سلام عليكم. شكرًا على جُهُودِكم.
استشارتي عن حالتي، حيث أنِّي أُؤمِنُ بأنِّي لا أحتاج دواءً، وأستطيع شفاء نفسي عن طريق الأكل والرياضة. ودائمًا أُفَكِّر أنَّ هناك مُؤامَرَة كبيرة على البشر من شركات الأدوية حيث تحاول أن تجعلنا تحت سيطرتها.
والأَدْوِيَة التي آخُذُها هي: لامكتال ٣٠٠ مجم،سمبلتا ٦٠ مجم، أبلفاي ٢٠ مجم، ترازدون ٥٠ مجم.
أنا مريضة منذ ٢٠٠٤، ولكن تَمَّ تغير الأدوية والحُقُن. ودخلت المستشفى كثيرًا، وفي إحدى المَرَّات قضيت شهرًا كاملًا في مستشفى المجانين؛ لأنِّي رفضت أخذ العلاج. وكان ذلك في أمريكا، لهذا أشعر أن هناك مُؤامَرَة حيث أنَّهم لا يتركوني حتى أشرب الدواء، وهذا دليل على المؤامرة الخبيثة.
أنا الآن أعيش في تركيا. وأفكر بِتَرْك الدَّواء تدريجيًّا، والاعتماد على "كيتو" والرياضة، لكن خائفة من الأهل، فهم يُصِرُّون على أَخْذِي للدواء.
شكرًا لكم.
18/7/2021
رد المستشار
موضوع الاستشارة:
1- الالتزام بالعلاج.
2- نظرية المؤامرة.
تحليل الاستشارة:
الاستشارة هي لِسَيِّدَة عمرها ٣٨ عاماً، وتُعانِي من اضطراب عقلي مُزمِن لفترة لا تقل عن ١٦ عاماً. ما يُمكِن استنتاجه هو أنَّ كاتِبَة الاستشارة تُعانِي من اضطراب ذُهانِي مُزمِن يتَمَيَّز بأعراض فِصامِيَّة وُجدانِيَّة بناءً على وصفة العقاقير. وطبيعة (مَسَار) هذا الاضطراب هو لِنَوْبات انتكاسة وهَدْأَة، مع أعراض مُتَرَسِّبَة بين النوبات. لا يمكن تحديد درجة (الأعراض) الاضطراب، وإن كانت هناك أعراض سالِبَة، بالإضافة إلى الأعراض المُوجَبَة.
الاحتمال الثاني هو أنَّها تُعانِي من اضطراب الشخصية الحَدِّيَّة المُزمِن.
الالتزام بالعلاج أزمة تُواجِهُ جميع العاملين في الصحة العقلية في مُعالَجَتِهم لمريض يُعانِي من اضطراب ذُهاني مُزمِن. رغم أنَّ الالتزام بالعلاج له علاقة بِبَصِيرة الإنسان حول مَرَضِه وطبيعته، ولكن في نفس الوقت هناك عوامل عِدَّة تلعب دورها في تدهور هذا الالتزام، ويمكن تصنيفها إلى ما يلي:
1- النظام الصحي بِحَدِّ ذاته، وفشل الفريق الطبنفسي في إقامة علاقة علاجية سليمة مع المريض.
2- العلاج بِحَدّ ذاته، فكُلَّما ازداد تعقيداً ارتفع احتمال ظهور أعراض جانبية للعلاج، واستياء المريض منها. وعدم تحذير المريض وتَثْقِيفِه عن العلاج والأعراض الجانبية المُحتَمَلَة كثيراً ما يُؤَدِّي إلى عدم التزامه.
3- المريض نفسه وطبيعة ودرجة المرض الذي يُعانِي منه، بالإضافة إلى مستوى البصيرة. والأمراض الذُّهانِيَّة المُزمِنَة تُؤَثِّر سلبياً على أداء المريض معرفياً واجتماعياً، وربما الحياة مع الأعراض أو بدون أعراض لا تعني الكثير له.
