أهلكتني الوساوس، أم أنا بالفعل على صَوَاب؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سأحاول ذِكر كل مُعانَاتِي، وأرجوكم بعد الله أن تُجِيبُوني على كل حالة هل هي صحيحة أم لا. أعرف أنَّها قد تكون أطول استشارة، لكنها ليست سِوَى جزء صغير من الجحيم السجن الذي أنا فيه. وأنا أكتب الآن هذه الكلمات تحت ضغط هائل وقِلَّة النوم التي صارت مُلازِمَة لي، فأعتذر عن عدم تسلسل الأحداث.
في هذه الأيام من رمضان كنت ألعب إحدى الألعاب على الهاتف، فشَعَرْتُ بغضب وقُمت بِسَبِّ الله، وكانت فقط سبق لسان، ونَدِمت نَدَمًا عظيمًا. وبحثث فوجدت أن صيامي غير مقبول، وأنِّي مُرْتَد، وأنَّ عليَّ التَّشَهُّد والاغتسال ثم التَّشَهُّد، ففعلت ذلك، لكن هنا تبدأ القصة.
كنت أبدأ بغسل كل شيء في الحمام من الدَّلْوِ حتى الصابون، وأشكُّ حتَّى في نجاسة الصابون لأنه يُسْتَعْمَل في إزالة النجاسة، وحتَّى مَوْضِع الصابون أُنَظِّفُه لأني أجد مِياهًا عَكِرة.هل هي نجسة؟ أنا أبدأ أولًا في أخذ دُوش حتى أُزِيلَ أيَّ رَذَاذ من النجاسة، وعندها أُكَرِّر غسل الدَّلْو والصُّنْبُور والصابون لأنِّي أشُكُّ في نجاسة الصنبور لأنه يُسْتَعمَل من عدة أشخاص، ثم أبقى عدة دقائق لاستحضار النيَّة، ولَمَّا أقول البسملة أشك في أنِّني لم أنطق بها جيدًا في نفسي، فأعيد مرة أخرى استحضار النية والحِرص على نطق حروف البسملة جيدًا.
ويأتيني شَكّ في طريقة غسل يدي هل هي صحيحة، حيث أولًا أحْمِل بعض الماء علي كَفِّي الأيمن وأصُبُّه على الأيسر وأُدَلِّكُهُما وأُلَاقِي الأصابع ببعضها لِدَلْكِهِا. ويأتيني وسواس بأني لم أغسل يدي جيدًّا أو أن الماء الذي حملته على كَفِّي من أجل غسلهما غير كافي، وهكذا أُكَرِّر مع الاستغفار كل مرة، حتى وصل الأمر أنِّي أَتَشَهَّد بالشهادتين في نفسي لأني أستهزئ بالله وبعبادته.
وعندما أبدأ في تنظيف الذكر _أعَزَّكم الله_ أحاول ما أمكن ألَّا يَتَطايَر الماء من العضو نحو فَخِذي. هل أصبح فخذي نجسًا؟ ونفس شيء عند غسل الدبر، هل الماء النازل منها على الفخذ نجس؟ وهل تطاير الماء أثناء الاستنجاء إلى دَلْو الوضوء يجعل هذا الماء غير صالح للوضوء؟ حيث أنِّي بعد الانتهاء من الاستنجاء أسْكُب الماء على نصف جسدي السفلي لإزالة أي نجاسة عَالِقَة، فيأتِي وقت الغسل وتُعاد نفس القصة من غسل كل شيء بالحمام واستحضار النية والاستغفار والتَّشَهُّد والحَذَر من سقوط القَطَرَات على دَّلْو الوضوء. هل عند غُسْل العضو الذكري والدُّبُر سواء في الاستنجاء أو الغسل تتنَجَّس الملابس الداخلية باعتبار أثناء غسلهم؟ وهل عندما أُمَرِّر يدي اليسرى بغير قصد فوق الدلو فأشك سقوط قطرات من الماء التي كنت أغسل بها العضو الذكري أثناء الغُسل من الجنابة والدبر على ماء الوضوء، وحتى إن تساقطت بالفعل، هل هي نَجِسَة أم يجب تغيير ماء الوضوء بماء جديد، وأُشَدِّد في غسل الأعضاء والحرص على أن يكون الماء كثيرًا؟ هنا أثناء الغُسل تأتيني وساوس سب الله _والعياذ بالله_، وأُحِسُ وكأنِّي أنا من أقولها.
