يبدو هجوما وسواسيا جديدا! أو ربما لا!
السلام عليكم، كالعادة اعتذر عن كثرة ارسالي، وأتمنى أن تجيب علي الدكتورة رفيف.
مبدئيا أريد أن أوضح أنه وللاسف لا يمكنني زيارة الطبيب، والداي -حفظهما الله- يعدان ذلك سابع المستحيلات ويصران على "لن يعالجك أي طبيب في العالم، وحدك القادرة على ذلك"، يظنان التجاهل والإعراض أمرا سهلا، ويرويان لي قصصا عن أشخاص سمعوا عنها وكيف أنهم تعالجوا بمفردهم، ويخشيان على ما يبدو من الآثار الجانبية للادوية (أظنني العشرينية الوحيدة التي لا تزال تحتاج إذنا للخروج من المنزل إذا لم يكن الأمر يحتاج مرافقا إيضا).
على أي حال، وبالرغم من أن والدي احبطاني جدا وعلى الرغم من أنني ظننت بيتنا أكثر ثقافة فيما يخص الطب النفسي لكن للأسف والحمد لله على كل حال.
طبعا "مجانين" هو حقا ملاذي الأول والأخير، وأحمد الله في كل ثانية على وجودكم وعلى أن اهتديت إليكم، سأدخل في لب الموضوع وأعتذر عن الإطالة:
بعد أسابيع ربما من الراحة ولله الحمد -عدا المشكلة التي لا زلت أنتظر ردكم عليها- فجأة وقبل يومين هجمت علي فكرة جديدة وقد حاولت التجاهل كما ترون مدة يومين، رغم أنني أفكر بها بين الحين والآخر، وما بين النفي والإثبات، إليكم الفكرة:
أخشى كثيرا بعد الاستنجاء من دخول ماء إلى الدبر، ولهذا عادة ما أتاكد بأن أنشف المنطقة وأنتظر قليلا وأتأكد، وتبين لي منذ فترة أن الماء أحيانا يكون على الحلقة نفسها وليس خارجا من الباطن، ولهذا أصبحت أحرص على تنشيف الحلقة قبل التأكد -ساعدني هذا الاكتشاف كثيرا-، لكن ولا أعلم منذ متى بدأت أنشفها هكذا: (أمسك منديلا وأبدأ من أعلى الحلقة قليلا وأسحبه بقوة حتى أنتهي منها)، وبهذا أكون تيقنت والأمور ماشة.
قبل يومين وبعد أن قمت بهذه الحركة شعرت أن ماء دخلت فأعدتها كم مرة، ووضعت إصبعي (لست أدخل اصبعي للباطن لكني أشك أنه دخل ولهذا أستجمر ثلاثا بعد رفعه)، كان كل هذا كثيرا على الحلقة فرأيت في المسحة الأخيرة آثار غائط!!! وأعدت الاستنجاء وغسلت المنطقة ونشفت وخرجت. فهجمت علي فكرة أن هذه الحركة التي أستعملها في التنشيف (حركة المنديل) ربما تتسبب عند السحب بقوة في خروج جزء من الباطن؟! وبما أن المنديل يكون رطبا بسبب الماء= النجاسة تنتشر!!! يعني منديل رطب لاقى باطنا نجسا.
وكثيرا لا أغسل يدي بعد التنشيف لأنني كنت أحكم بطهارة كل شيء، وأحيانا أيضا أستعمل المنديل ذاته في تنشيف الأطراف القريبة من هذا المكان، ولا يخفى عليكم الجو الحار هذه الأيام، فتجد العرق يتصبب مني وأنا في الحمام عندما أطيل (وقد حدث في مرات عديدة).
السؤال: لا أذكر طبعا متى فعلتها ومتى لا، لكن ومع هذا الحر والعرق في كل مكان ويداي اللاتي لا أغسلهما بعد التنشيف بالمناديل، (أغسلهما بعد الحمام طبعا)، هل كل شيء يتعلق بي نجس!! ثيابي، فراشي، مكان جلوسي؟! أم أقول أن الأصل فيهم الطهارة وإذا لم أتيقن أن تلك النجاسة تعدت لهم فلا شيء؟ مع أنها طبعا تعدت لهم؟
بل السؤال: هل هي نجاسة أصلا؟؟ أفكر في كل لحظة أن الاستجمار يكون هكذا، كيف يستجمر البشر؟؟! ولهذا لا مكان للباطن الذي أتوقع خروجه، وأقول أحيانا قد يستجمرون بلطف ولهذا لا تتحرك الحلقة كمثلي، لكن هل يطهرهم اللطف!!! وأقول: المشكلة أنني أصبت منذ زمن بشرخ شرجي، وبرأ ولله الحمد لكن هناك مثل قطعة جلد زائدة في هذا المكان وهي من الجزء الذي أتوهم خروجه، أعني أنني عند تمرير المنديل عليها بقوة يخرج جزء منها كان في داخل الحلقة، فأقول إن الناس ليس عندهم هذا، وأقول أيضا إنني حتى عند الاستنجاء أحرك بقوة بعض الشيء لضمان الطهارة، لكن هل يخرج شيء أم لا؟
تعبت من التفكير وحاولت إعادة الحركة ذاتها أكثر من مرة لأعلم هل يخرج شيء أم لا؟ وهل هذا الذي يخرج هو ذاته الذي يصله الماء عند استعمال اليد في الاستنجاء؟ لكن دون جدوى..
