السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أما بعد فكنت قد أرسلت لكم ثلاث رسائل من قبل اثنتان منها للوسواس القهري،وهذه المشاكل قد حلت إلى حد كبير ولله الحمد،،أما الآن فأنا أرسل لكم عن مشكلة أخرى فكرت فيها كثيراً ولكني لم أهتد لحل أبداً..
سأبدأ معكم من البداية كي تكون الأمور واضحة.. أنا ابن عائلة مكونة من 7أخوان وأخوات وبالطبع أبي وأمي.أنا أصغرهم سناً فقد ولدت في أواخر العام83.أخي الأكبر متزوج منذ ست سنوات من امرأة تركية فنحن نقيم في اسطنبول منذ عام92،لديه ولد عمره أربع سنوات ونصف .وباقي إخوتي ليسوا متزوجين.
كان لي أخ يكبرني بأحد عشر عاماً لكنه توفي منذ عام75وكان عمره لا يتجاوز الثالثة بسبب مرض.
مشكلتي هي أخي البالغ من العمر38 والذي يصغر أخي المتزوج بعام واحد.منذ أن كبرت ووعيت على الدنيا وأنا أراه معاملته سيئة جداً لأفراد العائلة بمن فيهم أبي وأمي.
والداي حازمان معي ومع كل إخوتي إلا هو أتدرون لماذا؟ لأنهم يخشونه وكل إخوتي يخشونه بمن فيهم أخي الأكبر منه سناً.. قد لا تصدقون ذلك في البداية ولكن أقسم لكم أن هذه هي الحقيقة.
أما عني أنا فمنذ حوالي خمس سنوات أصبحت لا أخشاه أبداً ولذلك كرهني كرهاً شديداً فيعتبرني الوحيد الذي يقول له لا ويعتبرني الوحيد الذي يمس كبرياءه،فهو يريد أن يتعامل مع كل إخوته بمن فيهم أنا-ومع أبي وأمي- كما يشاء من فظاظة وغلظة وجفاء وأن لا يصده أحد ولا يرفع رأسه فيه.. وبالفعل لم يصده أحد إلا أنا فهو يريد أن يعاملني كما يعامل طفل أو كما يعامل عدو ظالم..
منذ طفولتي كان يتصدى لي وكان يضربني حتى في حضور أبي دون احترام لوجود أبي.. كان يسمعني أسوأ العبارات وأقذر الكلمات التي إن قلتها لكم لن تصدقوها من كثرة قبحها.. لقد كان يختار أنبى الألفاظ ويسبني إياها فلقد قال لي ذات مرة وأنا دون التاسعة-وأنا أستحي أن أذكر ما قال لكن أريد أن أوضح لكم الصورة قدر الإمكان
-قال لي وأمام كل العائلة وفي شهر رمضان غداً سيدخلون البيت على زوجتك ويفعلون بها كذا وكذا-وذكر..وأنت جالس على ظهرك تضحك.تصوروا؟ ألهذه الدرجة تصل قلة الحياء بالإنسان!!؟؟
أهذا كلام يقال لصبي في التاسعة من عمره!؟ ووالله قبلها لم يصدر مني تصرف يستحق ربع هذا الكلام البذئ، والأسوأ من ذلك كله أن أحداً من إخوتي أو أبي لم يرد عليه بكلمة واحدة على كلامه البذيء ولم يعنفوه بل اكتفوا بالضحك وكأن الأمر مضحك..
واستمر على معاملته السيئة لإخوته-لا سيما أنا حتى وقفت ذات يوم -منتصف عام99-مع نفسي وقفة جادة وصممت أن أضع له حداً لم ير مثله من قبل-لأنني لم أر أبي أو أخي الأكبر يتدخل ويوقفه عند حده-وكانت معاملته السيئة لي تؤثر على شخصيتي في المدرسة أبلغ التأثير-فوضعت له حداً..
ومنذ ذلك الحين وهو يزداد كرهاً لي أكثر وأكثر لأنني صددته-احترمته طوال سنين الطفولة و حتى الخامسة عشرة سنة ولكن الاحترام لم يجن ثماره معه أبداً. فكان يعيرني ببلوغي عندما بلغت سن المراهقة-14-فكان يستهزئ بنضجي كأن يقول لي-وأمام كل إخوته-شاربك يشبه ذيل الفأر ويقول صوتك حاشاكم كصوت الحمار.. أنا لو كان لدي ولد مثلك لوأدته لأنك عار،
رغم أنني كنت أبيض وجه والديَّ في المدرسة بتفوقي في الدراسة.أنا لولا العيب لتبرأت منك في المحكمة فلا يشرفني أن يكون لي أخ مثلك.كل هذا الكلام وهذه التصرفات كانت تصدر منه تجاهي وأحداً لم يردعه أو يعنفه أو حتى يلومه..لقد كان ينعتني بأقبح الصفات ويسبني بأسوأ الكلمات و يعاملني أسوأ معاملة،وكأنني كنت سيئاً فعلاً كما يظن هو فأنا لم أؤذه أو أضايقه يوماً.