4- عوامل اجتماعية تتعَلَّق بعدم مُسانَدَة المريض اجتماعياً واقتصادياً، وتدهور جودة حياته. ومُسانَدَة الزوج في غاية الأهمية، والكَفّ عن التعليقات السلبية من قبل الأهل والأقارب قد يلعب دَوْرَه في تَحَدِّيهِم من قِبَل المريض وعدم التزامه بالعلاج.
نظرية المُؤامَرة:
ما تَمَّ الإشارة إليه في محتوى الاستشارة عن دور شركات الأدوية وسيطرتها على البشرية كثير التداول، ولا علاقة له بالذهان، ويمكن ملاحظته في جميع المواقع الاجتماعية خاصةً في الآوِنَة الأخيرة مع اقتحام جائحة كورونا لكوكب الأرض.
من زاوية أخرى ما يتجاهله جميع المؤمنين بنظريات المؤامرة هو أنَّهُ بدون البحث عن علاج للأمراض، وإنتاج العقاقير بجودة عالية لانقَرَضَت البشرية. والكثير من هؤلاء مُستَعِدّ لاستعمال مواد علاجِيَّة كاذبة لا قيمة لها، بل والبعض منهم مُستَعِدّ لاستعمال مواد كيمائية محظورة يتم إنتاجها في أقذر مكان، ولكنه يترَدَّد على سبيل المثال في استعمال لِقَاح تَمّ إنتاجه عالميًّا لمواجهة فيروس قادر على مَحْوِ البشرية بأَسْرِها.
ويَتِمُّ التقاط نظريات المؤامرة لسبب واحد هو تأَزُّم الفرد وعُقَدُه النفسية. وهذا التأزم في الاستشارة موجود بوضوح بسبب الاضطراب العقلي الذهاني لمُستَشِير الموقع. وقد تَمَّ التقاط نظرية المؤامرة، وتَمَّ استعمال دفاعات نفسية ذهانية وهي إنكار الحقيقة وتَحْوِيرُها. الإنكار هو في عدم وجود اضطراب عقلي مُزمِن بحاجة إلى علاج، وتحوير الحقيقة تم عند تَوجِيه أصابع الاتِّهَام لشركات الأدوية وإزاحة اللَّوْمِ من مراقبة الأهل ونصائح الكادر الطبنفسي المُشرِف على العلاج صَوْبَ شركات الأدوية.
عوامل الخُطُورة:
عوامل الخطورة تتعَلَّق بخطورة الإنسان على سلامته، وخطورته على سلامة الآخرين، وتَدَهْوُر صِحَّتِه العقلية. ولا تُوجَد في الاستشارة تفاصيل كافِيَة عن خطورة مُستَشِير الموقع على نفسه وعلى الآخرين، ولكن بلا شَكّ هناك احتمال انتكاسته، وهو الاحتمال المُؤَكَّد ولا يمكن تجاهله بتاتاً.
وَصْفَة العقاقير تستَحِقّ بعض التعليق. عقار "لامكتال" هو مُضادّ للصَّرَع، ويَتِمّ استعماله كمُوازِن للمِزَاج، وتَوْقِيفُه فجأة قد يؤدي إلى نوبات صرعية. عقار "أبلافي" هو مضاد للذهان. و"سمبلتا" مضاد للاكتئاب. عقار "ترازدون" مضاد للاكتئاب يتِمّ استعماله بهذه الجرعة للتَّخَلُّص من الأَرَق.
هذه الوَصْفَة قد يَتِمّ استعمالها لعلاج اضطراب ذُهانِي مُزمِن، وهو وجداني فِصامي، وهذا هو الاحتمال الكبير. وكذلك تُستخدَم لعلاج اضطراب الشخصية الحدية. لكن بعد مرور الأعوام لا شَكَّ بأنَّ مَسار اضطراب الشخصية الحدية لا يَقِلُّ تأثيره عن مسار اضطراب وجداني فصامي في تَفَسُّخ شخصية المريض وتدهور أدائه المعرفي والاجتماعي.
نصيحة الموقع:
١_ لا تُوقِفِي العلاج.
٢_ التَّشَاوُر مع الفريق الطبنفسي الذي يُشرِفُ على علاجك.
ويتبع>>>>>>: أفكر في إيقاف دوائي م