وأحيانًا لِكَثْرِة الضغط النفسي أَسْهَى وأتخيَّل أشياءً مثلًا كأن شخصًا قد أثار غضبي، فتأتي كلمات سب الله والدين، وعندها أَعِي ما وَقَع، وأشعر بالعار وبأن هذا الغسل غير صحيح لأني ارْتَدَدت، فأتشَهَّد أثناء الغسل وأُكمِل، مع عِلْمِي أنَّه لا شيء من هذا الغسل مقبول. كل هذا العذاب يحصل أثناء غُسْلِي. هل اصبحت كافرًا؟ هل عندما أكون في خيال كيفَمَا كان وتخَيَّلت بأن شخصًا أصابني بالغضب، وقُمْتُ بالسَّبِّ كما أشرت، وكَرِهْتُ بعدها ما حدَّثْثُ به نفسي، وخِفْتُ وأُحْبِطت. هل أنا أصبحت خارج الإسلام؟
وعند وصولي لغَسْلِ الشِّقِّ الأيمن والأيسر أصُبُّ الماء على كل عضو على حِدَة في شِقِّي الأيمن ثم الأيسر لكي أتَيَقَّن أن الماء قد وصل إلى جميع أجزاء بَدَنِي كالإِبِطَيْن وأسفل الخِصْيتين، لكن أنتظر أن يَمتَلِئ الدَّلْو لكي أُكْمِل. هل هذا الانتظار يُبْطِل الغُسْل لأنَّه هناك انقطاع ريثما يُمْلَأ الدلو؟ وهل إذا غسلت الشِّقّ الأيمن عضوًا بعضو، وشككت في أنِّي لم أغسل جيدًّا الأعضاء، ونويت أن أغسل الشق الأيمن مرة أخرى، هل هذا تكرار مُبْطِل للغسل لأنه لا يُوجَد ما يَنُصُّ على أنه يحجب غسل الشق مرتين؟ هل أفسدت غُسْلِي؟ وهل تطايُر الماء من جسدي وتساقُطه على ماء الوضوء أثناء غسل الشِّقَّيْن يُنَجِّس ماء الوضوء، وبالتالي يكون الغُسل ليس صحيحًا؟
ولديَّ شعر كثيف ومُجَعَّد. فهل فقط ثلاثة أكواب من الماء كافية؟ حيث أنِّي أَضَع رأسي تحت الصُّنبُور وأغسل لأضمَن تخليل شعري، وهكذا ثلاث مرَّات، وأبقى حتى أكثر من ثلاث دقائق وأنا تحث صنبور في كل تَهْلِيلَة الشعر. وأثناء وُصُولِي لمرحلة غُسْل القدمين شعرت وكأنَّ ريحًا خرج من دُبُري، ودائمًا ما يَقَعُ لي هذا، وفي هذه المرحلة بالظبط أقول في نفسي "لا خوف، سأقوم بالوضوء الأصغر" فأُضطَرَّ بعد الغُسْلِ إلى الوضوء الأصغر، لكن هذه المرَّة تجَنَّبْت هذا الفعل، فسقطت في قلق عظيم بأنَّ صيامي غير مقبول لأنِّي لم أُكْمل الطهارة أبدًا وأن غُسْلِي غير صحيح أبدًا، مع أنّني في بعض الأحيان أثناء الغسل أُشُكُّ في خطأ ما فاقول في نفسي "لا عليك، سأُعَوِّضُها غدًا في الغُسْل". هل هذا الاعتقاد يُبْطِل الغُسْل الحالي؟ هل هذا صحيح.
