السلام عليكم
لا أستطيع منع نفسي، فالخوف بات يُهَدِّدُني... حاولت أن أجعل خوفي مجرد أوهام، ولكن ماذا لو كانت هذه الأوهام حقيقة... وبصراحة إذا أخطأ أحد ما أبدأ بتأنيب نفسي، أعلم أن هذا خطأ، ولكني تربيت هكذا، فإذا ما أخطأت أختي بدأ الجميع بتأنيبي، وربما معاقبتي بشدة... لا أريد أن يفهمني أحد، ولكن أريد حل مشكلاتي بنفسي.
وفي بعض الأحيان أشعر بخوف، حتى أصبحت خائفةً من كل شيء يدور حولي، فمرَّة أخاف من غضب والدتي أو إحدى المعلمات، وعندئذ أفقد التركيز تمامًا... أنا لا أخاف من الشخص نفسه، ولكني أخاف من ردة فعله (حتى لو لم أفعل شيئًا خطأ).
وبدأت تأتيني أفكار انتقام إما من نفسي أو من الآخرين، ولكن ما يزعجني هو أني لا أستطيع إيذاء أحد ما، بل أكتفي بحبس دموعي، وأدعو الله بأن يُخَلِّصُني من هذا العذاب النفسي.
لا أريد أن يفهمني أحد، ولكن أريد معاملة طيبة من قبل الأهل والمعلمات والطالبات... كرهت جميع ما يُذكِّرُني بالمنزل والمدرسة بسبب المعاملة السيئة ومعاقبتي على شيء لم أفعله قط، ولكنهم يريدون التخفيف من حقدهم لأني إنسانة خَلُوقَة ومحترمة... ساعدوني لأتخلَّص من خوفي.
31/1/2021
رد المستشار
ابنتي، أنت تعتقدين أن الأوهام يمكن أن تصير حقيقة... كيف ذلك؟
الرد في سياق رسالتك: "وبصراحة إذا أخطأ أحد ما أبدأ بتأنيب نفسي، أعلم أن هذا خطأ...... فإذا ما أخطأت أختي بدأ الجميع بتأنيبي، وربما معاقبتي بشدة"... لا أريد أن أوافقك على ما ورد في رسالتك، فمن غير المعقول أن تتَّحملي وِزْرَ الآخرين أو أخطاءهم... ليس من المعقول أن تكوني مذنبة في حق أي إنسان إن لم تكوني أنت السبب..... لا يعني أنك مجردة من العواطف والمشاعر تجاه من أذنب وأخطأ، فالتعاطف والتفاعل مع الآخرين لا يعني أننا نتحمل ما ارتكبوه ونعاقب أنفسنا على شيء لم نقْتَرِفُه.... هنا نكون مبالغين في حق أنفسنا، ومغالين في جلد أنفسنا.
المشكلة هي أنت، أنت من أتاح لنفسه ذلك الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير.... والأمر بسيط جدًّا: عليك مواجهة واقعك وأن تكوني واضحة مع نفسك قبل أن يفهمك الآخرون، عليك أن تكوني جريئة ومُواجِهَة لواقعك، لا تتَهَرَّبي وتَتَذَرَّعين بما لا يقبله العقل مما ورد في رسالتك.
وشيء آخر هو أنك تريدين أن تتخلصي من هذا العذاب، وفي نفس الوقت لا تريدين أن يفهمك أحد: "وأدعو الله بأن يخلصني من هذا العذاب النفسي.... لا أريد أن يفهمني أحد، ولكن أريد معاملة طيبة"، وفي نفس الوقت تَبْغِينَ المعاملة الطيبة...... كيف يمكن أن يفهمك الآخرون؟؟ وضِّحي الأمر لهم، كوني صريحة، كوني واقعية، لا تخافي، عَبِّري عن خَلَجَات نفسك، وواجهي الجميع أيَّا كان.
• لا تُحَمِّلي نفسك أخطاء الآخرين.
• كوني واضحة وواقعية.
• فكري في مخاوفك لتتعَرفي على المواقف التي تُسَبِّب لك توترًا زائدًا.
• ابدئي بخطوات قليلة، حدِّدي أهداف أو نشاط يومي أو أسبوعي للمواقف التي لا تسبب لك توترًا قويًا.
• بعد ذلك مارسي نشاطًا بصورة تدريجية إلى أن تجدي أن قلقك ومخاوفك تجاهها صارت أقل.
• اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا.
• تناولي الطعام مع أحد الأقارب أو الأصدقاء أو المعارف في مكان عام.
• احرصي على أن تنظري في أعين الآخرين، مع ابتسامة لا تُفَارِق مَحْيَاكِ.
• شاركي في المواقف الاجتماعية من خلال التعامل مع الأشخاص الذين تشعرين براحة تجاههم.
• لا تحاولي تجنُّب المواقف التي تثير أعراض قلقك.
• وإذا تعرضتِ بالفعل لأحد المواقف المحرجة تذكَّري أنك ستتجاوزين ما تشعر به، وستنجحين في التعامل مع ذلك.
كما يمكنك التخفيف من قلقك كما يلي:
• التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة، أو الانضمام إلى مجموعة توفر فرصًا لتحسين مهارات التواصل.
• ممارسة أنشطة ممتعة أو مهدئة، مثل الهوايات.
• تذكري نجاحاتك، ولا تركزي فقط على إخفاقاتك وفشلك.
• كلما شعرتِ بالارتباك تذكري الهدوء، و خذي نفسًا للاسترخاء.
• كافئِي نفسكِ عندما يكون أداؤك الاجتماعي جيدًا.
وإليك قليل من التمارين:
• الاسترخاء: تساعدك على تقبُّل الموقف قبل التعرض للموقف.
• التنفُّس: بأخذ شهيق عميق وحبسه لثوانٍ، ثم زفير ببطء، ويُكرَّر ذلك عدة مرات يوميًا.