سؤال فقط: لا علاقة له بالوسواس إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كان آخر ما بعثت إليكم مشكلة واحدة تبَقَّت لي، وقلت أنِّي بحمد الله تجاوزت الوسواس. ومع أنَّني في هذه الأيام تَرِدُ عليَّ أفكار كثيرة وشكوك، لكنَّنِي بِفَضْلِ الله أُعرِضُ عنها رغم القلق الذي يُصِيبُنِي حتى أُشفَى تمامًا.
لكن لديَّ سؤالًا أرجو أن تُوَضِّحه لي د. رفيف لأنَّنِي برغم كثرة مُحاوَلَتِي لتفسير الطُّهْرِ أعجز عنه، إذ أنَّه لا قَصَّة بيضاء تَدُلُّ لي عليه (ليس وسواسًا بإذن الله).
بعد انتهاء الدمَّ الصريح عندي تعقبه كُدرَة، ولم أَرَ الصُّفرَة أبدًا، أو ربما لم أُفَكِّر من قبل أنَّ الصفرة من ألوان الدم. والآن أرى بعد الكُدرَة بساعات سائلًا شفافًا لكنه مُختَلِط مع لون أصفر، يعني إذا مسحت الأولى وجدته شفافًا، وإذا مسحته ثانيةً وكان كثيرًا في المنديل يكون أصفرًا شفافًا، وإذا نظرت إليه على يدي يكون أبيضًا شفافًا، وفي اليوم الذي يليه يكون أَخَفَّ صفارًا وأثقلَ قَوَامًا! وهكذا يُصبِحُ أَفْتَحَ بين يومٍ وآخر. ما الواجب عليَّ؟ هل أنتظر حتى يصل إلى آخر دَرَجة من الصَّفَار الخفيف؟ أمّ من أَوَّلِ يوم؟
أنا أعلم أن الصفرة مثل صفار البيض، وأَظُنُّ أنها تكون صفارًا قاتِمًا، صحيح؟
وهذا ليس قاتمًا.
26/5/2021
ثم في اليوم التالي أرسلت تقول:
لا فائدة حقًّا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أعلم أنَّنِي أَكْثَرتُ عليكم جدًّا، لكن رجاءً اصبروا عليَّ.
ما زلت في انتظار ردّ د. رفيف على مشكلتي الأخيرة (الباطن ونجاسته، والظاهر وصعوبة تحديده). وكنت أرسلت لكم خُلاصَتِي التي أَظُنُّ صِحَّتَها. وما زلت حتى اللحظة أعمل بالاحتياط حتى لا أَحكُمَ على ظاهر بأنه باطن أو العكس. المهم أنِّي قُلتُ أنَّهُ بافتراض صحة استنتاجي فسيكون عليَّ غُسل هذا الظاهر طبعًا (المكان الذي يظهر بعد تفريق الشفرتين الصَّغِيرَين)، وقد سبق وبيَّنْتُ أنه مُؤلِم لي، فقرَّرت أن أُجَرِّبَ اعتباره ظاهرًا لِمَرَّة لِأَرَى هل تنتهي المعاناة هنا، لكن للأسف الأمر أكبر مما ظننت! الألم لا يُحتَمَل، ولا يُمكِنُنِي أبدَا غسل ذلك المكان، الماء في حد ذاته لا يؤلم لكن:
1/ التَّفريق بينهما لِضَمَان وصول الماء (ويمكنني ألَّا أُفَرِّق، إذ أنَّ غالب الظن وصولها حتى دون تفريق).
2/ والذي لا يمكن تَحَمُّلُه ولا تَجاوُزُه هو محاولة إزالة الإفرازات، إذ لا بُدَّ من استعمال يَدِي، لكن صدقًا لا يمكنني، لدرجة أنَّنِي قلت أنَّه لا يجب عليَّ إزالتها لأنَّها طاهرة فتركتها (ما تبقى منها). والآن أُفَكِّر ماذا إذا كان مَذِيًّا؟! أيُّ شيءٍ سأصنع؟! كيف سأستطيع احتمال ذلك الألم والذي يستمر حتى بعد التنظيف؟ ناهِيكُم عن أنَّنِي لا أستطيع رؤية ما يتبقى (جزء من الإفرازات يزول دون تَكَلُّف طبعًا، والذي يتَطَلَّب هذا التَّكَلُّف يكون على أطراف الفتحة مثلًا، ولا يتحرك حتى بالماء وحدها)، لا أستطيع رؤيته إلَّا بالمِرْآة.
ثم دَاهَمَتْنِي مشكلة أخرى: أعلم أنَّ الواجب في الغسل تَعْمِيم كل مكان في البدن (بما فيه طبعًا هذا الظاهر الذي يجب غُسْلُه في الاستنجاء). وقد حاولت كثيرًا بالأمس لكن دون جدوى لإزالة إفرازات قليلة جدًّا كانت مُلتَصِقَة هناك، ومع شِدَّة الألم تركتها وقلت: "طاهرة لا بأس"! وبعد صلاة العصر تذكَّرت الأمر وفكَّرت أنَّها لا شَكَّ شكَّلَت حائِلًا يمنع وصول الماء! وأنَّ عليَّ الإعادة الآن، وليست المشكلة أبدًا في الإعادة، بل في "كيف سأُزِيلُ كُلَّ ما هو هناك"! وهذا لَعَمْرِي عَنَاءٌ جديد سيتَكَرَّر في كُلِّ غُسْلٍ.