وأريد التأكيد أن ما يقع من سَبٍّ أكرَهُه كل الكُرْه. والآن لا زلت أشُكُّ هل غُسْلِي صحيح أم لا، ولازلت قَلقًا لعدم وضوئي بعد شَكِّي في خروج الريح، ولكن أُؤَكِّد لكم أنه عندما رفعت رجلي لغَسْلِها أحسست بشيء في دُبُرِي. هل هو ريح؟
المهم أني صِرْتُ مُنزَعِجًا، فقلت يجب أن أُعِيد الغُسْل لأنِّي نَوَيْت إعادته لأنَّه بالكاد يكون صحيحًا بعد كل السَّبِّ والاخطاء، فذهبت إلى حَمَّام شعبي حتى آخد كل وقتي ولا يتضايق أهلي، فكنت كُلَّمَا مَلَأت الدَّلو يَمُرُّ أحدهم مُبَلَّلًا، فأقوم بِصَبِّ الماء وطَرْحِه ظَنًّا مني بتطاير قَطَاراته على دلوي، ووقع لي هذا أَزْيَد من 8 مرَّات حتى كدت أن أقول لأحدهم (وهو أكثر من مَرَّ على دلوي) كِدْت أن أنعته بالشيطان الواقف ضد عبادتي. المهم بقيت هكذا حتى استنجيت، وأنتظر دقئاق أمام الصنبور لاستحضار النية من أجل الغُسْلِ مِمَّا يُشْعِرُني بالحرج أمام الأشخاص هناك، فأتظاهر فقط أنِّي تعبان ومُتَّكِئ، فأغسل يدي ثلاثًا ثم أعود لمكاني. وهنا أثناء وصولي لِمَرْحَلِة الشِّقِّ الأيمن أتاني شخص يحمل كيِسَه وعليه الصابون طَالِبًا مِنِّي ن أُمَرِّر الكيس على ظهره، فقلت له أنِّي بِصَدَد الوضوء ولا يمكن، لكنه أَلَحَّ علَيَّ كثيرًا لأنه لم يَبقى إلَّا أنا وهو وشخص آخر مُسْتَلْقِي، فقمت بما طلب وشعرت بانزعاج عظيم لماذا يحدث لي هذا كله! أَوَدُّ فقط أن أعبد الله وأتَطَهَّر. شعرت بالانزعاج لدرجة أنِّي شكَكْتُ في عدد غسلات رجلي، وفي إحدى الغسلات كنت قد مَرَّرْت مرة واحدة فشككت في صحَّتِها. المهم أنِّي خرجت عن التركيز فاضطُرِرْت بعدها إلى الوضوء لتصحيح أي خطأ، وهنا نفس الشيء حيث كنت أسحب الماء من الدَّلْو بعد غسل اليدين، وكان يسقط من جسدي نحو الدلو. هل هذا فيه نقض.
المهم، في اليوم الثالث اضطُرِرْت إلى إعادة الغُسلِ، وقلت في نفسي أنَّه لا يجب سوى إعادة الوضوء لأني ما أزال أشُكُّ يوم أحسست بشيء يخرج من الدبر أنَّه رِيح. وحتَّى إن قِيلَ لِي أعرض عن هذه الفكرة، فكيف وأنا أُصَدِّق بالفعل أنه ريح؟!
المهم أنِّي إذا دخلت لقضاء الحاجة _أعزَّكُم الله_ أقوم بالاستنجاء في البانيو أو المكان المُخَصَّص للدُّوش، وبعدها أغسل يدي وأغسل الصابون وَسْوَسَةً مِنِّي أنه انتقلت إليه النجاسة لأنَّ يدي اليسرى كانت تغسل الأقذار _أعزَّكم الله_، لكن هنا انصدمت عندما قرأت في أحد الفتاوى أنَّ الأرضية ستُصْبِحُ قَذِرَة لأنِّي أغسل ما يخرج من الدُّبُر والذَّكَر هناك في موضع الوضوء والغُسْلِ، فأقوم بِغَسل الأرضية بِصَبِّ الماء، ثم غسل رجلي، وهنا تأتي الوسوسة بأن النجاسة التي سقطت على رِجْلِي ستنتقل إلى الأرض، ثم أقوم بِصَبّ الماء مجددًا على الأرض، وأبقى أُكَرِّر هاتين الحركتين حتى أشعر بالإنهاك النفسي. والمشكلة كبرى أنِّي أشُكُّ في باطن قَدَمِيِ لأنِّي قبل أن أقرأ تلك الفتاوى كنت أدخل حافي وأَمُرُّ على المِرحَاض. الآن أشُكُّ حتى في النِّعَال بأن نجاسة باطن قدمي ستَلْتَصِق في النعال، ومن ثمَّ أضطَر إلى غسل البانيو، ثم أضع قدمي بِحَذَر وأصُبُّ الماء مرة أخرى على البانيو أو موضع الدوش، وأغسل رجلي، وأشُكُّ فيما هو نازل من رجلي، وأَصُبُّ الماء مرة أخرى، وأي خطأ أُكَرِّر من جديد غسل يدي والصابون.
