فتاة حائرة
السلام عليكم، لا أعرف بمَ أبدأ ولكني سأعرّف بنفسي في البداية اسمي سارة وعمري أربع وعشرون، في السنة الثالثة من الجامعة تبدأ مشكلتي منذ الصغر حيث كنت أقارن نفسي بالآخرين كثيرًا حتى في الأشياء التافهة أتذكر كنت أقارن لون بشرتي ببشرة إحدى زميلاتي حتى اتضح ذلك لها من خلال حركاتي الواضحة.
كنت حتى أحمد الله لأنني لا أشاهد الكثير من المسلسلات مثل باقي زميلاتي وكنت في داخلي أفرح كثيرًا بكونهن باقيات على ما هن وأعوذ بالله من هذا الشعور فإنه ما زال بداخلي سأعرّج على ذلك فيما يأتي كنت أشعر بالنقص في تقديري لذاتي كنت أشعر بأن الجميع أفضل مني حتى رغم كوني متفوقة ومجتهدة الا أني أشعر بالنقص وكأنه لا توجد بي أي مزية لم أملك صديقات وذلك إلى الآن رغم أني فتاة طيبة بسيطة ولا أمدح نفسي والله بهذا ولكن هذه هي الحقيقة لا أحب الخيانة ولا أحب التكلم وراء إحداهن إن مشت معي وتحادثنا ولو لمرة واحدة.
حين التحقت بالإعدادية أحدثت بعض المشاكل في المدرسة لكون أهلي أخبروني بأنني سأجد فتيات قويات عنيفات حتى إنني كنت أتدرب في المنزل على كيفية مواجهتهن حال ذلك رغم أن الأمر لا يستحق كل هذا لم يحببني أغلب الطالبات وفي آخر سنة بدأت الأمور ترجع لمجاريها وبدؤوا يستلطفونني فأنا في الأصل لستُ شريرة ولكن ظننت بأن ذلك يضمن لي الحفاظ على نفسي وألّا يتعرّض لي أحد وفي خلال مرحلة الإعدادية بشكل عام كانت المقارنة شديدة جدًا بيني وبين زميلاتي من حيث التفوق ومن حيث مشاهدة المسلسلات كنت أسألهم ما إذا كانوا يتابعون المسلسلات التركية أو لا؟ أسألهم بطريقة خفية أحيانًا اذا أجابوا بنعم أفرح لأني حينها لم أكن أشاهد مسلسلات تركية كنت وقتها أشعر بأنني بهذا سأكون أفضل وليتني ارتحت هكذا بل آلام متواصلة وشعور داخلي سيء يجتاحني دائمًا كنت حينما تقول إحداهن بأنها مواظبة على الصلوات الرواتب يتمعر قلبي فقد كنت حينها أصليها مع صلوات نافلة أخرى وكأني أشعر بأن أحد ينافسني على عرش العبودية.
ما زلت أمقت المنافسة التي جعلتني هكذا كلما يذكر أحد أمامي كلمة المنافسة أتخيل كل ما مررت به من عذاب ربما هذه منافسة مرضية ولكنني أريد التفريق بينها وبين المنافسة السوية بشكل أوضح أصبت بعدها بحالة غريبة وهي الشك أصبحت أشك في فترة الامتحان ما اذا كتبت كلمة معينة أم لا إن امتدحتني إحدى معلماتي أعيد وأكرر كلماتها في رأسي أحاول اليقين فيما إذا قالتها أم لا ؟! حتى زميلاتي حينما يقولون بأنهم يتابعون المسلسلات التركية بينهم وبين بعض أعيد وأكرر في رأسي نفس الموقف الذي أمامي حتى يرتاح قلبي من أنهن يتابعن المسلسلات التركية شعور أخاف منه كثيرًا كيف لمسلمة أن تفرح بسقطات أخواتها المسلمات؟!
