السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عندي مشكلة وأرجو مساعدتي بحلها وهي مستديمة
المشكلة تتلخص أنني جدا طيبة القلب وأتعلق بأي أحد من الناس
بمعنى أكن الود لكل الناس بطريقة قوية جدا سواء كان رجل أو امرأة أو صديقة أو أخت وناس سواء قريبين أم بعيدين حتى لو تعرفت عليهم منذ يومين أشعر لا أستطيع أفارقهم ومتعلقة بهم جدا وإذا سافروا أو ذهبوا وابتعدوا أشعر بالحنين الجارف إليهم حتى لو تكون علاقتي سطحية معهم وعندما يبتعدون أشعر بالكآبة والحزن وأتضايق وأتمنى أراهم وخصوصا من المقربين لي بالإضافة إلى الغرباء وعندما يعودوا
أو يكونون قريبين منى لا أبالي بوجودهم وعلاقتي بهم طبيعية جدا ويمكن أزورهم مرة أو قد لا يحصل
المهم يعنى علاقاتي بمن حولي ليست قوية وبنفس الوقت أشعر بالحزن والأسى والكآبة لبعدهم لا أعرف ما سبب تلك الحالة لدى وكيف أتصرف وأتعامل مع حالتي
بالإضافة إلى أني لا أستطيع السيطرة على نفسي في اتخاذ القرارات بأي شيء وإرادتي تخونني وحاولت استخدام عدة طرق لتمرين نفسي على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ولم يجدي, وأيضا أنا أعرف المشكلة وأحللها صح 100% وكل الظروف المحيطة بها
ولكن المشكلة عندي لا أعرف كيف أتعامل مع المشكلة يعني لا أعرف ما هو الحل المناسب لها؟ مثل الدكتور يعرف الحالة ويشخصها مضبوط وأشطر من أي دكتور آخر وبنفس الوقت لا يعرف كيف يعطى العلاج المناسب,
أرجوكم من فضلكم ساعدوني بطريقة واضحة وعملية وشرح وتفسير لحالاتي المذكورة أسبابها ودوافعها وكيفية تصحيح نفسي وأتحكم بها وأسيطر عليها وكيف أعلم أن أي قرار أتخذه هو الصواب؟
وأحيانا كثيرة أنا أعرف الداء ولكن لا أعرف كيف أصف الدواء بالإضافة إلى ذلك أحيانا أعرف العلاج أو الحل ولكن إرادتي تخونني ولم أتمكن من السيطرة على نفسي لتنفيذ أي قرار أتخذه, وعاطفتي تغلب على عقلي وأحيانا كثيرة أكتشف أن العقل هو صمام الأمان وأعرف ذلك ومع هذا لا أستطيع التحكم في قراراتي.
أرجوكم ساعدوني أنصحوني أرشدوني أنا غير راضية عن نفسي ولا عن الحالة التي أنا بها وهي تلازمني طوال حياتي حاولت التخلص منها ولم أستطع, وأرجو الإجابة سريعا وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظات
أرجو الرد سريعا من فضلكم وجزاكم الله خير جزاء
27/11/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، إفادتك حقيقة تحيرني بشكل كبير، ذلك أنك تبدئين في عرض تفاصيل مشكلة معرفية شعورية كبيرة
هي مشكلة التعلق غير المثبط (أو المنفلت) بالآخرين والذي يحدثُ من جانبك بسرعة ودون دواع كافية، وبينما توقعنا أن تكملي لنا عرض مشكلات تحدثُ لك بسبب ذلك على مستوى العلاقات السلوكي بالآخرين، إذا بك لا تشيرين إلى ذلك في باقي إفادتك
بل إلى العكس مباشرة كما يفهم من قولك: (وعندما يعودون أو يكونون قريبين منى لا أبالي بوجودهم وعلاقتي بهم طبيعية جدا ويمكن أزورهم مرة أو قد لا يحصل, المهم يعنى علاقاتي بمن حولي ليست قوية وبنفس الوقت أشعر بالحزن والأسى والكآبة لبعدهم)
ألا ترين معي هنا أن التعلق غير المثبط بالآخرين إنما يقف عندك على مستوى الأفكار والمشاعر ثم لا يتعداه إلى مستوى السلوك الظاهر!
