أنا وأُمِّي: لا أفهم المشكلة!
مرحبًا جميعًا. أنا امرأة أَبْلُغ من العمر ثلاثين عامًا. متزوجة، وأمّ لِطِفلَة.
مشكلتي بدأت منذ أن بلغت من العمر عامي الثالث عشر، إذ بدأت بالابتعاد نفسيًّا عن أمي، وبدأت أشعر أنَّها لا تفهمني، ولا أستطيع أن أُنهِي معها نقاشًا أو حديثًا دون أن ينتهي بصُراخٍ وانفعال مُتبادَل غالبًا. ومنذ ذلك الحين لاشعوريًّا أصبحت أتجنَّب الحديث معها، وأَخَذَت علاقتنا شكلًا مختلفًا وإن كانت تبدو طبيعية ولا شائِبَة فيها.
علمًا أنَّ والدتي من النوع الحريص جدًّا، وأحيانًا أعتقد أنَّها مُصابَة بالوسواس القهري، وكثيرة القلق فيما يتعَلَّق بكل شيء، وتَمِيل إلى التَّسَلُّط أحيانًا. عدم انسجامي التام مع والدتي، والذي كنت أُخفِيه وأتجاهله حتى مع نفسي دَفَعَنِي إلى الزواج بسن التاسعة عشر، علمًا أنَّنِي مُتفَوِّقَة وأدرس الصيدلة.
تحسَّنت علاقتي بوالدتي بعد ابتعادي عن البيت قليلًا. وأنجبت طفلتي أثناء دراسة الصيدلة، وكانت والدتي شديدة الحرص والتَّعَلُّق بها، وتعاملها بنفس القلق والحرص ورُبَّما أكثر، بل كانت تَصرُخ عليَّ أحيانًا إذا لم أَكُن أعتَنِي بطفلتي كما تراه هي مناسبًا (وغالبًا الأمر بسيط جدًّا ولا يستحق)، وهذا أصبح بابًا جديدًا للخلافات بيني وبينها، الأمر الذي دَفَعنِي مُجَدَّدًا إلى تَجَنُّب البقاء لفترات طويلة في منزل والدي، وتَجَنُّب التَّصَادُم معها كَوْنِي أتأَلَّم كثيرًا في داخلي بعد كل مشكلة أو مُشَادَّة.
قبل أيام اختلفنا مجددًّا حول أمر مُتَعَلِّق بابنتي، وأن الطفلة يجب أن تعتاد الاعتماد على نفسها في تناول الطعام كَوْنُها كَبُرَت وأصبحت في عامها السابع. وحدث بيننا صُراخ وتوتر مُتبادَل اضْطَرَّني إلى العودة إلى منزلي وعدم الذهاب مُجَدَّدًا. ومنذ ذلك الحِين أنا لا أستطيع مُراسلة والدتي أو الاتصال بها وكأَنَّ شيئًا يَمْنَعُنِي من ذلك.
وطول هذه المُدَّة أُعانِي من توتر وقلق، وقِلَّة في النوم، وشعور شديد بالحزن، وأحيانًا أفكار تتعلق بالموت.
لا أعرف كيف أقوم بِكَسْرِ هذا الحاجز، وأُنهِي هذه المُعاناة التي أتعَبَتْنِي.
24/5/2021
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
الإجابة على استشارتك تبدأ أولاً من نهايتها. هناك وصف لقلق وتوتر وأفكار سلبية واضطراب النوم. اضطراب الاكتئاب يبدأ في هذا العمر، وإذا كانت مدة الأعراض أكثر من أسبوعين ولم تتحَسَّن فيجب مراجعة طبيب نفساني للعلاج. على ضوء ذلك هناك أكثر من تفسير لاستشارتك.
التفسير الأول: هو أن الموقع الاكتئابي الذي أنتِ فيه دَفَعَكِ إلى مراجعة ذكريات تأزُّمُك مع الوالدة، مع إسقاط اللَّوْم عليها فيما حدث لكِ في الماضي والحاضر.
التفسير الثاني: هو أن هناك عُقدَة بُؤرِيَّة في علاقتك مع الوالدة بدأت منذ البلوغ. رُبَّما مصدر هذه البُؤرَة هو ضعف تَعَلُّقُك بها منذ الطفولة، فهي شخصية تَمِيل إلى الكمال والتَّسَلُّط، وتدفع من حولها إلى هاوِيَة الاكتئاب والتَّأَزُّم.
وأخيراً: هناك الحاجز الذي تتحَدَّثين عنه وتُدرِكِينَه جيداً، و يجب أن يساعدك في إدراك مشاعرك السلبية أولاً، والانتباه إلى العوامل البيئية التي تُحَفِّز هذه المشاعر. الخطوة التالية هي الحرص على تَحيِيد هذه المشاعر، وعدم السماح لها بالتأثير عليك. هذا ما كنت تعملين به لفترة طويلة، و تَقَرَّبت من أُمّ لم تَتَعَلَّقِي بها بسبب يَقَظَتِك الواعية. فجأة، وبسبب أزمة ليست بِغَيْر المعروفة في العلاقات العائلية فَقَدْتِ القُدرَة على إدراك المشاعر والسَّيْطَرَة عليها. ربما السبب هو إصابتك بِنَوْبَة اكتئابية.
نصيحة الموقع هو أولاً الحديث مع طبيب نفساني لتَقْيِيم الحالة النفسية.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
مثل كثيرات : أنا وأمي ..... سيرة ومسيرة !