ولكن منذ أن غيرت أسلوبي تجاهه أصبحت المشاكل على قمتها والكل يأتي باللوم علي.وتخاصمنا مراراً ولكن بسبب إلحاح أبي أن أصالحه كنت أبدأ بالصلح معه ولكن سرعان ما يعود لمعاملته السيئة وأنا أعود لمقاطعته فالبعد عنه غنيمة ومتى ما تصالحنا عادت المشاكل ووجع الرأس ولكني الآن مخاصمه منذ حوالي عام ولا أنوي مصالحته إطلاقاً وأكيد هو أيضاً نفس الشيء..
المشكلة هنا : أبي وأمي كبرا في السن ولا يدري أحد ماذا سيحدث غداً.. أنا لست متشائما والله لست متشائما ولكن هما الآن بيننا ولكن غداً سيرحلان.. والله العظيم لا أتمنى الشر لأحد فهما والداي..ولكن هذه حقيقة قادمة محتومة.
لا أنسى أبداً أن أخي هذا حاول مراراً طردي من المنزل واثنتين من أخواتي لكرهه الشديد لنا.ولكن أبي الذي كان يحول دون ذلك في كل مرة..ولكن غداً من سيحول!؟؟ هو ينتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر ليشفي صدره منا خاصة أنا لأنني أنا الوحيد الذي كان يقول له لا.إنه لا يحب إلا نفسه.
إلى من سأذهب وقتها؟؟ فنحن في غربة.هل سأبقى في الشارع وقتها؟أقاربي نصفهم في مصر كخالي ونصفهم في غزة كأعمامي..ولا أحد منهم (ينشد فيه الظهر) لأسباب كثيرة لا أريد أن أذكرها لأنها طويلة ولا أريد أن أطيل أكثر..
منذ حوالي سنتين وأنا أبحث في كل شبر في اسطنبول عن عمل ولكن إن كان إبليس دخل الجنة كنت سأجد عملا فالأتراك إطلاقاً لا يوظفون عربياً لديهم لكرههم الشديد والدفين للعرب.
ولم أجد بداً من ممارسة البيع المتجول ومارستها ولكن دخلها بالكاد يكفي لمصاريفي الشخصية فلا يكفي لاستئجار بيت غداً إذا وقعت الواقعة..لقد ألححت مراراً على أخي الأكبر أن يجد لي عملاً فمعارفه كثيرة وهو تاجر معروف ولكنه شديد الأنانية ولا يحب مساعدة أحداً.هو وعائلته وما بعدهم الطوفان.
حتى العرب أصحاب الشركات في اسطنبول لم أعرف أماكنهم ولم يدلني أي أحد عليهم كما أنهم على خلاف مع إخواني فبمجرد أن يعرفوا أنني فلان بن فلان سيضعوا x على الأمر.
أرجو أن لا تفهموني خطأ فأنا لا أطلب إطلاقاً أية مساعدة مالية منكم ولا من أي أحد،لأني لست فقيراً.إنما أطلب منكم حلاً يشفي صدري تجاه هذه المشكلة وتجاه الكارثة المرتقبة.. نحن من الفلسطينيين أصحاب الوثائق المصرية فلا أستطيع أن أسافر لقطر آخر للبحث عن عمل ثابت فلا أحد من الدول والحكومات العربية يسمح لأصحاب الوثائق المصرية بالإقامة لديهم. ماذا أفعل؟
بماذا تنصحونني؟ أشيروا علي..فكرت كثيراً ولم أجد حلاً. عذراً ثم عذراً على الإطالة ولكنني كنت مضطراً لإطلاعكم على التفاصيل. أنتظر ردكم بفارغ الصبر..والسلام الحائر شاكر..
أرجو رجاءً حاراً أن لا تظهروا رسالتي في صفحة القراء لأن أخي الذي كلمتكم عنه يرتاد هذه الصفحة باستمرار وأنا أكتب لكم من جهاز آخر..
وشكراً.
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين نقطة كوم، وشكرا على ثقتك وعلى متابعتك معنا، بالطبع أنت لم تذكر لنا تحت أي اسم على الصفحة ظهرت مشكلات الوسواس التي أرسلتها لنا،
وكمُّ مشكلات الوسواس القهري على استشارات مجانين هو كمٌّ كبير فلم نستطع الاهتداء لما يخصك منها، إلا أننا نحمد الله عز وجل أن وفقنا إلى توجيهك التوجيه السليم فيما يتعلق بمشكلة الوسوسة، ونسأله سبحانه أن يفتح علينا بإرشادك إلى حل المشكلة التي تطلب العون فيها الآن.