لابد إذن أن لهذا الانفلات الشعوري المعرفي الذي يظل بينك وبين نفسك دورا يؤديه وفائدةً ما على المستوى النفسي الغيبي بالنسبة لك
(أو اللاواعي)، ولكنه والحمد لله لا يتسبب في المشكلات السلوكية التي يصح أن تترتب عليه كما بينا في رد سابق بعنوان :
في الرد على وردة: براءةُ العبير
وأما ما يتبقى من إفادتك فيجعلنا نقع في حيرة أكبر لماذا؟
لأنك تتكلمين بعد ذلك عن فشلك في اتخاذ القرارات في الوقت المناسب، ثم عن ترددك الشديد في اتخاذها، ثم عن فشلك في استخدام إرادتك، رغم معرفتك بالفعل الصحيح، ثم تقولين أنك مثل الطبيب الذي يعرف التشخيص الصحيح لكنه يعجزُ عن وصف العلاج!، وأنا أظن ذلك التشبيه غير صحيح!
فحقيقة الأمر هي أنك تعرفين بعض ظواهر الاضطراب في مشاعرك وأفكارك، ولكنك لا تعرفين ما هي المشكلة الحقيقة ولذلك فإن كل الحلول التي تطرحينها لنفسك لحل هذه المشكلة لن تكونَ صحيحة، فضلا عن عدم قدرتك على تطبيقها، وهذا يذكرنا بما قرأناه من قبل تحت عنوان: كلنا ينظر في نفسه فلا يرى العيوب، إذن فهناك تفاصيل في منتهى الأهمية غابت عن إفادتك، وربما عن وعيك أيضًا.
معنى ذلك أيتها الأخت العزيزة أننا نحتاج إلى تفاصيل أكثر منك ومن زوجك ومن القريبين منك لكي نستطيع الوصول إلى التشخيص السليم لما تعانين من اضطراب شعوري معرفي سلوكي، تظهر أعراضه من جهةٍ كمعاناة شعورية معرفية تظل بينك وبين نفسك، ومن جهة أخرى تظهر أعراضه السلوكية في صورة العجز عن اتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب، وكذلك العجز عن تطويع الذات لأداء الفعل المراد أي الفشل في استخدام الإرادة، وكل هذا من وجهة نظرك أنت فقط دون أن نعرف شيئا عن آراء الآخرين، نحن إذن لن نستطيع التخمين أو الوصول حتى إلى انطباع مبدئي عن الحالة.
وأرى أن تقرئي ما كتبناه في ردنا على صاحب استشارة: من أنا؟! نتائج تقييم الاستبصار الذاتي.، وأيضًا ردنا على صاحبة استشارة : الفيلسوف الصغيرةُ والذي يعاكسُ من بعيد فقراءةُ هذين الردين ستساعدك على معرفة طرق الاستبصار التي ستفيدك كثيرا في فهم نفسك وفي وصف الحالة لنا أو للطبيب المعالج، إلا أنها لا تكفي بكل تأكيد لكل معرفة تلزمك لأن هناك ما يبقى مخفيا عنك أو لا واعيا في كل الأحوال، كما أنها لا تكفي بالطبع لوضع تفاصيل الخطة العلاجية المعرفية السلوكية اللازمة.
وأما قولك في آخر الإفادة: (أرجوكم ساعدوني أنصحوني أرشدوني أنا غير راضية عن نفسي ولا عن الحالة التي أنا بها وهي لازمتني طوال حياتي حاولت التخلص منها ولم أستطع,)
فيعطي الانطباع بوجود خلل ربما في سمات الشخصية، وهذا ما يستتبع منك سعيا طويلا وقدرا معقولا من المعاناة مع معالج أو معالجة نفسية من أجل التغير
ونحن في انتظار موافاتنا بالتفاصيل والتطورات، ودمت سالمة لاستشارات مجانين.