هل غسل الأرضِيَّة أو البانيو الذي تمَّ في الاستنجاء يُصبِحُ طاهرًا؟ وهل يجب غسل رِجْلِي؟ فأنا أتوَقَّف هنا، وبعد هذه المرحلة أقوم بغسل يدي بالصابون، وأغسل الصابون، وأُكَرِّر غسل يدي مرة أخرى في حلقة غير منتهية. وهنا أحس ضغط شديد، وأَسُبُّ الرَّبَّ في نفسي. لا أعلم هل أنا أفعل هذا أم أنَّها وسوسة، فأُسْرِع باللِّبَس لكي أخرج وأتشَهَّد لكي أعود مجددًا إلى الإسلام، وهذه الملابس التي أضعُها بعيدًا عن موضع المِرْحَاض والبانيو، وأثناء لِبْس السِّرْوال يتلامس مع الأرض التي تحتوي على بعض المياه الغير نقية، وهنا أقول في نفسي "حرام أتشَهَّد وملابسي مُتَنَجِّسَة"، وأقعد وأسْكُب الماء على الموضع الذي لَامَسَه السروال للأرض، وأخرج وأُكَرِّر مرات عِدَّة التَّشَهُّد، وتُصيبتي وساوس منها وسوسة النية، وسوسة النُّطْق، وسوسة رفع السَّبَّابَة متأخِّرًا.
المهم أنِّي أقعد إلى حمام، وتُعَاد قصة نجاسة قدمي، وبأني ما دمت لم أستنجي في موضع الدوش فالموضع كله سيُصبِح نجس. هل يمكنني الاستنجاء في مكان الدوش والغسل أو الوضوء؟ وذا نعم فَمَا هي الطريقة الصحيحة؟ لأني أجد صُعوبةً في الكرسي الإفرنجي خصوصًا عند خروج الغائط _أعزَّكم الله_، فاليوم بقيت في مرحلتين لمدة ثلاث ساعات ونصف، حتى أصبحت يَدِي وكأنها مَسلُوخَة لِبَيَاضِها من كثرة غسلها بالصابون، فغادرت الحمام مُكتَئِبًا ورأسي يكاد ينفجر. أرجوكم هل يجب غَسْل موضع الاستنجاء الذي هو البانيو لديَّ، ثم غسل الرجل فقط؟ وهل تتَحَقَّق الطَّهارة هكذا.
باقي آخر عشر أيام في رمضان، وأُفَكِّر في قضاء كل هذه الأيام. هل يجب فقط الإعادة أم هناك كَفَّارة وإطعام ستين مسكينًا عن كل يوم؟ وهل سيُعَذِّبُني الله لأني قَصَّرت في صيامي؟ لأني أظُنُّ أني أصوم وأنا كافر، أو على الأقل مسلم لكن غير مُطَهَّر.
أجيبوني على كل حالة من الحالات
أرجوكم.
5/5/2021
وأضاف في رسالة أخرى:
المَذِي في الفم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كنت قد أَمْذَيْت ولَمَست ذلك بِيَدِي وأصابعي، وسَهَوْت ووضعت إصبعي الجاف في فمي لإزالة طعام لاصِق، وبعدها تذَكَّرت أني لَمَسْتُ المذي. والنجاسة إذا الْتَقَت بشيء رَطِب نَجَّسَتْه. هل أصبح فمي نَجِسًا؟ حيث أنِّي قُمْت بالبحث وغسل فمي بالماء، فهل هذا كافي لأنِّي أود الاغتسال وأخاف أن يكون باطلًا بسبب النجاسة التي في فمي؟ حيث قرأت في إحدى الفتاوى أنَّ بَلْع النجاسة يتَطَلَّب الانتظار على الأقل يومًا حتى يصير هَضْمُه ويُصبِح مع الفضلات.