ما تصفه من سلوكيات أخيك تلك لا نستطيع على أساسه الوصول إلى انطباع مبدئي عن تشخيص حالته، إلا أننا بشكل أو بآخر ندور في مجال اضطرابات سمات الشخصية إضافةً ربما إلى أي اضطراب نفسي مزمن آخر،
فهو كما وصفته بذيء اللسان يعامل الجميع من أفراد أسرته بفظاظة وجفاء ولا يراعي لا أبا ولا أما ولا مشاعر أحد من إخوته، كما أنه لم يتزوج حتى الآن كما فهمنا من كلامك رغم أن عمره وصل الثامنة والثلاثين، وكل هذه علامات على اضطراب نفسي ما، فهل فكرت أنت فيه باعتباره مريضًا من قبل؟
وأنت رغم دقتك فيما وضحت إلا أنك مع الأسف لم توضح لنا كيف يتعامل هذا الأخ مع الناس خارج نطاق الأسرة، وهذه معلومة كانت تهمنا، المهم أنه أخوك، ولا يصح مهما كان أن تتبرأ منه أمام المحكمة كما قلت،
وأيضًا ليس من المعقول أن يتخاصم أخوان عاما كاملا، فهذا بعيد تمام البعد عن أخلاق المسلمين، فخصام المسلم للمسلم حرام، وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ: يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ) متفق عليه.، والمقصود هنا هو أخوك في الإسلام فما بالك بأخيك من أمك وأبيك وهو على دينك؟
وتذكر قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34)
كان لابد من ذلك التذكير بما علمنا ديننا، وأنا أعتقد أن أخاك نفسه يمر بمشكلات أو يعاني من مشكلة مزمنة في حياته، ومن الأفضل أن نقترب منه في محاولة لمساعدته على طلب العلاج أو حل المشكلة، فإن أبى فإن لنا أن نحمي أنفسنا منه،
لكن تلك الحماية تختلف حسب درجة القرابة والالتزام بين أفراد الأسرة الواحدة في الغربة، لست أدري في الحقيقة لماذا لم يحاول أحد من أفراد أسرتكم التعامل مع الموقف بهذا الشكل؟ خاصة وأن معظم هذه النماذج المرضية قابلة للضبط الاجتماعي، ولو حتى بمجرد التجاهل!
المهم أن هنالك مشكلةٌ تزعجك الآن وتفكر فيها وهي لو قدر الله موت والديك (أطال الله بقاءهما) ووجدت أخاك يطردك وأنت بلا عمل يكفي لإعاشتك، وقد سددت علينا باب طلب المعونة من أفراد العائلة،
ولكنني لا أرى أنك إن ظللت مصرا على البحث عن عمل فإنك ستفشل، ولا أرى أن تكتفي بعملك الحالي وحالتك المادية الآن التي لا تكفي إلا لمصاريفك الخاصة كما تقول، فأنا أرى الحل الأيسر هو أن تسعى من أجل إقامة بيت وأسرة، عليك إذن أن تجتهد وأن تواصل اجتهادك من أجل الحصول على عمل، فمهما كانت الظروف والملابسات، إلا أن رحمة ربك واسعة والرزق مكفول لكل العباد.
ثم أن هناك ما يستغرب المرء منه في إفادتك، ألا وهو أن يكونَ أخوك الذي كلمتنا عنه ونعته بكل تلك الصفات، واحدا من رواد صفحتنا الدائمين؟ ألا ترى معي أن قراءة المشكلات التي تظهر على استشارات مجانين، وردود المستشارين عليها، والمداومة على ذلك تأخذنا في اتجاه آخر؟
حتى أنني أشعر أنك متحامل على أخيك أكثر من اللازم، وهو ما يعني أن المشكلة قد تكونُ مشكلة حساسيتك الزائدة أي أنها مشكلة لديك أنت!! إذن فكل استنتاجاتنا السابقة قد تصدق وقد لا تصدق، لأننا رأينا المشهد كما تراه أنت وتنقله في سطورٍ إليكترونية لنا، وهكذا أصبحت عيناك هي منظارنا الذي ننظر به، والطبيب النفسي لا يرى بعينين فقط!، لابد من سماع وجهات متعددة للنظر.
ما أنصحك به إذن هو أن تتحرك على أكثر من محور: فتحاول إيجاد حل لتحسين سلوكيات أخيك بمساعدة المختصين، في نفس الوقت الذي تسعى فيه جاهدا ودون يأس سريع للحصول على فرصة عمل معقول وحاول مع أخيك الذي أشرت إلى أنه كثير المعارف مرةً وألف مرة أخرى ولا تيأس، ثم إذا كان أخوك المتزوج، متزوجا من امرأة تركية فلماذا لا تحاول أنت أيضًا أن تتزوج مسلمة تركية؟ هل فكرت في ذلك؟
إن عليك أن تطمئن يا أخي إلى رحمة ربك سبحانه، وأنصحك كما نصحك أبوك من قبل بأن تصالح أخاك، وتذكر إذا تلفظ أخوك بما لا يرضيك أو بما يجرح مشاعرك تذكر قول الله تعالى وهو يصف عباده المؤمنين: بسم الله الرحمن الرحيم (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) صدق الله العظيم (الفرقان:63)
وفي النهاية أتمنى أن تخفف إجابتي هذه من غضبك، وأن تنظر للأمور بشكل آخر، وتابعنا بالتطورات.