انعدام الجنسانية ونصف الجنسانية!
مُقبِلٌ على الزواج، ولا مَيْلَ لممارسة الجنس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا ذكر عمري 29 عاماً. مشكلتي غريبة جداً، حيث أُعانِي منها منذ البلوغ ، وكل عام تزداد حالتي النفسية سوءاً بسببها، رغم أنَّنِي ناجِحٌ على الصَّعِيد المِهَنِي، والكل في المجتمع يُحِبُّنِي ويَحْتَرِمُنِي.
مشكلتي أنَّه منذ البلوغ (13 عاماً) لم يَكُن لديَّ أيَّ انجذاب جنسي لأي شخص (من الجنسين)، بمعنى عندما أشاهد الأفلام الإباحية (ذكر مع أنثى، ذكر مع ذكر) لا يحدث أي انتصاب، وكأنَّه مَشْهَد عادي مُمِلّ.
أتذكَّر أوَّل مَرَّة أُمارِس العادة السرية كنت أتخيل أشخاصًا مُعَيَّنِين (ذكور عَمَالِقَة) وهم يَقْبِضُون بِيَدِهِم أشخاصًا أقزامًا جداً ويُعَذِّبُونَهَم، وكنت أستمتع جداً عندما أتخَيَّل هذا الأمر. أتذَكَّر في المدرسة كان هناك شِجَار بين شخصين، أحدهم شخص ضَخْم القَوَام والآخر شخص ضغيف، وتأثَّرت بهذا المشهد لدرجة أنَّنِي قُمْتُ بِعَمَل العادة السرية مُتَخَيِّلًا الشخص الضخم وهو عملاق يقوم بالقبض على الشخص الضعيف بيده (أصغر من أصابع يده) ويستَهْزِء به ويَنْتَقمِ منه بسبب كل ما عمله به.
كنت لا أعلم ما هي العادة السرية وما هو المَنِيّ، إلى أن تفاجأت في إحدى حِصَصِ مادة العلوم عندما ذكر الأستاذ بأنَّ هناك شي اسمه "احتلام" يرى من خلاله الذكور رؤى لمشاهد جنسية مُثِيرَة للإناث. وكنت أستمع لزُمَلَائي عندما يقولون أنَّهُم يُشاهِدُون فتيات في احتلامهم، وكنت أستغرب حينها لماذا أنا لست مثلهم! ومنذ تلك اللحظة أدركت بأن هناك خَطْبٌ ما، وأنَّ وَضْعِي غير طبيعي!
للعلم بأن الأشخاص الذكور الذين أتخيلهم عمالقة لا أميل أبداً لممارسة الجنس معهم، أَنْتَصِبُ فقط عندما أَتَخَيَّلُهُم عَمََالِقَة. وليس كل ذكر عِملاق يُثِيرُنِي، فقط ذكور بمواصفات مُعَيَّنة، مثل أن يكون أسمر اللون أو أن يكون مَفْتُولَ العضلات.
وبعد مرور سنوات قليلة شاهدت في الإنترنت صورًا وفيديوهات كثيرة (طبعاً غير واقعية) لعَمَالِقَة يقبضون ويستهزؤون بأقزام، وكنت أَسْتَمْنِي على هذه المشاهدات، ولكنني كنت لا أستمني يوميًّاً، بل ربما مرة في الأسبوع أو مرتين ثلاثة في الشهر.
بحثت عن مشكلتي في الإنترنت، ووجدت أنَّنِي أُعانِي من فيتشِيّة اسمها "الماكروفيليا - Macrophilia" وتعني اشتهاء العمالقة. معظم الذكور المُصابُون بهذه الحالة يتخَيَّلُون نساءً عمالقة، أمَّا أنا فللأسف أتخيَّل غالباً ذكورًا عمالقة، رغم أنَّه في بعض الفترات قُمْتُ بالاستمناء على نساء عمالقة (خصوصا ذوات الصدر الكبير) ولكن ليس كثيراً.
أيضاً عند بحثي في النت عن مشكلة عدم اشتهاء النساء، أرى أن معظم الذكور المصابون بهذا الابتلاء ينجَذِبُون لممارسة الجنس مع نفس النوع (الذكور). ولكي أتأَكَّد من وَضْعِي قُمْتُ بمشاهدة فيلم إباحي بين ذكر وذكر، وشعرت بالقرف لدرجة أنَّنِي أغلقت الفيديو فوراً ولم أستطع تَكْمِلَة المقطع. الشيء الذي أعطاني بَصِيصًا من الأمل هو أنَّ الأفلام الإباحية بين ذكر وأنثى لا تُشعِرُنِي بالقرف كثيراً، إلَّا أنَّه في نفس الوقت لا أراها أنَّها شيئًا مُمتِعًا!