كما أنِّني لَمسْت الهاتف، وتذَكَّرت أن النَّجاسة الجافَّة لا تنتقل إلى موضع جاف، لكن كنت قد مَسَكْت بعدها كأسًا باردًا ورَطِبًا، وتيَقَّنْت أن المَذِي الجاف على يدي تَحَلَّل وأصبَحَت يَدِي نَجِسَة، فقُمْتُ بإزالة سماعة الأذن وغسلت الكأس ويَدِي والصنبور، ثُمَّ بَلَّلْت المنديل الورقي ومسحت الهاتف لأنه لا يمكن غسله. هل هذه الطريقة الصحيحة؟ وتذَكَّرت حينها أنِّي لمست بيدي الرَّطِبَتَيْن سماعة الأذن، فحاولت مسحهم بمنديل آخر مُبَلَّل، وتذَكَّرت أن هذا لا يَنْفِي النجاسة، ولِشِدَّة وسواسي غسلتهم، وتمنيت ألَّا يكونا قد تَعَطَّلَا، حيث أن هذه السماعات على شكل خَيْط ينْقَسِم في الوسط إلى خيط الخاص بالأذن اليمنى وآخر خاص باليسرى، وعندما كنت أمسح بالمنديل الجهة يسرى مثلًا وأُزِيل المنديل يعود الخيط الأيسر المُبَلَّل لِمُلَاقاة الأيمن، مِمَّا يعني انتقال مرة أخرى النجاسة، فاضطُرِرت إلى غسلهم وغسل يدي وغسل الصنبور وغسل يدي. أعلم أنَّه ضَرْب من الجنون، لكن أليس حقًّا هكذا تنتقل النجاسة؟ وهل إذا كانت يدي فيها نجاسة جافة وفَتَحت الصنبور المُبَلَّل ألَا تنتقل إليه النجاسة؟ أعتقد نعم، فأغسل يدي ثُمَّ رأس الصنبور ثُمَّ يدي.
8/5/2021
وأضاف في رسالة أخرى يقول:
بَلْعِ الدَّم والمَذِي
لقد قرأت في أحد الفتاوى أنَّ مَنْ بَلَع النجاسة يجب عليه انتظار على الأقل يوم حتى يتم هَضْمِها وخروجها مع الفَضَلَات. ما حكم من ابْتَلَع دم فَمِه؟
هل يجب انتظار يوم ثم الوضوء والصلاة؟
وما حكم من وصل بعض المذي إلى فَمِهِ سَهْوًا بعدما كانت يده على ذَكَرِه؟
8/5/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "أسامة"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين
يمكن تلخيص وساوسك المذكورة في: وسواس الغسل، وسواس النجاسة، وسواس السب القهري، وسواس الصيام. وفي كل منها عدة وساوس جزئية. إضافة إلى جهل كبير جدًا بأحكام ذلك كله، وهو ما يزيد وسواسك اشتعالًا، ويضاعف معاناتك.
والتشويش واضح جدًا من خلال سطورك، واضطررت إلى قراءة الرسالة مرات عدة على فترات متباعدة لأستطيع تحديد وساوسك. فأعانك الله.
- أبدأ بوسواس السب القهري لديك، وهو غير مخرج عن الإسلام ولا يعتبر ردة، مثله مثل سائر الوساوس التي لا قيمة لها ولا توصف بحلال ولا حرام. هو شيء خارج عن الإرادة عفا الله عنه ولا يؤاخذ صاحبه. عندما تفعله دون إرادة فهو شبيه بالإكراه الذي يفقد المرء معه إرادته، وقد عفا الله تعالى عمن ينطق بكلمة الكفر مكرهًا، قال تعالى: ((مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) [النحل:106]. ولا يضحكنّ الوسواس عليك فيقول لك: إنك راضٍ ومنشرح الصدر للوساوس والسباب، فهي حيلة معروفة من حيل الوسواس تتكرر في رسائل الموسوسين ولا تتخلف.
-الوسواس الثاني: وسواس النجاسة: وذكرت فيها:
1- نجاسة الصابون وتطهيره، والاستنجاء بالصابون: لا داعي لاستعمال الصابون في الاستنجاء، يكفي الماء فقط، ولا علاقة للصابون بتطهير النجاسة أبدًا أبدًا.... وإن رأيت النجاسة على الصابونة، فغسلها بالماء يكفي، أما أن تعتبرها نجسة لأنك أو غيرك تغسلون بها أيديكم فهذا وسواس محض عليك مخالفته، وترك غسل الصابون، وإذا كانت الصابونة طاهرة فالماء العكر الذي يكون تحتها طاهر....، أنت أخبرني: ما دليلك على نجاسته؟
2- تكرار غسل ما تظنه نجسًا، كالدلو والصنبور ورجليك والأرضية....: التطهير يكون بمرة واحدة، خاصة إن لم يكن هناك حجم للنجاسة أو لون..... مجرد صب الماء يطهرها، لكن مشكلتك في دوامة انتقال النجاسة من الشيء الذي تعتقده نجسًا إلى الشيء الذي قمت بتطهيره في سلسلة لا متناهية من الانتشار والانتقال، لا يقطعها إلا الإعياء الذي يصيبك.