المشكلة أنني في كل مرة أقول: لا ما عليك هذا وسواس والفكرة سخيفة، لكن سرعان ما أقول: بلى هناك جزء يبدو وقد كان باطنا!
أها يا دكتورة هل من خلاص؟! أم أنه باطن استقصيت بالتعرض له وتنجست؟
وأي شيء أغسل من ثيابي وفراشي و....إلخ؟
5/6/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "أسامي"، وأهلًا بك وبأسئلتك
دعينا من الطبيب النفساني الآن، واذهبي إلى طبيبة جلدية واعرفي دواء جلدك المهترئ لكثرة التنظيف والدعك الوسواسي. هذا الضرر غير معقول يا بنيتي!
وكلام أهلك نصفه صحيح، فالطبيب لا يملك لك شيئًا ما لم تتحركي أنت وتنفذي المطلوب منك.... والطبيب يعطيك الطريقة والدواء إن لزم. افعلي ما تستطيعين، وسييسر لك الله الطريق إلى ما لا تستطيعينه الآن. هناك وسائل كثيرة لإقناع الأهل ولكن الأمر يحتاج إلى صبر وحكمة.
اقرئي من فضلك مقالات العلاج الذاتي للوسواس القهري (1-4) التي كتبها د.محمد شريف سالم وغيره، وحاولي التطبيق ما استطعت. كذلك ألزمي نفسك بالعمل بالأحكام التي بينتها لك في الإجابات.
وأوقفني قولك: (أظنني العشرينية الوحيدة التي لا تزال تحتاج أذنا للخروج من المنزل إذا لم يكن الأمر يحتاج مرافقا أيضا)!! عدم الاستئذان ثقافة حديثة يا بنيتي، انتشرت بيننا وللأسف! أما نحن المسلمين فنتحلى بالأدب، ومطالبون بالبرّ، ومن أدنى درجات البر أن يعلم أهلك أين أنت كي لا يقلقوا، وأن يمنعوك من بعض الزيارات ونحوها، لأنهم أخبر منك في معرفة الأفضل والأصلح
من تجيبك الآن قاربت أن تكون خمسينية، ولا تذهب إلى مكان إلا بإذن، لأنها تعرف أن التوفيق لن يحالفها إن لم تستأذن، ولعلي خالفت مرة أو مرتين عندما كنت في عمرك، فتعسر ذهابي، ونلت من المشقة والكرب ما جعلني ألتزم الأوامر إلى اليوم.
ولي أستاذ في الجامعة، تزوج وأنجب الأولاد، ويسكن مع جده في بيت واحد، وكان إذا أراد الخروج من البيت لشراء الخبز من الفرن القريب، لم يذهب حتى يستأذن جده....، وهذا من أدبه، وإلا فلا أظن أن الجد سيمنعه وقد أصبح ربّ أسرة.....
الأدب واللباقة ومراعاة مشاعر الوالدين شيء جميل، وهو خير ما تتزين به الفتاة، وعدم استئذانك يعني أن والديك لا يعنيان لك شيئًا، وعدم سؤالهم عن وجهتك يعني أحد أمرين: إما أنك لا تعنين لهم شيئًا، بينما أنت تعنين لهم الكثير؛ وإما أنهم يئسوا من أن تكوني فتاة مطيعة لبقة حاليًا، وينتظرون أن تعلمك الأيام ما ينبغي فعله.....، وطبعًا لا ترضين لنفسك أن تكوني كذلك
الحديث في هذا يطول، وهذه بضعة سطور أرجو أن تخفف من حنقك على أهلك وعلى (تحكمهم) إن صح التعبير.
نرجع إلى سؤالك: لو فرضنا أن الماء يدخل إلى دبرك فعلًا، ما المشكلة في ذلك؟! لعلك تخافين من خروجه نجسًا....، ومن قال إن الماء سيخرج إن فرضنا دخوله؟! لو كان يستطيع الخروج من المصرة لخرج البراز وغير ذلك من السوائل، أعزك الله.
ثم ما هذه الطريقة العجيبة في التنشيف؟ ضعي المنديل على الحلقة، وهو سيمتص الماء، ثم ارفعي المنديل عنها... حقًا لا أدري ما الداعي لكل هذا الدعك والفرك؟!! طبعًا الاستجمار يكون بلطف، ويكفي للتطهير، وها أنت ترين عواقب العنف والدعك، آلامًا لا تحتمل.
ثم ارجعي فاقرئي عباراتك: (لكني أشك....، ربما تسبب...)، والشك لا مكان له في التنجيس، والقاعدة (لا تنجيس بالشك)، ويقين الطهارة لا يزول بالشك في النجاسة، يجب أن تتأكدي من وجود النجاسة 100%.
إذن المسألة محسومة منذ البداية، لا يوجد نجاسة أصلًا، وبالتالي فيدك وسريرك وأشياؤك كلها طاهرة. فأرجو أن تتصرفي مع الأشياء على هذا الأساس، وأن تهملي سائر الوساوس المعاكسة.
أرجوك ارأفي بنفسك وارحمي جسدك، واستعيني بالله، وأؤكد عليك مرة أخرى أن تعالجي ما اهترأ واعتلّ قبل أن تستفحل الأمور أكثر فأكثر
في أمان الله
ويتبع>>>>>: وسواس النجاسة، حديث وأحاول استدراكه م6