وسواس قهري الزواج على الفيس بوك م1
عاجزة عن العودة كما كنت
السلام عليكم ورحمة الله. شكرًا على رَدِّكُم على استشارتي السابقة.
في الحقيقة، أنا أَعْشَقُ اختصاصي ووظيفتي كمُدَرِّسَة. أُحِبُّ تعَلُّم اللغات، حتى أنَّنِي بدأت في تعَلُّم اللغة الكورية منذ أشهر.
مسألة الحرام والحلال، والوَسْوَسَة بأنَّ اختصاصي حرام، وأنَّ المال الذي سوف أَكْسَبُه مِنْ ممارسة عَمَلِي كمُدَرِّسة حرام. كل ذلك كان مُزعِجًا ومُقلِقًا، تحديدًا بعد شهر رمضان، حيث أنَّنِي تفرّغت للعبادة وتلاوة القران في الشهر المبارك. وعند انتهاءه وعَوْدَتِي إلى نَسَقِ حياتي الطبيعي، شعرت باضطراب في أفكاري، وهاجَمَتْنِي هذه الوساوس، وكانت جدًّا مُخِيفَة.
أنا حاليًا أشعر بأنَّنِي جسد بلا روح. حالة العجز هذه لا أعلم كيف أتحَرَّر منها، أريد وبِشِدَّة العودة كما كنت عليه في السابق، الفتاة المَرِحَة الشَّغُوفة المُحِبَّة للحياة. أريد العودة إلى مُطالَعَةِ الكتب الإنجليزية والدراسة، لكن لا أعرف كيف ومن أين أبدأ. حتَّى أنَّ حالتي الجسدية في تَرَاجُع، فأنا أَسُدُّ الفراغ النفسي الذي أشعر به بالأكل المُفرِط، ووَزْنِي في ازدياد. أَبْدُو مُنهَزِمَة وضعيفة.
طبيبة الأعصاب التي نصحتني بزيارة طبيب الأُذُن، اعْتَقَدَت أنَّهُ على الأرجح أُصِبْتُ بشَلَل الوجه النِّصْفِي إِثْرَ تعَرُّضِي لتَيَّار هوائي قوي. وقامَ هذا الأخير بمُعايَنَتِي، ووَصَف لي بعض الأدوية، كان بعضها ذو آثَار جانِبِيَّة مُزعِجَة، حيث كنت أَجِدُ صعوبة في النوم والتركيز، وأُصِبْتُ بنَوْبَات الهَلَع فَوْرَ انتهائي من تناول أدوية شَلَل الوَجْهِ النصفي.
نوبات الهلع في تقديري ربما كان سببها ساعات الحضانة والعمل في الإدارة، فالعمل لساعات إضافية إلى جانب التَّدْرِيس استنزف طاقتي وأَصابَنِي بإِجْهَاد وتَعَب. كَمَا أنَّنِي أَعِيشُ في وَسَط عائلي مُضطَرِب ولا يَخْلُو من المشاكل.
أنا حقًّا لا أعلم لماذا كانت تأتيني هذه النوبات، أي لست متأَكِّدَة من السبب الرئيسي. وربَّما انشغالي بموضوع الزواج سَبَبُه أنَّنِي أَتُوقُ إلى العاطفة والحنان، فأنا دائمًا ما أشعر بفراغ عاطفي. وقد تكون هناك أسباب أخرى كما ذكرت دكتور، رُبَّما فعلًا أنا أُعانِي من التَّخرِيب الذاتي، فأنا دائمًا في حَرْب مع نفسي كأنَّنِي لا أريد لها السعادة.
كيف أتوَقَّف عن فعل ذلك؟ كيف أُصَحِّحُ أفكاري؟ كيف أعود إلى ما كنت عليه في السابق؟
شكرًا على نصائحك دكتور. أردت توضيح بعض الأمور.
