المحتاج إلى استشارة..!؟
السلام عليكم.. لا أعرف من أين أبدأ لكم بمشكلتي.. ولا أعرف إن كنت سأنجح في إيصالها أم لا.. لكني سأحاول قدر المستطاع.. أنا فتاة في ال22 من العمر، على قدر من التدين والالتزام، مؤمنة أشد الإيمان بالقضاء والقدر، وبأن كل شيء من عند الله.
بدأت مشكلتي منذ 4سنوات عندما جاء قريب لنا ليعمل في البلد الذي نقيم فيه، وبدأ يتقرب إلي ويبدي رغبته في الزواج مني والارتباط بي بعد أن أنهي دراستي الجامعية، وكنت لا أزال في سنتي الأولى، لم أتردد في الموافقة لأنه كما يقال "لقطة" ولم أكن أعرفه جيدا وأعجبني كيف أخبر أمي وقصد البيت من بابه.
وجرت الأمور بشكل جيد، مرت سنة تقريبا اختلفنا فيها كثيرا ولم تكن الخطبة بشكل رسمي (في محيط العائلة فقط) فقررنا الانفصال باتفاق منا أننا لا نصلح.. بعد عدة أشهر عاد يطلب المحاولة من جديد وأنه لم يتمكن من الاستمرار بدوني وأنه تغير وأنه.. فوافقت.. بعد إصرار وحاولنا من جديد.. ويعلم الله كم حاولت أن أبحث عن نقاطنا المشتركة... ولكن أيضا كنا نصل إلى طريق مسدود.. فانفصلنا ولكن هذه المرة كنت قد عزمت تماما على إنهاء هذا الموضوع إلى الأبد..
نسي الموضوع لفترة ثم عاد من جديد يفاتح أبي ويخبر أمي وأخوتي برغبته.. ولأن الجميع يحبه ويريده وقفوا معه وأصروا أن أمنحه فرصة أخرى. .حاولت بشتى الطرق معهم أن أفهمهم بلا فائدة.. حاولت أن أقنعهم بأنني أعلم ما سيحدث وأن كل ما سيحصل سيكون على حساب مشاعري ومشاعره ولكن بلا فائدة.. فرضخت للجميع حتى لا أكون الوحيدة المخالفة كما يقولون.. خاصة وأن الشكوك كانت قد بدأت تحوم حولي من احتمال أن يكون هناك أخر مما لم أرضاه لنفسي حينها أبدا... وبدأنا من جديد.. وخطبنا بشكل رسمي ولم الجميع.. وفرح الجميع..
وحاولت جاهدة أن أتأقلم مع وضعي الجديد لأجل أهلي ولأجله.. وغيرت في نفسي الكثير وأجبرت نفسي على تقبل الكثير والتأقلم مع الكثير.. ولكن أبت مشاعري أن تتغير أو أن تعود كما كانت عليه من قبل.. هو يحبني جدا ولا يرفض لي طلب مهما يكن.. وقد يكون هذا من أهم الأسباب التي دفعت أهلي للموافقة عليه.. ولكن... أيكفي هذا؟؟
خلافاتنا مستمرة.. نقاط اختلافنا كثيرة..والتقاؤنا قليلة جدا.. لا أشعر أنني أحبه.. لا أفتقده إذا غاب ولا أشتاق إليه.. لا أتحدث عنه بمشاعر الحب كما كانت أختي أو كما أرى صديقاتي يتحدثن عن خطبائهن.. لا أكرهه أبدا.. ولكن لا أشعر أن هذا من أريده رفيقا لدربي ومشوار حياتي.. أيفهمني أحد؟!!
عندما حاولت أن أشرح هذا الأمر لأمي بعد سنة من المحاولة الجادة ثارت ثائرتها وكذلك أبي واتهموني بالغباء والتبطر على النعمة!!!و قاطعني أبي!!!أحقا أنا المخطئة وكل ما قلته لا يكفي لأن أرفض إتمام الزواج..
علما بأنه كان قد تحدد موعد لعقد القران فخفت جدا وصليت استخارة فلم يتم الموضوع وتأجل لظروف طارئة حلت فحمدت الله وزاد يقيني بأنه لن يتركني وحدي.. والآن مازلت أصلي استخارة بلا انقطاع وها أنا أستشير أهل العلم والحكمة..
ولكني لا أريد أن أخسر أهلي ولا أريد أن أغضبهم مني فأنا أحبهم وأحترمهم ويعلم الله أنني لم أحاول هذه المحاولة الأخيرة بكل نفس راضية مقبلة على ما لا تريد وجادة في إنجاحه إلا لأجلهم ولكسب رضاهم ولكني لم أتمكن من الاستمرار.. فقد تعبت.. أخشى على نفسي من أن أوافق لأجلهم، وأعلم أنني قد أستمر ولكن هذا لا يعني النجاح ولا السعادة..
