مرض نفسي
أنا مراهقة ذات 16 عامًا. أُصِبْتُ بوسواس قهري شديد في الدين لمدة أربع سنوات مُتَفَرِّقَة لأنِّي لدَيَّ دراسة وعَمَل ومشاكل عِدَّة، فكنت أَنْشَغِل عن الوسوسة، لكن كُلُّها فترة وترجع لي أَشَدَّ مِمَّا كانت عليه من قبل. فَفِي آخر مرة أتَتْنِي وَصَلْتُ إلى حالٍ كنت سَأُجَنّ، ولم أَكُن أَفْهَم نفسي أبدًا ولا أَعْرِفُ نِيَّتِي.
وتلك الفترة كُنْتُ كثيرة التفكير، دائمًا قَلِقَة ومُتَوَتِّرَة، أبكي وأخاف كثيرًا، وكانت تَرُفُّ عَيْنِي بسبب الأعصاب (على حسب ما فَهِمْتُ أنَّه من شِدَّة القلق)، وكنت أُهَلْوِسُ وأفكر وأنا نائمة، حتى أنَّنِي قد وضعت سِكِّينًا وأشياء حادَّة في غرفتي لكي إذا انْهَرْت مَرَّة أخرى أنتحر وأرتاح، لكن الذي مَنَعَنِي إنّه كان فيني وسواس الكفر، وكنت أخاف أنْ أموت عليه.
ومن ثلاثة أشهر تحديدًا فجأة هكذا أُصِبْتُ بِتَبَلُّد، لم أَعُد أشعر بأيّ مَشاعِر، لا خوف ولا حزن، وأصحبت أَصْطَنِع الضحك لأنَّه لم يَعُد شيء يُضحِكُنِي. في البداية كنت أَظُنُّ أنَّنِي شُفِيت، لكن بعدها أدركت أنَّ حالتي ساءت أكثر.
لقد كنت الأولى على الصف، الآن أصبحت لا أقدر أن أُرَكِّزُ، وأنسى كثيرًا لدرجة أنَّنِي أكون أتكلم وفجأة أنسى ما أتَكَلَّم عنه في نفس اللحظة! وكأن عقلي يتَوَقَّف ويرجع. وأمي تقول لي "أريد ماءً"، فأذهب وأنسى لماذا ذهبت، وغيرها من المواقف. وأُحِسُّ أنَّ بالي مشغول دائمًا، مع أن عقلي فارغ تمامًا ولا أُفَكِّر بشيء؛ لأنَّنِي أَوْقَفْت حياتي لأنَّنِي لا أستطيع إتمام المهام والواجبات التي علَيَّ.
أيضًا أُواجِهُ صعوبة في ربط الكلمات والمواضيع مع بعض، وكأنَّنِي للتَّوِّ تعَلَّمت لغة جديدة وقاعدة أُطَبِّقُها. وأَتَلَعْثَم في الحديث وأَشْبُك الكلمات مع بعض، وأُخْطِئ كثيرًا. ومثلًا إذا قرأت نُكتَة أو درس لم أَعُد أَسْتَوْعِبُه من أوِّل مَرَّة، لازم أقرأه مرتين وثلاثة، وأرجع بعد ساعة ناسية ماذا قرأت، وأرجع أُعِيدُه، أو أقرأ أوَّل سطرين من كتاب بتركيز، ثم أُكمِل قراءة وأنا شارِدَة الذهن، وأَجِدُ نفسي في الصفحة الثالثة وأنا لا أعلم ماذا قرأت أصلًا. مع أنَّنِي لم أَكُن هكذا من قبل. ونفس الأمر في الصلاة والقرآن، حتى أنَّ أهلي لاحظوا وبدأوا يضغطون عليَّ كثيرًا ويَرْمُون عليَّ الكلام بأنَّنِي غبية لا أفهم ولا أعرف أتَكَلّم.
وأنا لم أتعاطى أيَّ أدوية نفسية أو مُخَدِّرَات أو خمر أو أيِّ شيء يُضعِفُ العقل، فالمشكلة نفسية لكن لا أعرف ما هي أو كيف أَحُلُّها!
حاولت كثيرًا ولم أستَطِع أن أُحَدِّد حالتي.
7/7/2021
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Abrat" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
الحالة التي تعانين منها الآن هي بوضوح اكتئاب جسيم إما أنه بدأ على صورة وسوسة دينية (لم تحددي أهي في العقيدة أم العبادات أو المعاملات؟!) أو أنه اكتئاب حدث بعد سنوات من اضطراب وسواس قهري.... والحقيقة أن العلاج واحد في الحالتين وهو أن نعالج الاكتئاب الجسيم أولا لما يمثله من خطر على حياتك وعلى أدائك الأكاديمي والاجتماعي.
توحي السطور الأولى من إفادتك بأنك مررت بما قد يكون مزاجا دورويا وربما نوبات التفكير الكثير كانت درجة تحت سريرية من الهوس... وبدأت الوسوسة من سن صغير (12سنة) وترافقت مع المزاج غير المستقر والنشاط الفائق والتفكير المفرط..... ثم بعد سنوات أربع بدأت نوبة الاكتئاب الجسيم (والذي يبدو ثناقطبيا) وتوقفت الوسوسة أو كادت حتى ظننت أنك شفيت.
هذا الجزء يا ابنتي من تاريخك المرضي مهم أن تذكريه للطبيب النفساني الذي سيقيم حالتك ليضع احتمال الثناقطبية في اعتباره عند وضع الخطة العلاجية التي ستشمل موازنات مزاج وليس فقط مضادات اكتئاب.
اقرئي على مجانين:
وسواس قهري أم اكتئاب ثناقطبي ؟
ثناقطبي × وسواس = ريم + اكتئاب + وسواس
كسل طبي واكتئاب ثناقطبي
من المهم إذن أن تسارعي بتعريف أهلك بضرورة زيارة طبيب نفساني والحصول على علاج طبي بسرعة إذ دائما يجب التعامل مع الاكتئاب بحزم ودون تهاون أو تأجيل.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.