أخيرًا: فكَّرت في أنَّ عليَّ الذهاب للطبيب لِأَرَى هل أعاني من مشكلة صحية مثلًا، لكنني أعلم أنه لا يمكن أبدًا حدوث ذلك، فأهلي لن يسمحوا لي بذلك في أي ظرف، وسيَظُنُّونَها وساوس جديدة، وسيظُنُّون أنَّ عِلاجِي في تجاهل ذلك، بل لن يُمكِنَهَم أصلًا تَصَوُّر ما أَعنِيه.
ملاحظة: قد تقولين يا د. رفيف: "لا تستَعْمِلي المِرآة أبدًا، ويَكفِيكِ غَلَبَةُ الظن"،
لكن جوابي للأسف سيكون "غلبة الظن في حال عدم المرآة هي وجود حائل في حال الغُسل، أو باقي مذي".
27/5/2021
ثم استدركت في نفس اليوم تقول:
نسيت شيئًا آخر
حقًّا آسفة يا د. رفيف، لكنني أَظُنُّ أنَّ هذا سيُفِيدُ في سؤالي أيضًا، وجدته أثناء البحث.
تمنَّيْتُ إذا كان بإمكاني إرفاق صور لأتمَكَّن من الإشارة إلى المواضع التي أريد منك الاطِّلاع عليها في البحث، لكن للأسف سأُرفِقُ لك الرابط مع أرقام الصفحات في حال أردتِ الاطِّلَاع على المراجع:
بحث بعنوان: طهارة الإفرازات المهبلية: دراسة فقهية طبية معاصرة، للدكتور أيمن عبدالحميد البدارين.
طبعًا ما يُهِمُّني هو تحديد باطن الفرج وظاهره.
1/ ص528: في التَّعريف ذكر: أنَّها "ماء أبيض يخرج من بين ما يجب غسله في الاستنجاء، وآخَرِ ما يصله ذكر المجامع المعتدل". قد يُشِير لِصِحَّةِ استنتاجي؟
2/ ص532: في مذهب الشافعية عند تقسيمهم لها حسب مكان خروجها. برجاء اطَّلِعِي على الأقسام الثلاثة، حيث ذكر هنا "مُلتَقَى الشَّفرين" الذي كنت سألت عنه في استشار سابقة، وبَيَّن أنه ظاهر. ثم نَجِدُ أنَّه في النوع الثاني جعل مكانًا جديدًا هو "ما بين الباطن وما يجب غسله، وهو ما لا يجب غسله ويصله ذكر المجامع"، وأظن هذه الصفحة مهمة جدًّا لأنَّها بالضبط تُجِيب على سؤالي "ما هو مُلتَقَى الشفرين؟ وما هو ما وراءهما ولا يجب غسله؟".
3/ ص540: في النتائج رقم 8 بيَّن أنَّ الشافعية مُختَلِفون أصلًا في تفسير باطن الفرج (وإن كان سواء المهبل أو ما وراءه، فلا يُشَكِّلُ عندنا فرقًا).
قراءتي لهذا كله لا تَعنِي شيئًا لأنَّنِي لا عِلْمَ لي بالفقه والفقهاء وعباراتهم وقِيَاسَاتِهِم، لذا طلبت منكِ _جزاك الله خيرًا_ الاطِّلَاع ومحاولة نَقلِ الصورة لي. لكنني فَضَّلت أن أُشِيرَ إلى أنَّ ما ذُكِر في ص 532 فَهِمْتُ منه أنَّ الظاهر دون تفريق الشفرين هو ما يُغْسَل، وأنَّ الباطن (وهو فتحة المِهبَل وما وراءها) لا يجب غُسْلُه، وأنَّ ما بينهما (بين الشفرين والفتحة) أيضًا لا يجب غُسله، لكن هل هو في حكم الباطن؟ وهل يُنَجِّس الماء، خاصةً أن الماء يصل إليه رغمًا عَنِّي؟ وهل أصلًا كلامي هذا صحيح؟ وهل يجب إزالة المُفرَزَات والمَذِي عليه؟ أم أنَّ الإفرازات والمذي كالمني عند البِكْرِ في الفَتْوَى التي أرسلتها سابقًا؟ وهل يجب وصول الماء له في الغسل؟ أم أنَّه هو ما وراء مُلتَقَى الشَّفْرَين.
أشكركم كثيرًا على تَقَبُّل كَثْرَة إرسالي.
وأرجو أن أَصِلَ حقًّا إلى شيء يُرِيحُنِي.
27/5/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "أسامي" وأهلًا وسهلًا بك على مجانين مرة أخرى
إن طهرك من الحيض هو أخف درجة صفار ترينها، وهذه لا يكون فيها أي أثر للحمرة، ولا تنتظري اللون الأبيض الناصع.
ويا حبيبة فؤادي أنت!!! لم تذهبي بعد إلى الطبيب لتعرفي ما هذه الآلام المبرحة التي تعانين منها؟!!! وما المستحيل في ذهابك؟!!! إذا قلتِ لأهلك: إني أتألم كثيرًا وأريد العلاج، هل سيقولون لك تجاهلي؟! هناك شيء غير واضح في الموضوع.
وأنا آسفة، لا أستطيع إجابتك ولا إفادتك في شيء قبل أن أعرف نتيجة الفحص الطبي، ولا أريد جواب أسئلتك الطبية على الإنترنت. لكن حاولي إزالة المفرزات بالمنديل لأنه يذهبها بسرعة وبسهولة.
ومسألة الظاهر والباطن في الفرج قد أجبتك عليها سابقًا....
أرجو ألا تهملي نفسك، وأتركك في رعاية الله.
ويتبع>>>>>: وسواس النجاسة، حديث وأحاول استدراكه م4