ماذا أفعل؟؟
أفيدوني أفادكم الله !!!
31/12/2004
رد المستشار
عندما قرأت رسالتك تذكرت فورا القصة الخيالية التي تحكى عن خاتم سليمان فهل تعرفينها ؟ يروى أن أحد الأشخاص بلع خاتم سليمان الثمين خطأ، وكانت النتيجة أنه لابد له أن يشرب شربة فظيعة لا يقوى على تحمل نتائج تذوقها أو حتى رائحتها!!! فهل تفهمين مقصدي يا ابنتي؟
فكم أحببت أن أخاطب والديك بدلا منك ردا على رسالتك ولكن يثلج صدري أنك أرسلت برسالتك لنا فهذا مؤشر طيب يدل على أنك لا تريدين الاستسلام أكثر من ذلك
في الحقيقة لا أعلم ماذا تنتظرين هل تنتظرين حتى تتزوجينه ثم تفيقين إلى نفسك فتجدينها مكبلة بضغوط الأهل وكذلك بأبناء وساعتها يستحيل على مثلك التفكير في الانفصال
فرغم ما ذكرته من عدم كرهك له إلا أنني أشك في أن قبولك تجاهه يرجع في الأصل إلى محاولة إرضاء أهلك أو شعورا بالذنب ليس له أي مبرر
فلقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن القبول شرط أساسي في قرار الزواج، فالمرأة لا تعطي إلا إذا أحبت ولن تستطيع التمثيل أو تلفيق الكلمات المعبرة عن الحب والاشتياق وستكون حياتك مجرد أداء لواجبات فلا تظلمي نفسك ولا تظلميه ولا تقبليه أبدا زوجا لك إلا إذا توافر هذا الحد الأدنى من الميل وأقول هذا لأن هناك فرقتين أو مدرستين مدرسة تتصور أن الارتياح النفسي وحده كاف لاستمرار الحياة الزوجية والمدرسة الأخرى تتصور أن الارتياح النفسي لا قيمة له وأن الحياة الزوجية لابد أن تبدأ بحب جارف ملتهب والحقيقة أن كلا المدرستين قد بعدتا عن الصواب
فالحقيقة أن الارتياح يصلح كبداية لمشروع حب ويمكنه أن ينمو وينضج ويتحول إلى حب حقيقي بل الحياة الزوجية يستحيل أن تستمر إن لم يحدث هذا التحول حتى تستطيع أن تصمد أمام تحديات الحياة ومسئولياتها
ولكنني أرى أن هناك مشكلة أكبر ترجع إلى عدم التقائكما في نقاط مشتركة كثيرا وهو ما يمس ثاني أهم شروط اختيار الفتاة لزوجها فعلينا أن نتفق أولا أن الطرفين يحتاجان إلى تكافؤ أي تقارب في الأفكار.. الطباع.. الرؤية.. وهكذا وليس معنى التكافؤ التطابق فلقد خلقنا الله مختلفين في الأصل لذا فإن على كل من الطرفين أن يبذل جهدا في تحمل اختلاف الآخر ولكن إلى أي مدى؟ فالمدى يكون في الحدود التي تستطيعين التعايش معها والتكييف على وجودها وما يناسبك لا يناسب غيرك
أذن لا تنخدعي بصوت الضمير الزائف الذي يقول لك تارة رضاء الأهل فانظري في الشرع ستجدين أن شرع الله يكفل للفتاة أن تختار وأن تقرر زواجها، ولا تخافي يا ابنتي فليس في ذلك أي حرج شرعي فأنت حرة تماما في اختيارك لهذا أو ذاك، وأنا هنا أتحدث عن مرحلة الاختيار وليس الزواج فأطلب منك طلبين:
أولهما: أن تصمدي كثيرا أمام ضغط أهلك ولكن بإحسان وأدب وسينسيان آجلا أو عاجلا هذا الموضوع وتعود المياه لمجاريها كما نقول في مصر فلو ضغطت على نفسك ستدفعين ثمن ذلك من صحتك النفسية ولن يبقى إلا الفتور بينكما على أقل تقدير
ثانيهما: ابحثي عن أحد الأشخاص الذين يتمتعون بقوة تأثير على والديك لعلهما يهدآن قليلا ولا تنسي الدعاء لله عز وجل
يبقى استفسار هام عن أمثلة مما تختلفان فيه أو تشعرين أنه سبب خلافاتكما لعله يأخذ لديك صيغة المبالغة فلو أردت أن ترسلي بها سيكون أفضل
ويتبع>>>> : خاتم سليمان وصوت الضمير الزائف م