السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ فَرَض عليَّ عَمَلي أن أَعِيشَ مع زميلينِ في غرفة واحدة، وكنتُ أُلاحِظُ بعض السلوكيات الغريبة عليهما والتي أثارت انتباهي، فقمتُ (للتأكُّد) بِوَضْع كاميرا في الغرفة، وبالفعل اكتشفتُ أنهما يُمارسان الشُّذُوذَ الجنسي!
أُصِبْتُُ بانهيارٍ شديد، ودخلتُ في نوبة هِسْتِيريَا، وعِشْتُ اكتئابًا رَهِيبًا وأَلَمًا فظيعًا لم أَعِشْ مثله.
فكرتُ أن أَعْرِضَ عليهما الفيديو الذي صورتُه، لكني أخاف عليهما.
أخبروني، هل أَعرِض عليهما الفيديو الذي صورتُه أم لا، فأنا في حِيرَةٍ من أَمْرِي؟
22/07/2021
رد المستشار
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مرحبًا بك أخي الكريم.
كانت لديك شُكُوك وتأَكَّدْتَ منها، والشكوك تأتي من احتمالات وتوَقُّعات يمكن أن تحدث في الواقع والحياة، فالشذوذ أو الانحراف الجنسي هو جانب من مشكلات الإنسان. فماذا تقصد بنَوْبَةِ هيستريا؟ ولِمَ عِشْتَ اكتئابًا؟ بالطبع هذا جانب من رسالتك لم تسأل عنه، لكنني لاحظت أنَّ رَدَّة فِعْلِك كانت انفعالية، ربما بدافع الخوف عليهما أو استغراب الأمر لِتَنَافِيه مع ثقافتنا وقِيَمِنا الصحية والدينية.
أمَّا سؤالك الأساسي فلا ننصحك بعرض الفيديو، ولا ننصحك بتكرار تجربة التصوير ووضع الكاميرا مرة أخرى لهما أو لأيِّ أَحَد تَنْتَابُك حوله شكوك في هذا الأمر أو غيره.
أنت مَسؤول عن حماية نفسك. إن بَدَت منهما أيّ دعوة لاستقطابك وجَذْبِك أو غيرك لهذا الأمر، فيُمْكِنُك القيام بتَبْلِيغ الجِهَة المُختَصَّة المسؤولة في نطاق ضَيِّق يَتَّسِمُ بالمسؤولية والرغبة في الستر. ولا تستخدم الفيديو المُسَجَّل إلَّا في حالة الاضطرار والضرورة القُصوَى، واكتفى بأنْ يكون دليلك أنَّك شاهدت وليس صَوَّرْت، ويمكنك الاحتجاج بطَلَبِ الكَشْفِ الطِّبِّي للتأكد من صِحَّةِ كلامك.
حاول بإصرار تغيير الغرفة، وإن وَجَدت صُعوبَةً فعليك أيضًا تًبْلِيغَ الجِهَة المسؤولة عن السلامة وأخذ الاحتياطات الصحية تجاههما، ولكن في نِطاقٍ ضَيِّق، أي اخْتَر من تقوم بتَبْلِيغِه بطَلَبِك.
تبليغ الجِهَة المسؤولة ربما يكون الاختيار الأنسب في هذه الحالة؛ لأنَّكُمَا في بيئة عمل وليس في نطاق الحياة الشخصية.