قصة حياتي م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أحيي الأخ وائل أبو هندي على الموقع الرائع وأحيي بقية الأخوة جزاهم الله خيرا عما يقوموا به.......
أود أن أعقب على رسالة الأخت التي تشتكي من فقدان الحب بينها وبين زوجها.... قائلا لها حكمة قالها الفاروق عمر رضي الله عنه لأحد أبنائه قبل إقدامه على الزواج...قال ما معناه:-قلما يبنى الزواج على الحب.. إنما يتزاوج الناس بإسلامهم وأحسابهم.... وإذا كانت وسائل إعلامنا المريضة قد ملأت رؤوسنا بالحب والرومانسية والشاعرية وكيف أنها السبيل الوحيد كي يحيا الإنسان حياة زوجية سعيدة هانئة ...
والفخ الذي يقع فيه كثير من شبابنا هو فخ الخيال.. تكون الفتاة قد رسمت في خيالها صورة سينمائية لفتى أحلامها تريده مثل عمر الشريف أو براد بيت....ثم يرميها قدرها مع شخص دون مستوى طموحها.... (هكذا تظن)... فتظل بعد ذلك تلعن حظها ونصيبها........ دون أن تفكر بعقل....
كل الدراسات الطبية أثبتت أن الشهوة في المرأة لا تتحرك بسهولة مثل الرجل.... وأعتقد أن ما يجب على الأخت أن تقوم هي وزوجها بزيارة لطبيب متخصص في المشاكل الجنسية والأمور الزوجية
وفى النهاية أقدم الشكر مرة أخرى للأخ الطبيب وائل أبو هندي
15/12/2004
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا على حسن الدعاء ولك مثله إن شاء الله، وشكرا على تفاعلك مع أخوتك ومعاناتهم عسى الله أن يرفع عنا جميعا.
واسمح لي بأن أوافقك في نقطة وأخالفك في أخرى، نعم قد لا يبنى الزواج على الحب ولكنه لا يدوم بغير الحب، ولا طعم للحياة بلا حب.
تنكح المرأة كما في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لأربعة أسباب ثلاثة منها عقلانية بحتة، ولكن هدي الرسول عليه الصلاة والسلام ورد فيه قوله" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، وحياته كلها كانت توضح وتشرح كيف كان مع أهل بيته يطيب خواطرهن بالكلمة الطيبة وبحسن المعاشرة،
أتذكر حادثة مسابقته مع السيدة عائشة رضي الله عنها وقوله لها عندما سبقها بعدما سبقته ببضع سنين هذه بتلك؟؟ مثال لحسن العشرة، هل تذكر عندما أهدى أزواجه خواتم على أنه معاملة خاصة لكل واحدة وعندما اجتمعن سألنه أينا أحب إليك قال التي معها الخاتم، وهكذا ظنت كل واحدة منهن أنه يعنيها وقرت نفوسهن، هذه الكلمة الطيبة هي التي توجد الألفة والمحبة بين الأزواج.
لذا نعم قد لا يكون الحب أساس الزواج ولكن ما الذي يمنعنا من أن نوجد الحب، ما العيب بارك الله فيك في الرومانسية والشاعرية ما دامت حلالا!!! نعم نحن نرفض أن نبني حياتنا على أوهام وحبة كلام ولكن تذكر أن الكلمة الطيبة صدقة إذا كانت للغريب فما بالك لو كانت لشريك الحياة؟؟ الزوج(وهو لغة يعني المؤنث والمذكر) هو أقرب مصدر يحصل منه الإنسان على الدعم والتفهم والحب، هو أقرب مساحة يبذل فيها الإنسان من ذاته، وتذكر أنهما حاجتان أساسيتان في الحياة،
الحاجة لأن تكون محبوبا والحاجة لأن تبذل الحب لمحبوب. لا نريد أن يظن الناس أننا ضد المشاعر، ولكن ينبغي علينا أن نعرف أن من يتحكم في مشاعرنا هي أفكارنا(وعلى الأقل من وجهة نظر النظرية العقلانية في العلاج النفسي) ولذا فنحن نشجع العقل على خلق المشاعر الايجابية بين الناس والأزواج أشد حاجة لها.
المشاعر والرومانسية ليست بالضرورة مرتبطة بالصورة الكاملة التي أوفقك رأيك بها، والتي قد تكون وراء معاناة بعض الزوجات والأزواج والتي تلخص ما ينبغي أن يكون عليه شريك الحياة، وهي صور غالبا ما تدور حول الشكل الخارجي، واقرأ ما كتب أ.د. وائل أبو هندي علىالموقع عن فخ الصورة وهل اتخاذ الصورة معيارًا شرك؟. كما أن التصورات المسبقة عن نوع الحياة الزوجية قد يكون سببا للتعاسة الزوجية كما كتبت أ.سمر عبدة في أيزو الزواج.
قد تكون شهوة الرجل أكثر بكثير من شهوة المرأة ولكن هذا في الأحوال الطبيعية ولو ترك الناس لما خلقهم الله عليه دون أن يتعرضوا لحرب الإثارة الحسية التي تجري هذه الأيام والتي كان أول ضحاياها الفطرة السليمة والموازين الثابتة، ومع ذلك يبقى من حق وواجب كل فرد أن يتجنبها.
أتمنى من كل قلبي أن تجد أختي في الله راحة البال والاستقرار، وأن تنجح في زرع الحب بينها وزوجها، ونعم لا بأس في زيارتها لمختص في الأمور الجنسية ليساعدهم في إصلاح ما ينقص علاقتهم إذا كان ممكنا بالنسبة لها، من حيث توفر المختص وإمكانية الوصول إليه، وحياك الله