وفي السنة الأخيرة من الإعدادية بدأت المشكلة الحقيقية التي ربما كانت نتاج كل ما أشعر به وهو الوسواس بالعقيدة الوسواس في وجود الله ووجود اليوم الآخر كنت أشعر بفراغ في قلبي كنت كل يوم وكل وقت أكرر التهليل كنت أتوقع بأنني أنتقل من كفر إلى كفر مرة كفر الشك ومرة كفر الإعراض وبخاصة حينما أقرأ لم أعد أشتهي الأكل لم أعد أحب الأشياء التي كنت أحبها كنت أشعر بنزف روحي تمر أيام كثيرة ولا أستطيع فيها النوم كنت لا أعرف هذا الوسواس كنت أتوقع أنني أنا الوحيدة المصابة به أنا الوحيدة الكافرة به كان يضغط علي لقول الكفر كثيرًا ولكني لم أقلها كان يضغط وبشدة وكأنني أتنفس من ثقب إبرة.
حدثتُ أختى الكبرى بهذا قالت يمر ذلك أحيانًا وأخبرتني بالحديث فيما معناه (... إلى أن يقول من خلق الله ؟...) ولكنني لم أرتح وبدأت أشتكي لها كثيرًا الى أن شعرت بأنها منزعجة مني جدًا لم أعد أشتكِ لها كثيرًا كالسابق أصبحت أنظف البيت وأصبحت أطبخ الأكل حتى لا تقتحم علي الأفكار وهذه نصيحة من أختي الكبرى ولكنها لم تجدِ نفعًا..
الى أن عثرت على كتيب مكتوب فيه الحديث فيما معناه (... من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان دخل الجنة...) كنت أقول لنفسي -ويا لجهلي- قلبي به القليل من الإيمان إن شاء الله ربي يدخلني الجنة حتى لو تعذبت في البداية ومن بعد هذا وبفضل الله زال عنّي ما أجد وكانت مدة الوسواس بشكل عام ربما ثلاثة أشهر أو أكثر بقليل حقيقةً لا أعلم.
التحقت بالثانوية لم تعجبني المدرسة وقتها لسوء أخلاق بعض الطالبات إذ كنت معتادة على الأدب والبساطة لكوني فتاة قروية لم أعتد على هذه الأشياء مرت السنة الأولى والسنة الثانية انتقلت وبفضل الله إلى مدرسة أخرى أفضل بكثير وفي هذه السنة حصلت لي معاناة أخرى حيث أصبت بوسواس في الوضوء والصلاة أكرر الوضوء والصلاة إلى أن تأتي الصلاة التي تليها وهكذا عذاب متوالي كنت أبكي قهرًا وكمدًا على حالي هذا
وأتى بعدها وسواس أشد وهو وسواس الاحتلام أصبحت أستحم خمس مرات في اليوم وإن وضعت رأسي على طاولة المدرسة أريد تأتي في ذهني صور ليست جنسية ولكن بمجرد مرور رجل في تلك الغفوة يجبني أقول اذا رجعت الى المنزل لابد أن أستحم فيعتبر قلبي حينها بل إن لم أنم أصلًا بمجرد متابعتي للتلفزيون يجعلني هذا أستحم وهذا الذي جعلني أقطع مشاهدة التلفاز لفترة وذلك لأنني قرأت عن الاحتلام وشعرت ربما بأنني في غفلة ربما لأجل ذلك ..
كان شعري لا يجف أبدًا أتذكر بأن والدي نهرني من فعل ذلك كثيرًا بل حتى ضربني وكأن ذلك ما ينقصني! أصبحت لا أهتم بالامتحانات على عكس العادة كنت لا أستطيع النوم فمجموع نومي المتقطع ساعتين ربما كنت أحلم بكوابيس أشعر بهلع حينما أريد لأنني أعلم بأنه لابد لي من أن أستحم بعدها هذا الشعور بالجبر والغصب يزعجني إذ لو كان باختياري لم أمانع.
