المذنب ؟ وعقدة ذنب ؟ كيف أتعامل مع الموقف ؟ هل هو تحرش أم ذنبي أو خطأ ؟ أم كلانا مخطئ؟
بسم الله الرحمن الرحيم... في عمر 13 عاماً تقريباً بادرني شعور غريب بالحب تجاه شخص يكبرني بأكثر من 16 عاماً (هو بمثابة صديق ومُربِّي)، هو نوع من الحب (لجزء معين من الجسم)، أخبرته بحبِّي لذلك الجزء وقلت له لا أعرف السبب.
كنت وقتها لا أدري ما هو الجنس وما هو هذا الشعور فصارحته بذلك، فأخبرني بألَّا أفكر بهذا في حينها، لكن بعد فترة ذهبت معه المنزل وبدأت بعض الممارسات والتقبيل (أذكر أنه هو من باشر بذلك)، لكنه أخبرني بأن ما تم هو خطأ، لم أكن حينها أعي جيداً ما حصل، ولماذا هو خطأ.
استمر هذا النوع من الممارسة على فترات متقطعة، وتطورت العلاقة (من دون توصيف) إلى عمر 18 تقريباً، لكن في عامي ال 20 أوقفت ذلك تماماً بإرادة قوية مني أولاً. علماً بأنني كنت أحاول طيلة كل تلك الفترة الخروج من هذه الأزمة وخصوصاً بعد إنهائي عامي الأخير من المدرسة ونضجي نوعاً ما.
انتهى بيننا كل شيء بعدها الحمد لله، وتخلصت من فكرة أنها مثلية في فترة من الفترات حيث ما حصل باعتقادي أنه كان توجُّه غير ناضج أو مرحلة لم أتعرض فيها لعلاقات مع النساء.
الآن أنا عمري في الثلاثينيات، ومتزوج ولدي أولاد.
أثَّرت تلك العلاقة السابقة في أول لقاء مع زوجتي... وأحببت أن أفضفض لكم لعلكم تشاركوني برأيكم، ولعلي أنقل تجربتي لغيري ليتفادى تجربتي القاسية باعتقادي.... أود أن تشاركوني رأيكم لأحسم قراراتي، فأنا ينتابني شعور من تأنيب الضمير تحول في فترة من الفترات إلى وسواس قهري مزعج، ومن ثَمَّ لنوبة (لا أدري إن كان لها صلة)، لكني تخلصت منهما بفضل الله تعالى.
لكني ما زلت أتساءل: هل هو خطأ الأهل والتربية؟... أحياناً أبرر لهم بأنه ليس من المعقول أن يراقبني الأهل طيلة الأوقات، وأحياناً أقول بأنه لم يتم تنبيهي من قِبَلِهِم... ولماذا حاورت الغريب الصديق ولم أحاور الأهل؟ ولماذا أخبرته بحبي؟ هل ألوم أهلي على ذلك؟
أحياناً أقول بأنني كنت مستمتعاً، وأن ذلك كان بإرادتي، وأن الخطأ خطئي حين عبَّرت عن حبي ورغبتي، وأن كثيراً من الأحداث المراهقين قد يخطؤون، وأنه لا لوم للأهل في حالتي.
وحيث أنني قد بلغت حينها أو كنت في بداية بلوغ ربما فأنا مُحَاسَب، ولماذا استمريت مع أنه مستنقع حاولت مراراَ التخلص منه إلى نجحت!.
أتساءل أيضاً: لماذا صارحته بذلك؟ هل لغياب دور الأهل لجأت إليه؟... أتساءل أيضاً: لماذا فعل ذلك معي علماً بأنه رجل صديق ومُقرَّب من عائلتنا، وهو ملتزم ومن الصعب جداً أن يصدق أحد ذلك؟ هل هو حب؟ أم إجرام؟ أم تحرش؟ وهل شرطاً أن يكون هناك 5 سنوات الفرق كما ذكرتم في استساراتكم؟ أم أنه قد يصنف على أنه لعبٌ طفولي؟ هل المجرم هو بالكامل؟ أم الأهل؟ أم أنا؟ وكم أتحمل من المسؤولية؟ أم أنني لا أتحمل نهائياً وهو تبرير مني أحتاجه ليرتاح ضميري؟ هل أحبني هو بطريقة خاطئة؟ هل هو خطأ مبرر؟ هل أفضح علاقتنا؟ أم أفضحه فهو المخطئ؟
انتهى كل شيء بيننا، لكنه من حين لحين يتواصل معي... لا أدري لماذا لم يقدم اعتذاره لي إن كان ذلك تحرشاً! أم أنه يعتبر أننا مخطؤون سوياً وأنني أطلقت شرارة البداية.
أحياناً يرادوني شعور أنه ابتلاءٌ من الله _عزوجل_، أحياناً أريد أن أتصل به وأعبر له عن انزعاجي ثم أتراجع وأقول "لماذا أفتح صفحات الماضي، تاب فتاب الله عليه وعلينا"... ولو أنه صادق لاتصل معتذراً!... وأحياناً أقول أنِّي عليَّ مقاطعته تماماً، ثم يرادوني شعور المسامحة حينما يتصل ليساعدني (حيث أنه ساعدني في كثير من الأمور، وربما بالغ في حبه لي فأخطأ).
انتصرت على نفسي لكنني مازلت أفكر بالموضوع صباحاً، أتجاهله لكنه يرادوني من حين لحين ولا يمكن نسيانه "كيف تمت هكذا علاقة!"... أتغلب على ذلك الفكر أحياناً، لكن لا يمكن هزيمته كلياً، فهو باقٍ كأثر يفقدني نشاطي وهمتي من حين لحين.
أتأسف على الإطالة... شكراً لجهودهم الطيبة.. أرجو إعطاء رأيكم وحكمتكم.
ملاحظة: أود أن أحتفظ بالسرية التامة لجميع تفاصيلي، وأتمنى منكم احترام الخصوصية في جميع بياناتي واستشارتي...
شكرا لكم.
12/11/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
ما حدث بينك بين هذا المجرم القذر هو استغلال عاشق غلمان مجرم لطفل جنسياً لا أكثر من ذلك ولا أقل.
تجاوزت استغلال هذا المجرم مع نضوجك فكرياً ونفسياً، وخرجت من الزنزانة التي اعتقلك فيها، وانتقلت إلى مرحلة جديدة في الحياة.
لا تصب اللوم على أحد سوى هذا المجرم الذي لم ينل جزائه، ومع الأسف لا تزال بعض المجتمعات غير قادرة على استيعاب استغلال الأطفال من قبل عُشَّاق الغلمان لعدة أسباب منها ضعف الوعي الثقافي والاجتماعي والنفسي.
ما يجب أن تفعله هو عدم السماح له بالاتصال بك إطلاقاً، وإن فعلت فهناك جملة واحدة تقولها له وهي أنك بعد النضوج أدركت أن ما فعله هو مجرد استغلال عاشق غلمان (بيدوفايل) لطفل.
ليس من الغريب التعاطف مع المعتدي، فهو مجرد مجرم احتجز طفلا، فلا تدع هذه المشاعر تتغلب عليك، وعليك أن تمضي في حياتك وتضع نفايات الماضي في سلة النفيات الخاصة بها. الحديث مع معالج نفساني يساعد الكثير، وتذكر دوماً أنك كنت مجرد رهينة.
وفقك الله.