18/7/2021
رد المستشار
صديقتي
لماذا لا تبدأين حياة جديدة أفضل مما كنت عليه في الماضي؟
إليك بعض الأسئلة والاقتراحات:
1. ابدئي في قراءة أي شيء لديك فيه فضول أو رغبة في المعرفة سواء بالعربية أو الإنجليزية أو الكورية أو أي لغة أخرى.. الهدف هنا هو إشباع الفضول وتنمية المعرفة والثقافة.. لا تقرئي لأنه واجب.. اقرئي لأنك تريدين... إن لم يكن لديك فضول فستصبحين امرأة مملة.. الأمر يرجع لك ولقرارك.
2. اكتبي على الورق (وليس على الكمبيوتر أو التليفون) ما تريدين في حياتك ولماذا؟
3. ابدئي في ممارسة رياضة تحبينها أو ما شابهها إن لم تقدري عليها.
4. ما هي العواطف التي تريدين ملء فراغك العاطفي بها؟ كيف تعرفين أنك تريدينها؟ ما الذي سوف تشعرينه وتحسينه عند إشباع تلك العواطف؟ اكتبي على الورق مواصفات فارس الأحلام.... ثلاثون صفة على الأقل منها هواياته واهتماماته ومستواه التعليمي ورياضاته وكل جوانب حياته... ما هي شخصية الرجل الذي تريدينه زوجا، وربما أبا لأولادك إن رزقت بهم، بالتفصيل؟؟؟
5. إذا كنت لا تعرفين سببا جيدا للتخريب والتدمير الذاتي فيجب أن تعلمي أن المسألة كلها تعتمد على قرار منك.... حتى ولو وجدت نفسك تعودين للتخريب الذاتي مرارا وتكرارا، فعليك أن تفهمي أنها مجرد عادة سخيفة لا فائدة منها وأن الأمر سوف يتطلب بعض الوقت وبعض الصبر والاستمرارية في الاتجاه الجديد...وظيفتك في الحياة أن تسعدي بها ثم تسعدي الآخرين.
6. عندما تقولين أنك في حرب مع نفسك: من أنت ومن نفسك التي أنت في حرب معها؟؟؟ لماذا تقسمين ذاتك قسمين أحدهما قاضي وجلاد والآخر مذنب ومعاقب؟؟ أليس هذا شيئا غريبا ومضحكا ومؤسيا في نفس الوقت؟؟ أليس هذا بمثابة القيام بمجهود التخريب بدلا من أن يقوم به الشيطان؟
7. السبب الرئيسي في نوبات الذعر والهلع هو أنك لا تعيشين بطبيعتك لأنك تخافين كثيرا من رأيك السلبي ورأي الناس (الذي تعتقدين أنه سلبي).
8. في سنك، الجو العائلي المضطرب هو مجرد عذر سخيف للبقاء في نفس الدوامة...القرار يعود لك بالكامل.... ماذا لو ماتوا جميعا اليوم؟ ماذا سوف تفعلين بالهدوء الناتج عن اختفائهم؟؟
9. الأكل وسيلة لملء الفراغ العاطفي وهو أيضا وسيلة لتفريغ طاقة الغضب..... من السهل أن نعض الأكل ولكن من الصعب أن نعض من نغضب منهم.... عبري عن غضبك أو أفرغيه بطريقة أخرى غير الأكل.. الطعام يجب أن يكون لتغذية الجسد فقط.
10. إذا كنت تريدين شيئا من الحياة فأعطيه أولا.... تخيلي أنك امتلكت هذا الشيء ثم ابدئي في العطاء منه بلا مقابل.... مثل الزكاة: تعطي وتدفع بلا مقابل من خير أعطاه لنا الله ولا ننتظر المقابل من الذين نعطيهم الزكاة وإنما ننتظر المقابل من الله والحسنة بعشرة أمثالها.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لتصحيح مفاهيمك ووضع خطة لحياتك المستقبلية
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع >>>>>>: وسواس قهري الزواج على الفيس بوك م3