مرت الأيام وتخرجت من الثانوية وفي نهاية الثانوية بدأت أتابع مسلسل تركي قروي عدّت أيام الدراسة بقيت في المنزل لمدة سنتين قبل التحاقي للجامعة وبعد عدة أشهر من الإجازة بدأت بمتابعة بقية المسلسلات التركية وفي خلال هذا رجعت إلي وسواس العقيدة مرة أخرى وحقيقة لا أعرف هل بدأت بمتابعة المسلسلات وأتاني الوسواس بعدها أم أتاني الوسواس ومن ثم تابعت المسلسلات كي أقطع حبل هذه الأفكار ويبدو لي هذا منطقيا أكثر من سابقه والمنطقي أكثر أن تكون كلها هي مجموعة
عمومًا هذه الوساوس لم تكن كالسابق إذ أنني لم أبكي وأنوح.. فقط كنت أشعر بضيق النفس كنت أشعر بأنني لستُ على خير وربما فعلًا هذا هو الكفر الصريح لأني وكأني اعتدت عليه لم أعد أخافه أصبحت أعيش مع أهلي هكذا جثة هامدة كنت أشعر بفراغ في داخلي ليس عندي يقين من وجود الله ولا اليوم الآخر ولا وجود الشيطان أصلي وأصوم هكذا حينما أقول الحمد لله وأستغفر الله لا أشعر باليقين كالسابق ما أحسن تلك الحياة الهانئة التي كنت أحظى بها وإن كان سنوات قليلة -لكثرة ما أصابني من وسواس- كنت كلما أشاهد مسلسل أشعر بأنه يمنع توفيق الله وهدايته إذ أنني أعتقد بأن هذه المسلسلات تجعل الهداية بعيدة عني والمشكلة الأكبر أنني لم أترك المعصية لأجل الهداية هذه المعادلة تقتلني هذه المعادلة تصيبني بالخوف تحمّلني المسؤولية ولا أعرف حقًا هل هذا سبب في منع هداية الله لي أم لا؟! مجرد التفكير في هذا يسبب لي الهلع حتى الآن.
حقيقة لا أريد ترك المعصية ولكن شعوري بأنها هي السبب في عدم هدايتي يقتلني إذ لو أنني أريد الإيمان لتركت المعصية مساومة تخيفني كثيرًا..... استمريت على هذا التفكير أربع سنوات الى السنة الثانية من الجامعة لم أستطع الكتمان كثيرًا أخبرت أخصائية نفسية ونصحتني بالتوجه الى دكتورة عقيدة كانت قمة في الأخلاق كانت كالبلسم أخبرتها تقريبًا بكل شيء وما زلت على تواصل معها قالت لي بأن المسألة كلها هي كونك لا تثقين بنفسك التي بين جنبيك لا تثقين بسارة أتيت إليها حينما خفت كثيرًا من أن تكون المسلسلات التركية تسبب الانحرافات وصولًا الى الإلحاد فأنا أخاف الإلحاد كثيرًا والمسلسلات لا تخلو من هذا ولكنه خوفٌ هكذا دون عمل شيء أشاهد المسلسل وقلبي يتقطع ألمًا لكونه سيسبب الإلحاد ولا أعمل شيء مقابل هذا لم تأمرني الدكتورة حين رأت مني هذا بترك المسلسلات وأراحني هذا كثيرًا لأنني أخاف كثيرًا ويصيبني الهلع إن أخبرني أحدهم بأنه لابد لي من عدم مشاهدة المسلسلات
فأنا في الحقيقة أشاهد المسلسلات الخليجية وبعض المسلسلات العربية ولا أشعر بما أشعر به حين مشاهدة المسلسلات التركية فأنا لا أجاهر ولا أتكلم لأحد بأنني أشاهدها في الحقيقة كنت أُخبر أخواتي وحين علمت بأنه من المجاهرة أخبرتهم بأنني سأقطع مشاهدتها وحقيقة كنت سأقطعها ولكني لم أستمر الا أسبوع-وفي هذا الأسبوع لم أستطع النوم وأشعر حينها بالضيق والحزن كنت أحس بضيق أنفاسي- وعاودت المشاهدة مرة أخرى هذه المعصية بالذات لا تذهب عن بالي ومحمود التفكير بها يؤلم قلبي فهذه المعصية تتراءى لي دائمًا لا أتركها ولا أريد تركها ولكن مجرد إصراري على المشاهدة يؤلمني وهذه الأفكار مستمرة الى الآن.
قبل أسبوعين تقريبًا عادت لي وساوس الاحتلام والوضوء ولكن ولله الحمد لم تستمر طويلًا. أيضًا هناك شيء غريب في شخصيتي حين أقرأ لأحدهم أصدق على طول وحين أقرأ لآخر ما يناقض سابقه أصدقه أيضًا وأترك قول الأول فأنا لا أصدق أبدًا ما تقوله نفسي وحين أقرأ عن حالات معينة في الوسواس أقول أنا هكذا أيضًا شعور في داخلي يقول لا هو مختلف أيضًا أخاف جدًا من ردكم علي وأخاف من خوفي من ردكم.
