السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخبرتني أختي الصغرى أنَّهُ قبل عشرين عامًا عندما كان عُمرها سبع سنوات، تحرَّشت بها جنسيًّا أختي الكبرى، وهي حينذاك في عمر الخامسة عشرة، إذ استغلت عدم وجود أَحَدٍ بالمنزل، وخدعتها بأنَّها تَلْعَبُ معها لُعبَةً وجَعَلَتْها تَخْلَعُ ملابسها، وتحَرَّشت بأعضائها الجنسية.
أختي الصُّغرى على مَدَى سنوات كانت تُعانِي من كوابيس وإغماءات وتَبَوُّل لاإرادي، وأشياء كثيرة اختفت مع الزمن، ولكن ما زال لها تَوَابِعُها النفسية. وكانت دائمًا تُحاوِل علاج نفسها من خلال البحث والاستشارات، والقراءة والدَّوَرَات. وتتعالج الآن على يد طبيبة عن طريق الكتابة وتَفْرِيغ ما بداخلها، وكجزء من العلاج تُخْبِرُ أيًّا من أُسْرَتِها أو مِمَّن تثق به بأسرارها، وتُحاوِل أن تَجِدَ شخصًا يُساعِدُها ويُؤَازِرُها. وقد أَسَرَّت لي بهذا الأمر، ودَعَمْتُها وشَجَّعْتُها، ووقفت بجانبها، لكنها لا تُرِيدُني أن أُخْبِرَ العائلة بما حدث. وأنا لا أعرف ماذا أفعل. هل أُخْبِرُ كل العائلة بما حدث لكي آخُذَ حقَّها؟ أم أَلْتَزِمُ الصمت؟
أختي المُتَحَرِّشة عمرها الآن فوق 35 سنة، ولم تتَزَوَّج، وأخاف أن تتَحَرَّش بأبناء أختي وأخي، فهل أَسْكُت؟ أم أُوَاجِهُها وأُهدِّدها؟ علمًا أن أختي الصغيرة المتحرَّش بها تخشى ألَّا يُصدِّقها أحدٌ إذا ما أخبرت العائلة؛ لأنَّ أبي وأمي بَلَغا الكِبَرَ، ويَثِقَان في أختي الكبيرة وفي آرائها، ولا سِيَّما أنَّها مُتَدَيِّنَة وحافظة للقرآن، ويَتْرُك لها أبي وأمي مساحة كبيرة للتَّحَكُّم بالمنزل، وشَخْصِيَّتُها مُتَسَلِّطَة، وتَنْتَقِد أختي الصغرى دائمًا.
ماذا أفعل؟ أفيدوني، فأنا في حِيرَةٍ من أَمْرِي، فأنا إنْ تَحَدَّثْتُ سوف تَنْهارُ العائلة، وإنْ صَمَتْتُ فأنا أخشى أن تتحرش بأحد آخرَ من العائلة، وأكون سببًا بِصَمْتِي في إيذائه.
ولديَّ سؤال آخر:
كيف تتعامَل أختي الصغرى معها، خصوصًا أنها مُقِيمَة مَعَها في نفس المنزل؟
6/7/2021
رد المستشار
وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعلم أخي أنه لا يحق لأحد اتخاذ قرارات هامة في حياتك بما فيهم نحن المستشارين، عليك اتخاذ قرارك بنفسك.
سيساعدك في اتخاذ القرار دراسة نتائج البدائل أمامك وهي أن تخبر العائلة أو أن تصمت. تقول إن أختك المتحرشة متدينة وتتولى مسؤولية والديك الكبار، وقد يكون سلوكها الماضي مجرد طيش وجهل ويدعم هذا الرأي أنها ما عادت تتحرش بأختك الصغرى رغم أنه من المعروف عن المتحرشين أنهم نادرا ما يتخلون عن ضحيتهم بسهولة. كم تكرر هذا التحرش وهل كان عنيفا أم أن الصغرى كانت موافقة على أنه لعبة، أعتقد مما ذكرت أن التحرش لم يكن مكررا وما عانته أختك الصغرى من أعراض لم يكن غالبا نتيجة هذا التحرش بدليل اختفاء الأعراض رغم بقاء الخبرة.
خوفك على صغار العائلة مبرر وليس من أختك فقط لما بدر منها في الماضي فالصغار ضعفاء ويجب على والديهم رعايتهم مع العلم بأن معظم المتحرشين بالأطفال هم أشخاص معروفين لهم ومقربين منهم، وهو أمر يجب أن يعرفه كل والد، ويمكنك أن تنبه اخوتك إلى هذا بصفة عامة دون تخصيص.
أشكر لك دعمك لأختك الصغرى ولها هي أن تقرر مواجهة ومراجعة أختها بما كان منها من عدمه بناء على ما ستحققه من فوائد ولكن ليس أنت بكل الأحوال فهذا سيشق صف الأسرة وتصبح جبهات. كما عليها أن تختار طريقة التعامل مع أختها وتحدد درجة القرب منها حتى مع عيشهم في نفس المنزل فبعد العشرينات يصبح الأخوة في نفس المنزل أصدقاء أو مجرد أرحام.
ولا تجعل ما سمعته ينعكس على علاقتك بأختك الكبرى وما كان منها في الماضي بل ركز على سلوكها الحالي وتعامل معه. من مشكلات الماضي أنه مضى ولا يمكن تصحيحه ولا تغييره ولكن تبقى لنا الخبرة التي أكسبها إيانا ونحن نحدد كيفية التعامل مع هذه الخبرة، هل تكسرنا أم تزيدنا وعيا وقوة.
ويضيف د. وائل أبو هندي... الابن الفاضل "فراس" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، لدي فقط أن أصرح بما يجيش بصدري وقد لمحت له مجيبتك أعقل المجانين أ.د حنان طقش من أنه يا أخي علينا أن نغفر ونسامح ولا أميل إلى وجود احتمال أنها أي أختك الكبرى يمكن تتكرر ما حدث قديما من عشرين سنة لابد وأنها تغيرت (ولا سِيَّما أنَّها مُتَدَيِّنَة وحافظة للقرآن) ظني أن ما حدث أصلا كان هفوة لم تكررها وكثير من المتدينيين يقعون في مثل هذه الهفوات... وهي لو كررتها...... على مدار عشرين سنة أصلا لفضحت.... يا بني احفظ وسامح.... احفظ السر الذي عرفت واحفظ الأطفال الذين أنت مسؤول عنهم بتعليمهم عن التحرش وكيفية الوقاية منه لأن هذا واجب علينا في كل الأحوال.... وسامح هفوة أختك المتدينة والحاملة لكتاب الله في بواكير رشدها... ألست ترى سلوكها الحالي كما نبهتك مجيبتك، وأهلا بك دائما على مجانين.