في السنوات القليلة الماضية، كنت أفعل المستحيل لِحَلِّ مشكلتي لأنَّنِي أريد أن أتزوَّج. الشيء الجيد أنَّنِي امتنعت عن ممارسة العادة السرية، ولم أَعُد أشعر بالإثارة عند مشاهدة فيديوهات للعمالقة (مثل بداية البلوغ)، إلَّا أنَّني للأسف لازِلْت لا أشتهي القيام بعلاقة جنسية مع أنثى.
المصيبة الأكبر التي قد تُدَمِّر حياتي هي أنُّه شاء القدر أن أتقدَّم لفتاة أخيراً بعد أن عَرَضَت لي أمي صورةً للفتاة، ووافقت مَبدَئِياً، وذهبت لمقابلتها، وأعطيت الموافقة بسبب شعوري بالارتياح (لم أشعر بأيَّ شهوة جنسية تجاهها!)، إلَّا أنه بعد الموافقة حدث ما لم أتوقَّعُه حيث دخلت في دوَّامة اكتئاب شديد! واحتقرت نفسي كثيراً، وأشعر بِنَدَم مُطلَق لدرجة أنَّني فكرت بالانتحار! إذ كيف أُوَافِقُ على الزواج وأنا لا أَمِيلُ مطلقاً للإناث!
زواجي سيتم قريباً جداً، وأنا في اكتئاب شديد جداً. ذهبت لطبيب نفسي وقال لي أنَّ ما تُعانِيه هو وسواس، وستعيش حياتك بشكل طبيعي (بعد الزواج)! علماً بأنني لم أُخبِرْهُ بأنَّنِي كنت أعاني من فيتشية الماكروفيليا، وقلت له فقط أنَّني لا أشتهي النساء منذ البلوغ.
ساعدوني أرجوكم، الزواج لا مَفَرَّ منه. هل سينجح زواجي؟ هل سأستطيع القيام بعلاقة جنسية مع زوجتي؟
أنقذوني أرجوكم، فأنا خائف من الفشل والفضيحة، وخائف أن أَظْلِمَ البنت التي لا ذنب لها.
1/6/2021
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
يتم تصنيف البشر (كَلَا الجنسين) عموماً من زاوية البُعْدِ الذَّكَرِي – الأنثوي إلى أربعة مجموعات:
١_ مجموعة ذكرية يتمَيَّزُون بِمَيْلِهِم للاستقلال والسيطرة، العداء، الطموح، الاعتماد على النفس والتنافس.
٢_ أنثوية: التعاطف مع الآخرين، التعبير العاطفي، الحنان والعطف، الميل إلى الحياء، واحترام آراء الغير.
٣_ ذكرية - أنثوية: تَمِيل إلى الكفاءة الاجتماعية والفكرية، مع التَّمَيُّز اجتماعياً والميل إلى الابداع.
٤_ لا ذكرية - لا أنثوية: فقدان الثقة بالنفس، عدم وضوح الأهداف، والشَّكِّ في المقدرة.
أنجح البشر هم المجموعة الثالثة، وأكثرهم فشلاً من الزاوية النفسانية هم المجموعة الرابعة.
أنت من المجموعة الرابعة، ولا يُوجَد حَلّ لمشكلتك سوى أن تَحُلَّها بنفسك. خير دليل على سمات شخصيتك هو محتوى الرسالة، عدم النضوج فكريًّا وجنسيًّا، وقَرَّرت الزواج تَلْبِيَةً لِرَغبات أمك (وأنت في العقد الرابع من العمر!). مشكلتك ليست في ممارسة الجنس مستقبلًا، وإنَّما القيام بدور زوج ورَبّ عائلة مع سمات شخصية هَزِيلَة. قد تنتهي حياتك الزوجية بالخضوع التام لشريكة حياتك، ويحصل توازن عائلي يُرضِي الطرفين، أو قدّ تدرك زوجتك ضعف شخصيتك وفَشَلك كزوج غير مُؤَهَّل لمشاركتها الكِفَاح. رُهابُك من الجنس ليس إلَّا مجرد إِزاحَة لضعف سماتك الشخصية.
تقرَّب من خطيبتك، وتحدَّث معها، وانتقل من مرحلة عدم النضوج العاطفي والجنسي إلى مرحلة بلوغ جديدة، مُدرِكاً بأنَّ هذه الشخصية الضعيفة غير مقبولة ويجب نَبْذُها من قِبَلِك وليس من الموقع أو غيره.
ربما ما قاله الطبيب لك عَيْنُ الصَّوَاب، وسيُوَفِّر الزواج فرصتك للنضوج. أو ربما سيكون زواجاً فاشلاً، ولكن الحَلّ بِيَدِك، فتَغَيَّر وازرع الثقة والعزيمة في ذاتك.
وفقك الله.