أتمنى حقًا إحالة استشارتي إلى الدكتور وائل أبو هندي. أيضًا فأنا لا أستطيع الذهاب الى المستشفى النفسي أبدًا وهذا يؤلمني أيضًا فأهلي ضد ذلك. أيضًا أحب أن أذكر أن والدتي لديها وسواس وضوء ووسواس النجاسة، أختي أيضًا كان لديها وسواس الموت والمرض.
(بعض الأفكار الاقتحامية) فهذه غالبًا تأتيني بعد قراءتي لموضوع أذكر مرة حينما قرأت لإحداهن قائلة في مقالها فيما معناه (لا تصدقوا المسلسلات ولا تصدقوا بأن هناك رجلا يعشق بهذه الطريقة الجنونية وحينما تمر فتيات أخريات لا يأبه بهن وكل تفكيره في محبوبته فهذا في المسلسلات فقط إذ أن الرجل ربما يحب واحدة ويحب أخرى في نفس الوقت) على علمي بهذا الكلام وعلى علمي بأن المسلسلات مبنية على مبالغات إلا أن ذلك لم يمنعني من اقتحام الحزن في قلبي بل أصبحت لا أستطيع النوم وأصبتُ بالهلع لأجل فكرة سخيفة كهذه رغم سخافتها إلا لم أستطع التخلي عنها حتى لم أستطع مشاهدة المسلسلات إذ ما الفائدة من كل هذا بعد ما قرأت؟! أصبحت أحاول قراءة ما يناقض هذا الكلام كي تعود طمأنينة قلبي وأستطيع مشاهدة المسلسلات فأنا لا أصدق ما تقوله نفسي ولكن لم يستمر هذا طويلًا والحمد لله
أنا حقيقة أدرك بأن المسلسلات كذب بس كنت أحدّث نفسي بأن الزواج الحقيقي فيه سعادة أكثر وربما فعلًا يكون هناك أزواج يحبون زوجاتهم ولا يريدون الزواج بغيرهن وإن لم يكن زوجي المستقبلي منهم فهذا يكفيني وإن كانوا قلة ولكن كلمات هذه الفتاة قصمت كل ما كنت أظن وبشعورٍ مزعج، فأشعر حينها بضيق النفس وضربات القلب القوية السريعة كل هذا لأجل ما كتبته الفتاة على قدر سخافة تلك الفكرة إلا أنها لم تكن هينة في إزعاجها
أيضًا ملحوظة مهمة أنا فتاة من النوع التي حينما أقرأ شيئًا وإن كنت أعرفه سابقًا فمجرد قراءتي لها بطريقة معينة أصيب بالهلع وأشعر بأنني كنت في غفلة رغم معرفتي بها في السابق وأشعر بأنها مهمة كيف لي أن لا أنتبه لها رغم كونها ليست جديد علي ! أيضًا أحب كتابة التفاصيل حتى تعرفوا حالتي بالضبط ربما هذا من حبي للكمال! أخاف جدًا ألّا تفهموا ما قصدت.
أيضًا لا أملك صديقات رغم إنني فتاة طيبة ولله الحمد ولكن الفتيات غالبًا يرونني فتاة جادة وحازمة لأجل ذلك لا يستمر تعارفنا طويلًا.... نحن عائلة بعيدة قليلًا عن الاختلاط بمن حولنا ليس لسبب ولكن والدي بعيد عنهم قليلًا وكان في السابق يمنع والدتي من الاجتماع بأهل والدتها كثيرًا ..
أنا أحب الاجتماع رغم كوني فتاة خجولة ولكني لا أخجل من الإلقاء أمام الحضور وإن كانوا كُثُر أي لا أخجل في جميع الأحوال وأحب أحضر الاجتماعات
ولكن كوني فتاة فطبيعي أني لا أستطيع الذهاب متى أردت.
