الوساوِس لا تُفَارِقُني
السلام عليكم. جزاكم الله خير جزاء في هذه الليلة المُبارَكَة لِمَا تُقَدِّمُونه للناس، جزاءكم عند الله.
مشكلتي هي أنَّ الوساوس لا تُفارِقُني. سوف أبدأ بأنَّنِي شخصية شكَّاكاة ومُوَسوِسَة في أغلب الأشياء. مشكلتي هي عندما ضحك معي ابن عمي حين كُنَّا نائمين مع بعض، وفي الغد قال لي "لقد اغتصبتك" وبدأ يضحك وأنا كذلك، وبَقِيتُ أسأله، فقال لي "أنا أضحك معك"، وفعلًا كان يضحك معي لأنَّه مثل أخي، ولأنني لم أحس بشيء، ونومي خفيف.
ومرة أخرى كنت نائمًا أنا وصديقي، وضحك معي وقال لي "الليلة سوف أفعل لك شيئًا (في إِطار الضحك)"، ثُمَّ نِمْنَا، لكنَّه طيب. كذلك يبقى عقلي يُقنِعُني بأنَّهم مارسوا معي الجنس. ومرة أقول "أعوذ بالله، ما هذه الأقوال!".
وفجأة تذكَّرت أنَّنِي في الصِّغَر كنت ألعب مع صديقي في البيت ولم نفعل شيئًا. أتذكر عندما دخلت أُمه قال لي "اختَبِئ حتى تدخل أمي، واخرج من البيت"، وفعلًا خرجت. مشكلتي هي هل فعلنا شيئًا خبيثًا، لأنني لا أتذكر أنَّنا قُمنَا بشيء خبيث لأننا كُنَّا مُحافِظين ومن عائلات مُحافِظَة.
سؤالي: هل يمكن للوساويس أن تأتي بهذا الشكل؟ وهل يتَّم الاغتصاب أثناء النوم أم هي مجرد وساوس؟ لأن أغلب أصدقائي يضحكون هذا الضحك وينامون عادي دون شكوك وقَلَق. هذه هي المعاناة جِرَاء الوسواس القهري، لأنني أي كلام من الناس أبقى أُفِّكر فيه. ولديَّ أبي كان يُفَكِّر كثيرًا، وقلت أنَّنِي خرجت مثله. هل هذه الوساوس وراثيَّة؟
بانتظار ردكم الشافي
وشكرًا لكم كثيرًا.
9/5/2021
رد المستشار
أهلًا بك يا "خالد" على موقع مجانين للصحة النفسية.
عن سؤالك في الأخير: نعم هناك حالات وسواس قهري وراثية وتنتظر ظروفًا معينة لتظهر معها الأعراض، لكن هذا لا يعني أن المرض لا يُعالج. ما تُخبِر عنه هي وساوس قهرية قطعًا، وهي ترتكز على فكرة معينة هي أن تتعَرَّض "لانْتِهَاك عِرْضِك" أو لشيء جنسي. هناك من تأتيه بشِدَّة في قضايا عقدية وكفر أو نظافة، أو الأذيّة (الذات أو الآخرين).
أنت تُعانِي الآن من وسواس قهري، والطريقة الُمثلَى للتعامل معه بمُوَازَاة الدواء (إن رأى الطبيب النفسي psychiatre ذلك) هي أن تتجاهلها ولا تحاول أن تُقنِعَ نفسك بعكسها، فهذا فَخٌّ يَقَعُ فيه الوسواسِيُّون كلهم، لأنهم يعتقدون أن مشكلة الفكرة الوسواسية قائمة على مُعطَيَات عقلانية يمكن ممارسة بعض المنطق عليها والإقناع والتَّأمُّل فتختفي، بينما هي مُختلفة تمامًا عن شيء يُمكِن تحليله ثم الشعور بالتحسن بعده للأبد. رُبَّما سيَشْعُر المُوَسْوِس بشيء من الراحة في البداية، لكنها سُرعَان ما تعود بافتراضات أخرى "وربما، وممكن، وهل نسيت؟ وهل وَقَع؟ وماذا لو؟... إلخ". دَوَّامَة من الشكوك وعدم الثبات.
سأتركك مع بعض الروابط التَّفصِيلِيَّة. وينبغي أن تزور طبيبًا نفسيًّا في أقرب وقت:
نِمْتُ عنده: وسواس الاغتصاب أثناء النوم
الخائف أن يكون شاذًّا: إحدى حلقات الوسواس القهري!
ويتبع>>>>>> : الاغتصاب أثناء النوم وسواس متواتر م