تصرفات أمي تحرجني
مرحباً... اسمي "سامي"، أبي كندي وأمي مغربية، أبي كان يعمل في شركة سياحية في المغرب، أسلم وتزوج أمي وأنجباني أنا وأخي الذي توفي بعد أشهر من ولادته، أي أني الوحيد لأبواي، وكنا نسافر كثيراً بين المغرب وكندا.
منذ 5 سنوات توفي أبي في حادث، وبعدها بسنة أخذتني أمي إلى كندا وقررت أن نستقر هناك، ثم بدأت مشكلتي حيث أن أمي تغيرت وصارت تقوم بأمور غير لائقة كارتداء أزياء مثيرة وتنانير قصيرة بشكل غير لائق رغم أنها لم تكن محجبة وترتدي الملابس العصرية إلا أنها صارت تبالغ كثيراً.
أنا أشعر بالإحراج الشديد عندما أخرج معها وأرى البعض يحدق فيها... ليست الملابس وحسب فأنا لم أعد أدعو أصدقائي إلى البيت بسبب تصرفاتها معهم، فبغض النظر خروجها أمامهم بملابس المنزل دون رداء فهي تتكلم معهم وتمازحهم بطريقة غير لائقة أبداً.
ذهبت معها مرتين إلى طبيبها وتفاجأت بما تفعله، فعندما طلب منها الجلوس على السرير للكشف عليها نزعت كل ملابسها العلوية وغطَّت صدرها بيديها دون أن يُطلب منها ذلك، حتى أني رأيت الانزعاج بادياً على الطبيب وهو يكشف عليها، وذلك كان اليوم الذي قررت فيه أن أكلمها بعد أن كنت خجلاً من فتح الموضوع معها، وكان كل ما قالته هو أن تصرفاتها أمر عادي في هذا البلد وثقافته، فقلت لها أننا من بلد آخر وثقافة أخرى وديننا يحرم علينا هذه الأمور، لكنها أصرت أننا يجب ان نتكيَّف مع محيطنا الجديد ويجب ألَّا أكون "مُعقَّدًا" نفسيا من هذه الأمور فلم أستطع الجدال معها وتظاهرت بالاقتناع.
أعترف أني ضعيف الشخصية قليلاً ولا أملك أسلوباً جيداً في الحديث، وأخاف وأسكت بسهولة،
لكن أرغب فعلاً أن تتوقف أمي عن هذه التصرفات ولا أدري ماذا أفعل.
20/11/2020
رد المستشار
الابن الكريم
فرغت للتو من الإجابة على استشارة تتعرض لموضوع زواج العرب في الغرب، ويبدو أنه الحياة في الغرب _ حياة المهاجرين، أو مزدوجي الثقافة مثلك _ تحتاج إلى معالجات أوسع، ومناقشات أعمق للوصول إلى صيغ أكثر فاعلية تشكل دليلا لملايين من العرب والمسلمين، وحجم الهجرة يتزايد، وخصوبة العرب والمسلمين تأتي بأجيال تلو أجيال، والحصاد مرتبك وحائر بين ثقافتين، والمعالجات الشائعة يبدو أنها غير كافية!!
البعض يختار أو يحاول الانعزال عن أفكار وممارسات يراها مخالفة لما عرفه عن دينه، وما تستريح له نفسه، والبعض يحاول السباحة مع التيار معجبا بالتحرر والسهولة والانسجام والتحلل من القيود التي نشأ في إطارها، وبعضها من عادات وتقاليد، وبعضها حدود ضمن بناء أشمل يرشد له الدين، وفريق ثالث يحاول التوفيق بأنه يأخذ ويدع، يستحسن ويستقبح، ويراجع أحيانا، ويصل أحيانا إلى تمييز لازم بين الحدود والقيود، وفي هذا نقاش يطول، والارتباك والحيرة والتخبط والتساؤلات لم تعد مقتصرة على جمهورنا العربي المسلم الذي يعيش في الغرب، ولكن أيضا صارت في عقر دارها مع انفتاح السماوات والاتصالات، ويبدو أن المعالجات والنقاشات الحالية غير فعالة، أو ربما هي غير كافية!!!
لا أدري إن كانت الوالدة مهتمة بالدخول في مناقشات من هذا النوع، ولست متأكدا من أن لديك تصورات وحجج قوية وناضجة لتخوض هذه النقاشات أصلا، ولا أنك الشخص المناسب الذي يمكن أن تستمع له والدتك، ولا أحسب أن العرب الذين يسبحون مع تيار الحياة الغربية سيأخذون منها الإنصات لأولادهم وإدارة نقاشات أو حوارات ندية معهم كما يفعل الغربيون، عادة!!!
أهلا بالوالدة إذا أرادت أن تراسلنا، وبالنسبة لك، وهو الأهم، أعتقد أنك في حاجة لاكتساب مهارات الحياة، وقد وجدت بعضها مجمعا ضمن العلاج السلوكي الجدلي Dialectical Behavior Therapy. وأرجو أن تجده متوافرا قريبا منك، والجزء الذي أعنيه من هذا العلاج هو ما يسمونه "تدريب المهارات" Skills Training وهي جلسات أسبوعية جماعية تستمر ستة أشهر، وربما أكثر قليلا، وتهدف إلى إكساب المتدرب مجموعة من المهارات النفسية والاجتماعية المهمة، كما إن سيرك في طريق البحث عن توفيق يناسبك بين معطيات ثقافتك الأصلية، وظروف محيطك الحالي، هذا السير يحتاج إلى صحبة وإلى إرشاد من ذي أو من ذوى خبرة، أي (فرد أو مجموعة) داعمة ومساندة، وتتبادل خبرات تفيدك في هذا المجال!!
من الطبيعي أيضا أن تبحث شأن العلاقات بالجنس الآخر، وربما يناسبك إطار الزواج فريند، وأرجو أن تبحث عنه على الإنترنت كمعلومات، وتجده.
وربما يفيدكما أنت والوالدة أن تتفقا على أن تدخل هي في علاقة مع رجل يكون إطارها مقبولا من الناحية الشرعية، وأشكاله كثيرة تشبه ما نسميه الزواج العرفي، أو زواج المسيار، أو الزواج التقليدي.
لأن تأطير الرغبات، واحترام الحاجات الإنسانية، والسعي إلى تلبيتها لديك ولدى والدتك مدخل مهم، وتابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضًا:
ملابس أمي المثيرة وشهوتي المستطيرة !
أمي ستهوي بي في الجحيم !
أريد تزويج أمي !
أمي وسجائرها !