندما يريد الإنسان أن يبدّل معتقده ويصير غير مؤمن فلا يشعر بكل هذا العذاب !
من هنا تعرف أنّه اضطراب الوسواس (الذي هو أصلا تجسّد لحالة قلق على شكل أفكار نجترّها وتتكرر وتقتحم علينا ذهننا وتزعجنا) الجانب المزعج من الأفكار والمرعب والضيق النفسي المصاحب لها، هو العرَض الواضح للاضطراب ولا يجب أن تخرج المعركة من "مرض نفساني" إلى "كفر وإيمان" وما شابه.
أعلم أن الأعراض قاسية عليك، وتكاد تصدّقها لأن لا تعرف هل أنت صاحبها أم لا. وهذا ما يستدعي تدخلا طبيا من طبيب نفساني، يجب حالا أن تذهب لزيارته ليعطيك دواء خاصا بحالتك، بعدها ستعود لك القدرة على الاستبصار (التي تتفاوت في المرضى، ويبدو أنّها ضعيفة عندك) وهذه القدرة هي التي تمكّننا من معرفة أن "تلك الوساوس" ليست إلا وساوس رغم الألم المصاحب لها نفسيا، ومن كان استبصاره ضعيفا يعاني أكثر لأنه يصدّق "الكذبة" وتعذّبه.
فاطمئن وزر الطبيب النفساني، وإلى ذلك الحين الحل هو تجاهل الأفكار الوسواسية ولا تناقشها ولا تجادلها ولا تبحث عن رد لشبهة ما.... كل ذلك لا يجدي ويزيد من حالتك لأنها ببساطة حالة مرضيّة وخدعة نفسية، وليست قضية معرفة وبحث وشبهات وعلم...
أتركك مع بعض الروابط، ولا تنسى الطبيب النفساني:
الوسواس القهري معنى التجاهل!!
المكافحة الشخصية الباسلة للوسواس القهري
الوساوس الكفرجنسية : هل التجاهل حل ؟
وساوس كفرية تشكيكية : الحل الأوحد التجاهل !