3- غسالة النجاسة، والماء المتطاير من الاستنجاء ومن جسمك وجسم غيرك: ما تسأل عنه من تطاير ماء الاستنجاء ونحوه، أو ما نسميه تطاير (غُسالة النجاسة) أو (الماء المستعمل) أي الماء الذي استعملناه في غسل النجاسة.
هذا الماء المستعمل، إن انفصل عن مكان النجاسة ولم يتغير فهو طاهر، بل مُطَهِّر في مذهبكم يا أهل المغرب يا مالكية. وعليه، إن الاستنجاء من أثر البول لا يغير الماء قطعاً، فالغسالة طاهرة، ولا تنجس ما أصابته من ثياب أو فخذ أو ماء إناء؛ والاستنجاء من أثر الغائط لا يغير الغسالة أيضًا. الغائط لا يغير الماء المستعمل إلا إذا كان كثيرًا، والمسنون مسح الدبر بشيء جاف أولًا كالمنديل، ثم صب الماء، وهذا ينقذ الموسوس من البحث عن تغير الماء بعد الاستنجاء من الغائط.
4-ابتلاع النجاسة: عندما وضعت إصبعك المتنجسة بالمذي في فمك:
أولًا: لم يتفق الفقهاء على عدم صحة الصلاة مع ابتلاع النجاسة، وإنما قال بعضهم بصحة الصلاة مع ابتلاع النجاسة ووجودها في الباطن، كالشافعية مثلًا.
وثانيًا: لا إثم عليك لأنك ناسٍ لوجود النجاسة. وحكم وجوب التقيؤ مع وجوب الإعادة متعلق بمن تعمد ابتلاع النجاسة، أما حضرتك فلا شيء عليك، للنسيان ولاستحالة تقيؤ النجاسة التي لا يمكن رؤيتها أصلًا فضلًا عن تقيؤها. فلم يكن هناك على أصبعك نجاسة تتحلل كما توهمت.
وثالثُا: حتى من قال بعدم صحة الصلاة لمن ابتلع النجاسة متعمدًا –وهم المالكية- لم يقل أن الغسل لم يصح، ولم يقل بحرمة الصلاة مع وجود النجاسة! وإنما عليك أن تغتسل وأن تصلي، ثم تعيد صلاة الساعات التي بقيت النجاسة فيه في معدتك على حالها قبل أن تتغير، ولا يزيد بقاء الطعام في المعدة على 8 ساعات، ويتغير في أقل من ذلك.
رابعًا: المضمضة التي قمت بها طهرت فمك ولا يجب عليك غير ذلك.
خامسًا: النجاسة الجافة –عند الحنفية- لا تنتقل بملاقاة الرطب الطاهر ما لم تتحلل ويظهر أثرها على الرطب، وأنت لا شيء يرُى على أصبعك فضلًا عن أن يتحلل وينتقل. فسلسلة انتقال النجاسة إلى الجوال والسماعات والكأس والصنبور مقطوعة من أولها، لبقاء النجاسة على يدك وعدم انتقالها إلى الكأس ولا إلى غيره.
-وسواس الصيام: لا تشترط الطهارة من الحدث الأكبر من أجل صحة الصيام، والصوم صحيح حتى لو بقي الصائم جنبًا يومًا كاملًا، وهذا الحكم يجهله كثير من الناس. أما مسألة قضائك للصوم بسبب الردة والسب، فقد انتهينا من أمره لأنك لم تكفر أصلًا ولم ترتد كما بينت لك سابقًا، ليس عليك قضاء يا "أسامة"، وتقبل الله طاعتك.
-أخيرًا: وجود النجاسة على الجسم أو داخله، أو على الثوب، لا يمنع التشهد ولا يبطل الوضوء ولا الغسل، وكل ذلك صحيح وجائز. وتكرار صب الماء على الجسد في الاغتسال لا يبطله، فهو صحيح حتى لو غسلت جسدك مئة مرة، لكن هذا وسوسة كما تعلم عليك ألا تفعلها.
قد أجبتك على الشق الشرعي المعرفي، أما العلاج السلوكي فهو في حالتك مستحيل دون الذهاب إلى الطبيب.....، ذهابك للعلاج واجب تُسأل عنه عند الله تعالى، فبادر إلى الذهاب اليوم قبل الغد
عافاك الله وأعانك