6/11/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "سارة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
تشي سطورك بوجود سمات شخصية قسرية (لا ندري ما إن كانت واصلة لمستوى اضطراب شخصي أم لا؟).... فهناك الكمالية والاهتمام بالتفاصيل والالتزام المفرط بالقواعد والقيم والجدية والحزم وكذلك توجد بعض أعراض الوسوسة التي لا تبدو العرض الأبرز أو الأكثر إزعاجا ربما لكونها عابرة ولا تدوم طويلا.
لعل أهم مشكلات الإنسان الكمالي هي أولا نزعة السعي للكمال أي النزوع إلى وضع معايير عالية للأداء ومطالبة الشخص نفسه بها. وثانيًا المخاوف الكمالية ويقصد بها ميل الشخص إلى النقد الذاتي لأدائه والانشغال المفرط بكيفية إدراك الآخرين للشخص ولأدائه، وتصبح لديه صعوبات بالغة بالتالي في الشعور بالرضا عن الأداء الذاتي..... وهو ما يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات (وهو تقييم الفرد الذاتي لنفسه على المستوى العاطفي والتقديري)..... وهذا الكلام يعبر عن جوهر مشكلاتك يا "سارة".
سمات في شخصيتك إذن تقف عائقا بينك وبين أن تشعري بالسعادة والحرية وقيمة الذات بغض النظر عن تحقيق المعايير!! وهذا واضح الآن في عدم قدرتك على تحقيق ما أنت جديرة به من إعجاب وحب قريناتك فجديتك المفرطة في هذه السن لا تجعلك صديقة مرغوبة رغم كل ما فيك من مزايا وقدرات.
لمحتان مهمتان في استشارتك الأولى هي حكاية المسلسلات التركية والتي يبدو أنك تعتبرين مشاهدتها حراما! والأصل على قدر علمي أن حسنها حسن وقبيحها قبيح..... بما يعني أن حكمها يعتمد على محتواها وعلى كيفية تأثيرها فيك..... ولنفرض أن الأبطال في تلك المسلسلات يفعلون أشياء حرام ولكنك لا تقلدينهم ولا تقبلين ما يفعلون فهل ترين مشاهدتك لها محرمة ؟ وكذلك إذا عبر أحدهم في المسلسل عن أفكار إلحادية ولم تؤثر تلك الأفكار فيك لماذا تصبح حراما؟..... حين يشدد الإنسان على نفسه في أمور الترفيه المتاح ولو حتى صبغ ذلك بصبغة التدين.... فإنه يصبح فريسة سهلة للاكتئاب يا ابنتي!!! والاكتئاب هو العدو الأول الذي نخشى منه على الكماليين وأصحاب السمات القسرية.
واللمحة الثانية هي بخصوص ما قرأته وصدمك (ولا تصدقوا بأن هناك رجلا يعشق بهذه الطريقة الجنونية وحينما تمر فتيات أخريات لا يأبه بهن وكل تفكيره في محبوبته فهذا في المسلسلات فقط) السبب في صدمتك حقيقة لابد أنه المعايير المثالية العالية التي تنتظرينها من شريك الحياة المحتمل...... وما تعرضه المسلسلات ليس كذبا وإنما يعبر عن فترات يمر بها المحبون..... فيمكن جدا أن يعشق الرجل بطريقة جنونية وحينما تمر فتيات أخريات لا يأبه بهن وكل تفكيره في محبوبته ويمكن أن يستمر كذلك فترة.... لكن ليس إلى الأبد لأن المشاعر تجاه امرأة ما يمكن أن تستحوذ على الرجل لفترة.... لكن الطبيعي ألا تستمر بهذا الشكل بعد الزواج.... وأما ما يبقى ويضمن أنه لن يخون زوجته فهو أخلاقه ومعاييره الدينية وليس حبه له لأن الأخير وإن استمر فإن قدرته على ضبط السلوك تضعف ولو بعد حين.... وعدم فهم هذا الذي شرحته لك هي سبب كلمات تلك الفتاة وسبب صدمة حضرتك.
أنت بحاجة إلى مناقشة كثير من الأمور مع معالج نفساني متمكن، كما تحتاجين عملا سلوكيا معرفيا على الكمالية المرضية وغيرها من السمات المعيقة في شخصيتك.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.